22 نوفمبر، 2024 7:54 م
Search
Close this search box.

“مهرجان العويس الشعري الثاني” افتراضيا.. مشهد مختلف للإبداع

“مهرجان العويس الشعري الثاني” افتراضيا.. مشهد مختلف للإبداع

 

إعداد- سماح عادل

أطلقت مؤسسة “سلطان بن علي العويس” الثقافية مهرجاناً شعرياً كبيراً تحت عنوان «مهرجان العويس الشعري الثاني ـ تحية للشاعر الراحل سلطان العويس» بمشاركة عدد كبير من الشعراء العرب، عبر منصة زووم الافتراضية، حيث تبث وقائع المهرجان مباشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي للمؤسسة يومي 14و15 ديسمبر 2021.

وصرح الأمين العام ل”مؤسسة سلطان بن علي العويس” الثقافية “عبد الحميد أحمد”، أن المهرجان جاء إحياءً لقيمة الشعر في الحياة العامة وتثميناً لدور الشاعر الملهم والباعث على الأمل في المجتمع، حيث يعد الشعراء المشاركون في هذا المهرجان من ألمع الأصوات الشعرية التي ثابرت على كتابة الشعر رغم متغيرات الطقس الإبداعي الذي تمر به المنطقة العربية. مشيرا إلى أن المؤسسة دأبت على إقامة المهرجانات والندوات والحلقات النقاشية ذات القيمة الفكرية العالية التي تضيف إلى الرصيد الثقافي الكبير الذي رسخته المؤسسة منذ تأسيسها عام 1987 وحتى الآن فضلاً عن توثيق كل الأنشطة الفكرية وإصدارها في كتاب قيم.

شارك في المهرجان: (جاكلين سلام – كندا، الخضر شودار – الجزائر، حسان عزت – سوريا، عبد العزيز الزراعي – اليمن، شيخة المطيري – الإمارات، فوزي صالح – مصر، مناهل فتحي – السودان، عبد اللطيف يوسف – السعودية، أديب كمال الدين – أستراليا، ساجدة الموسوي – العراق، دارين شبير – فلسطين، لوركا سبيتي – لبنان، صفية الشحي – الإمارات، يوسف عبد العزيز – الأردن).

يذكر أن هذا المهرجان يأتي تحت إطار الفعاليات المتعددّة التي نظمتّها هذه المؤسسّة العريقة أخيراً في دبي، مثل ملتقى القصة القصيرة في الإمارات، إطلاق نادي العويس السينمائي أو المعرض الذهبي لفنانيّ الإمارات.

مهرجان للتلاقي الثقافي..

قال الشاعر السوري “حسين درويش” عن المهرجان الأول الذي أقيم في 2020: “كانت الفكرة أن يكون هناك مهرجان شعري وإن كان افتراضياً، للتواصل بين شعراء المناطق العربية، إذ أتاحت التقنية الحديثة قنوات افتراضية، هي فرصة لتبادل الأفكار للتلاقي الثقافي العربي، لأن كثيراً من الأنشطة التي على أرض الواقع لم تتم وتغيرت مواعيدها، بما فيها معارض الكتب التي تُنظم على هامشها الكثير من الأنشطة”.

مؤكدا أنه كانت فكرة المهرجان الشعري الأول موجودة في أجندة المؤسسة، ولم يكن هناك توجه افتراضي لشكله، بل كان “هناك توجه لأن يكون مهرجاناً شعرياً تقيمه مؤسسة عريقة يلتقي فيه الشعراء العرب، لأن المهرجانات الشعرية فعلياً أصبحت قليلة، بل تكاد تكون نادرة”.

وأضاف: “أردنا من خلال هذا المهرجان أن نُحيي هذا التقليد الكبير في الثقافة العربية، وأن نعطيه الوهج والبريق مجدداً، على اعتبار أن المهرجانات الشعرية تعيد للشعر المكانة الأبرز والأهم في الثقافة العربية، لأن معظم الأنشطة في السنوات العشر الأخيرة، تتجه نحو الرواية أو الفنون الأخرى”.

معايير الاختيار..

وعن معايير اختيار المشاركين، قال “حسين درويش”: “أردنا أن يكون المهرجان ذا صبغة عربية، وكنا نتطلع إلى التنوع، ولكن أردنا أن تكون هناك توافقات من حيث التوجّه الفني لدى هؤلاء الشعراء الذين ينتمون إلى بيئة شعرية متقاربة فنياً أو متجانسة. أما المعيار الأهم فهو المثابرة، وأن يكون للمشارك في المهرجان منتج شعري معروف مع الاستمرارية، بأن يكون قد صدر له ديوان أو ديوانان على الأقل خلال 20 عاماً، واستمر في الكتابة، فالقاسم المشترك الأعظم بين كل هؤلاء الشعراء أنهم يثابرون على كتابة الشعر وفي نصهم مكابدات الإنسان العربي، ووجود حضور إنساني كبير في قصائدهم”.

وعن طبيعة القصائد قال: “لا توجد ثيمة معينة لطبيعة القصائد التي ستُلقى خلال المهرجان، فهذا متروك للشعراء، ليختاروا النصوص التي يرغبون في قراءتها، مدركين أن حساسية النص الشعري عبر المنصات الافتراضية ليست، كحساسيته في قاعات القراءة على أرض الواقع”.

وأكد “حسين درويش” أن المؤسسة ستنظم لاحقاً مهرجانات أخرى نصف سنوية، أو ربما تكون على فترات مختلفة ربع سنوية، وذلك حتى تستمر عملية الامتداد، وتحقيق الفائدة، وتعميم الثقافة، في عموم المنطقة العربية.

موضحا أن: “التكنولوجيا المعاصرة الافتراضية عبر تطبيق (زووم) ساعدتنا للوصول إلى بقاع عربية لم نكن نصل إليها سابقاً، وأن يستمع إلينا جمهور في أقاصي المغرب والجزائر مثلاً. حتى خارج إمارة دبي، هناك جمهور لم يكن يستطع حضور الأمسيات والندوات نظراً لبُعد المنطقة جغرافياً عن موقع الحدث، وبسبب الازدحام أو ظروف انشغال البعض من محبي الشعر أو محبي الأنشطة الثقافية، كل هذا ساعدنا في التفكير في إطلاق مهرجان افتراضي. المهرجان افتراضي في دورته الأولى، ولكن في دورات لاحقة سيصبح واقعياً، وسيقام في مقر مؤسسة العويس الثقافية بدبي، أسوة بالأنشطة السابقة التي قمنا بها”.

وقال  الشاعر السعودي “جاسم الصحيح”، أن هناك فرقاً شاسعاً يشعر به الشاعر شخصياً بين أن يكون وجهاً لوجه أمام الجمهور، وبين الظهور عليهم عبر العالم الافتراضي. مؤكدا أن: “المشاعر تختلف في لحظة الإلقاء، وجود الجمهور يعطي الشاعر دفعة مختلفة للإلقاء: تفاعل، معنويات، مشاعر متجددة مع كل بيت يلقيه، بينما المشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي هي من باب (خير من لا شيء)”.

مضيفا: “أن تقام مهرجانات عبر (زووم) خير من ألا تقام نهائياً، ولا توجد مقارنة على الصعيد الشعوري والإنساني والصعيد الإبداعي، بين المشاركة وجهاً لوجه أو مواجهة الجمهور افتراضياً”.

فيما قالت الشاعرة الإماراتية “صالحة غابش”، أن الظروف الصحية التي يمر بها العالم، أجبرت الجميع على التواصل افتراضياً في مجالات التعليم والعمل وصولاً إلى الملتقيات الفكرية التي لا بد من أن تستكمل طريقها في برامج التنمية الثقافية، مهما كانت الظروف والتحديات.

و”كانت النافذة الافتراضية، التي تحدينا بها التوقف الذي اضطررنا إليه لوهلة حتى أفقنا على ضرورة أن نكمل هذا البناء الإبداعي الذي سيستمر بناؤه أجيالاً وأجيالاً طالما أنه يرسم الهوية الحضارية لأي مجتمع، وأن ندعم الأفكار كي لا تتوقف خطواتنا في طريق هذا البناء الثقافي المهم”.

وأشارت إلى  أن الأمسيات الشعرية أو أي مهرجان أدبي لا بد له من التأقلم مع الوضع القائم، وعلى كلا الطرفين- الشاعر والمتلقي- أن يجدا طريقاً للتواصل الذهني والوجداني مع القصيدة.

مؤكدة أن: “الظرف الحالي يجب ألا يمنعنا من التفاعل مع اللغة الشاعرة بما تتضمنه من كلمة ومعنى وخيال وأبعاد معرفية ووحدانية، حتى وإن كان المنبر افتراضياً. ورغم غياب الاتصال البصري والسماعي المباشر بين الشاعر والجمهور،  أن هذا قد يحفز ما هو أعمق من هذه الحواس، رغم حضورها لحظة الإلقاء والاستماع، فالأفكار المطروحة يمكن أن تؤسس لمشهد مختلف للإبداع”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة