15 نوفمبر، 2024 6:03 م
Search
Close this search box.

“نشر الكتاب”(10).. زمن نبذ القراءة والمخاطر البيئية يقسو علي الكاتب محدود الأجر

“نشر الكتاب”(10).. زمن نبذ القراءة والمخاطر البيئية يقسو علي الكاتب محدود الأجر

خاص: إعداد – سماح عادل

يري البعض أن معدلات القراءة قد تراجعت في مجتمعاتنا، لدرجة وصلت لحد نبذ القراءة، في حين يعتقد البعض أننا دخلنا في عصر المخاطر التي تهدد العالم أجمع، والتي بالتأكيد لها تأثيرها علي الحركة الثقافية. في حين أشار آخرون إلي الموازنة التي يلجأ إليها الكاتب ما بين دخله الشهري وما بين رغبته في نشر كل ما يكتب.

شارك في هذا الملف كاتبات وكتاب من مختلف بلدان الوطن العربي، وكانت الأسئلة كالتالي:

1. هل تأثر النشر الورقي بالتغييرات الاقتصادية التي تحدث في العالم؟

2. هل تؤثر الأزمة التي حدثت في النشر الورقي على حركة الثقافة في المنطقة؟

3. هل يمكن اعتبار النشر الإلكتروني بديلا للنشر الورقي وما هي إشكاليات النشر الالكتروني؟

4. هل ستتغير ثوابت كثيرة في مجال الثقافة مع تعثر النشر الورقي؟

زمن نبذ القراءة..

يقول الكاتب الليبي “محمد مفتاح الزروق” : “تأثر الكتاب بالأزمة الاقتصادية. نعم. زادت أسعار الورق وتكلفة الطباعة وساعد عزوف الناس عن القراءة أو اتجاههم لبدائل أخرى كالقراءة الإلكترونية على تردي تجارة الكتاب.

في الواقع هناك عزوف عن القراءة بشكل عام والاتجاه إلى قراءة الأخبار السريعة وتتبع السوشيال ميديا والفيديو. ومؤكد أن الكتاب الإلكتروني يفترض أن يساعد على انتشار القراءة لسهولة تداوله. لكن الذي يحدث هو العكس. الناس بشكل عام لا تقرأ. وهذا يؤثر فعلا في تراجع الثقافة”.

ويضيف: “لا علاقة للنشر الإلكتروني بابتعاد الناس عن القراءة. النشر الإلكتروني فرض نفسه في زمن نبذ القراءة. لو أتيح في زماننا لكان الأمر مختلفا. نحن في حاجة إلى معالجة أزمة تراجع القراءة”.

وعن حدوث تغير في الحركة الثقافية يقول:  “أظن ذلك. نحن في هذا الزمن لاحظنا ذلك ولا نعلم ما سيحدث مستقبلا. يكفي أن أقول إن في حينا في السبعينيات والثمانينيات كان هناك ما بين 6 مكتبات وكشكان لبيع الكتب ومكتبتان عامتان. الآن لا وجود لمكتبة واحدة”.

عصر المخاطر الجديدة..

يقول الشاعر اليمني “صالح سالم عمير” عن تعثر النشر الورقي بسبب الأزمة الاقتصادية: “بكل تأكيد، تغييرات اقتصادية، فضلا عن ثورة الاتصالات، زائد الذكاء الاصطناعي الذي أصبح يشغل الجميع!!

وعن تأثير الأزمة التي حدثت في النشر الورقي على حركة الثقافة في المنطقة يقول: “ربما، ولكن البعض يرى أن السوشيال ميديا حافظت على ازدهار الحركة الثقافية على مستوى العالم، خاصة وقد أصبح كوكب الأرض اليوم  قرية واحدة كما يقولون”.

وعن اعتبار النشر الإلكتروني بديلا للنشر الورقي وماهي إشكاليات النشر الالكتروني: “البعض يرى أن لا شيء يُضاهي النشر الورقي، ولكن بات النشر الالكتروني اليوم هو الأسهل والذي يتناسب مع إيقاع العصر، عصر السرعة، وعصر المخاطر العديدة التي تحاصر كوكب الأرض المسكين غير الحروب، وربما ليس آخر هذه المخاطر ما يسمى (التغيّر المناخي) أو (الغليان المناخي) العالمي، فربما يأتي يوم بعيد أو قريب لا سمح الله أن تلتهم الشمس كل شيء على وجه البسيطة ومن عليها، كما نرى اليوم احتراق الغابات في دول عدة بسبب جحيم يوليو الراهن، نأمل أن تنتبه لهذه المخاطر الدول المسبّبة لأخطار التغيّر المناخي.

ووفقًا لبيانات معهد الموارد العالمية، فإن مساهمة انبعاثات الغازات الدفيئة لـ 10 دول فقط تتجاوز ثلثي الانبعاثات العالمية بنسبة 68 % وهي: الصين، والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، والهند، وروسيا، واليابان، والبرازيل، وإندونسيا، وكندا، وإيران”.

وعن تغير ثوابت كثيرة في مجال الثقافة مع تعثر النشر الورقي يقول: ” أعتقد، سيظل النشر الورقي موجودا، ولو بشكل أقل مما كان، إلى جانب النشر الالكتروني ولن يتأثر الواقع الثقافي كثيرا”.

النشر من أموال الكاتب..

ويقول الكاتب الكردي السوري “حميد مرعي”: “في اعتقادي النشر تأثر كثيراً بالوضع والتغيرات الاقتصادية المستجدة، حيث من الصعوبة على الكاتب أن يوازن بين كثافة الإنتاج الأدبي والدخل المادي الشهري الذي يحصل عليه، الأمر الذي قد يجبره على تأجيل نشر وطباعة بعض أعماله وهو بالتأكيد أمر محزن وقاسي ويؤثر بشكل ملحوظ على حركة الإنتاج الأدبي.

النشر الورقي يتأثر بالأزمة الاقتصادية بشكل ملحوظ، الأمر الذي يدفع بعض الكتاب إلى اعتماد طريقة النشر الالكتروني”.

ويضيف:  “دوما توجد بدائل في أثناء الأزمات الاقتصادية؛ فالإنسان بطبعه كائن متكيف وواثب نحو الأمام في محاولة لتدارك أو إيقاف حركة الانهيار في حياته أو إعادة ضبط ذاته بشكل متوافق مع المتغيرات أو محاولة تكييف المتغيرات مع قدراته وآلياته السلوكية. نعم هنا قد تكون هناك تنازلات قاسية أو غير مريحة وربما كان النشر الالكتروني هو أحد أشكال التكيف أو ربما رأيي هذا يتم عن عدم اقتناعي بفكرة النشر الالكتروني كبديل عن النشر الورقي. فالكتاب الورقي يبقى ذو طابع خاص فكرة أن تلمس الورق وتشم رائحته”.

ويؤكد: “بكل الأحوال النشر الورقي يعاني ولم يعد بنفس النسق السابق قبل ثورة التكنولوجيا وتبعاتها. على كل حال هناك الكثير من التغيرات القادمة والعميقة. فالأزمات الاقتصادية لها افرازات عميقة وكذلك التغيرات التكنولوجيا لا يمكن التكهن بها وبالمدى الذي ستصل إليه”.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة