19 ديسمبر، 2024 12:56 ص

” نهاية العراق “.. كتاب أمريكي يرسم سيناريو تقسيم العراق لـ 3 دويلات
عرض/ مجدي كامل:
كردية موالية للغرب بالشمال وشيعية لإيران بالجنوب وسنية بينهما تعمها الفوضى تمزيق العراق لقطع يستحيل تجميعها على أن التقسيم هو البديل الوحيد للحرب الأهلية وعودة الديكتاتوري

صدر بمدينة نيويورك الأمريكية كتاب بعنوان “نهاية العراق” ويحاول فيه كاتبه بيتر جاليبيرث أن يبرهن على وجهة نظره بأن العراق الموحد – كما يقول- ذهب إلى غير رجعة، بعد أن كتب الأمريكيون شهادة وفاته، ويبقى عليهم الآن الاعتراف بخطيئتهم الكبرى واستخراج شهادات الميلاد الخاصة بدويلاته الثلاث.
وهذا الكتاب – كما يقول مؤلفه – يشخص ويلخص معالم ما أسماه بـ”الجريمة الكاملة” التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية في العراق وكيف أن الاستراتيجية – التي أعدها ونفذها سياسيون بعضهم غير متمرسين وبعضهم فاسدون أسندت إليهم المهمة فقط لولائهم لصقور بوش من المحافظين الجدد – فشلت في الحفاظ على نسيج الوحدة الهش في هذا البلد وما يتعين عليها عمله الآن.
و المؤلف هو أحد أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس الأمريكي في الثمانينات والتسعينات مما سمح له بالاطلاع من حيث موقعه على الكثير من التقارير والوثائق السرية، التي كانت تقدم للكونجرس ولا تذاع على الرأي العام.
وخدم جاليبيرث في إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون كسفير لواشنطن في كرواتيا، بعد أن شهد انهيار يوغوسلافيا، التي يقول إنها تشبه إلى حد كبير العراق من حيث التباين المذهبي والطائفي. كما أنه كان أحد مهندسي اتفاق وقف إطلاق النار هناك، ومنذ تركه الخدمة زار العراق عشرات المرات ككاتب وصحفي مستقل وكمستشار لشبكة ايه. بي. سي. نيوز الأمريكية، وقام بتغطية حرب تحرير الكويت ثم الاحتلال الأمريكي للعراق.

و يرسم المؤلف مايراه السيناريو الواقعي لمستقبل العراق وهو : دويلات ثلاث عبارة عن دولة كردية في الشمال موالية للغرب، ودولة شيعية موالية لإيران في الجنوب، وثالثة تعمها الفوضى من العرب السنة في الوسط تحدد هويتها فيما بعد.
ثمن فاحش
ويقول المؤلف، الذي وصف كتابه بأنه كشف حساب للتورط الأمريكي في العراق: “إن خطايا السياسة الأمريكية جعلت هذا البلد ينجرف لنزيف دماء لا يتوقف ليفتح الطريق أمام حرب أهلية لم يشهد العالم لها مثيلاً من قبل.
ويضيف المؤلف “إذا كان ثمن توحيد العراق وجود ديكتاتورية أخرى فإن هذا سيكون ثمناً باهظاً فاحش الغلاء.
و يقول جاليبيرث “إن الأمريكيين يخوضون الآن في العراق حرباً مفتوحة يمكن أن تستمر مائة عام، وإن سياساتهم التي أعقبت غزوهم واحتلالهم لهذا البلد قد مزقته إرباً إربا، وإنه لم يعد بمقدور الأمريكيين ولا غيرهم إعادة تجميعه، وإن حرباً أهلية مدمرة ستكون عنواناً للسنوات المقبلة، حتى تستقر عملية التقسيم، ويتم الانتهاء من ترسيم حدود هذه الدويلات، وكتابة شهادات ميلاد العراق الجديد.
ويقول جاليبيرث في كتابه ” إن الولايات المتحدة التي غزت واحتلت العراق بهدف مُعلن هو تحويله لبلد ديموقراطي كنموذج يمكن تعميمه في الشرق الأوسط قد دمرته تماماً ودفعته بسياساتها المجرمة نحو تقسيم لا مفر منه، رغم أنه كان مؤهلاً له، إلى ثلاث دويلات كردية في الشمال موالية للغرب وشيعية في الجنوب موالية لإيران وسنية في الوسط بلا هوية تعمها الفوضى.
ويطالب الكاتب واشنطن بأن تعترف بخطيئتها وتسلم بأن “لا شئ سيعيد توحيد العراق، وتنتهي سريعا من ترسيم الحدود الجديدة وتحديد الذي سيحكم طبيعة العلاقات بين هذه الدويلات”.
وأكد المؤلف أن “معالم الدولة في العراق قد تلاشت في العراق رويداً رويداً منذ الغزو ليس بسبب الإطاحة بالنظام ولكن بتفتيت جميع مؤسسات الدولة وأن التقسيم هو المخرج الوحيد لأمريكا من العراق”.
ويقول: “علينا تصحيح استراتيجيتنا الحالية لأن محاولة بناء مؤسسات وطنية أو قومية في بلد دمرنا فيه كل أسس ومقومات الدولة ليس سوى جهد ضائع.
ولا يؤدي إلى أي شئ سوى الإبقاء على الولايات المتحدة في حرب بلا نهاية.
الحرب لمجرد الحرب
المصدر/ دار الحكمة للكتب والدراسات
ويتهم جاليبيرث إدارة بوش بجر أمريكا للحرب من أجل الحرب حيث كانت لديها رغبة محمومة لتكرار تجربة أفغانستان، وكان الدور على العراق كهدف قالت لها نفسها إنه سهل غاية السهولة.
ويقول المؤلف:
لقد صوت النائب الجمهوري والتر جونز لصالح قرار غزو العراق في عام 2003 وكنت أنا من أشد المعارضين لهذا القرار ولكن ما أن بدأت الحرب أغلقت فمي وقلت إن ما ينبغي علينا عمله هو ما ينبغي علينا عمله ولكن يتعين علينا أن نخرج من العراق بأسرع وقت ممكن ويبدو أن أحداً قد سمع كلماتي.
وأثناء الجلسة الثانية للمجلس اقترح جونز إصدار قرار يطلب من بوش تحديد جدول زمني للحرب والخروج من العراق، ولكن بوش عارض بمنتهى القوة ذلك الاقتراح وقال إنه سيعطي فرصة للإرهابيين لإعداد أجندتهم”.
ويقول المؤلف
“إن جونز ونواباً كثيرين ديموقراطيين وجمهوريين يرون وهذه هي الحقيقة أن أمريكا فعلت كل شئ دون جدوى وأن شيئاً لم يعد بمقدورها عمله وأنه لا بد من الإعتراف بالفشل وجمع قواتنا والرحيل وترك العراقيين يخوضون معركتهم مع الحد الأدنى من التدخل الأمريكي.
ويتفق كثيرون على أن كل ما فعلته إدارة بوش في العراق أو ما ستفعله هو محاولات لا طائل منها سواء لتحقيق ما لا يمكن – عملياً – تحقيقه أو ربما الآن أو في مرحلة مقبلة البقاء فقط لحفظ ماء الوجه”.
منذ سقوط التمثال ويبدأ جاليبيرث كتابه بتصوير لحظة إسقاط تمثال صدام ويقول:
يحلو للمسؤولين في إدارة بوش أن يرددوا دائماً عبارتهم الشهيرة: “لكل مشكلة عندنا حل” ولكن ما فعلوه بالعراق يؤكد أنهم يخلقون المشاكل، ولا يجدون لها الحلول، والعراق الآن بلا صدام، الذي كان نظامه البعثي، ومعه نظام حكم بول بوت في كمبوديا، أسوأ الأنظمة الدموية في النصف الثاني من القرن العشرين، فماذا فعلت هذه الإدارة العبقرية؟”.
يقول جاليبيرث إنه “منذ أن أسقط المارينز الأمريكيون تمثال صدام حسين بميدان الفردوس ببغداد سارت الأمور مع أمريكا في العراق من سيئ إلى أسوأ، وانهارت طموحاتها المعلنة لإقامة نموذج ديموقراطي يمكن تعميمه في الشرق الأوسط. وتبدو أمريكا الآن وكأنها ستبقى في حرب مفتوحة بالعراق إلى مالا نهاية وسط تصاعد ضغط الطوائف الذين نفذ صبرها بالفعل وباتت الحرب الأهلية هي العنوان الوحيد لعراق ما بعد صدام.
وكان يمكن تفادي ما حدث لو كانت إدارة بوش قد وضعت سياسة حكيمة في تفادي الفوضى التي عمت العراق بسبب ترك الأمريكيين الحبل على الغارب منذ أول أيام الاحتلال لنهب وتدمير المؤسسات في بغداد.
ويقول إن بعض مسؤولي بوش كانوا سعداء بهذا المشهد وكأنه جزء من الانتصار.
واتهم جاليبيرث إدارة بوش بارتكاب أخطاء قاتلة في عراق ما بعد صدام وتبني استراتيجيات تؤكد عدم إدراكها لطبيعة العراق كبلد متعدد الطوائف و الأعراق وكذلك العوامل التي تحكم العلاقات بين هذه الطوائف وأن هذه الأخطاء تحول دون نجاح عمليات الإعمار أو إقامة أي حكومة مركزية قوية في المستقبل.
وقال “إن المأزق الذي وضعت إدارة بوش العراق فيه هو دفعها للأمور في طريق يمكن أن يطالب فيه البعض بإقامة ديكتاتورية لاستعادة الأمن والدولة الموحدة”.
ويؤكد الكاتب مخاوفه من أن يؤدي المنحنى الخطير الذي تتخذه الأحداث إلى هذا المسار.
نتائج الحرب
ويقول المؤلف إنه منذ غزو العراق حدث ما يلي:
* سقط الآلاف من العراقيين بين قتلى وجرحى نتيجة انتشار أعمال العنف الدموي في العراق بعد فشل سياسات الاحتلال الأمنية، كما سقطت أعداد كبيرة من الجنود الأمريكيين ما بين قتلى وجرحى
أيضاً بسبب هذه السياسات التي لا توفر أي نوع من الأمن، لا للأمريكيين ولا لشركائهم في التحالف ولا للعراقيين.
* دفعت سياسات بوش في العراق إلى ظهور جماعات إرهابية تمكنت منذ اللحظة الأولى من السيطرة على العراق وانتزاع زمام المبادرة من سلطة الاحتلال
وكذلك الحكومة المؤقتة – فيما بعد – برئاسة إياد علاوي ومازالت حتى يومنا هذا.
وقد ظهر هذا بوضوح عندما اغتال الإرهابيون رئيس بعثة الأمم المتحدة سيرجي دي ميللو ثم اغتالوا بعد ذلك السياسي الشيعي البارز آية الله باقر الحكيم، ومئات الشخصيات العراقية ناهيك عن مسلسل قطع رؤوس الأجانب.
* سماح الأمريكيين بأعمال النهب في بداية دخولهم العراق كلف العراق مليارات الدولارات، كما أدى سماحهم بتدمير المؤسسات العراقية إلى خسائر فادحة، وسيتعين على الأمريكيين إذا ما استمروا في البلاد إعادة البناء وتعويض الخسائر من جيب دافع الضرائب الأمريكي.
* أنفق الأمريكيون أكثر من 200 مليار دولار في حربهم على العراق على عكس ما حدث في حرب الخليج الأولى عندما عادت عليهم هذه الحرب ببعض المكاسب المالية
نتيجة لمساهمات دول أخرى في تكلفة الحرب.
* ومع تصاعد موجات التمرد والثورة على الاحتلال الأمريكي في الجنوب الشيعي أو المثلث السني، وحاولت واشنطن تشكيل أجهزة أمنية من العراقيين كدرع واق
يتلقى الضربات بدلاً من جنودها إلا أن الأمر لم ولن ينجح وما حدث هو إنضمام أعداد كبيرة من الشرطة العراقية التي جهزتها أمريكا
إلى الجماعات التي تقاوم الاحتلال أو إلى الجماعات التي تمارس الإرهاب.
* لم تستطع إدارة بوش الاحتفاظ بحلفائها في حربها على العراق وجاءت الانتخابات الإسبانية وذهب أزنار رئيس الوزراء الحليف وجاء زاباتيرو رئيس الوزراء الناقم على الحرب وسحب قواته والآن هناك خطط لمعظم حكومات القوات المشاركة للانسحاب.
إدارة بوش تائهة
ويقول جاليبيرث
“إن الصورة الآن تؤكد أن الولايات المتحدة وإدارة بوش على وجه التحديد لا تعرف ما تفعله في العراق، وكذلك لا تعرف ما ستفعله فيما بعد، وتبدو عاجزة لا حيلة لها في مواجهة الأوضاع هناك”.
ويضيف
“هناك حكمة قديمة تقول إن تقسيم العراق لن يزيده إلا جراحاً بل وسيؤدي إلى المزيد من عدم استقراره، الأمر الذي يجب تفاديه مهما كلف الأمر،
غير أن مراجعة سريعة لتاريخ العراق تؤكد أن العراق كان في الأصل بلداً مقسماً إلى ثلاث ولايات وظل كذلك حتى العهد العثماني قبل أن توحده بريطانيا وتنصب عليه ملكاً في أواخر الحرب العالمية الأولى
فالأمر إذن لصالح العراق وليس لعدم استقراره”.
ويقول المؤلف “إن أمريكا قد كسبت الحرب في التاسع من أبريل عام 2003، ولكنها قد خسرتها في نفس اليوم. حيث غزت الطائفية وهي تتحدث عن عراق موحد.
قصة غير محبوكة
وقد كان من الممكن تفادى ما وصلت إليه الأمور لولا أن القصة من قبل الغزو كانت غير محبوكة”.
و يؤكد المؤلف أن “إدارة بوش فشلت في جمع جميع أطياف الشعب العراقي على أي شئ واحد وأن أزمة وضع الدستور العراقي الجديد كانت خير دليل على ذلك.
وأن الإستراتيجية الأمريكية التي ترتكز على إقامة حكومة مركزية قوية لم تحقق أي نجاح حتى الآن إلا على الورق فقط”.
و يقول جاليبيرث “إن الولايات المتحدة يجب أن تركز الآن ليس على استعادة العراق الموحد الذي دمره سياسيو بوش غير المتمرسين والحمقى ولا على فبركة وحدة مزيفة وكاذبة لهذا البلد
ولكن تركز على منع انتشار الحرب الأهلية المدمرة والمميتة.
ويتعين عليها قبول الحقيقة الماثلة الآن للأعين، وهي أن العراق تمزق، وأن تعمل مع الشيعة والعرب السنة والأكراد لتعزيز المناطق شبه المستقلة أصلاً.
وإذا تم استقلال هذه المناطق فإنه سيكون عليها هي توفير الأمن لسكانها الذين ينتمون لعرق أو طائفة واحدة.
ويمضي المؤلف قائلاً : أكراد العراق لا يقلون عن الفلسطينيين أو الليتوانيين أو الكروات من حيث استحقاقهم للاستقلال، وإذا كان من الشيعة الذين يشكلون الأغلبية من يريدون إدارة شؤونهم بأنفسهم أو حتى إقامة دولتهم
فعلى أي أساس يمكن أن ننكر عليهم هذا الحق؟
العراق يوغسلافيا جديدة
وعلى الرغم من أن جاليبرث ينتمي إلى الحزب الديموقراطي إلا أنه يقول إن موقفه الرافض لما فعلته وتفعله إدارة بوش الجمهورية في العراق ليس بسبب اختلاف الانتماءات السياسية،
وإنما تحميله المسؤولية لها _وفي مقدمة مسؤوليها الرئيس بوش ونائبه ديك تشيني _ جاء في إطار عملية تقييم موضوعية، ترتكز على حقائق لا تقبل الدحض ورؤية تاريخية أسقطتها هذه الإدارة من حساباتها.
و يقول المؤلف الذي خصص جزءاً كبيراً للمقارنة بين يوغوسلافيا السابقة والعراق:
“لا يمكن اعتبار العراق الآن – كما كان الحال عليه في يوغوسلافيا – دولة موحدة تتفق مكوناتها على مصالح عُليا وطنية وإنما مقسمة وكل طائفة فيها لها ولاء خارجي مع دولةٍ ما،
ولا تجتمع هذه المكونات السكانية، أو هذه الجماعات الطائفية على شئ، كما أنها ليست مستعدة للتعايش معاً تحت علم واحد”.
ويتساءل المؤلف :
لماذا يغزو جورج بوش أو أي شخص يفهم دروس التاريخ إلى أراضي دولة بهذه التركيبة بهدف إقامة حكومة ديموقراطية موحدة؟!
وكتب جاليبرث يقول متهماً:
“بالنسبة للعراق كان الرئيس بوش وكبار مستشاريه يحلمون بما هو غير قابل للتحقيق، وبقيت استراتيجيتهم عند حدود الأمنيات”.
فقط لإرضاء الغرور
ويقول المؤلف إن غزو العراق كان عملية حمقاء تمت لإرضاء غرور صقور المحافظين الجدد وحلم قديم، حيث كانت بداية الكارثة على يد وزير دفاع بوش رامسفيلد في عام 2001 عندما عقد اجتماعاً في مقر وزارته لبحث “الغزو الأمريكي التالي لأفغانستان ” وكأن أمريكا قد تفرغت كليةً للحروب الخارجية.
وفي الاجتماع فوجئ معظم الحاضرين بأن الأمر كان بالفعل مخططاً له، حيث نهض الجنرال جريج نيوبولد نائب رئيس هيئة الأركان الأمريكية للعمليات ليشرح الـ”أو بلان” أو “الخطة ب1003-98 “.. خطة غزو العراق.
و يقول المؤلف إنها كانت خطة عرجاء لم تحسن تقدير الموقف والعواقب.
وحدث في هذا الاجتماع خلاف كبير بين رئيس الأركان الجنرال ريتشارد مايرز ونائبيه نيوبولد من ناحية، ورامسفيلد من ناحية أخرى حول حجم القوات المطلوبة لتنفيذ الخطة، فقد رفض رامسفيلد الانصياع لرأي رئيس أركانه ونائبه بأن الخطة تتطلب 500 ألف جندي لتنفيذها، حيث أصر على أنها لا تحتاج أكثر من 125 ألف جندي، وأن حتى هذا العدد يعتبر كبيراً جداً، وكان رامسفيلد في هذا الاجتماع لديه رغبة محمومة في غزو العراق وهذه الرغبة قديمة.
ولن يستمع رامسفيلد لمستشاريه الذين أكدوا له أن غزو العراق بهذا العدد الذي يريده سيكون كارثة على القوات الأمريكية ويؤكد المؤلف أن سيناريو الأحداث قد أكد على أن رامسفيلد لم يكن مصيباً.
ويقول المؤلف نفس الخلاف الذي نشب بين رامسفيلد وجنرالاته هو نفسه الذي نشب بينه وبين كبار مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية وفي مقدمتهم وزير الخارجية السابق كولين باول حول سياسة أمريكا في العراق في فترة ما بعد الحرب وخاصة فيما يتعلق بمسألة إعمار العراق وطريقة تصريف الأموال المخصصة لذلك.
ويؤكد المؤلف أن إدارة بوش ذهبت للحرب في العراق وهي مدفوعة برغبة محمومة في احتلاله دون أن يكون لديها خطة أو مشروع مستقبلي لعراق ما بعد الحرب.
وينصح جاليبرث بوش بعد أن اتهمه بإساءة قراءة تاريخ العراق الحديث بسحب القوات الأمريكية والمستشارين الأمريكيين من العراق لأنه لو حاول فرض الوحدة ستندلع حروب طاحنة
وستتشكل حكومات مستقلة عن الدولة الأم ويتم القتال للسيطرة على منابع النفط وعوائده.
لقد فشلت أمريكا في بناء عراق موحد وديموقراطي.
ويوضح جاليبيرث أن التقسيم مأساة يجب الإقرار بها.
كما يجب الإقرار بأنه ليس في الإمكان ما يمكن فعله لإيقافه، وما من أمل ُيرجى كذلك من استمرار الوجود الأمريكي في حرب مفتوحة بلا نهاية في العراق.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة