15 نوفمبر، 2024 1:21 م
Search
Close this search box.

نشأة المسرح العربي (3) .. كان نخبوياً أتجه إلى المثقفين في لبنان بهدف إستهلاكي للسخرية السياسية السوداء !

نشأة المسرح العربي (3) .. كان نخبوياً أتجه إلى المثقفين في لبنان بهدف إستهلاكي للسخرية السياسية السوداء !

خاص : كتبت – سماح عادل :

المسرح في “لبنان” كانت له بوادر قبل مرحلة الستينيات.. لكنه ظهر كفن محترف عام 1960، وبدأ يتطور وينضج نحو التناول السياسي للقضايا العربية بشكل أساسي.

يقول “عبد اللطيف شرارة”، في دراسة له نشرت بمجلة (الآداب) اللبنانية في كانون ثان/يناير 1957: “لم يستطع لبنان أن يوجد المسرح كفن، وإنما استطاع أن يوجده كأدب، كأثر يقرأ.. كأسلوب في التعبير عن الحياة والنفس، ظلت المسارح التي نشأت في البلاد محصورة ضمن المعاهد العلمية في الأعم الأغلب منها، ولم تؤثر في حياة الشعب تأثيراً مباشراً بحيث يقبل على العناية بتنشئته ممثلين وبناء مسارح وتوجيه الأدباء نحو التأليف المسرحي”.

تصدير المسرح إلى مصر..

بعد أن مات “مارون النقاش” استمر في لبنان الفنانون والمقتبسون والكتاب والممثلون في عنايتهم بالمسرح، وقد صدر المسرح اللبناني الجزء الأهم من فنه المسرحي إلى مصر، فجاءت إليها وفود الفرق مثل: “فرقة سليم النقاش” أبن أخي “مارون النقاش”، وما نجم عنها من فرق المسرح في الوطن العربي، وفرقة “يوسف الخياط” وفرقة “سليمان القرداحي” وفرقة “إسكندر فرح”.

وإلى مصر أيضاً جاء الكتاب والمترجمون المسرحيون؛ وبرز من بينهم الكاتب المسرحي “فرح أنطون”، الذي قدم للمسرح المصري أول مسرحية اجتماعية انتقادية تعنى بشؤون مصر، وتتحدث عن متاعب بنيها ومشاكلهم، وهي مسرحية (مصر القديمة ومصر الجديدة).. ومن لبنان أيضاً جاء الفتى الطموح “جورج أبيض”، الذي هوى فن المسرح وأخذ يسعى للإنجاز فيه

سليمان القرداحي

مسرح الهواة.. 

أما الساحة اللبنانية نفسها فقد خلت من التمثيل العام الموجه إلى الناس، وتقوقعت حركة المسرح في أحضان المدارس وفي جمعيات الهواة، وأصبحت في بعض الأحيان حركة مناسبات اجتماعية تقام حفلاتها لدى ختان أولاد العثمانيين، ثم جاءت السينما والإذاعة، من بعدها، فحولت انتباه اللبنانيين من التمثيل الحي إلى التمثيل بالوساطة.

مراحل المسرح اللبناني..

يقسم “عبد اللطيف شرارة” في مقالته، المراحل اﻟﻤﺨتلفة التي مرت بها حركة المسرح داخل لبنان، إلى أربعة أقسام:

١ – المحاولات الأولى: “مارون النقاش”.

٢ – الترجمات: وفيها عرض “شبلي ملاط” مسرحية (الذخيرة) عن الفرنسية، ومسرحية (شرف العواطف أو صاحب المعامل الحديدية) عن “جورج أونه” الفرنسي، وترجم “أديب إسحق” مأساة راسين (أندروماك) شعراً ونثراً، وعرض “فارس كلاب” و”ليشاع كرم” مأساة (زايير) لفولتير ونقلاها إلى الشعر العربي.

٣ – مرحلة بعث التاريخ الوطني العربي: وفيها وضع “نجيب الحداد” مسرحية شعرية تتناول حياة “عبد الرحمن الداخل” عنوانها (حمدان)، ووضع الشيخ “أحمد عباس الأزهري” مسرحية (السباق بين عيسى وذبيان)، ومن ثم كثرت المسرحيات التي تتخذ موضوعاتها من التاريخ العربي، وانضم الآباء المسيحيون إلى زملائهم المسلمين في الجهود المبذولة لاستخدام فن المسرح أداة لبعث الروح الوطنية والقومية، وتعميق الشعور الديني، والاعتداد بالسلف الصالح، وتوجيه الناس إلى المثل الأعلى والبطولات.

٤ – مرحلة الواقعية الاجتماعية: وقد وصلت موجتها إلى لبنان من وراء المحيط الأطلسي كمظهر من مظاهر حركة أدبية نشطة، هي حركة أدباء المهجر في أميركا، وكانت هذه الحركة قد شملت المسرح أيضاً إلى جانب فنون القصة الأخرى والنقد، فكتب “جبران خليل جبران” مسرحية (إرم ذات العماد)، وكتب “ميخائيل نعيمة” مسرحية (الآباء والبنون)، صورت المسرحية الأولى فكرة رئيسة لدى “جبران” وهي أن الذات أثمن ما في الوجود وهي الكنز الأسمى الذي ينطوي على جميع الأمجاد والمسرات والأفراح التي يتوق إليها الإنسان، وعالجت المسرحية الثانية صور الخلاف في الرأي والفكر والميل لدى الأجيال المتتالية، حول موضوعات الحياة الكبرى كالزواج والحب والمعاشرة والإنفاق والكسل.

كان من أثر ظهور (الآباء والبنون)، التي لقيت رواجاً عظيماً، أن تحول كتاب المسرح عن البحث في أمجاد الماضي، وتركوا أسلوب الوعظ والإرشاد وصرفوا همهم إلى الواقع المعيش، ينتقدون أوجه النقص فيه في الأسرة والمدرسة ودوائر الحكومة والأسواق.

وعلى هذا المنهج كتب “فريد مدور” مسرحية (فوق الانتقام)، التي قدمت على مسرح “وست هول” بالجامعة الأميركية ببيروت عام ١٩٣١، وكان أبطال هذه المسرحية من أبناء الأمة يقومون بأعمال عادية، موظف بنك وفلاح وصاحب فندق وجندي من جنود الشرطة ومستخدم وكاتب، والبطلات نساء عاديات من بنات لبنان، وقد استخدمت المسرحيتان معاً اللهجة العامة في إدارة الحوار وجعلتا للممثل حق اختيار اللهجة.

المسرحيات الشعرية..

فجأة تظهر مسرحيات “أحمد شوقي” الشعرية، فيتراجع الواقع في المسرحيات، ويتحرك شعراء لبنان للسير في الدرب الذي إرتاده أمير الشعراء، فيكتب “سعيد عقل” في ١٩٣٥ مسرحية شعرية بعنوان (بنت يفتاح) يظهر فيها أثر “راسين”، ويبين منها أن “سعيد عقل” يتناول موضوعاته من خارج الجو الفكري للناس في بلاده، ويفشل في هذه المسرحية، وفي مسرحيته التالية (قدموس)، في تطويع شعره لمطالب المسرح.

عودة إلى الواقع..

ثم عادت المسرحية اللبنانية إلى الواقع مرة أخرى بظهور أعمال “سعيد تقي الدين”، الذي كتب مسرحيته (لولا المحامي)، ووضع فيها تصويراً صحيحاً لحالات اجتماعية لبنانية، وكتب “سعيد تقي الدين” بعد ذلك مسرحيتي (نخب العدو) و(حفنة ريح)، وجاءت بعدهما مسرحية (المنبوذ).

خليل هنداوي

وهناك  نوع المسرحية الإذاعية، التي تأخذ شكل الفصل الواحد، وتتبع النهج الواقعي أيضاً، وتبرز في جهود “خليل هنداوي” في هذا اﻟﻤﺠال، فهو قد كتب حول أسطورة سارق النار ست مسرحيات إذاعية، كل في فصل واحد يتناول فيها أفكاراً بذاتها في موضوعات أسطورية أو تاريخية، يتخذ منها موقفاً واضحاً فهو مفكر أكثر منه سارد. وكذلك (مجموعة مسارح وأبطال) تأليف “أديب مروه”، التي تعالج الموضوعات المسرحية بروح واقعية وتأخذ حوادثها من الشارع.

وظهرت بعد هذا مسرحيات مطبوعة، هي: (عاقبة الظلم) لـ”يوسف الحايك”، و(سيعودون) لـ”رشاد دارغوث”، و(ديدون) لـ”إسطفان فرحات”، الأولى نثرية وأبطالها أمراء وأميرات، والثانية نثراً أيضاً تحوي حواراً عن اللاجئين الفلسطينيين وما عانوه، والثالثة مأساة شعرية من تاريخ لبنان القديم.

المسرح السياسي..

يقول الباحث “غسان سلامة”، في بحث له بالفرنسية عن (المسرح السياسي في لبنان): “إن المسرح اللبناني.. المسرح القومي المستقل القائم على أسس درامية صحيحة لم يبدأ إلا عام ١٩٦٠، وقبل هذا كانت هناك جهود تتراوح بين محاولات (النقاش) لتسلية جيرانه بتعريب بخيل موليير، وكانت هناك مسرحيات وعظية وأخلاقية تصلح لحفلات نهاية العام في المدارس، وقد تلمع مسرحية هنا لشاعر أو تبرز أخرى هناك لرجل دين ولكنها جميعاً لا تعني إلا البحاثة في ميدان المسرح”.

وعن تشكل المسرح اللبناني في الستينيات، يقول “غسان سلامة”: “في ذلك العام 1960، أخذ فريق من المغامرين المسرحيين في لبنان يتجمعون في فرقتين أو ثلاث، كي يحاولوا خلق لون فني جديد يمكن أن يتوافق مع ثقافة لم تعرف فن المسرح، وهؤلاء حولوا الفن المسرحي الانتقائي الذي نهب بطريقة غير سليمة من الغرب إلى أداة للتأكيد والتنوير والقول، وكان على رأس هؤلاء الرواد أناس قضوا خمس عشرة سنة في التنقيب المسرحي في كل الاتجاهات: (أبو دبس) التحق بفن غروتوسكي، و(أنطوان ملتقى) اقترض فنه من البرازيل وكوبا ورومانيا والصين، غير أن هؤلاء الرواد ما لبثوا أن زحم عليهم الطريق تلاميذهم الذين كانوا يتلقون الفن عليهم وأخذوا يحلون محلهم من أمثال: (جيبارا) و(كرباج) وغيرهما جاءوا في أعداد متزايدة، شعراء وصحافيون وكتاب، (محفوظ وعوض) اعتنقوا المسرح ديناً فنياً لهم، ودخل الساحة أيضاً مخرجون كثيرون قد اكتنزوا العلم والخبرة في عواصم مثل موسكو (شدراوي)، وباريس (نعيم وغيره) وستراسبورغ (روجيه عساف)”.

الفرق المسرحية..

يذكر “غسان سلامة” قائمة الفرق والمسرحيات التي قدمتها، وهي:

  • فرقة محترف بيروت للمسرح:

وقد أنشئت عام ١٩٦٨ على أيدي “روجيه عساف” و”نضال الأشقر”، وكان الأول قد جاء إلى لبنان من “ستراسبورغ”؛ بينما كانت “نضال” تعود إلى لبنان للمرة الثانية قادمة من لندن حيث درست الفن المسرحي، ولم يطل الوقت بـ”روجيه عساف” و”نضال الأشقر” حتى تبينا صعوبة تحقيق الهدف الأكبر فقصرا همهما على تقديم المواسم المسرحية، التي شاركت بوضوح في عملية تكوين المسرح السياسي في لبنان. وقد قدم (المحترف) المسرحيات التالية مرتبة ترتيباً زمنياً:

(المفتش) أعدت للمسرح اللبناني عن “غوغول”، وقدمت عام ١٩٦٨.

نضال الأشقر

(عدد خاص) سلسلة سكتشات منوعة ١٩٦٨.

(ماغدالون) ٬١٩٦٩ ١٩٧٠.

(كارت بلانش) 1970.

(إضراب اللصوص) ١٩٧١.

(مرجانة وياقوت والتفاحة) ١٩٧٢.

(أزار، أكتوبر) ١٩٧٢.

وقد جاءت معظم هذه العروض ثمرة للارتجال الجماعي، وهو الاتجاه الفني الذي اتخذه (المحترف) وسيلة للخلق، تقوم على أساس من روح الورشة وتفيد من الصعوبات والخلافات الداخلية.

  • فرقة المسرح الاختباري:

أسسها “أنطوان” و”لطيفة ملتقى”، وكان الأول أستاذاً للفلسفة والثانية قانونية، وحولهما التف فريق من الشباب أغلبه من طلبة معهد الفنون الجميلة، وكانت الفرقة تمتلك قاعة مسرحية تتسع لحوالي ستين متفرجاً، فاستطاع “أنطوان” و”لطيفة” بهذا أن يقوما بدراسة متواضعة، ولكنها غير حاسمة لجمهورها، وقد قدم الفنانان عروضاً معدة من أعمال كتاب مسرحيين متنوعي الاتجاهات، هي:

(يوم مشهود في حياة العالم الكبير يو) عن الصينية.

(زنجيان صغيران) عن رواية بوليسية لأغاثا كريستي.

(وصية الكلب) مقتبسة من الكاتب البرازيلي سوزونا.

(أنا ناخب) معدة عن مسرحية الكاتب الروماني كاراغالي.

  • الخطاب فرقة المسرح المعاصر:

قد تكونت عام ١٩٦٠ وتحولت في ١٩٧٠ إلى اسم (مدرسة بيروت للمسرح المعاصر)، أما مؤسسها ومخرج أعمالها فهو الفنان “منير أبو دبس”، الذي يعتبره عدد كبير من النقاد أبا المسرح اللبناني، وقد شارك “أبو دبس” في نشاطات “مدرسة باريس”، ومنذ الخمسينيات أنفق جهداً ووقتاً كبيرين في تقديم إعداداته المسرحية، وما قدمه “الدبس”:

منير أبو دبس

(أوديب ملكاً) لسوفوكليس.

(مكبث وهاملت) لشكسبير.

(الذباب) لسارتر.

(الملك ‡وت) ليوغين اينسكو.

(دكتور فاوست) غوته.

(موت دانتون) بوخنر.

(الاستثناء والقاعدة) بريشت.

وفي ١٩٧٠ اتجه “أبو دبس” اتجاهاً صوفياً يشبه اتجاه “غروتوسكي”، فترك الإعداد المسرحي إلى نوع من الكتابة الشعرية، وكان يتخذ إلهامه المباشر من أعمال غير مسرحية.

  • المسرح الوطني:

الذي تحول اسمه إلى (مسرح شوشو)، وقد أسسه ومثّل فيه “حسن علاء الدين” تحت اسمه الفني “شوشو”، ويقوم على جهود ممثل واحد فقط عظيم الموهبة، وقد قدم “شوشو” عدداً كبيراً من المسرحيات تتفاوت قيمتها الفنية، وفي الأيام الأخيرة تدهورت قيمة المسرحيات وانتقل “شوشو” من مسرح “البولفار” إلى عروض المسرح التجاري، وفي موسم ١٩٧٢، ١٩٧٣ قدم “شوشو” مسرحيات: (وراء البارفان) و(وصلت لتسعة وتسعين) و(حبل الكذب طويل).

  • الفرقة الشعبية اللبنانية:

هي التي أصبح اسمها الآن (فرقة الرحبانية)، التي اعتمدت على نجم فوق العادة هو الفنانة المطربة “فيروز”، وقد قدمت الفرقة عدداً كبيراً من المسرحيات الإذاعية والأوبريتات، بينها:

فيروز

(صح النوم).

(الليل والقناديل).

(جسر القمر).

(بياع الخواتم).

(دواليب الهوا).

(أيام فخر الدين).

(الشخص).

(جبال الصوان).

(سفر برليك).

(يعيش !.. يعيش !)

(ناس من ورق).

(المحطة).. وغير هذه من الأعمال.

رواد في المسرح اللبناني..

يذكر “غسان سلامة”، بعض العاملين في حقل المسرح اللبناني منذ الأعوام 1968: 1973، فيورد الأسماء التالية:

“عبد الملك عيسوي”: وهو جزائري يعيش في بيروت، وقد عمل مع “بلانشون” فنان المسرح الفرنسي ثلاث سنوات، وألف وأخرج مسرحية (بيت على الحدود).

“تيريز عوض”: مؤلفة مسرحية (البكرة) ١٩٧٣، وهي قصيدة درامية أخرجها “فؤاد نعيم” وقام بتمثيلها “جوزيف سعود” في دور الرجل و”نضال الأشقر” في دور المرأة.

“يعقوب شدراوي”: درس المسرح في معهد “لوناكارسكي” موسكو لمدة خمس سنوات, ثم عاد إلى لبنان ليخرج مسرحية (المهرج) تأليف “محمد الماغوط”، وقد أعد للمسرح وأخرج (الأمير الأحمر) عن رواية لـ”مارون عبود”.

“ريمون جبارة”: ›ممثل ممتاز قدم دورين لا يسهل نسيانهما، الأول دور”سعدون” في مسرحية عصام محفوظ (الزنزليخت)، والثاني دور “غاوو غريللو” في مسرحية (وصية الكلب)، وأول مسرحية أخرجها هي (لتمت ديدمونة)، التي قدمت في خريف١٩٧٠، ولم تنجح المسرحية، ثم جاءت مسرحية (تحت راية ذكور)، ونجحت وامتد عرضها أكثر من سبعة أسابيع، “جبارة” هو مؤلف ومخرج مسرحياته.

فرح أنطون

“رضا كبريت”: ممثل من صفوف محترفي الفن الدرامي؛ وهو مؤلف لعديد من المسرحيات ساذجة نوعاً ما قدمت ما بين ١٩٥٣ و١٩٧٣، أما مسرحية (الستارة) التي قدمت عام ١٩٧٣من إخراج “ميشيل نبعة” فقد كانت ناجحة.

“شكيب خوري”: ›ممثل ومؤلف لعديد من المسرحيات أعدت عن أصول أجنبية، أشهرها (قط فوق سقف الصفيح الساخن) لتينسي وليمز، أما المسرحية التي هي من تأليفه الخالص فهي (كاباريه)، وقد أخرجها بنفسه عام ١٩٧٢ في مسرح بعلبك.

“جلال خوري”: وهو بريختي مقيم على العهد، وقد ألف مسرحيات (وايزمان وبن غوريون وشركاؤهما) ١٩٦٨، وانتهج فيها مسرحية (أرتورو أوي)، ومسرحية (جحا في الخطوط الأمامية) ١٩٧٠، و(الأبطال) ١٩٧٢، وقد أعد “خوري” لموسم ١٩٧٢، ١٩٧٣ مسرحية عن “طنيوس شاهين”، وهو أول ثائر جمهوري في لبنان.

“عصام محفوظ”: شاعر تحول إلى المسرح والنقد المسرحي في صحيفة (النهار) وملحقها الثقافي وفي مجلة (الشعر)، وهو  كاتب مسرحي عميق الإنتاج متنوعه، وهو مؤلف مسرحية (الزنزليخت)، كتبها عام ١٩٦٣ وقدمت عام ١٩٦٨ ونشرت عام ١٩٦٩، ومسرحية (الديكتاتور)، وقدمت عام ١٩٧٠ وعام ١٩٧٢، وكتب “محفوظ” أيضاً وبناء على طلب “محترف الفن المسرحي” مسرحية (كارت بلانش) ١٩٧٠، ومسرحية (أزار) ١٩٧٢، وهو مؤلف مسرحية (القتل) أول عمل سياسي للمسرح يكتبه لبناني ١٩٦٨ ولكنها لم تمثل، ومسرحية (لماذا ?) ١٩٧١ التي أخرجها المؤلف بنفسه.

ويذكر “غسان سلامة” أيضاً أسماء: “هـ. حماتي” و”ت. حيدر” و”أسامة العارف”، الذين تعاونوا مراراً مع “أتيليه الفن الدرامي” في بيروت، ويضيف اسم “شوقي خير الله”، الذي تحول إلى الأدب وحد ما إلى المسرح المباشر، هذا ويكتب لمسرح “البولفار” كل من “نزار ميقاتي” و”فارس يواكيم”؛ اللذين كتبا مسرحيات “شوشو”، وانضم إليهما “محمد شامل” بعد خبرة طويلة في الفن الإذاعي، ومن كتاب “البولفار” أيضاً “أنطون غندور” الذي ألف العمل المشهور (معتوه شاناي)، الذي قدم بنجاح في التليفزيون وفي المسرح من بعد، ويذكر أيضاً “أندريه شاهين”، الذي تخصص في العروض التجارية الكبيرة مثل (إلى وزارة التربية) ١٩٧٣.

شبلي الملاط

ومن الوجوه الجديدة في المسرح اللبناني، فنانون من خريجي معهد الفنون الجميلة مثل: “نجم كازي” و”أنطون خطار”، وآخرين غير منتظمي الاندماج في الحركة المسرحية، ولكنهم يفعلون ما في وسعهم لخدمتها، مثل “روبيرعطا الله” مؤلف (فلسفة المغفلين) و(لاجئون سواح).

ويستخلص “د. علي الراعي” من ذلك، أن النشاط المسرحي اللبناني منذ الستينيات توجه في الأساس إلى طبقة المثقفين وانفصل عن الفنون الشعبية، ويرى أن المسرح اللبناني كون لنفسه جمهوراً يطلب السخرية السياسية السوداء على حساب القضايا الجبرية والمصيرية، ولما كانت طبيعة هذا المسرح قد تلونت بلون الاقتصاد اللبناني القائم على الخدمات وإرضاء الجمهور، كان لابد من توفير السلعة المسرحية التي يضمن رواجها وإقبال الناس عليها بأهون السبل وأقلها جهداً، وكانت سلعة التهكم على الأمة العربية بعد ٦٧ قد أبدت فاعليتها في السوق ثم فقدت مفعولها بعد حرب أكتوبر، ولهذا انقلب موردو هذا اللون من المسرح السياسي الانتهازي إلى لبنان نفسها حيث الوضع السائد في ١٩٧٤ وما بعدها، يشبها المناخ الذي كانت توفره الساحة العربية  قبل حرب يوم الغفران.

المصادر:

  • كتاب (المسرح في الوطن العربي)، “د. علي الراعي”.
  • ويكيبيديا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة