15 نوفمبر، 2024 1:47 م
Search
Close this search box.

موسيقى بلا وطن .. رحلة الفلامنكو المصري مع “علي خطاب”

موسيقى بلا وطن .. رحلة الفلامنكو المصري مع “علي خطاب”

خاص : كتب – عمر رياض :

بدأ لاعب “الغيتار” والمؤلف الموسيقي المصري، “علي خطاب”، جولته الجديدة في إسبانيا، ليقدم للجمهور مجموعة من آخر أعماله التي مزج فيها بين موسيقى “الفلامنكو” الإسبانية والموسيقى العربية.

لم تكن تلك العروض هي الأولى؛ بل سبقها عدد من الجولات شاركه فيها مجموعة من الموسيقيين الشباب المستقلين المحترفين فى آن، والذين أصبحوا عالميين فيما بعد، منذ زمن يقارب الجيلين من الفن، أي 20 سنة بعد بداية “علي خطاب” لمشروع من أهم المشاريع الموسيقية الحديثة.

قابلت “هشام عصام” و”علي خطاب”، لأول مرة في مصر، في منزل الكاتب والروائي، “أحمد أبو الحسن”.

قبل سنوات من المقابلة معهما، واللذين يعتبرا من أهم الدوائر الموسيقية، من حيث ثقل التجربة والفهم الصاعد للموسيقى، كنت أسكن فى نفس المبنى القديم في وسط القاهرة، التي كانت تجمع عدد كبير من أجيال “الموسيقى المستقلة”، أصبحوا في ما بعد نجوم في “فرق مستقلة” معروفة.

1 – “بلا وطن” الألبوم الأخير لـ”علي خطاب” وفرقته..

“بلا وطن” أو “بلا مكان”، لا تعني أنه بلا هوية؛ لكن “اللا مكان” المجازي.. فقد تكون “الآلة” وطن أو “الفن” وطن، فهي ليست حالة فردية، لكن شعور خاص.

هكذا ألمح “علي خطاب” في كلمة قصيرة تخللت واحد من عروض المشروع الجديد (بلا وطن)، الذي أقيم في القاهرة مع بداية العام 2018.

(أفيق من الصلصال كالفخار) واحدة من أغاني الألبوم؛ التي كتبها الشاعر، “أحمد أبو الحسن”، وغناها المطرب، “وائل الفشني”، هي مفتاح واضح لعنوان الألبوم الذى خرج من قلب ثورة.

2 – “هشام عصام”.. تعشيقة الصوت..

“العود” و”الغيتار” كأنهم آلة واحدة.. لدرجة أن “العود” أحيانًا قد يقوم بعزف (الكوردات)، وهو الأسلوب الخاص بلعب آلة “الغيتار”.

بالإضافة إلى لعب ثلاتة أرباع “التون” – نصف مسافة النغمة المعروفة لدى الموسيقيين الشرقيين بـ”السيكا”.

أما بالنسبة لتصنيف الموسيقى؛ فهذا أصبح أمر ليس أساس بالنسبة لعصرنا، لكن يمكن القول أن “علي” يلعب موسيقى، “فيوغن”، وتعني الموسيقى المعاصرة، لأنها قد تكون قوالب مصرية أصيلة تصبغ بأسلوب، “بلوريا”، وهو نوع من “الفلامنكو” الذى يتميز به أسلوب “علي” عامة.. قد نقوم بلعب موشح بأسلوب مختلف..

وبالنسبة للتصنيفات في “الفلامنكو”، الإسباني الأصل، فالموضوع هنا لا ينحصر في الإيقاع فقط؛ كما يبدو لنا (التصفيق الإيقاعي والعزف بكعب الحذاء)، لكن هنا ما يسمى “الدائرة الغنائية” مثل “الكونشيرتو”، أي حركة أولى وثانية.. الأولى سريعة، مثلًا، قد يضاف إليها إرتجال.

ما يقوم به “علي” هو اللمسة الطربية – البصمة – الشرقية..

3 – باكو: وفاة معلم ومثال..

بدأ “علي خطاب” مشروعه الخاص كمؤلف، مثل “باكو” في عام 2001؛ بعد عدد من الحفلات التي شارك فيها “علي خطاب” ورفيقه الموسيقي ولاعب آلة العود، “هشام عصام”، في فرقة (يوركا عبدالمنعم سعيد).

يقول “هشام”: “شاركت علي في مشروعة الخاص، لعب حي لمؤلفاته، منذ 2003 وحتى عام 2007، الذي أطلق فيه مشروعه (الزرقا)”.

جهز “خطاب” لمشروعه في 7 سنوات؛ قبل أن يطلق مشروع (الزرقا) في “القاهرة” و”مدريد”.

تأثر “علي خطاب” بفنان “الفلامنكو” والمؤلف الموسيقي العظيم، “باكو دي لوشيا”.

يقول “هشام”، عن “باكو”: “إنه عبدالوهاب إسبانيا”، ورغم شهرة “باكو” كمؤلف؛ إلا أن هناك موسيقيين أكثر منه مهارة.

يرى “هشام” أنه “لا يمكن بأى حال من الأحوال مقارنة باكو بعلي”، ويفرق بين العازف والمؤلف قائلًا أن “باكو” يمكن أن يحضر عازفين مهرة لعزف مؤلفاته، لكن يمكن أن يقارن شخص متخصص بينهما من حيث أسلوب التأليف.

فـ”علي” كمؤلف، على سبيل المثال، تأثر أيضًا بالفنان الكبير، “عبدو داغر”، ومشايخ مثل “طه الفشني” و”محمد عمران”.

ومع دراسته في إسبانيا سمع “ماننو سانوكر” و”مورايتي تشيكو” أقطاب “الفلامنكو”.

التقى “علي خطاب” كبار المؤلفين والعازفين خارج ملعب “الفلامنكو”، كما ذكر لنا، مثل “ريشارد بونا”، الكاميروني الأصل؛ ومؤلف “الغاز” الأشهر اللآن في أميركا.

https://www.youtube.com/watch?v=aeFRSZrol-Q

4 – “إيهاب مجدي”: الإيقاع وركوز الفلامنكو الشرقي..

موسيقى “علي خطاب” كل جملها شرقي، كما يذاكرها مع “عبدو داغر”، بلمسة “فلامنكو”.

في الجمل الموسيقية الشرقية، في مصر، هي نفسها الجمل “الأندلسية” ذهبت إلى إسبانيا وقت قيام “الأندلس”، لكن “خطاب” يقوم بعزفها كما كانت في الأصل.

أيضًا النقلات كلها مصرية، وقد شارك “عبدو داغر” في ألبوم (بلا وطن) بتسجيل أربعة مقطوعات، وباقي المقطوعات سجلها فنان الكمان، “محمد سامي”، وتم التسجيل “وان تيك”، أي دون قطع.

عزف “إيهاب مجدي” مع “علي خطاب”؛ إيقاعات “الفلامنكو” المصرية، والتي تسمى في إسبانيا، “بلوريا”،  وهو شكل إيقاعي يعزف على آلة “الكاخون” الشهيرة لدى الإسبان، وتتفرع “البلورياز” من شكل أساس هو، “التانغو”، يقابلها في الشرقي، “الأيوبي”، الذي ينتمي إلى إيقاع “الواحدة” مثلًا، ويتفرع منها “الأيوبي” و”المقسوم” و”الملفوف” وهكذا، ويحتوي على ستة أعداد ومضاعفاته.

يعلق “إيهاب”: “علي من الناس التي تتميز بتكنيك وجُمل موسيقية مبتكرة، بالإضافة إلى إعتماده على جذور الموسيقى كما هي”.

بالنسبة لآلة “الكاخون”، التي تميز موسيقى “الفلامنكو” فتعتبر آلة حديثة، فالتصفيق هو أساس وأقدم إيقاعيًا.

فقد دخلت الآلة في عصر “باكو” مع أحد العازفين في فرقته، بعد أن حصل عليها في “بيرو”، ثم تطورت في إسبانيا، وتختلف مقاساته عن “كوبا” أيضًا.

وهي تعتبر الآلة البديلة لـ”الدرامز” في موسيقى “الغاز” الإسبانية.

5 – فريق “علي خطاب”..

https://www.youtube.com/watch?v=8nNIFNsXJjM

الفريق الشرقي:

“علي خطاب”.. مؤلف ولاعب “غيتار” فلامنكو

“عبدو داغر”.. آلة الكمان

“هشام عصام”.. آلة العود

“محمد سامي”.. آلة الكمان – سولو

“إيهاب مجدي”.. بركشن على آلة الكاخون

“أحمد أمين”.. آلة الكونترباص

“وائل الفشني”.. مطرب

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة