8 مارس، 2024 3:59 م
Search
Close this search box.

نجمة إبراهيم.. ريا التي أرعبت الناس

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

نجمة إبراهيم ممثلة مصرية، اشتهرت ببراعتها في أداء أدوار الشر في العصر الكلاسيكي للسينما المصرية. ولدت “نجمة إبراهيم” و اسمها الحقيقي “بوليني أوديون” لأسرة يهودية مصرية بالقاهرة. درست في مدرسة “الليسيه” في القاهرة إلا أنها لم تكمل دراستها مفضلة المجال الفني.

تنتمي “نجمة إبراهيم” إلى الجيل الأول للفنانات المصريات اللاتي احترفن التمثيل، فهي من أوائل الفتيات المصريات اللاتي عملن بالتمثيل خلال النصف الأول من القرن العشرين والمقصود بالتحديد هو التمثيل بالمسرح بوصفه القناة الفنية الوحيدة المتاحة قبل ظهور السينما والإذاعة والدراما التلفزيونية، حيث كانت البطولات النسائية في البدايات محصورة على مجموعة صغيرة من الفنانات الشوام (من بينهن: ملكة سرور، هيلانة بيطار، مريم سماط، ميليا ديان، وردة ميلان، ماري صوفان، أبريز أستاتي، ألمظ أستاتي، فاطمة اليوسف، بديعة مصابني، ماري منيب، ثريا فخري). ثم بدأت الفرق المسرحية في الإستعانة بمجموعة من المصريات اليهوديات (ومن بينهن: أديل ليفي، صالحة قاصين، استر شطاح، نظلة مزراحي، سرينا إبراهيم، هنريت كوهين، فيكتوريا كوهين، فيكتوريا موسى)، وذلك بخلاف مشاركة عدد قليل جدا من الفنانات المصريات الرائدات في هذا المجال وفي مقدمتهن: (لطيفة عبد الله، منيرة المهدية، زكية إبراهيم، دولت أبيض، زينب صدقي, نعيمة ولعة، رتيبة وأنصاف وفاطمة رشدي، أمينة رزق).

مثلت “نجمة إبراهيم” في ما لا يقل عن 40 فيلما، بدأت “نجمة إبراهيم” حياتها الفنية في ثلاثينيات القرن الماضي، من خلال التنقل بين الفرق المسرحية المختلفة مثل “نجيب الريحاني” و”بديعة مصابني” و”بشارة واكيم” وغيرهم. وعملت كمطربة في فرقة “فاطمة رشدي”،فقد بدأت حياتها الفنية من مسرح الريحاني، ولم تكن ممثلة في البداية، وإنما كانت مغنية وراقصة وملقية مونولوجات، وكانت ترغب في منافسة “منيرة المهدية” و”كوكب الشرق أم كلثوم”، وقال عنها الكاتب الراحل “محمد شكري”: “كانت تلقي المقطوعات المطربة والمنولوجات الاجتماعية ذات الصبغة الأخلاقية، وكانت تقابل في كل مرة تقف فيها على المسرح بعاصفة من التصفيق إعجابا، ولو لم تكن ممثلة لكانت أم كلثوم أخرى”.

مسرحية “شهرزاد” و”العشرة الطيبة” لسيد درويش، مسرحيات شاركت فيها نجمة إبراهيم بالغناء، ومثلت لأول مرة بمسرحية “ابن السفاح”، وانضمت لفرقة “فاطمة رشدي” و”بديعة مصابني” وغيرها.

وبدأت حياتها السينمائية من خلال فيلم “الورشة” عام 1940، سبقه الغناء في فيلم “تيتاوونج” عام 1937. من أوائل أدوارها دور في فيلم “غادة الكاميليا”، ومن أدوارها الهامة دورها في فيلم “أنا الماضي” العام 1951 بالاشتراك مع “زكي رستم” و”فاتن حمامة”، ولعبت فيه دور شقيقة حامد “زكي رستم” الذي يسعى للانتقام من زوجين ظلماه وتسببا في دخوله السجن وعند خروجه يكتشف وفاتهما فيقرر الانتقام منهما عبر إبنتهما وتساعده في الأمر أخته “نجمة إبراهيم” في هذه الحالة.

ولعل من أشهر أدورها دور “ريا” في فيلم “ريا وسكينة” عام 1953، الذي يروي قصة سفاحتي الإسكندرية “ريا” و”سكينة” في القرن العشرين. وقد نال الفيلم شهرة عريضة للدرجة التي بات الناس ينادون “نجمة إبراهيم” باسم دورها في الفيلم “ريا”. ويذهب البعض إلي أن نجمة إبراهيم اعتنقت الإسلام قبل وفاتها.

ومن أفلامها: (الزواج 1933- الورشة 1941- عايدة 1942- رابحة 1943- من الجاني 1944- عنتر وعبلة 1945- ملاك الرحمة 1946-عودة القافلة 1946- الخطيئة 1946- أسير الظلام 1947- اليتيمتين 1948- مغامرات عنتر وعبلة  1948- كرسي الاعتراف 1949- سر الأميرة 1949- لحن حبي 1953- ريا وسكينة 1953- حب في الظلام 1953- أربع بنات وضابط 1954- جعلوني مجرما 1955- رنة الخلخال 1955- الجريمة والعقاب 1957- لن أبكي أبدا 1957- المرأة المجهولة 1959- أنا الماضي).

وكغيرها من الفنانين اليهود المصريين حفرت فى الصخر لتكتسب قاعدة عريضة من الشهرة والنجاح لم ينظر الشعب المصري أبدا لديانتها اليهودية، فالفن ليست له أديان، فقد أحبوها كمبدعة فعاملوها كمصرية مثلهم، وشاركتهم أفراحهم وأطراحهم..

عملت “نجمة إبراهيم” صحفية في مجلة “اللطائف” المصرية حين عصفت الأزمة الاقتصادية بالفن فلم يكن أمامها، سوى العمل بالصحافة، حينها وجه كيوبيد سهامه إلى قلب نجمة التي أعجبت بشاب يعمل في مجلة اللطائف التي كان يصدرها “إسكندر مكاريوس”، ولكنهما انفصلا قبل إتمام الزواج.

لم يمض سوى عدة أشهر حتى عادت “نجمة إبراهيم” إلى الفن من جديد وتزوجت من زميلها بفرقة “بديعة مصابني” ويُدعى “عبد الحميد حمدي”، لكن الزواج لم يستمر طويلا لتتفرغ بعد ذلك لعملها الفني حتى قابلت زوجها الثاني والأخير الممثل والملحن “عباس يونس”، الذي كان قد قابلها في بداية حياتها الفنية بفرقة “فاطمة رشدي” عام 1930 إلا أنهما لم يتزوجا إلا بعد 14 عامًا من لقائهما الأول، فكان خجل يونس سببا في عدم زواجه ب”نجمة” في اللقاء الأول فلم يبح بمشاعره الجياشة لها، وحين انفصلت عن “حمدي” وجدها فرصة سانحة ليبوح لها بحبه المدفون طوال هذه السنوات الطوال ليتزوجا عام 1944، الزواج لم يكن اجتماعيا فقط كان زواجا فنيا أيضا فكونا فرقة مسرحية قدمت عدة عروض مميزة كان أهمها “سر السفاحة ريا” عام 1955 من تأليف وإخراج زوجها وتبرعت “نجمة ابراهيم” بإيراد حفل الافتتاح لتسليح الجيش المصري بعد إعلان جمال عبد الناصر قراره بكسر احتكار السلاح، واستيراد السلاح من دول الكتلة الشرقية بعد رفض الغرب تسليح مصر. وقد حضر السادات عرض الافتتاح وبعد الانتهاء من العرض، صعد على المسرح وصافح الفرقة ثم رفع يده لنجمة تحية لها. ومنحها السادات وسام الاستحقاق، بالإضافة إلى معاش استثنائي تقديرًا لعطائها الفني ووطنيتها النادرة.

فقد البصر..

حين فقدت ” نجمة ابراهيم” بصرها حتى اللحظات الأخيرة كانت مستندةً إلى ذراع زوجها الذي ساندها، تحضر البروفات في مسرح «الجيب» وتتحرك على خشبة المسرح لخطوات محسوبة، وعندما تعود إلى منـزلها تستمع إلى زوجها وهو يقرأ لها الدور حتى تؤديه على المسرح في اليوم التالي.

أصدر “جمال عبد الناصر” قرار بعلاجها على نفقة الدولة في 22 مارس 1965 بإسبانيا، لتعود “نجمة إبراهيم” لترى خشبة المسرح من جديد وتعود لجمهورها الذي يحبها وهي مبصرةً ومتحمسةً لاستكمال مسيرتها الفنية فقد كانت تخشي “نجمة إبراهيم” أن يذهب النور من عينها في الوقت الذي يشع فيه النور أمام مستقبل مسرح بلادها “مصر” ، وقالت عبارتها المشهورة: “أنا أحس أن الدور أمامي طويل في هذه النهضة المسرحية، وأشعر الآن بمدى العرفان لرئيسنا العظيم الذي شمل الفنان برعايته”، ولكن أمراضًا أخرى أصابتها وأرغمتها على الابتعاد عن خشبة المسرح والاعتزال.

لدي “نجمة إبراهيم” 3 أفلام بقائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهي “ريا وسكينة، جعلوني مجرمًا، صراع الأبطال”.

على عكس الأدوار التي قدمتها على شاشة السينما، والتي تُرعب الكثير، فإنها كانت شخصية طيبة تخاف من أقل الأشياء،

وفي 12 نوفمبر عام 1953 نشرت مجلة “الكواكب” مقالا لها بعنوان “أرتعد خوفا من ريا الحقيقية”، جاء فيه: “لقد تعود الناس أن يروني على الشاشة شريرة تحالف الشيطان، أو قاتلة تحترف الإجرام، أو قاسية القلب لا تعرف الرحمة سبيلا إلى قلبها، وكل هذا سينما مجرد أدوار تمثيلية لا أكثر، أما حياتي الخاصة فشيء آخر، وأول ما يجب أن تعلموه عني أنني أقاطع كل حفلات البريميير للأفلام التي اشترك فيها في دور الشريرة أو المجرمة، ذلك لأني أخرج غاضبة ناقمة على نفسي لأنني كنت بالقسوة التي ترونها، ولأنني حين أجلس لأرى نجمة إبراهيم الممثلة تتجه عواطفي لضحاياها فيستبدني الحنق عليها، التي هي أنا، ويتمتع المتفرجون بأدائي.. إلا أنا!”.

وقالت عن سبب إتقانها لأدوار الشر: “أعتقد أن السبب الوحيد الذي يجعلني بهذه البراعة في أدواري العنيفة الشريرة هو أنني أتمثل الشر واقعًا عليّ، فيتجسم في رأسي ويتضخم وأؤكد لنفسي أن الشر سيلحق بي إن لم أصبه على غيري، فتكون العملية عملية دفاع عن النفس، وتكون النتيجة أن يراني المشاهد في دور الشريرة، وأنا أرتعد خوفًا من (ريا) الحقيقية فأحول جرمها إلى الضحايا، هذا هو السر، وهكذا أحس حين أتقمص شخصياتي التي تثير الرعب والفزع”.

كرمتها الدولة عام 1964 ومنحتها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ومنحها السادات وسام الاستحقاق

وفاتها..

لم يكن ضعف بصرها هو مرضها الأول، بعد شفائها عانت “نجمة إبراهيم” من الشلل، واعتزلت الفن نهائيا واختفت عن الأضواء لمدة 13 عاما، حتى توفيت في 4 يونيو عام 1976 برصيد فني وصل إلى أكثر من 60 فيلما.

https://www.youtube.com/watch?v=fWMrWg3nzMs

 

https://www.youtube.com/watch?v=hX3oG7bwRis

 

 

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب