15 نوفمبر، 2024 1:34 م
Search
Close this search box.

“نشر الكتاب” (13).. هناك مناخ جديد يعتمد على جيل رقمي من القراء

“نشر الكتاب” (13).. هناك مناخ جديد يعتمد على جيل رقمي من القراء

خاص: إعداد- سماح عادل

مازال الكثير من الكتاب يؤكدون على أهمية الكتاب الورقي، لكنهم مع ذلك لا ينكرون تزايد أهمية الكتاب الالكتروني، وسرعة انتشاره في الآونة الأخيرة، آملين أن يستمر النشر الورقي بنفس قوته وتأُثيره رغم الأزمات والتعثر.
شارك في هذا الملف كاتبات وكتاب من مختلف البلدان العربية، وكانت الأسئلة كالتالي:
1. هل تأثر النشر الورقي بالتغييرات الاقتصادية التي تحدث في العالم؟
2. هل تؤثر الأزمة التي حدثت في النشر الورقي على حركة الثقافة في المنطقة؟
3. هل يمكن اعتبار النشر الإلكتروني بديلا للنشر الورقي وماهي إشكاليات النشر الالكتروني؟
٤. هل ستتغير ثوابت كثيرة في مجال الثقافة مع تعثر النشر الورقي.
جيل رقمي من القراء..
تقول الشاعرة “مريم جلنجو”: “بطبيعة الحال نعم، إذ أنه من الطبيعي في ظل الأزمة الاقتصادية التي تجتاح العالم، أن تعمد دور النشر والمؤسسات الصحفية إلى التقليل من طباعة الكتب الورقية حمايةً لميزانياتها من الاختلال في ظل تأرجح أسعار الصرف بشكل أقل ما يقال عنه أنه جنوني. علاوةً على ذلك فإن النشر الإلكتروني كان قد تسيَّد المشهد الثقافي من قبل الأزمة، وأتت هذه الأخيرة لتعزّز دورَه في الحلول محل النشر الورقي بشكل كبير لا مفرّ من ملاحظته”.
وعن تأثير الأزمة على حركة الثقافة في المنطقة تقول: “لا أعتقد، لا سيّما أن شريحةً لا بأس بها من القراء تفضل الاستعاضة بالنشر الإلكتروني عن شراء الكتب والصحف والمجلات. وَبما أننا في عصر الطفرة التكنولوجية، فإنّ الحركة الثقافية بالضرورة تابعة لهذا التطوّر خصوصاً فيما يختص بالنشر.
نحنُ أمام جيلٍ رقمي من القراء، معتاد على ممارسة هواياته وأعماله الكترونياً، مما يزيد فرص شيوع النشر الإلكتروني أكثر فأكثر مع الوقت، وَإن على حساب ضمور حركة النشر الورقي. مع أنّ إحدى الأفكار الأساسية من القراءة هي إنشاء علاقة بين الكتاب ككيان مادي وحواس القارئ، وهو ما سيتم فقدانه في حال تسيّد المدّ الإلكتروني أكثر للمشهد الثقافي”.
وعن اعتبار النشر الإلكتروني بديلاً للنشر الورقي وما هي إشكاليات النشر الإلكتروني تقول: “بالنسبة لي كقارئة، لا شيء يُغني عن ملمس الورق أثناء تصفحي لكتابٍ ما، ومن المؤكد أن هناك الكثيرين مثلي ممن يفضلونه على النشر الإلكتروني، ولكن موضوع الاستعاضة بالنشر الإلكتروني عن الورقي قد دخل حيز التنفيذ بالفعل ومن سنوات طويلة، على الرغم من وجود مثالب تشوبه مثل إمكانية استغلال حقوق النشر والتأليف وقرصنتها، بالإضافة إلى حرق النتاج الأدبي عن طريق جعله في متناول الجميع وبالمجان في أحيان كثيرة، مما يؤثر بشكل سلبي على نجاح العديد من الأعمال الأدبية وينقص من رونقها وهذا للأسف ما يحصل اليوم”.
وعن تغير ثوابت كثيرة في مجال الثقافة مع تعثر النشر الورقي تقول: “ليس من الصحي وجود ثوابت في عالم الثقافة، طالما أن الحضارات والفنون بحدّ ذاتها وبكل ما فيها من ثوابت خاضعة بالضرورة للتغير السريع الحاصل اليوم. ربما الجانب السلبي الأكثر شيوعاً والمترتب على هذه التغييرات قد يكون فقدان الكتاب الورقي كقيمة ثقافية وحسية رافقت أجيالاً عديدة لسنوات، وَهنا مكمن الخطر، إذ أن الأجيال المقبلة سوف تفتقد رمزية الكتاب بشكل كامل وبالتالي سوف تصبح المكتبات أكثر فقراً بالكتب الورقية وهذا بحد ذاته ضرر كبير واقع على الذاكرة الثقافية للعالم أجمع وليس العربي فحسب”.
مناخ جديد بثوابت جديدة..
ويقول الشاعر العراقي “عمار كشيش”: “التغير الاقتصادي الذي يحصل الآن يكون له التأثير السلبي على حركة النشر، لم يعد الكتاب الورقي مقروءاً بشكل كبير، تجد بعض القرّاء بدلا من شراء كتاب من المكتبة يقوم بالبحث عنه عن طريق النت.
نعم بعض القرّاء يذهبون للمكتبات ولكن يقلب الكتب فقط ويلتقط الصور وهذا ينعكس سلبا على حركة البيع والشراء للكتب، ولذلك أغلبية دور النشر تقوم بطباعة الكتب مقابل مبلغ من المال، هي من تحدده مع وعود غير مؤكدة أنها ستقوم بالترويج للكتاب وتسويقه. والضحية هو مؤلف الكتاب الذي يغامر ويرمي فلوسه في البحر عله يحظى بمحارة تحتوي لؤلؤة. طبعا الناشر يستلم الفلوس ولا يوجد دليل أنه طبع النسخ المتفق عليها”.
وعن تأثير الأزمة التي حدثت على حركة الثقافة في المنطقة يقول: “أكيد تؤثر لكن بشكل ليس كبيرا، فالكتاب الورقي مع ضرورته وحضوره كطقس يومي لدى القرّاء والدارسين لكنه ليس المصدر الوحيد الذي يغذي الثقافة، هنالك الثقافة السمعية والبصرية ولو أنها تقل درجات من ثقافة القراءة، فالكلمة المكتوبة النابعة من الأعماق لها ثقل الدسم في المشاعر والروح”.
وعن اعتبار النشر الإلكتروني بديلا للنشر الورقي وما هي إشكاليات ‏النشر الالكتروني يقول: ” ربما يكون بديلا لكنه لا يصلح دائما، هنالك أوقات وأماكن لا يصلح معها سوى الكتاب الورقي.
من إشكاليات الكتاب الالكتروني أن له تأثيرا سلبيا على الصحة وهو كتاب يفتقد الملمس ورائحة الورق”.
وعن تغير ثوابت كثيرة في مجال الثقافة مع تعثر النشر الورقي يقول: “أكيد ستتغير الكثير من الثوابت، ربما نحن الجيل الذي عاصر ورافق الكتاب الورقي، تعودنا بدافع نفسي على ملمس الورق ورائحته أو صناعة الكتاب، من غلاف رصين وتصميم داخلي، ولهذا ندافع كثيرا عن الورق ولونه وملمسه. الجيل الحالي من حقه أن يتمتع بما تقدمه له “السوشيال ميديا” من ثقافة قرائية، وطبعا هنالك محطات قرائية هابطة وهزيلة ولكن بالنهاية ستكون الغلبة لما ينفع الناس وعلى ضوء الكتاب الاكتروني سيتكون مناخ جديد بثوابت جديدة”.
حركة الثقافة مستمرة..
وتقول الشاعرة السورية “نهاد هاشم المقري”: “نعم تأثر النشر الورقي جدا بالتغيرات الاقتصادية ولا سيما الغلاء، ومع ذلك يعتبر النشر الورقي الأفضل والأبقى رغم الأزمات والتعثر الذي يعاني منه.
الحقيقة رغم الأزمة نلاحظ أن حركة الثقافة مستمرة وبشكل جيد والفضل لذلك يعود لكثير من الكتاب والشعراء، ولوجود المراكز الثقافية التي ساهمت في استمرار الفاعليات الثقافية.
وتضيف: “لا يمكن أن يكون النشر الالكتروني بديلا عن النشر الورقي لأن النشر الورقي أفضل هذا رأيي الخاص، وذلك لأن النشر الورقي ذا قواعد ثابتة ومعروفة وفي متناول اليد، أما النشر الالكتروني فغير ثابت وقد يختفي في أية لحظة.
وعن تغير ثوابت كثيرة في مجال الثقافة تقول: “نعم الكثير من الثوابت ستتغير، أولها قلة النشر لغلاء الأسعار ومع قلة أعداد القراء وخاصة في ظل وجود “الفيسبوك” والمواقع الالكترونية وباقي مظاهر التطور التكنولوجي التي تضم أعداد كبيرة من الكتب والنصوص الأدبية، ومع ذلك نتمنى أن تعود حركة النشر الورقي لقوتها”.
استخفاف باللغة وطريقة السرد..
وتقول الكاتبة الفلسطينية “شوقية عروق منصور”: “أكيد ستتغير ثوابت كثيرة:
أ‌- ستختفي صورة احتضان الكتاب.
ب‌- ستختفي واجهات المكتبات.
ت‌- ستختفي احتفالات إشهار كتب.
ث- ستكثر أقلام ويصبح كل من هب ودب كاتبا، وأكبر مثال فوضى الكتابة في “الفيسبوك” وباقي المواقع.
ج‌- سيصبح هناك استخفاف باللغة وطريقة السرد والخيال ومعالجة القضايا.
د- ستتسع الفجوة بين كبار السن وبين الكتاب الالكتروني- هناك الكثيرون الذين لا يعرفون التعامل مع الأجهزة الالكترونية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة