19 ديسمبر، 2024 11:59 ص

منيرة المهدية.. سلطانة الطرب التي غنت لثورة 1919

منيرة المهدية.. سلطانة الطرب التي غنت لثورة 1919

خاص: إعداد- سماح عادل

“منيرة المهدية” مغنية وممثلة مصرية، اشتهرت بلقب “سلطانة الطرب”، اسمها الحقيقي “زكية حسن منصور” وهي أول سيدة تقف على خشبة المسرح في مصر والوطن العربي، وأول مغنية عربية سجل لها اسطوانات موسيقية.

حياتها..

ولدت في 16 مايو 1885 في قرية المهدية محافظة الشرقية في مصر، توفى والدها وهي صغيرة وتولت شقيقتها رعايتها، بدأت حياتها الفنية كمطربة تحيى الليالي والحفلات في مدينة الزقازيق، وذات يوم شاهدها أحد أصحاب المقاهي الصغيرة في القاهرة، فأعجب بجمال صوتها واستطاع إقناعها بالسفر إلى القاهرة، كان ذلك في العام 1905، وفي القاهرة ذاع صيتها ولقبت ب”سلطانة الطرب”.

وسريعا ما افتتحت ملهى خاصًا بها أطلقت عليه اسم “نزهة النفوس” تحول إلى ملتقى رجال الفكر والسياسة والصحافة بفضل ما كانت تتمتع به من شخصية قوية وقيادية، وفي صيف 1915 وقفت “منيرة المهدية” على خشبة المسرح مع فرقة “عزيز عيد”، لتؤدى دور “حسن” في رواية للشيخ “سلامة حجازي”، فكانت بذلك أول سيدة مصرية تقف على خشبة المسرح وهذا ما زاد الإقبال على المسرحيات وأصبحت فرقة “عزيز عيد” تنافس فرقة “سلامة حجازي”.

قد اشتركت “منيرة” في حركة تحرير المرأة، كما تزعمت حركة وطنية عن طريق مسرحها وفنها الغنائي الأصيل، وكان كبار السياسيين والأدباء في مصر وبلاد الشام والسودان يجتمعون في بيتها، وقد أطلقت الصحافة اسم “هواء الحرية” على مسرح “منيرة المهدية”.

كانت “منيرة المهدية” تكتب على الأفيشات “الممثلة الأولى” بالرغم من أنها كانت تقوم بدور رجل، ثم انفصلت عن فرقة “عزيز عيد” وكونت فرقة خاصة بها وقدمت أشهر أعمال الشيخ “سلامة حجازى”. كما عملت مع أشهر شعراء وملحني جيلها وكان لها الفضل في اكتشاف الموسيقار “محمد عبد الوهاب”. قامت “منيرة المهدية” ببطولة فيلم ” الغندورة” عام 1935 وهو الفيلم الوحيد لها وكان من إخراج المخرج الإيطالي “فولبى”.

سعد زغلول..

وكان من بين المعجبين بفن “منيرة المهدية” “سعد زغلول”، فبحسب كتاب (سعديون أم عدليون.. وفاق وشقاق” للكاتب “عمرو سميح”، أن سعد  باشا كان يحلو له السهرة مع أصدقائه في “تياترو برينتانيا” لحضور تمثيل رواية “كارمن”، بواسطة فرقة “منيرة المهدية” بحسب وصفه، حيث بدأت في تقديم الرواية على المسرح بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1917، ويقول سعد عن السهرة “وكان التياترو على سعته غاصا بالمتفرجين، والألواح مملوءة جدا، ولكن أغلبهم من الطبقة الوسطى والدنيا”.

محمد عبد الوهاب..

قدمت “منيرة المهدية” الموسيقار “محمد عبد الوهاب” على خشبة المسرح، فبحسب كتاب (صفحات من مذكرات نجيب محفوظ) للناقد “رجاء النقاش”، إن المهدية والتي شهد المسرح أوج ازدهارها وعظمتها، كان لها الفضل في شهرة “عبد الوهاب” الأولى، فبعد وفاة الشيخ “سيد درويش” المفاجئ دون أن يتم مسرحية “كليوباترا”، أسندت “منيرة المهدية” الألحان ل”عبد الوهاب”، كما أسندت له البطولة الرجولية أمامها، وكان حينها في سن أبنائها، وكانت هذه الفرصة نقطة فاصلة في حياة “محمد عبد الوهاب”، دفعته كثيرا إلى الأمام ووفرت عليه سنوات المعاناة، بحسب وصف الأديب الكبير الراحل. لكن في النهاية قامت “منيرة المهدية” بطرد “عبد الوهاب” من عرض “أوبريت كليوباترا” و”مارك أنطوان”، ويرجع البعض ذلك لغيرتها من النجاح الذي حققه الشاب “عبد الوهاب” حينها.

وصفها “نجيب محفوظ” في كتاب (صفحات من مذكرات نجيب محفوظ)  قائلا: “في بداية عصر أم كلثوم كانت توجد مطربة من أجمل الأصوات النسائية التي عرفتها مصر، وهى منيرة المهدية، فصوتها من نفس طبقة صوت أم كلثوم أو أقل درجة”، ويضيف “محفوظ”، إنه نال شرف حضور آخر حفلات منيرة المهدية، والتي ظهر عليها فيها التأثر بتقدم العمر وكانت تغنى قليلا وتسعل قليلا، إلى أن انتهى الحفل، وقررت بعده اعتزال الفن نهائيا.

الطقاطيق..

في مقالة بعنوان (هو وهي.. منيرة المهدية الغـندورة) تقول الكاتبة “سـنـاء البيـسي” قالت له إيه القطقوطة الحلوة دي يا سي محمد؟‏!..‏ والنبي تعمل لي واحدة زيها‏..‏ وعمل لها الأسطى محمد علي لعبة من القطاقيط عشرات أشهرها‏:‏ أسمر ملك روحي‏,‏ ويا حبيبي تعالي بالعجل‏,‏ ويمامة حلوة ومنين أجيبها طارت يا نينة عند صاحبها‏..‏ وكانت القطقوطة قالبا جديدا في الغناء ليس بالدور ولا الموشح ولا الموال‏,‏ لكنه شكل جديد في الأغاني يتسم بالرشاقة وخفة الظل والحركة‏,‏ ومن هذا المنطلق أبدعت منيرة المهدية في قطاقيطها التي تحولت بعد التحريف إلي طقاطيق وطقطوقة غناها سيد درويش‏:‏ بونجور يا هانم يا عنية أنا والله هايم ما تردي علي‏.. وتجمح وتجنح سلطانة الطرب عندما تغني طقطوقة زكريا أحمد إرخي الستارة اللي فريحنا لحسن جيرانك تجرحنا وقلبي بيطب قوي وخايفة‏/‏ عندك شباك نواحي العطفة افتح درفة وأقفل درفه‏/‏ ونقوم نغير مطرحنا‏,‏ والساعة كام يا سي محمد‏/‏ الوقت راح ياللا نروح‏/‏ يا خوفي لا بابا يسألني‏/‏ وعلشان غيابي يزعلني‏/‏ وأقول له إيه لو يسألني الساعة ستة وزيادة‏/‏ وحياة عيونك بزيادة‏/‏ هو إحنا خدناها عادة؟ الوقت راح ياللا نروح‏…‏ ومن بعد ثورة‏ ‏ 1919 تستقيم طقاطيق المهدية التي كانت من أشد المتحمسين لكفاح المرأة المصرية حتى أنها كانت تحرص قبل بداية عرض مسرحياتها علي أن تغني طقطوقتها‏:‏

الـواحــدة مــنا بــإيديهـــا تصون ناموسها وعفافهـا

تدوس غرامها برجليها عشــان وطنهــا وشــرفـهــا

وعندما أصدر الإنجليز أحكاما عرفية غنت منيرة لأمين صدقي‏:‏

يا مصريين‏..‏ يا وطنيين‏..‏ قوموا كده ما لكم نايمين

أحكام عرفية ولا فيش حرية‏..‏ وادي قوانين استثنائية

وكادت “منيرة المهدية” أن تسلب عقول المتفرجين والمستمعين في مقهاها “نزهة النفوس” الذي استثنته السلطات الإنجليزية من الإغلاق لأنها كانت تعمل لشخصية منيرة ألف حساب‏,‏ وكان الوطنيون الأحرار يجتمعون فيه ليتنسموا هواء الحرية حتى أنهم قالوا‏:‏ هواء الحرية في مسرح منيرة المهدية وذلك عندما كانت تغني‏:‏

شال الحمام حـط الحـمام مـن مـصـر لمـا للسودان

زغـلـول وقلـبي مال إلـيه أنده له لما احـتاج إليه

يفهـم لغاه اللي يـناغـيه ويقول حميحم يــا حمام

والبدر يـنظـر من سـماه ويحسـده علي علاه

وإن كان يريـد ألعـب مـعـاه شال الحمام حط الحمام

والبدر الذي ينظر من سماه‏,‏ هو الزعيم سعد زغلول‏,‏ وتنتشر الكلمات علي كل لسان لتغدو أشبه بالنشيد الوطني تحديا لأمر قائد الاحتلال الذي أصدر أمرا عسكريا بسجن كل من يذكر اسم سعد زغلول ستة أشهر مع الشغل‏,‏ وجلده عشرين جلدة”‏..‏

مساندة الثورة..

وحول “سعد زغلول” وتقديره ل”منيرة المهدية” تضيف الكاتبة: “هذا وجاء ذكر منيرة المهدية في مذكرات سعد زغلول الخاصة عن سنوات الحرب العالمية الأولي والتي وصف فيها سهرة مع منيرة في الأوبرا أقامتها وزارة الأشغال وكان معه عبد الخالق ثروت باشا وإسماعيل صدقي باشا‏,‏ وخرج الدكتور محمد حسين هيكل رئيس تحرير جريدة السياسة‏,‏ لسان حال حزب الأحرار الدستوريين ألد أعداء حزب الوفد وسعد زغلول وقد اندفع متحمسا بغناء السلطانة ليعقد مقارنة بين مكانة سعد ومكانة منيرة عند طبقات الشعب المصري قائلا بجرأة‏:‏ إذا كان لعامة الناس من أهل هذه البلاد زعيم محبوب يسيرون وراءه‏..‏ فقد كانت منيرة ــ لهذا الجمهور الذي احتشد لسماعها في الأوبرا ــ زعيمة محبوبة والمعني الذي أراده أن سعد هو زعيم الغوغاء أما سلطانة الطرب فهي زعيمة الكبراء والعظماء‏!‏”..

وتواصل عن مواقفها الوطنية: “وقد كان لسلطانة الطرب مواقف وطنية عديدة ساهمت من خلالها في بعث روح الوطنية حتى أنها استغلت نفوذها لدي أصحاب الشأن في أخذ العفو عن كثير من الطلاب الذين كانوا يقدمون للمحاكمات أيام ثورة‏ 1919,‏ وذهبت إلي مقر اللورد اللنبي لتحصل منه علي أمر بالعفو عن طالب وحيد لأمه قبضوا عليه أثناء المظاهرات‏,‏ وفي مسرحية كلام في سرك شاهدها رائد الاقتصاد المصري طلعت حرب‏,‏ فشد علي يدها قائلا إنه بعد مشاهدته الرواية خرج مقتنعا تماما بضرورة تنفيذ إنشاء بنك عربي ومصنع عربي‏,‏ وفي رواية بعنوان كلها يومين‏,‏ أي كلها يومين ويخرج الإنجليز رمز فيها مؤلفها يوسف القاضي إلي السلطان عبد الحميد بشخصية رجل تركي في حالة وصاية علي منيرة المهدية التي هي مصر‏,‏ وفيها تغني منيرة من ألحان سيد درويش‏:‏

شرفك لو ضاع منك واتهان منين تجيب غيره بكرة

إن عشت عيش حر ومنصان وإن مت خلد لك ذكري

وكان رئيس الوزراء حسين رشدي باشا من رواد مسرحها ومن أشد المعجبين بها وتروي أنه طلب منها يوما في صحبة بعض الوزراء التوسط لدي السلطات الإنجليزية للإفراج عن شاب وطني يدعي محمود جبر السجين في ثكنات قصر النيل‏,‏ وذهبت منيرة إلي دار الحماية‏,‏ وطلبت مقابلة المعتمد البريطاني الذي سألها عن دافعها لإطلاق سراح الرجل الخطير مؤكدا لها أنه سيلبي طلبها فقط إذا ما كان الأمر يتعلق بالحب والرغبة في الزواج‏,‏ فاضطرت منيرة إلي الادعاء بأن دافعها هو الحب‏,‏ فأجابها المعتمد‏:‏ سأفرج عنه بشرط واحد هو أن يتم الزواج حالا‏,‏ وأمامي وقبل أن تخرجا من هذا الباب‏..‏ ووافقت منيرة وتم زواجها بمحمود جبر علي يد المأذون المهرول المستدعي من قبل السلطات البريطانية بشهادة اثنين من موظفي السفارة‏..‏ واستمر الزواج أربع سنوات”.

المسرح..

وعن المسرح تقول الكاتبة: “تنتقل الست منيرة كما كانت تلقب في مرحلتها الفنية الأولي إلي لقب مطربة الأزبكية الأولي‏,‏ ومن بعدها كانت سلطانة الطرب‏,‏ تنتقل من الطقاطيق إلي تمثيل روايات الشيخ سلامة حجازي وغناء قصائده بعد إصابته بالشلل عام‏1909,‏ وهو الذي قال لها بعد سماعه لها لأول مرة‏:‏ أوصيك خيرا بحنجرتك وبتلك البحة الخالدة‏,‏ فصوتك اسمه الصوت الأبيض‏,‏ وتسأله منيرة بسذاجة‏:‏ هو فيه صوت أبيض يا شيخ سلامة؟‏!‏ فيرد عليها الفنان المتذوق‏:‏ صوتك كل‏100‏ سنة لما ييجي في الدنيا صوت زيه‏,‏ حافظي عليه‏,‏ حافظي كويس‏..‏ وقد قامت منيرة المهدية بأدوار الرجال التي كان يقوم بها الشيخ سلامة علي المسرح‏..‏ أدت دور وليم الفاتح في رواية صلاح الدين‏,‏ وقامت بدور روميو في رواية روميو وجولييت أو شهداء الغرام كما أسماها الشيخ‏,‏ ودور راداميس في رواية عايدة‏,‏ ودور علي في رواية علي نور الدين‏,‏ ودور راؤول في رواية ضحية الغواية وغنت فيها قصيدته الشهيرة سلي الكواكب يا شارلوت عن سهري‏,‏ وكان الشيخ سلامة يشهد رواياته فينسي كل شيء‏,‏ ينسي أنها تمثل رواياته‏,‏ بل أدواره‏,‏ وأنها تنافس فرقته‏,‏ ويذكر شيئا واحدا إنها صوت من السماء‏,‏ فيصيح من أعماقه إعجابا وطربا‏:‏ الله أكبر‏…‏ ثم غالبت منيرة المهدية أنوثتها فتركت روايات الشيخ وتخلت عن أدوار الرجال‏,‏ وعادت الأنثى الفنانة التي تهز المسرح بأنوثتها وفنها‏..‏ وقدمت توسكا القصة الخالدة‏,‏ ووقف أمامها علي المسرح ــ لأول مرة في حياته ــ المطرب الكبير صالح عبد الحي بعد ريجيم قاس هبط بوزنه كثيرا الذي يروي أنه في ليلة الافتتاح وقف أمام منيرة علي المسرح‏,‏ وغنت‏,‏ فانسجم‏,‏ وبدلا من أن يرد عليها‏,‏ أخذته النشوة‏,‏ فنسي أنه يمثل‏,‏ وأطاح بقبعة التمثيل في الهواء صائحا‏:‏ الله‏..‏ كمان يا ست‏!..‏ وضجت الجماهير بالضحك والتصفيق‏,‏ وبهتت منيرة‏,‏ فقال لها علي المسرح أيضا‏:‏ أعمل لك إيه؟‏!..‏ أعصابي‏..‏ هو أنا مش بني آدم؟‏!‏ ارفديني‏!‏ اعملي في اللي تعمليه‏!‏.. كانت منيرة سيدة المسرح‏..‏ لا لأنها صاحبته فحسب‏,‏ ولا لأنها بطلته فحسب‏,‏ بل لأنها كانت المخرجة‏,‏ ومديرة الشئون المالية‏,‏ ومهندسة الديكور والإضاءة‏,‏ ومصممة الأزياء‏..‏ أما الذين لحنوا لها‏,‏ فقد بدأوا بسيد درويش‏,‏ ومن بعده زكريا أحمد‏,‏ وكامل الخلعي‏,‏ وداود حسني‏,‏ ومحمد القصبجي‏,‏ ومحمد عبد الوهاب‏,‏ ورياض السنباطي‏..‏ كانت تبدأ أسطواناتها قالت بصوتها‏:‏ الله الله يا أسطي منيرة‏..‏ أما المؤلفون فكان منهم فرح أنطون الذي ترجم لها كارمن‏,‏ ثم أعقبتها العديد من الأوبرات والأوبريتات توسكا وأدونا وكلام في سرك والتالتة تابتة وكلها يومين‏,‏ والغندورة وقمر الزمان وحورية هانم والجيوكندا‏,‏ والمظلومة وكيد النسا وحماتي ولولو من ألحان رياض السنباطي‏,‏ ونورا تأليف أمين صدقي‏,‏ والدجالين ومملكة الحب والمخلصة تلحين زكريا أحمد الخ”‏..‏

وعن النهاية تقول: “ويأتي عام ‏48‏ بتغريدة البجعة ــ التي كتب عنها د‏.‏ زكي نجيب محمود من أن البجعة تصدرها فقط قبل الرحيل ــ فتفكر منيرة في العودة إلي الأضواء لكنها كانت شبح منيرة علي المسرح‏,‏ وتصر أم كلثوم علي حضور الحفل يصحبها مصطفي أمين الذي يلمح دموع أم كلثوم عندما يسدل الستار علي بديعة قبل أن تنهي وصلتها الأولي‏..‏ و‏..‏ ومثل أي ممن انسحبت عنه الأضواء في بلدنا الحبيب مصر لم يودع سلطانة الطرب بعد وفاتها عام‏1965‏ سوي خمسة أشخاص فقط‏..‏ حفيدها من ابنتها الوحيدة نعمات وثلاثة من أصدقائه وأمين صندوق معاشات الفنانين”‏.‏

وفاتها..

توفيت “منيرة المهدية” في 11 مارس 1965 عن عمر يناهز الثمانين عاماً، بعد حياة فنية حافلة امتدت إلى ما يزيد على خمسين عاماً.

 

 

 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة