28 نوفمبر، 2024 5:41 م
Search
Close this search box.

مهرجان بابل الدولي للفنون الدورة 15.. تحت شعار “من بابل الحضارة نصنع الحياة”

مهرجان بابل الدولي للفنون الدورة 15.. تحت شعار “من بابل الحضارة نصنع الحياة”

 

خاص: إعداد- سماح عادل

افتتح مؤخرا مهرجان بابل الدولي للفنون الدورة 15، في العراق بعد انقطاع طويل منذ عام 2003. واستمر لمدة 5 أيام بمشاركة العديد من الدول العربية والأجنبية. أبرزها روسيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا ومصر وسوريا ولبنان والكويت. تحت شعار “من بابل الحضارة نصنع الحياة”.

وقد ثار جدل حول “مهرجان بابل الدولي” هذا العام، حيث توقع البعض “إلغاء” الفعاليات الغنائية فيه وذلك لأن هناك مظاهرات طالبت بمنعها، وقد نفت اللجنة المنظمة إلغاء الفقرات الغنائية قائلة إن تلك الفقرات مسؤولية الرعاة الرسميين ولديهم عقود قانونية. فيما عد آخرون المهرجان “تمجيدا للنظام السابق” كونه كان يدأب على إقامته في كل عام. وقد حضر المهرجان الفنانون العرب فقط لكن منظميه يأملون بأن يضعوا أساسا متينا لبعث مهرجان بابل.

شارك في المهرجان، مجموعة من المطربين العراقيين والعرب البارزين ومنهم “هاني شاكر ونوال الزغبي وحاتم العراقي وحسام الرسام ورحمة رياض وشمس الكويتية” وآخرون.

وأصدرت وزارة الثقافة العراقية بيان أعربت فيه عن أملها في أن “يعود مهرجان بابل من جديد كما كان، بعد توقف استمر منذ عام 2003”. وأكد البيان أن “فعاليات المهرجان تتضمن مشاركة من فنانين عرب وعراقيين وفرق شعبية عربية وأجنبية، إلى جانب فعاليات عرض الأزياء البابلية والعزف والرسم الحر وفعاليات الطيران الشراعي والمناطيد والدبكات العربية والكردية فضلا عن فعاليات ثقافية وأدبية وفنية أخرى”.

الافتتاح..

بدأ افتتاح المهرجان بأوبريت “مزايا الشمس” لنخبة من نجوم الفن العراقي، أبرزهم “سامي قفطان وآسيا كمال وإيناس طالب وكريم محسن وكاظم القريشي”. وأطلق الأوبريت تحية كبيرة إلى مدينة بابل التاريخ والحضارة، وعبر عن مدى تقدم بابل وحضارتها العريقة. ثم قدمت الفرقة الشعبية الهندية عروضها وسط ترحيب الجمهور.

وفي فقرة الغناء الانفرادي غنت الفنانة الكويتية “شمس مع الجمهور العراقي وتفاعل الجمهور معها كثيرا. تبعها الفنان المصري “هاني شاكر” بمجموعة من أجمل أغانيه.

ثم غنى الفنان العراقي “حاتم العراقي” واهتزت أرضية المسرح من شدة التصفيق، فغنى مجموعة من أغانيه المعروفة (واحد يحب واحد، ويا طير يا مسافر لها، وأشوفك وين يا مهاجر وغيرها).

وتضمن برنامج اليوم التالي ليلة بابلية على مسرح العرش تقدمها فرقة نقابة فناني بابل، واحتضن المسرح البابلي عروض الفرق الشعبية الكردية والفلسطينية والسورية والروسية، ثم قدم المطربون ماهر أحمد وصلاح حسن ونوال الزغبي وصلاتهم الغنائية.

وفي اليوم الثالث شهد المهرجان فعاليات على مسرح العرش لفرقة صربية والمطربة “سوزان”، إضافة إلى فعاليات فرقة الجوبي من الرمادي وفرقة الفنون الشعبية المصرية وحفلات غنائية للمطربين “بسام مهدي وهالة القصير ورحمة رياض”.

في اليوم الرابع شاركت فرقة المقام العراقي وفرقة الأقليات للفنون الشعبية على مسرح العرش، في حين قدم على المسرح البابلي عروض الخشابة البصرية وفرقة الفنون اللبنانية والتركية، بالإضافة إلى المطربين “أمل خضير وحميد منصور وأحمد شيبا وستار سعد”. وكان مسك الختام يوم الاثنين بلوحات فنية للفرقة الوطنية الشعبية العراقية وفرقة الفنون الأرمينية، إضافة إلى المطربين “حسام الرسام وفيفيان مراد” اللبنانية والمطربة العراقية “شذى حسون”.

وقامت فعاليات المهرجان على المسرح البابلي الأثري، الذي يعود إلى حقبة الإسكندر المقدوني (356-323 قبل الميلاد) ويتسع لحوالي 3 آلاف شخص. ويعود تاريخ مدينة بابل إلى نحو 4 آلاف عام، وتشتهر بالجنائن المعلقة الموجودة في قائمة عجائب الدنيا السبع القديمة، إلى جانب مسلة حمورابي، وأسد بابل.

وكان الإقبال على المهرجان خلال اليوم الأول كبيرا جدا، واستذكر بعض الحضور، الذين قدموا من مدن عدة، خلال حديثهم الدورات السابقة للمهرجان والتغيرات التي طرأت على المهرجان. واختلفت الدورة الحالية عن سابقاتها من خلال إضافة معارض للكتب والرسم. وانتقد عدد من الحضور بعض النواحي التنظيمية للمهرجان.

وقال سفير دولة فلسطين في العراق “أحمد عقل”: “مهرجان بابل الدولي في هذه الظروف، هي رسالة لتؤكد أن العراق قد استعاد عافيته الأمنية والثقافية والاقتصادية، وأنه أصبح على الطريق ليعود منبع للحضارات كما انطلقت الحضارات الأولى من بابل هنا”.

وعن ذكرياتها المتصلة بالمهرجان فيما مضى قالت “أفراح عبيد”، وهي زائرة من مدينة الحلة “كنا صغار، كنا نحضر ويا أهلنا وعوائلنا والناس فرحانة به كانت فعاليات هواية، شركات كانت تجي، فرق من مختلف الدول الأوروبية. أتذكر فرق إسبانية، فرق عربية، مغنين، مطربين، كانت أيام المهرجان حلوة. بالنسبة للمجتمع الحلي كانت تجي ضيوف من كل المحافظات، يجون على مدينة الحلة. وبعد انقطاع طويل رجع هسه مهرجان بابل بسنة الواحد وعشرين، طبعا إحنا فرحنا بهذا الشي”.

وقالت “ظمياء عبد الحميد” عن مجيئها من بغداد، وهي زائرة للمهرجان، “أني مبتهجة، أجيت أريد أشوف زهو بلادي يعود من جديد تعود الثقافة حتى العالم يعرف شنو بابل، شنو حمورابي، شنو العراق، حتى يشوفنا إحنا شلون عايشين، إحنا ناس مثقفين، إحنا اللي علمنا العالم الحرف، إحنا أهل الحضارة”.

وقال الزائر العراقي “محمد فالح”، من محافظة بابل، “بعد انقطاع من 2003 لغاية 2021 اللي أرجوه بأن الشعب العراقي يشجع هذه المهرجانات حتى ترجع تحتيي، لأن إحنا شعب مدني، إحنا صح مسلمين بس بعيدا عن الشغلات المتعصبة، أرجو من الشعب العراقي تشجيع هاي المهرجانات، وبابل مدنية، وتبقى مدنية إن شاء الله”.

وأشاد ناشطون وصحفيون وفنانون عراقيون بإقامة المهرجان باعتباره يمثل «انتصاراً للشعب» وبداية لعودة الحياة الثقافية لبلد مزقته الحروب منذ عدة عقود.

واحتفت الأوساط الثقافية والشعبية، على مواقع التواصل الاجتماعي، بالحدث الفني الأبرز، عبر نشر الصور الخاصة بالمهرجان، والمقاطع المرئية، وسط تأكيد على قدرة العراق على المضي باستعادة قوته الفنية والثقافية في الساحة العربية، مع التأكيد على ضرورة استمرار تلك الفعاليات.

ورأت أوساط فنية عراقية، أن المهرجان، “يمثل دليلا على تعافي البلاد من سلسلة الكوارث التي مرت بها خلال السنوات السابقة، ووضع قدم على سكة التعافي المتدرج من آثار الحروب والتوترات الأمنية”.

وقال “ياسر العبيدي” الأستاذ في كلية الفنون الجميلة، أن “المهرجان وإن كانت هناك ملاحظات فنية، لكنه خطوة واضحة نحو استعادة العراق دوره الفني والثقافي، بل والسعي إلى الصدارة في ذلك، فضلا عن الرسالة الموجهة إلى جهات داخلية، بأن البلاد تضم مختلف المكونات والأطياف والأفكار، ولا يمكن فرض رؤية أحادية عليها”. وأضاف أن “الاعتراضات على المهرجان لها أبعاد أخرى، لكن لا يجب الاستسلام لها، بل العمل على استئناف حياة العراقيين، ومنح الطبقة المثقفة راية قيادتها، دون الارتهان إلى أجندات غير مقبولة، ولا تمثل الرأي العراقي”.

مهرجان بابل الدولي..

يذكر أن “مهرجان بابل الدولي” هو مهرجان سنوي يقام على مدرجات مدينة بابل الأثرية في محافظة بابل وسط  العراق، انطلقت أول مرة في 1987، واستضاف العديد من الفرق العراقية والأجنبية التي قامت بعروض فنية وموسيقية متنوعة. وتم وقف فعالياته عام 2003 حين اندلعت الحرب.

وصنفت منظمة التربية والعلم والثقافة (اليونسكو) مدينة بابل الأثرية، التي أُشير إليها لأول مرة في لوح طيني من القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد، موقعا للتراث العالمي عام 2019، بعد تصويت أعقب ضغطا مارسه العراق على مدى عقود.

وتقع المدينة على بعد نحو 85 كيلومترا جنوبي بغداد، وكانت يوما ما مركزا لإمبراطورية مترامية الأطراف تشتهر بأبراجها ومعابدها المبنية من الطوب اللبن.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة