7 أبريل، 2024 9:46 ص
Search
Close this search box.

“نوبيان ونيروز” .. قصة أطفال ذات طابع مصري

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – سماح عادل :

قصص الأطفال تعاني من مأزق في الوقت الحالي.. بدءاً من ظهور الانترنت واستيلاءه التام على اهتمام الطفل، وحتى ظهور قنوات فضائية متخصصة، تجلب أفلام ومسلسلات كارتون أميركية وصينية الصنع، يتم دبلجتها إلى العربية الفصحى.. كما اتجهت دولة الإمارات المتحدة مؤخراً إلى صناعة كارتون خاص بها، يصنعه خبراء أجانب في هذا المجال بإنتاج إماراتي.. في حين فقدت مصر ريادتها في صناعة برامج للأطفال كانت تذاع على التليفزيون المصري حتى الثمانينيات، وتم إيقاف الدبلجة المصرية لأفلام “والت ديزني” بسعي من الدول الخليجية التي تشتري هذه الأفلام، وبالنسبة لقصص الأطفال فقد تدهور حالها في مصر مع قلة الاهتمام بالثقافة، وتدني حال الثقافة بشكل عام.

في محاولة لعمل قصة للأطفال ذات طابع مصري قام الكاتبان “ميرفت البلتاجي” و”أحمد جمال” بابتكار شخصيتان “نوبيان ونيروز”، وتحمست لها إحدى دور النشر لترى النور، مما دفع (كتابات) إلى أجراء هذا الحوار مع الكاتبين ميرفت البلتاجي وأحمد جمال..

ميرفت البلتاجي

(كتابات): من أين جاءت فكرة نوبيان ونيروز ؟

  • “نوبيان” هو شخصية من ابتكار أحمد جمال، و”نيروز” من ابتكاري.. كانا أحد شخصيات موضوع كتاب لعدة مؤلفين، ولم يحدث توفيق كما كنا نرجو فانسحبنا من العمل، وقررنا أن شخصيتي “نوبيان ونيروز” تناسبان أكثر فئة الأولاد والبنات في المرحلة العمرية ما بين الثمان سنوات إلى الخمسة عشر عامًا.

بدأنا العمل فورًا وانتهينا من إعداد العدد الأول في زمن قياسي، ووفقنا الله بالعثور على الأستاذ “أسامة علي” لرسم مشاهد القصة، ثم تحمست الأستاذة “أسماء فخر الدين” صاحبة دار نشر شهرزاد واتفقنا على أن تتولى دار شهرزاد طبع القصة.

(كتابات): هل تتوقعان أن تنجح الفكرة وتلاقى إقبال ؟

  • ظننا بالله خيرًا إن شاء الله.. لأن سوق القراءة للأطفال في هذا السن قليل جدًا وأغلبه إما مترجم أو صناعة أجنبية.. كما أننا نقدم عمل مميز ومتفرد يحمل مزيج من الإثارة والتشويق والمغامرات التي يفضلها الأطفال، بالإضافة لعنصر الرسومات التي تشحذ شهية عقل القارئ الصغير.

(كتابات): حدثانا أكثر عن فكرة مغامرات “نوبيان ونيروز” ؟

  • الفكرة جمعت بين كل العناصر التي بإمكانها جذب اهتمام القارئ.. بالإضافة لارتباطها بعنصر تشويق وهو الجانب الفرعوني في إطار مثالي يجمع ما بين الفانتازيا والأساطير الفرعونية القديمة.. سيجد القارئ نفسه داخل عالم يجمع بين خياله وجذوره المتمثلة في الحضارة الفرعونية القديمة.
أحمد جمال

استطاع الغرب خلق أبطال من الفراغ، فهم لا يملكون ما نمتلكه ونفتخر به – حضارة سبعة آلاف سنة – لذلك فكرنا أننا لو ربطنا هذه الحضارة بعالم الفانتازيا والخيال والمغامرات سنصنع خلطة مثالية لأولاد القرن الحادي والعشرون.

(كتابات): ما رأيكما في المجلات التي تنتجها دول الخليج أو تشتريها مثل “ميكي” و”سمير” ؟

  • هذه المجلات كانت طفرة في وقتها.. رغم أن الإقبال عليها كان وما يزال مستمراً، فقط لسطوة إرثها القديم، ومن وجهة نظرنا أن الطفل المصري بحاجة لأبطال جدد يواكبون عقله المتطور مع ثورة وسائل الاتصال الاجتماعي الحديث.

(كتابات): هل الانترنت والقنوات الفضائية المتخصصة للأطفال قضت على هواية القراءة للطفل ؟

  • فعلاً الانترنت قضى تمامًا على حب الأطفال للقراءة.. وهذا نتاج طبيعي لسوء معاملته أو لتجاهل التعامل معه لتصحيح عيوبه وأخطاءه، فعناصر الجذب والتشويق جاءت على حساب المنفعة وصالح الطفل وما يجب أو لا يجب أن يتعامل معه، سواء مشاهدة قنوات الأطفال المتخصصة، أو بالتفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي دون مراعاة الخطر المحدق بهم نتيجة لهذا التواصل غير المخطط له.

(كتابات): هل الكتابة للطفل صعبة وتحتاج ومهارات خاصة ؟

  • الكتابة للطفل أصعب عمل يواجه الكاتب، فهو يحتاج لمقومات خاصة من معايير ومبادئ وقيم سيزرعها في نفوسهم عبر قلمه، فالمرحلة العمرية الموجه له العمل “نوبيان ونيروز” من أخطر المراحل في عمر الإنسان، فهي المرحلة التي يتم خلالها تخزين المعلومات واستيعابها.

لذلك وجب الحرص في الكتابة ومخاطبة عقولهم بذكاء، من دون فرض توجيهات محددة، فالطفل يفضل الاكتشاف ويشعر بالانتصار عندما يجد من يتعامل مع عقليته الناضجة معاملة الند، وليس كما يتعامل معهم الجميع على أنهم أطفال.

(كتابات): هل هناك إزاحة متعمدة للثقافة المصرية بالنسبة للقصص الموجهة للأطفال في هذا الوقت ؟

  • الثقافة المصرية كانت ذات ريادة لسنوات كثيرة ماضية.. وكانت تتمتع بأنها دائمًا في المقدمة، بداية من “الشياطين الـ13 والمغامرون الخمسة” وسلسلة “زهور” و”أدهم صبري وملف المستقبل”…الخ….

وللأسف حدث تراجع ثقافي في مصر بوجه عام وبالنسبة لأدب الطفل خاصة، ونحن حالياً بحاجة للتكثيف وتسليط الضوء بقوة على الطفل لكسب ثقته من جديد وتشجيعه على القراءة، وإقناعه أنها تستطيع إثراء عقله وفكره وإشباع خياله.

(كتابات): هل واجهتما صعوبات في النشر ؟

  • بالتأكيد.. دور النشر تبحث عن المضمون، وتقديم سلسلة قصص للأولاد ليست من ضمن خطة أية دار نشر لسنوات، وعلى مدار أربع سنوات أرسلت لدور نشر كثيرة أفكار مشابهة ولكن لم أجد أي صدى من أية دار.. وكان الرد الدائم أن خطتهم المستقبلية لا تشمل تقديم أعمال للأطفال…

نأمل أن تعيد دور النشر توجهاتها وتعتبر أن الطفل جزء لا يتجزأ من المجتمع، بل هو اللبنة الأولى، التي لابد أن نعتني بها كي تنمو بطريقة صحيحة لخلق مجتمع واع يقدر قيمة القراءة.

 

  • جدير بالذكر أن الكاتبة “ميرفت البلتاجي” صدر لها عدة روايات منها رواية “أماليا”، وهي عضوة باتحاد الكتاب.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب