5 مارس، 2024 9:35 م
Search
Close this search box.

مو يان.. كتب عن فقراء الريف وهو أول صيني ينال جائزة نوبل للآداب

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

هو “غوان موييه” واسمه الأدبي “مو يان” بمعنى “الساكت” هو كاتب صيني، يوصف بأنه “واحد من أشهر الأدباء الصينيين وبأن أعماله من أكثر الأعمال التي تمنع السلطات الصينية نشرها”.

حياته..

ولد “مو يان” في بلدة شمال غاوما في مقاطعة شاندونغ لعائلة من المزارعين. ترك المدرسة أثناء الثورة الثقافية ليعمل في مصنع ينتج البترول. التحق بجيش التحرير الشعبي في العشرين من عمره، وبدأ الكتابة – وهو مايزال جنديا – في 1981. بعد ثلاث سنوات بدأ يعمل كمعلم في قسم الآداب بأكاديمية الجيش الثقافية. في 1991 حصل على درجة الماجستير في الآداب من جامعة بكين للمعلمين.

وفي كلمة ألقاها في جامعة هونغ كونغ المفتوحة، قال إنه اختار هذا الاسم عندما كتب روايته الأولى. وأضاف أنه يعلم أن الحديث العلني الصريح غير مرغوب به في الصين، ولهذا اختار هذا الاسم حتى لا يتحدث كثيرا.

الكتابة..

في كتاباته يرسم “مو يان” صورة حية عن تجاربه حينما كان شاباّ وعن الحياة في مقاطعته، وظهر ذلك واضحاّ في روايته “الذرة الرفيعة الحمراء” والتي صدرت بالإنكليزية عام 1993 وتتكون الرواية من خمس قصص والتي تكشف عن عقود من القرن العشرين أثناء الاحتلال الياباني للصين، والتي صور فيها ثقافة اللصوص وثقافة المحتل الياباني والظروف القاسية التي كان يعاني منها الفقراء من العمال والفلاحين في تلك الفترة.

ونشر “مو يان”، الذي حصل على جائزة مانهاى الصينية للأدب، أولى رواياته عام 1981 بعنوان “الفجل الكريستال” التي ذاع صيتها، إلا أن روايته الأهم كانت “الذرة الرفيعة” التي تحولت إلى فيلم سينمائي. ول”مو يان”، الذي استقال من عمله بالجيش الصيني عام 1997، حوالي 24 مؤلفا بين رواية وقصة قصيرة وبحث. وتتميز كتاباته بالتحرر في معالجة قضايا الجنس والسلطة والسياسة في الصين المعاصرة بدون مواربة مع حس فكاهي عال.

“مو يان”، نشر له حتى الآن 11 رواية طويلة وأكثر من مائة من الروايات القصيرة، إضافةً إلى مجلدات في النثر والنقد الأدبي والمسرحيات من بين أعمال أخرى.

جائزة نوبل..

في 2012 حاز على جائزة نوبل في الأدب. قالت عنه لجنة نوبل للأدب “الذي يدمج الهلوسة الواقعية بالحكايات الشعبية، والتاريخ والمعاصرة”.

إن اسلوب مو يان كما عبرت عنه الأكاديمية السويدية المانحة لجائزة نوبل للتعريف به (مزج الخيال بالواقع من خلال المنظورات التاريخية والاجتماعية، لقد خلق مو يان عالما يذكرنا بتلك التعقيدات في كتابات وليم فوكنر وغابريل غارسيا ماركيز وفي نفس الوقت استفاد من الأدب الصيني القديم والأدب الشفاهي، وبالرغم من نقده للمجتمع الصيني، إلا أنه الأكثر شهرة بين أدباء بلاده). وبالرغم من أن مويان قد انتقد المجتمع الصيني وما أفرزته سياسة الحكومة الصينية من نتائج سلبية على الحياة داخل الصين والتي كانت توصف بالتعسفية، وبالرغم أيضا من أن هذا كان يزعج الحكومة الصينية، إلا أنه كان – مع ذلك – على وئام معها.

وفي هذه النقطة وجه إليه كثير من النقد. وكثيرا ما انتقد الوسط الثقافي الصيني وعلى رأسهم الكاتب الصيني الكبير “ما جيان” عدم تضامن “مو يان” مع غيره من الكتاب الذين يواجهون قمعا من السلطة الصينية. وينظر إليه في داخل الصين بشكل مختلف حيث تقول طالبة صينية: “أعتقد أن السبب الرئيسي لاختياره هو أن أعماله تغطي مجموعة واسعة من المواضيع. من خلال كتاباته يمكننا اكتشاف المزيد عن أفكارنا الداخلية الخاصة والمشاعر حول التاريخ من خلال قراءة كتبه”.

ويقول مدون وصحفي صيني: “إن كلمة “مو يان” تعني في اللغة الصينية “الصمت” وهذا تصوير حقيقي لواقع الوضع السياسي الراهن في الصين. إن فوز “مو يان” بالجائزة هو عبارة عن رسالة قوية للناس في الصين لكي يظلوا صامتين ويكونوا شركاء للحكومة الاستبدادية، أي طالما قدمت مساهمات كافية للأدب، سيكون لديك فرصة للفوز بجائزة دولية مرموقة، وأعتقد أن هذا سيجلب عواقب وخيمة”.

ترجمة..

قبل فوز “مو يان” بجائزة نوبل لم يترجم أي من أعماله إلى اللغة العربية، وهذا بالتالي ولد جهلا به لدى الكثير من الأدباء العرب، وهذا نقطة سلبية تؤخذ على الحراك الأدبي والجو الثقافي في العالم العربي وسببه ضعف حركة الترجمة من وإلى العربية.

تُرْجمت روايات “مو يان”، إلى لغات عالمية كثيرة بصفته رائداً من روّاد الأدب الصيني المعاصر، مما جعله في مصاف كتاب الرواية الأكثر تأثيراً في عالمنا اليوم، هذا وقد تم ترجمة رواية “الذرة الرفيعة الحمراء” للغة العربية. وعدا بعض الشذرات التي خصّته بها جريدة «أخبار الأدب» المصرية قبل ثلاث سنوات، يظلّ “مو يان” مجهولاً لدى قرّاء العربية.

الصعوبات..

تأثر “مو يان” ب”جابريل جارسيا ماركيز ودي إتش لورانس وإرنست هيمنجواي” وكان يستخدم الخيال والسخرية في كثير من كتبه التي وصفتها وسائل إعلام حكومية بأنها “مستفزة ووقحة”. تصور روايته الذرة الرفيعة الحمراء المصاعب التي تحملها المزارعون في السنوات الأولى من الحكم الشيوعي وحولها إلى فيلم سينمائي تشانغ يي موو المخرج الذي رشح لجائزة أوسكار.

وتدفع إمكانية حظر كتاب في السوق المحلية المؤلفين الصينيين للمضي بحرص إذا كانوا يريدون كسب قوتهم، رغم أن نظام الرقابة الآن ليس مرعبا كما كان أثناء حكم ماو تسي تونج. وقال “مو” في كلمة ألقاها في معرض فرانكفورت للكتاب عام 2009 : “يجب أن يعبر الكاتب عن النقد والسخط في الجانب المظلم من المجتمع وقبح الطبيعة البشرية، لكن يجب ألا نستخدم نمطا واحدا من التعبير. قد يرغب البعض في أن يصرخوا في الشارع لكن يجب أن نتسامح مع أولئك الذين يختبئون في غرفهم ويستخدمون الأدب في التعبير عن آرائهم”.

وقال عدد من النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان وكتاب آخرون إن “مو” لا يستحق الجائزة ونددوا به لاحتفائه بخطاب ل”ماو تسي تونج”. واستخدم “مو” وكتاب صينيون آخرون مقاطع من كلمات “ماو” في كتاب خاص بمناسبة الذكرى السنوية السبعين للخطاب. وقال “تنغ بي ياو” المحامي البارز في الدفاع عن حقوق الإنسان قبل الجائزة “على الصعيد السياسي كان يغني نفس اللحن مع نظام غير ديموقراطي. أعتقد أن فوزه بجائزة نوبل في الأدب غير مناسب. بصفته كاتبا مؤثرا لم يستخدم تأثيره للدفاع عن المثقفين والسجناء السياسيين – بدلا من ذلك كان يروج لمصالح الحكومة من خلال كتابة الخطاب”.

واجه “مو يان” صعوبات مع الصحافيين الغربيين الذين اهتموا أكثر بالسياسة من الأدب، وأكد أنه تمنى في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي الإفراج عن مواطنه الحائز على جائزة نوبل للسلام ليو شياوبو المسجون بتهمة “التخريب” بسبب وثيقة تطالب بالديمقراطية.

يعتبر “مو يان” نائب رئيس جمعية الكتاب الصينيين (رسمية) وأول صيني يفوز بجائزة نوبل للآداب، بطلا قوميا بنظر الصحافة الحكومية، التي تجاهلت تماما فوز “ليو” بنوبل للسلام عام 2011 وهو كاتب أيضا، وفوز المنشق الصيني حامل الجنسية الفرنسية “غاو شينغجيان” بنوبل للآداب عام 2000. ودافع “مو يان” عن الرقابة بقوله إنها “ضرورية” أحيانا مقارنا إياها بعمليات التفتيش في المطارات، ومؤكدا أنها قائمة في “كل دول العالم والفرق الوحيد هو الدرجة” التي تطبق بها.

وقال “هل هناك حرية تعبير في الصين هذا سؤال صعب”، داعيا الجميع إلى متابعة الإنترنت الصيني لتكوين فكرة”. دفعت تصريحات “مو يان” صحيفة “لوس انجلوس تايمز” إلى انتقاده حين كتبت مقالا على موقعها الإلكتروني تحت عنوان “يا للبؤس: الفائز بجائزة نوبل مو يان يدافع عن الرقابة”.

تواضع..

وقال “لين فنغ مين”، الأستاذ في نفس القسم بجامعة بكين، إن “مو يان” يتسم بتواضع كبير مقارنة مع كتاب صينيين آخرين، إذ يحاول دوما أن ينأى بنفسه عن الخلافات التافهة على الساحة الأدبية الصينية، ولذلك يتسنى له الوقت لينكب على الكتابة، مشيرًا إلى أن نجيب محفوظ كان يتسم بالتواضع أيضًا، حتى بعد نيله جائزة نوبل، إذ ظل محافظا على تواصله مع عامة الشعب والشباب المولعين بالأدب، حيث اتفق مع هذا الرأي شيويه تشينغ قوه، رئيس قسم اللغة العربية في جامعة اللغات الأجنبية بالعاصمة الصينية بكين وقال إن “كلا من الأديبين الصيني والمصري “عارضا الظلم والعنف والتطرف من خلال القلم.

ويعتبر “مو يان” أحد أكثر الكتاب الصينيين المعاصرين شهرة لدى الشارع الأدبي العالمي بفضل ترجمة بعض أعماله إلى أكثر من 20 لغة أجنبية، ومنها اللغة السويدية، فيما يرى بعض النقاد الصينيين أن أحد الأسباب الرئيسية لفوز “مو يان” بالجائزة يتمثل في ترجمة أعماله إلى لغات أخرى، فيما قام أيضا الدكتور “حسانين فهمي”، الأستاذ بجامعة عين الشمس، بترجمة رواية “الذرة الرفيعة الحمراء”.

التنوع الثقافي..

قال “مو يان” إن التنوع في الثقافات العالمية يجعل حياة البشر الثقافية ممتعة. وقال في حفل استقبال في السفارة الصينية في ستوكهولم إن حماية التنوع في الثقافات مسؤولية مع خلق التنوع أيضا.وإن الترجمة لعبت دورا بالغ الأهمية في تواصل الثقافات المختلفة، مضيفا أنه بدون المترجمين الذين قاموا بترجمة كتبه لم يكن بإمكانه الحصول على جائزة نوبل.

وتابع “مو يان” بقوله “اعتقد أن الترجمة أصعب بكثير من الكتابة نفسها” موضحا أن الأمر استغرق 43 يوما فقط لكتابة (الحياة والموت تصيبانى بالسأم) في حين استغرقت عالمة اللغويات المتخصصة في اللغة الصينية السويدية “آنا جوستافسون تشن” ست سنوات لترجمة هذا العمل.

وقال إن “اللغة ستكون أكثر الطرق الموثوق بها للتفاعل بين الشعوب لأن الشخص يحتاج إلى معرفة لغة دولة لفهم العالم الداخلي والحياة الروحية لشعبها”.

وقال “مو” في مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة أنباء (شينخوا) في قاومي مسقط رأسه بمقاطعة شاندونغ شرق الصين “سيلعب (فوزي بالجائزة) دورا إيجابيا بالأحرى، لكن لا ينبغي المبالغة في تأثير ذلك.”

طفولته..

حكي “مو”، الذي ولد في أسرة ريفية في قرية وترك الدراسة في سن 12 عاما ، عن طفولته وانه كان دائم الإطلاع على الكتب في طاحونة بمنزله مستخدما ضوء مرتعشا لمصباح زيتي لأنه لم يكن يريد العمل في الحقل. وقال: “في طفولتي كان هناك القليل من الكتب المتاحة في قريتي. واضطررت إلى اللجوء لكل الوسائل لإيجاد كتاب لكي اقرأه. وتبادلت الكتب مع الآخرين، بل وحتى عملت في الطاحونة، وحصدت القمح للآخرين مقابل الكتب. عندما انتهيت من قراءة كل الكتب المتاحة في القرى المجاورة، ظننت أني الرجل الأكثر معرفة في العالم. وفي ظل عدم توافر المزيد من الكتب، بدأت حتى في قراءة قاموس صيني. طالعته مرارا حتى أنني وجدت بعض الأخطاء فيه”.

الجوائز ..

1998: جائزة نيوشتاد الدولية للمرشح، الأدب.

2005: جائزة كيرياما.

2005: دكتوراه في الآداب، الجامعة المفتوحة لهونغ كونغ.

2006: جائزة فوكوكا الثقافة الآسيوية السابعة عشرة.

2007: جائزة مان الآسيوية الأدبية.

2009: جائزة نيومان الصينية الأدب، الحياة والموت ترتدي لي ان (نشرت باللغة الإنجليزية في عام 2008).

2010: زميل فخري، جمعية اللغات الحديثة.

2011: جائزة الأدب ماو دان عن رواية الضفدع.

2012: جائزة نوبل في الأدب عن رواية الذرة الرفيعة الحمراء.

مزج الواقع بالأسطوري..

في حوار معه أجراه المترجم “حسانين فهمى حسين” يقول “مو يان” عن المزج بين ما هو واقعي وما هو أسطوري وتأثره بالواقعية السحرية: “نعم تتميز أعمالي بالمزج بين الواقعي والخيالي والغوص في عالم الأحلام، وليس العالم السحري بالمعنى الدقيق للكلمة، وهذا يشير إلى اختلاف معنى كلمة السحر الذي أشارت إليه لجنة نوبل، وبين معنى المفردة في اللغة الصينية. وحيث حضرت ندوة السيد سكرتير لجنة نوبل التي عقدت في شنغهاي الشهر الماضي، ولاحظت اختلاف الترجمة الإنجليزية لكلمات لجنة نوبل في تقييم إبداعي.

أما عن تيار الواقعية السحرية ورائده جابريل جارثيا ماكيز، فإنه بالطبع كان له تأثير واضح على إبداعاتي القصصية في فترة الثمانينيات. وأن أسلوب ماركيز كان له تأثير كبير على أسلوبي في تلك الفترة وحيث كنت أسير على خطى الواقعية التقليدية الصينية. أما عن المزج بين ما هو واقعي وخيالي أو أسطوري في أعمالي، فيجب أن نشير في ذلك إلى نشأتي في هذه المنطقة من الصين، هذه المنطقة الغنية بالتراث الشعبي والأساطير الثرية، وتأثري بأعمال كتاب صينين ينتمون إلى هذه المنطقة مثل الكاتب الصيني “بوسونغ لينغ” الذي عاش غرب هذه المدينة قبل حوالي مائتين عام مضت، هذا بالإضافة إلى تأثري بأمهات الأدب الصيني الكلاسيكي مثل “حلم المقصورة الحمراء” للكاتب “تساو شويه تشين” وغيرها من الأعمال الكلاسيكية. وفى هذا الصدد أفضل أن يذكر بأن تأثري بالكاتب الصيني “بوسونغ لينغ إبن شاندونغ” بالمزج بين الواقعي والأسطوري يفوق تأثري ب”جارثيا ماركيز”.

وعن  راويته “الإعدام على خازوق الصندل” والصور الوحشية فيها يقول: “بالطبع يبدو للقارئ ذلك، وهذا ليس بعيدًا عن الحياة التي كان يعيشها الإنسان الصيني آنذاك، والتي كانت ممتلئة بالقسوة والظلم والوحشية. وحيث شهدت هذه المنطقة مدينة قاو مى آنذاك الكثير من الأحداث التي سجلتها الرواية، فنحن نكتب في هذه الرواية عن الواقع الصيني آنذاك وما عاناه المواطن الصيني البسيط آنذاك. فأفضل أن نقول أن الرواية تكتب عن الإنسان خير من القول بأنها تهتم بالحديث عن العقوبة القاسية بالإعدام على خازوق الصندل.

حيث تهتم الرواية بتصوير الجانب النفسي والإنساني عند ذلك الشخص الذي كان ينفذ جريمة الإعدام. وهكذا فإن القارئ العربي الكريم يمكن له من خلال مطالعة هذه الرواية أن يقف على الخلفية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للصين آنذاك، وبالطبع يمكن أن يربط بين ذلك وبين الواقع العربي في نفس الفترة التي تصورها الرواية من تاريخ الصين الحديث. وحيث تعرضت البلاد العربية آنذاك مثلها مثل الصين للاستعمار الأجنبي”.

الفجلة الذهبية..

عن قصتي “التغيرات” و”الفجلة الذهبية” وهل هناك علاقة بينهما وبين حياته الشخصية يقول: “دعنا نبدأ بقصة “الفجلة الذهبية” والتي تعتبر أول قصة في مشواري الإبداعي وأول قصة كان لها الأثر الكبير في ظهور أسمى على الساحة الأدبية الصينية، وحيث نشرت في عام 1985، وأكدت فور صدورها مكانتي ككاتب شاب آنذاك. وبالطبع تشير القصة إلى بعض الجوانب في حياتي الشخصية حيث كنت قد عملت في طفولتي عاملا أجيرا في مسقط رأسي، وحدثت معي الكثير من الأحداث التي سجلتها القصة حول البطل، وهكذا فقد أشارت القصة إلى الحلم الذى حلمه البطل. ويعتقد الكثير من القراء والنقاد أن هذه القصة هي أفضل أعمالي على الإطلاق حيث كنت قد كتبتها آنذاك قبل الإلمام بالنظريات الأدبية، والكثير مما يتعلق بأساليب الإبداع الأدبي، فهي تتمتع ببراءة الطفولة والصدق في تصوير العالم المحيط بالكاتب.

أما عن قصة “التغيرات”، فهي إحدى القصص التي صدرت لي خلال السنوات الأخيرة، وتعود قصتها إلى عام 2005 عندما كنت قد ذهبت مع ابنتي إلى إيطاليا لاستلام جائزة نونينيو الأدبية، وتقابلت آنذاك مع ناشر هندي والذى طلب منى مع عدد من الكتاب الأخرين من دول مختلفة أن يكتب كل منا عمل قصير يتعلق بحياته الشخصية وخبراته الخاصة ووجهة نظره في الحياة المعاصرة.

وفكرت في البداية في الكتابة عن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة التي شهدتها الصين خلال الأعوام الأخيرة من خلال كتابة سيرة ذاتية خاصة بي، إلا أنني شعرت بأن كتابة مثل هذه السيرة الذاتية الخالصة لن يحقق الهدف من الفكرة التي أود التعبير عنها، ومن ثم فضلت أن أقدم ذلك من خلال الأسلوب الأدبي الذي يجمع بين ما هو واقعي وخيالي، فهي قصة تتميز بطابع سير ذاتي واضح، وتدور أحداثها في محيط هذه المدينة التي نلتقي فيها الآن مدينة قاو مى”.

النهود الكبيرة والأرداف الممتلئة..

عن الأزمة التي أحدثتها روايته “النهود الكبيرة والأرداف الممتلئة” فور صدورها في منتصف التسعينيات يحكي: “نعم تعرضت هذه الرواية آنذاك للنقد، وحيث تعبر هذه الأزمة خير تعبير عن التغيرات التي شهدها المجتمع الصيني في العصر الحديث، حيث كان من الصعب صدور مثل هذه الرواية بهذا العنوان في عام 1996 عام صدور الرواية للمرة الأولى، في حين تغير الوضع تمامًا في عام 2004 حيث بدأ الاهتمام بهذا العمل وتوالت طباعته في الصين وترجماته خارج الصين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب