8 أبريل، 2024 9:05 ص
Search
Close this search box.

نشأة المسرح العربي(2) في سوريا بدأ من الفنون الشعبية ثم هجرها

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتبت- سماح عادل

بدأ المسرح السوري في 1871 على يد “أحمد أبوخليل القباني” الذي أسس مسرحا في دمشق، وقدم عروض مسرحية وغنائية كثيرة منها “ناكر الجميل- أنس الجليس- هارون الرشيد- عايده- الشاه محمود- وغيرها”، وازدهر المسرح في سورية على يد “القباني” وقد أعجب بالعروض التي كانت تقدم في مقاهي دمشق، وقصص الحكواتي، وكان “القباني” يتابع عروض موسيقى “ابن السفرجلاني” بدمشق كما تعرف على الفرق المسرحية التي تمثل في مدرسة العازرية بمنطقة “باب توما”.

مؤسس المسرح..

قدم “أبو خليل القباني” أول عرض مسرحي له في 1871 وهي مسرحية “الشيخ وضاح ومصباح وقوت الأرواح” وهي أول مسرحية سورية وعربية، وقدم بعد ذلك مسرحيات وتمثيليات ناجحة أعجبت الجمهور الشامي بدمشق، وفي عام  1879-1880 ألف فرقته المسرحية وقدم في السنوات الأولى حوالي 40 عملا مسرحيا، وسافر “القباني” إلى مصر مع مجموعة من حوالي 50 من الفنانين والفنانات السوريين، منهم “جورج ميرزا” و”توفيق شمس” و”موسى أبو الهيبة” و”راغب سمسمية” “خليل مرشاق” و”محمد توفيق” و”ريم سماط” و”اسكندر فرح” وغيرهم، وسافر “القباني” إلى مدن سورية ومصر وأمريكا وعاد إلى دمشق وتابع عروضه المسرحية حتى مات في 1903 ودفن  في دمشق.

اسكندر فرح..

“اسكندر فرح” من أهم رواد المسرح السوري، ولقد عمل مع “أبو خليل القباني” وكون بعد ذلك فرقته المسرحية الخاصة، وكان المعلم الأول للكثير من رواد المسرح في سوريا ومصر، ولد بدمشق في 1851 وتوفى في1916 وقدم مسرحيات هامة في تاريخ المسرح السوري والعربي مثل “شهداء الغرام- صلاح الدين- مملكة أورشليم- مطامع النساء- حسن العواقب- اليتيمين- الولدان الشريدان- الطواف حول العالم” وغيرها.

الفرق المسرحية..

في بداية القرن العشرين ظهرت فرق مسرحية سورية كثيرة، وذلك بعد فرقة “أبو خليل القباني” والرواد الأوائل للمسرح السوري، أخذت هذه الفرق تتزايد ، وقدمت هذه الفرق المسرحية السورية كثير من المسرحيات العالمية، وعروض مسرحية كوميدية، واستعراضية، وغنائية، وسياسية، واجتماعية، ودرامية، وتاريخية، لمؤلفين سوريين وعرب كما قدمت مسرحيات مترجمة لروايات عالمية.

فنون شعبية..

في إطار النوادي والمدارس كان تعرض مسرحيات سماها بعض المثقفين السوريين بالمسرح الجاد، إلى جانب العروض المسرحية التي كانت الفرق التجارية تقدمها أثناء حياة “القباني” وبعد رحيله، كما كانت هناك فنون شعبية مسرحية في سوريا  تقدم”فن القراقوز في المقاهي مع رقص، وقد نبغ في ميدان القراقوز الفنان “محمد حبيب” الذي كان يقدم فصولا تمثيلية ورقص إلى جوار فن القراقوز، وظل يفعل هذا حتى انصرف تماما إلى فن القراقوز، وكان “محمد حبيب” تتسع يقدم عرضين أو ثلاثة عروض في الليلة الواحدة في مقاه متعددة تتراوح بين المقهيين والثلاثة.

لقد كان في دمشق قبل الانتداب وبعده مقاه تعرض فيها عروض (الحكواتي، والقراقوز والصراع بالسيف والترس، والرقص) وهكذا، وإلى جانب القراقوز كان الفنانون المسرحيون الشعبيون من أمثال “جورج دخول” يشاركون في عروض مسرحية متنوعة في المقاهي والمسارح  وكانت هذه العروض تتألف من الغناء وخاصة القصائد ومن الرقص الشرقي، كان غناء مع الراقصة الأولى ثم يأتي الفاصل الفكاهي الذي يقدمه “جورج دخول” الذي ابتكر لنفسه شخصية المهرج “كامل الأصلي” وهو مهرج يجمع بين الذكاء الفطري وبين الغباء، وتوقعه طيبة قلبه في الحرج في المواقف المختلفة ولكنه دائما قادر على أن يخرج منها بسلام.

وإلى جانب “جورج دخول” كان هناك فنان شعبي آخر اسمه “جميل الأورغلي” وشهرته “كامل الأوصاف” وكان يقدم النمر الفكاهية في المسارح مثل ™نمرة “البوسطجي ومقالبه”و نمرة “المهراجا وعشيقته”، وكانت هذه النمر تقدم باللهجة الدارجة السورية وتعتمد على سوء التفاهم  واللعب بالألفاظ،  كما تعتمد على حركات الإضحاك، وكان كامل الأوصاف يرقص أحيانا رقصة “البالصة” وهي رقصة استعطاء من الجمهور تقدمها راقصة ما بين صفوف المتفرجين وليس على المسرح ومن ورائها ممثل هزلي يقلدها في حركاتها بشكل مضحك.

الارتجال..

وإلى جانب هذا كله كانت هناك الفرق التركية التي كانت تزور سوريا بين الحين والآخر وأشهر هذه الفرق فرقة “أرطوغرل بك” وكانت فرقة ذات صيت كبير وتقاليد مسرحية محددة، وإليها تعود الفصول الأرطوغرلية الارتجالية التي ذاعت وقتها، وكانت هذه الفصول تعتمد على الارتجال اعتمادها على الحركة، وكانت فكاهتها تستخدم النكتة وسرعة الخاطر ولكنها لا تنحدر إلى الإسفاف، وقد ظلت هذه النمر تقدم بعد المسرحية الكبرى إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، ثم ما لبثت فصول “كشكش بك” الريحانية أن احتلت بعدها الميدان، وأخذ يقدمها الفنان “حسن حمدان” الذي كان يقدم شخصية “كشكش بك” تأثرا ب”أمين عطا الله” الذي عمل عنده  والفنان “محمد علي عبده” الذي كان يقدم شخصية البربري على طريقة “علي الكسار”.

المسرح الجاد..

كان بعض المثقفين السوريين يعتقد أن هناك هوة تفصل بين جهود المسرح الجاد وجهود المسرح التجاري، الذي كان يعتمد على الفنون الشعبية اﻟﻤﺨتلفة، ويبدو أنهم يعلون شأن المسرح الجاد الذي أخذ على مدى السنين يتحرر من سلطة الفكاهة والرقص والتهريج الشعبي وينصرف إلى ما يسمونه “المسرحية العادية”، أي التي لا تعتمد إلا الكلمة وحدها، غير أن هذه الهوة ما كان ينبغي لها أن تكون موجودة لو أن الفنانين الجادين الذين أتوا بعد “القباني” لم يتخذوا ذلك الموقف التقليدي، موقف احتقار الفنون المسرحية الشعبية، ولم يصروا على أن يقدموا فنهم الراقي الخالص الذي لا يشوهه فن القراقوز وفن المهرج وفن الممثل المرتجل، ذلك أن هذا الفن  هو الذي وسع الهوة بين ما كان الشعب يعرفه ويريده وبين ما كان الفنانون الجادون يودون تقديمه للشعب، على سبيل تعريفه بأفضل ما ظهر من في المسارح العربية من موضوعات محلية وأخرى مترجمة أو مقتبسة عن أصول عالمية.

هذا الالتحام بين فن الشعب وفن مثقفيه لم يتم وهذا هو السبب الأساسي في تعثر النشاط المسرحي السوري طوال السنوات التي سبقت تدخل الدولة في عام١٩٥٩، من أجل هذا لم يتوفر طوال تلك السنوات الكاتب المسرحي الذي يعبر عن وجدان قومه تعبيرا عميقا يؤهله لأن يصبح كاتبا قوميا، ولو أن مثل هذا الكاتب كان قد وجد لهداه حسه المسرحي المرهف إلى ضرورة الإفادة من فنون الشعب في مسرحياته.

ويرى الكاتب السوري “د. أحمد سليمان الأحمد” في مقال له نشرته مجلة “الأدباء العرب” أن النشاط المسرحي الشعبي في سوريا قبل ١٩٥٩ كان مجرد نصوص أدبية كتبها أصحابها للتعبير عن أنفسهم في قالب المسرح،  دون أن يكون لديهم فرصة جدية كي تعرف أعمالهم طريقها إلى التنفيذ.

مسرحيات قبل الستينات..

يذكر “د. أحمد سليمان الأحمد” عددا من هذه المسرحيات كتبت ابتداء من عام ١٩٣٦ حين أخرج الشاعر”عمر أبو ريشة” مسرحية شعرية بعنوان “رايات ذي قار” أثارت اهتمام الوسط الأدبي بما جاء فيها، واعتبرت أدبا رفيعا وقدمت في حمص، فكان “الشباب المثقف ينتظر القافية أو التعبير  فإذا ما هزه من ذلك شيء تمايل سرورا وصفق غير مقيم وزنا لشيء آخر”.هنا تكمن المشكلة في المسرح السوري الجاد قبل الستينيات، فهو في الأساس نص المسرح المقروء وليس المسرح الممثل.

ويذكر “د. أحمد سليمان الأحمد” مسرحيات أخرى كثيرة ألفت في هذه الفترة ولم تعرف طريقها إلى المسرح منها مسرحيتان له هو وهما “مم وزين”  ١٩٤٥ و”المأمونية” ١٩٤٧ وكلتاهما لم تجد من يقدمها على المسرح، ويعترف الكاتب بأن الأولى كان ينقصها الكثير من الفن المسرحي وأن الثانية بقيت مسرحية في حدود القراءة. ويذكر بعد هذا سلسلة لا بأس بها من المسرحيات الشعرية كتبها أصحابها ولم يجدوا فرصة لتقديم أعمالهم على المسرح لأنهم لم يحسنوا المعالجة المسرحية والفنية لأعمالهم.

رفيق الصبان

نهضة مسرحية..

يقول الكاتب السوري “رياض عصمت” إن نهضة المسرح في سورية قد جاءت على يد كل من “رفيق الصبان” و”شريف خزندار” الذين كانا قد عادا إلى سوريا من فرنسا، بعد أن تدربا على أيدي الفنانين الكبيرين “جان لوي بارو” و”جان فيلار”  فأخذا يقدمان نماذج من المسرح العالمي محاولين وضع أسس لثقافة مسرحية واعية تضمن في الوقت نفسه إقبال الجماهير. وأسس “رفيق الصبان” في هذه الفترة أيضا نواة فرقة مسرحية كان لها أكبر الفضل في دعم مسيرة المسرح في سوريا وأطلق على طاقمه الفني هذا اسم “ندوة الفكر والفن”، ولم تلبث الدولة أن قدمت المساعدة لهذا الطاقم الفني الصغير فأسست فرقة المسرح القومي عام ١٩٥٩ مستعينة بطاقم “الصبان” وبجهود مخرج شاب درس المسرح في أمريكا واسمه “هاني صنوبر”. وسرعان ما انضم إلى الفرقة مخرجون عادوا إلى بلادهم بعد أن درسوا المسرح في المعهد العالي بالقاهرة.

وأخذ يتكون للمسرح السوري الطاقم الفني اللازم لقيام حركة مسرحية،  وأصبح ينتظر المؤلف المحلي الواعي القادر على أن يكتب نصا مسرحيا قابلا للتمثيل، هذا الكاتب تمثل في الفنان المسرحي الشاب “سعد الله ونوس” الذي قدم في ١٩٦٧ مسرحية “حفلة سمر من أجل ٥حزيران” فافتتح بهذه المسرحية المهمة عهدا جديدا في المسرح السوري، كان “ونوس” قد كتب قبل هذه المسرحية خمس مسرحيات قصيرة هي) لعبة الدبابيس، والجراد، والمقهى الزجاجي، وجثة على الرصيف، والفيل يا ملك الزمان). كما كتب مسرحية طويلة من جزأين هما: “حكاية جوقة التماثيل” و”الرسول اﻟﻤﺠهول في مأتم أنتيجونا”، وهي أعمال تتسم بالتجريد والإغراق في استخدام الرموز والاعتماد على الأشكال المسرحية الغربية التي كان “ونوس” قد تعرف عليها إبان معاينته للمسرح الغربي.

كتاب المسرح..

ومن كتاب المسرح السوري الجديرين بالاعتبار “مصطفى الحلاج” الذي كتب عدة مسرحيات هي “القتل والندم” ١٩٥٦، و”الغضب” ١٩٥٩، و”احتفال ليلي خاص في دريسدن”، و”الدراويش يبحثون عن الحقيقة”١٩٧٠، والمسرحية الأولى تتحدث عن نضال الشعب التونسي في سبيل الحرية، وفي مسرحية “الغضب” يصور الحلاج نضال الجزائر وفظائع التعذيب الذي كان يوقعه المستعمرون الفرنسيون بالمناضلين الجزائريين. ويلفت النظر بين الكتاب الشباب في المسرح السوري مسرحيات “›ممدوح عدوان”، فقد كتب مسرحية “اﻟﻤﺨاض” الشعرية  وكتب مسرحية ثانية بعنوان “محاكمة الرجل الذي لم يحارب”، ومسرحية ” كيف تركت السيف”ومسرحية “ليل العبيد” ومسرحية “هاملت يستيقظ متأخرا”. ويكتب للمسرح السوري أيضا الكاتب واﻟﻤﺨرج المسرحي “علي عقله عرسان”. وله عدة مسرحيات هي”الشيخ والطريق” وهي متأثرة تأثرا حرفيا بالكاتب “صمويل بيكت”، خاصة من حيث العبثية المفتعلة فيها، و مسرحية “الفلسطينيات” وهي مسرحية شعرية وهي تحمل شعارات سياسية وتقدمية، كما أنها صورت الواقع المؤلم للفلسطينيين، وكتب “علي عقله عرسان” أيضا مسرحية “زوار الليل”.

ومن أبرز كتاب المسرح السوري الكاتب “وليد إخلاصي”، هو متأثر بالمسرح الأوروبي المعاصر أو المسرح الطليعي كما يصف “وليد إخلاصي نفسه عمله”، فمسرحه به ملامح من مسرح “سارتر”، ومن مسرحياته “الأيام التي ننساها”  و”طبول الإعدام” و “المتعة” وتتميز ببراعة الحوار وحيويته، إن “وليد إخلاصي” يؤمن بما يسميه “الشعر الداخلي” الذي يبقى سيد المسرحية.

بعض الفرق المسرحية السورية..

  • فرقة نادي الاتحاد 1906
  • فرقة الصنائع (حلب 1928)
  • فرقة ايزيس 1931 (جودت الركابي- سعيد الجزائري – علي حيدر كنج – نصوح دوجى – أنور المرابط – ممتاز الركابي)
  • فرقة ناديا المسرحية (ناديا العريس)
  • الفرقة السورية (الثلاثينات)
  • الفرقة الاستعراضية (الثلاثينات)
  • فرقة الكواكب (الاربعينات) محمد علي عبده
  • فرقة عبد اللطيف فتحي
  • فرقة اتحاد الفنانين
  • فرقة العهد الجديد
  • نادى الفنون (توفيق العطري)
  • فرقة حسن حمدان (الثلاثينات)
  • فرقة سعد الدين بقدونس (الخمسينات)
  • فرقة فنون الآداب
  • فرقة نهضة الشرق
  • فرقة المسرح الحر (رفيق جبري – توفيق العطري – نزار فؤاد)
  • ندوة الفكر والفن (الستينات) رفيق الصبان
  • النادى الفني (منذر النفوري)
  • فرقة المسرح الكوميدي
  • فرقة المسرح الشعبي
  • فرقة الفنانين المتحدين (محمد الطيب)
  • فرقة الأخوين قنوع (فرقة دبابيس)
  • فرقة زياد مولوي
  • فرقة هدى شعراوي
  • فرقة مظهر الحكيم
  • فرقة محمود جبر
  • فرقة مسرح قهوة (طلحت حمدي)
  • فرقة مسرح الشوك (عمر حجو – دريد لحام -أحمد قبلاوي)
  • فرقة ناجي جبر
  • فرقة رفيق السبيعي
  • فرقة تشرين
  • فرقة ياسين بقوش
  • فرقة المسرح القومي

المصادر:

  • كتاب “المسرح في الوطن العربي”- د. علي الراعي.
  • كتاب “المسرح السوري منذ خليل القباني إلى اليوم”- عدنان بن ذريل.
  • ويكيبيديا

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب