نبيل فاروق.. برع في الأدب البوليسي والخيال العلمي واشتهر ب”رجل المستحيل”

نبيل فاروق.. برع في الأدب البوليسي والخيال العلمي واشتهر ب”رجل المستحيل”

خاص: إعداد- سماح عادل

“نبيل فاروق” كاتب مصري، اشتهر بالأدب البوليسي والخيال العلمي. صدرت له مجموعة كبيرة من القصص عن المؤسسة العربية الحديثة في شكل كتب جيب. قدّم عدة سلاسل قصصية من أشهرها “ملف المستقبل، ورجل المستحيل، وكوكتيل “2000. نجحت قصصه بشكل مذهل عند الشباب والمراهقين في العالم العربي.

حياته..

ولد “نبيل فاروق رمضان بيومي” في مدينة طنطا في 1956، في عائلة متوسطة الحال. التحق بكلية الطب في طنطا وحصل على بكالوريوس في الطب والجراحة عام 1980. في 1982، انتقل إلى قنا في دورة تدريبية لمدة شهرين، وبعد نجاحه في الامتحان الإداري انتقل ليبدأ عمله كطبيب في بلدة أبو دياب.

في 1985، تزوج بالدكتورة “ميرفت راغب”، وأنجب منها أولاده الثلاثة: “شريف” و”ريهام” و”نورهان”. بعد نجاح سلسلتي “رجل المستحيل” و”ملف المستقبل”، اعتزل “نبيل فاروق” الطب ليتفرغ للكتابة وتصبح مهنته الرئيسية، وانتقل للعيش في منشية البكري بمحافظة القاهرة في أغسطس عام 1990.

الكتابة..

شغف “نبيل فاروق” بالقراءة منذ الصغر، وكان يقرأ كثيرا، وشجعه والده  على القراءة. بدأ محاولات الكتابة في المدرسة الإعدادية. وانضم إلى جماعة الصحافة والتصوير والتمثيل المسرحي في المدرسة الثانوية. قبل تخرجه من كلية الطب بعام واحد حصل على جائزة من قصر ثقافة طنطا عن قصة “النبوءة”، وذلك في 1979، والتي وضعها القصة الأولى في سلسلة كوكتيل 2000 فيما بعد.

بداية التحول الهام في مسيرة كتابة “نبيل فاروق” كانت في 1984 عندما اشترك بمسابقة لدى المؤسسة العربية الحديثة وفاز بجائزتها عن قصته “أشعة الموت” والتي نشرت في العام التالي كأول عدد من سلسلة “ملف المستقبل”.

في تلك الفترة ، كانت توطدت علاقة “نبيل فاروق” بإدارة المخابرات المصرية بشكل ما، ممّا هيئ له  التعرف على ضابط مخابرات مصري، استوحى واقتبس منه شخصية “أدهم صبري” في سلسلة “رجل المستحيل” التي لاقت نجاحا في العالم العربي.

فاز في 1998 “نبيل فاروق” بالجائزة الأولى في مهرجان ذكرى حرب أكتوبر عن قصة “جاسوس سيناء: أصغر جاسوس في العالم”. بعد ذلك، انشأ قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة فرجينيا الأمريكية  موقع خاص للدكتور “نبيل فاروق”.

كان “نبيل فاروق” يكتب صفحتين بشكل شهري بمجلة الشباب القومية، مملوكة لمؤسسة الأهرام، لأكثر من 10 سنوات، وبشكل أسبوعي كتب بجريدة الدستور، على الرغم أنه كان مادة للنقد الممتزج نوعا ما بالسخرية بأحد أعداد جريدة الدستور الإصدار الأول في فترة تسعينات القرن العشرين.

كما كانت له مشاركات مثيرة للاهتمام في أكثر من مجلة ودورية عربية، منها مجلة “الأسرة العصرية” ومجلة (الشباب) وملحق (صبيان وبنات) الذي يصدر مع صحيفة “أخبار اليوم”، ومجلة “باسم”. تنوعت هذه المشاركات ما بين الحلقات المسلسلة لخفايا عالم المخابرات وقصصه الحقيقية، وصولا إلى المقالات العلمية بشتى مجالاتها.

أعماله..

مع المؤسسة العربية الحديثة صدر له:

  • سلسلة رجل المستحيل، 160 عدد (آخرها “الوداع” 160)
  • سلسلة ملف المستقبل، 160 عدد (آخرها “نهاية العالم” 160)
  • سلسلة الأعداد الخاصة، 28 عدد (آخرها “قلعة الشر” 28 رجل المستحيل)
  • سلسلة (ع × 2)، 57 عدد (آخرها “قضية الدقائق الأخيرة” 57) – العدد القادم: قضية الزجاج الأسود – 58
  • سلسلة (زهور)، صدر له فيها 30 عدد
  • سلسلة كوكتيل 2000، 51 عدد (آخرها “صدمة” 51)
  • سلسلة زووم، 11 عدد (آخرها “لغز كرة الثلج” 11)
  • سلسلة زهور، 118 عدد (آخرها “ملك النار” 118) – العدد القادم: لم يذكر
  • سلسلة فارس الأندلس، 10 أعداد (آخرها “سر الأمير” 10) – العدد القادم: ذهب الأندلس – 11
  • سلسلة روايات عالمية للجيب ، صدر له فيها 6 أعداد
  • أرزاق رواية اجتماعية من 4 أجزاء صدر منها 3
  • سلسلة (أوسكار)، شارك في إصدار العدد الأول منها (لعنة التابوت)
  • سلسة سيف العدالة، 6 أعداد (آخرها عدد “فوق القمة” 6)
  • سلسلة بانوراما، 7 أعداد (آخرها عدد “التائه” 7)
  • سلسلة حرب الجواسيس، 11 عدد (آخرها “المنشق” 11)
  • سلسلة (الأعداد الخاصة – حرب الجواسيس) 6 أعداد
  • إضافة إلى مشاركته في سلسلة فلاش باب “شيء من العلم”)، وبعض السلاسل للناشئة مثل: (مغامرات كتاكيتو)، والعميل (صفر صفر صفر) وغيرها.

خارج المؤسسة العربية الحديثة:

  • سلسلة المتخصصون 3 أعداد عن دار ليلى.
  • سلسله مسرح الجريمة 2 عددان.
  • كتاب “ويأتي الغد”.
  • رواية (ظل الأرض) عن دار ليلى.
  • سلسلة “قصص مجانين” وأصدر منها سلسلة كاملة وكانت قصة ساخرة.
  • كتاب بعنوان ليه لأ؟.
  • رواية “الثورة” عن دار ليلى.
  • شارك في كتاب 7 وجوه للحب عن دار ليلى
  • كتاب رجل المستحيل وأنا، عن دار ليلى
  • المسلسل الإذاعي رجل المستحيل العملية شبل.
  • مسلسل العميل 1001.

فيلم عن رجل المستحيل..

في حوار معه أجراه “محمد حمدي” يقول “نبيل فاروق” عن  تأخر إطلاق رجل المستحيل كفيلم سينمائي: “القرار كان في يد المنتجين السينمائيين، وأخذوا وقت لحين اقتناعهم بجدوى تحويل رجل المستحيل من روايات إلى فيلم سينمائي. وقبل هذا كان هناك تخوف من التكلفة العالية للإنتاج السينمائي، وفي النهاية لم يكن مضمون أن يحب المشاهدون رجل المستحيل على الشاشة. لكن في النهاية عندما وجدوا أن الشخصية منتشرة ليس فقط في مصر لكن في الوطن العربي كله قرروا أن ينتجوا فيلم بميزانية عالية جدا”.

وعن مشاركته الجمهور على حسابه في (تويتر) بعملية اختيار بطل فيلم رجل المستحيل وضح: “لابد أن يشارك الجمهور في اختيار الشخصية لأن لهم تصور مسبق في ذهنهم عن شخصية رجل المستحيل. بالتالي مشاركتهم في اختيار الممثل الذي يجسد الشخصية على الشاشة كانت أساسية. وكان من الصعب أن نختار وجه جديد ليقدم الشخصية لأن المنتجين كانوا سوف يرفضون. لأننا هنا لسنا مثل هوليوود. عندما قررت هوليوود تحويل جيمس بوند لشخصية سينمائية كان المفترض أن يختاروا نجم للبطولة. لكنهم قرروا أن يقوموا بمغامرة جديدة ويراهنوا على وجه جديد لتقديم فيلم عالي الميزانية. وبالفعل أجروا مسابقة وتقدم لها بطل السلسلة (شين كونري) لكنهم رفضوه في البداية. وعندما رآه المخرج من نافذة مكتبه يشعل سيجارة بجوار السيارة بعد ما رفضوه قرر أنه يصلح شكليا وجسديا للشخصية التي كان يتخيلها. وحققت السلسلة نجاح ساحق”.

عالم الجاسوسية..

وعن الكتابة في عالم الجاسوسية. ونسبة الخيال بها يقول ” نبيل فاروق”: “الخيال يمثل حوالي 70% من هذه الأعمال. حتى أن الأعمال التي يكتب عليها: (مقتبسة عن ملفات المخابرات المصرية) يكون حجم الخيال فيها أكبر من الواقع بنسبة كبيرة. لأن الرواية إذا كانت واقعية تماما سوف تكشف فيها المخابرات طريقة عملها وتكنيك تصرفاتها وهذا صعب التحقق.

وأحيانا تكون الحقيقة أقل من 30% أيضا. مثلا مسلسل “رأفت الهجان” والذي كتبه “صالح مرسي” يرحمه الله عندما كتب عن “رأفت الهجان” المخابرات أعطته 3 صفحات فقط. كل صفحة كانت جزء من أجزاء المسلسل. وهو أكمل الباقي بالدراما من خياله، وعندما يكون الكاتب فاهم عمل المخابرات يستطيع صنع دراما أجمل. وفهم الكاتب لعالم المخابرات يكون من خلال تعاون الجهاز معه وأيضا من خلال بحثه الشخصي، لابد أن يملك الكاتب الموهبة والقدرة على استيعاب هذا العالم. وهو عالم من أصعب العوالم اللي ممكن أن تعرفها. لأنه عالم السهل الممتنع. لابد أن تكون العملية صعبة (صعوبتها تكمن في سهولتها). ومن هنا لابد أن يفهم المؤلف والمخرج هذه الجزئية. وهناك كتب كثيرة تدرس علم المخابرات وأصول التفكير فيه. واستطعت أن أكون مكتبة ضخمة في عالم الجاسوسية والمخابرات بالعربية ولغات أخرى. وهذا يساعدني على فهم هذا العالم”.

وعن ما اكتشفه أثناء الغوص في هذا العالم يواصل: “من بين الأشياء التي فهمتها هي نفسية الجاسوس وقدرته على التحكم في أعصابه. وكنت أتمنى أن يكون هذا العلم متاح لكل البشر. لأننا في مصر مؤخرا لدينا حالة انفلات أعصاب تجعل خناقه بسيطة ممكن أن تنتهي بجريمة قتل. وللأسف بعضنا يسمي الأمور باسم خاطيء. مثل أننا نسمي انفلات الأعصاب بأن هذا الشخص (دمه حامي) وهذا خطأ. لأنه يعتبر مرض والمفروض أن يتعالج الشخص من هذا السلوك. لكننا نتباهي به وهذا يجعلنا لا نستطيع معالجة هذا السلوك”.

وعن نوعية القارئ وهل اختلفت يقول “نبيل فاروق”: “نوعية الشاب قبل 2011 غير بعد 2011.. للأسف الأحداث خلقت جيل من الشباب عنده تعصب شديد لرأيه. ورفض لمجرد الرفض. وكل واحد يرى أن رأيه صح وأي أحد ضده هو خائن وعميل. لكن الحقيقة هي أن ربنا خلقنا مختلفين. وربنا يريدنا مختلفين لكي نعرف بعضنا بعضا ونكتسب من الآخرين الذي ينقصنا، لا لنختلف ونتعارك”.

وفاته..

توفى “نبيل فاروق” 9 ديسمبر 2020 بعد إصابته بأزمة قلبية مفاجئة في مقر سكنه بمدينة القاهرة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة