9 أبريل، 2024 3:40 م
Search
Close this search box.

موجة من الغضب .. يثيرها فوز “بيتر هاندكه” بجائزة نوبل في الأدب 2019 !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

على ما يبدو أن قرار منح الكاتب النمساوي، “بيتر هاندكه”، جائزة نوبل في الأدب لعام 2019، لم يرضِ الجميع، هذه الجائزة السنوية التي لم تُعد تخلو من الاتهامات كل عام، فقد اعترض بعض الكُتاب والسياسيين على منح الأديب النمساوي، “بيتر هاندكه”، جائزة نوبل في الأدب؛ بسبب آرائه التي تُعد وصمة عار لـ”جائزة نوبل”، وموقفه من الإبادات الجماعية. إذ تواجه “جائزة الأدب”، المقدمة إلى “هاندكه”، احتجاجات تنادي بمقاطعتها.

وفقًا لنشرة الأخبار الأميركية (السياسة الخارجية-foreignpolicy)؛ فقد أثار فوز الكاتب النمساوي، “بيتر هاندكه”، بجائزة نوبل في الأدب، الجدل منذ إعلان اسمه، في تشرين أول/أكتوبر الماضي، بسبب آرائه السياسية التي تبعد عن الإنسانية وتُحث على العنف والقتل.

وتنضم “تركيا” إلى “ألبانيا وكوسوفو” في مقاطعة حفل توزيع جوائز “نوبل للأدب”؛ التي تم إهدائها هذا العام للكاتب، “بيتر هاندكه”، وذلك بسبب دعمه لنظام الإبادة الجماعية الذي قام به “سلوبودان ميلوسيفيتش”،  رئيس “جمهورية صربيا”، فى الفترة ما بين 8 أيار/مايو 1989 إلى 23 تموز/يوليو 1997، الذي يُعد العقل المدبر لإعصار العنف “سريبرينيتسا”، عام 1995، الذي نتجت عنه إبادة جماعية لأكثر من 8000 بوسني معظمهم من الرجال والصبيان. يحتج مراسلي الحرب من “كريستيان أمانبور” إلى “غيريمي بوين” على فوزه بمشاركة قصصهم المرعبة من الصراع في “يوغوسلافيا” السابقة.

الكاتب النمساوي، الذي أُنتقد على نطاق واسع موقفه من الحرب على “يوغوسلافيا”، في التسعينيات، وحضور جنازة “ميلوسيفيتش”، من المقرر أن يتلقى ميدالية “نوبل” في “ستوكهولمط، حيث من المتوقع مظاهرة احتجاج كبيرة.

كُتاب وسياسيين يسجلون اعتراضهم على فوز “هاندكه” بجائزة نوبل..

قال الكاتب البوسني السويدي، “عدنان محمودوفيتش”، الذي يُنظم الاحتجاجات، إن هناك رد سلبي كبير على فوز “هاندكه” بـ”جائزة نوبل في الأدب” في “السويد”.

وتابع: “نأمل أن تساعدنا أصواتنا في بدء حوار حول عواقب إنكار الإبادة الجماعية المستمر منذ عقود. الإبادة الجماعية ليست حدثًا، بل هي عملية تنكر مرحلتها الأخيرة. لا يمكننا أن ندع إرث نوبل يضفي عليه الشرعية”.

في حين أبدى الكاتب البريطاني، “إد فوليامي”، استياءه من فوز “هاندكه”، متسائلًا بإستهجان شديد: هل يمكن منح “جائزة نوبل”، بغض النظر عن الأخلاق أو الإيديولوجيا التي يحملها كل مبدع ؟.. فالمعروف إن “ألفريد نوبل” أراد منح جائزته إلى العمل المتميز الذي يسعى إلى النهوض المثالي.

وأكد “إد فوليامي”، أن الجائزة ليست أدبية فقط، بل لها ذرائع أخلاقية، فقد فاز بها “شيموس غوستين هيني”، في عام 1995، بسبب “الجمال الغنائي والعمق الأخلاقي”، وكان “عزرا باوند” من أعظم شعراء القرن الماضي، لكنه لم يفز بالجائزة؛ ربما بسبب فاشيته ومعاداته السامية البشعة. مضيفًا أن لم يكن “هاندكه” يعبر عن رأيه فى كتابه (رحلة إلى الأنهار)، فقد خرج عن طريقه لإضفاء مصداقية القتل الجماعي.

مقاطعة احتجاجية للحفل..

في الأسبوع الماضي، أعلن “بيتر إنغلوند”، عضو “الأكاديمية السويدية”، الذي اختار الفائز، أنه سيقاطع الحفل، قائلاً: “للاحتفال بجائزة، بيتر هاندكه، سيكون نفاقًا فادحًا من جانبي”.

ومن جانبه انتقد الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، “هاندكه”، على شاشات التليفزيون، قائلاً: “ليس لجائزة نوبل أي قيمة.. إن منح جائزة نوبل في الأدب، في يوم حقوق الإنسان، لشخص ينكر الإبادة الجماعية في البوسنة والهرسك؛ ليس أقل من مكافأة إنتهاكات حقوق الإنسان”.

كما أعلن السفير التركي في السويد، “هاكي إمري يونت”، أنه لن يحضر الحفل.

وقد أمر وزير خارجية “ألبانيا” بالإنابة، “جنت كاكاغ”، سفير البلاد في “السويد”، بمقاطعة الحفل، كما هو الحال مع “كوسوفو”، مع سفيرها لدى الولايات المتحدة، “فلورا تشيتاكو”، ووصف فوز “هاندكه” بأنه: “قرار مخزي”.

مراسلي الحرب غاضبون..

وقد احتج الصحافيون الذين كانوا مسؤولون عن تغطية الحرب في “البوسنة” على فوز “هاندكه”، من خلال وصف ما رأوه خلال الصراع باستخدام الهاشتاغ (#BosniaWarJournalists).

وأبدى “أمانبور”، كبير مذيعي شبكة (سي. إن. إن) الأميركية، الذين قاموا بتغطية الحرب في “البوسنة”، استياءه من لجنة تحكيم “جائزة نوبل”، بمنح جائزتها الأدبية، لـ”بيتر هاندكه”، الذي لا يمت للإنسانية بصلة.

وغرد عبر صفحته الرسمية على (تويتر) قائلًا: “لا تنسوا أبدًا.. في سراييفو، ذهبت إلى المشرحة لإحصاء القتلى: أطفال، نساء، جنود، كانت هجمات لا هوادة فيها على المدنيين”.

وقالت المراسلة الأجنبية السابقة، “إيما دالي”، إنها: “لن تنسى أبدًا التجول حول المقابر الجماعية التي تحتجز المئات من الرجال والأولاد الذين كانوا معصوبي العينين، وتم إطلاق النار عليهم ودفنهم في أرضٍ زراعية بالقرب من سريبرينيتسا. نحن نعلم أن ميلوسوفيتش كان مسؤولاً عن ذلك”.

وكتب “روغر كوهين”، من صحيفة (نيويورك تايمز)، الذي كان له صلة بقصة عام 1994 حول معسكر اعتقال صربي: “عار على لجنة نوبل والملك السويدي تسليم، بيتر هاندكه، جائزة نوبل في الأدب”.

وقد زعم “هاندكه” أن المسلمين قاموا بمذابحهم في “سراييفو” ثم ألقوا باللوم على “الصرب”، مما أثار شكوكًا في مذبحة الآلاف من المسلمين في “سريبرينيتسا”، عام 1995. وكتب في مقال؛ نُشر في جريدة (ليبراسيون) الفرنسية، عام 2006: “دعونا نتوقف عن مقارنة سلوبودان ميلوسيفيتش، بـ (هتلر) … ولن نستخدم أبدًا التعبير عن المعسكرات التي تم تركيبها أثناء (معسكرات الاعتقال) في الحرب اليوغوسلافية”.

مواصلًا: “صحيح، كانت هناك معسكرات لا تطاق بين عامي 1992 و1995 في يوغوسلافيا، وخاصة في البوسنة. ولكن دعونا نتوقف عن ربط هذه المعسكرات في رؤوسنا ميكانيكيًا بالصرب البوسنيين – كانت هناك أيضًا معسكرات إسلامية كرواتية، والجرائم المرتكبة هنا، وهناك، وستتم محاكمتها في لاهاي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب