كتبت – سماح عادل :
قابل قرار منع كتب ومؤلفات السيد “محمد حسين فضل الله” في معرض الكتاب المزمع إنعقاده في “النجف”، سخط الكثيرين في أوساط دينية وثقافية في العراق والعالم الإسلامي.
فقد عبر البعض عن سخطهم في تدوينات على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث قالت الإعلامية “سؤدد الصالحي” في تدوينة لها على حسابها على موقع “فيس بوك”: “رسمياً.. النجف في قبضة دواعش الشيعة، منع مؤلفات السيد محمد حسين فضل الله، أحد أبرز مراجع الشيعة المعتدلين في المنطقة، من المشاركة في معرض للكتاب في النجف”.
بيان توضيحي
ورد عليها أحد متابعيها ويدعى صفا الشيخ: “المنع جاء من منظمي المعرض، وأعتقد أنه يعبر عن آرائهم الشخصية وليس عن موقف للحوزة.. وهذا الموقف معيب ومخجل ويتنافي مع بيئة النجف العلمية، في السبعينيات من القرن الماضي، كانت كتيبات السيد فضل الله من معالم النهضة وحركة التوعية الإسلامية، واستمر عطاءه المميز إلى أن وافاه الأجل”.
فيما عرض متابع آخر لها يدعى “حيدر حمد الفتلاوي” صورة منشور المركز الإسلامي الثقافي التابع لفضل الله، قيل فيه: “السادة أحبتنا.. رواد جناح المركز الإسلامي الثقافي في معرض الكتاب الذي يقام باسم العتبة العلوية، نود إعلامكم بعدم مشاركتنا في المعرض لهذه الدورة بسبب “قرارات لجنة السلامة الفكرية” وستبقى قلوبنا مفتوحة لكم في مراكزنا للعمل على نشر الثقافة الإسلامية في خط أهل البيت (ع) بطريقة حضارية واعية تحترم الآخر، وتناقش الفكر بالفكر بعيداً عن التعصب والإرهاب الفكري”.
بينما يشير الإعلامي “سالم مشكور” في تدوينة له على حسابه الخاص على موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك” إلى ان: “أحد رجال التكفير يخطب في الجامع محذراً المصلين من قراءة كتب الشيعة.. أخبروه أن بين الشيعة أيضاً من يكفرون عالماً شيعياً ويمنعون كتبه لكنهم يسمحون بكتب التكفير معرض الكتاب في النجف نموذجاً”.
وفي تدوينة ثانية كتب مشكور: “معرض الكتاب في النجف.. كتب التكفيري بن باز مباحة وكتب الراحل العلامة محمد حسين فضل الله ممنوعة.. داعش بنسخة شيعية”.
لجنة “السلامة الفكرية”.. جهة المنع
عندما أثارت تدويناته جدلاً ما بين مكذب ومصدق، حيث اعترض البعض.. وقالوا أن كتب السيد “فضل الله” تعرض في معرض النجف، قام الإعلامي “سالم مشكور” بالإستعانة بتدوينة الطبيب “جواد شبر” والذي قال فيها: “توضيح.. بخصوص خبر منع “السلامة الفكرية” لكتب السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله في معرض الكتاب في النجف الأشرف، المنع من المشاركة كان للمركز الإسلامي الثقافي التابع لمكتب السيد والمعني بنشر كتبه.. أما كتبه الموجودة في المعرض فقد عرضتها دور نشر أخرى، يبدو أن اللجنة لم تتحقق من عناوين كتبها
جيداً.. وكون المنع جاء من لجنة السلامة الفكرية، فذلك يدل على تحفظ فكري على ما كتبه رحمة الله، وليس مجرد إشكالات فنية تنظيمية، هذا ما تبين لنا إلى الآن وننتظر توضيحاً من اللجنة المذكورة لتتضح الأمور وحتى ذلك الحين تبقى اللجنة مدانة وغير بريئة.. والله اعلم”.
يقول الكاتب “عمار السواد”: “إذا كانت كتب أستاذي المرجع الديني محمد حسين فضل الله ممنوعة في معرض النجف، بسبب السلامة الفكرية، فاعلموا أن هذه نقطة منع جديدة النجف بإعتبارها المركز الديني الأساسي لثاني أهم مذهب إسلامي في العالم، هي التي ترسل الرسائل وتحدد مقومات التفكير، فيها وضعت مطالب الشيعية السياسية في الدستور، وفيها تحدد مصير الإئتلاف الشيعي الذي يتحمل المسؤولية السياسية الأولى لهذا الخراب، وفيها حصلت إتفاقات وأفعال كثيرة سنعرف كنهها بعد سنين”.
مضيفاً: “عملياً.. حان الوقت لنعرف، أن هؤلاء لا يهدفون فقط إلى منع الحريات السلوكية، بل أن هدفهم الأساسي هو حجب البلاد عن الكتب والأفكار المؤثرة. ولن أوافق الأستاذ محمد الحسيني بطرحه أن هناك كتباً غير إسلامية مسموحاً بها، بينما رفضت كتب فضل الله وأمثاله، هؤلاء يمنعون الفكر المؤثر، وفي مجتمع ديني قبلي كالعراقي، بدأت تطرح فيه أسئلة خجولة، رجال الدين “الإصلاحيون” أكثر تأثيراً في الوقت الراهن”.
من جهته قال “عبد الهادي المظفر” على حسابه الشخصي على “فيس بوك”، ناقلاً بيان المركز الإسلامي: “نتفاجأ هذا العام بصدور النسخة التاسعة لمهرجان العتبة العلويّة المقدسة الخالية من دور نشر مهمة، منها منشورات المركز الإسلامي المتخصصة في نشر نتاجات المرجع الشيعي الكبير محمد حسين فضل الله، رحمه الله، بعد أن أقصَتْ فيما سبق دار الجمل من دعواتها والتي حظيتْ بإقبالٍ جماهيري متعطّش للآخر المختلف في دورته الأولى”.
وأشار البيان إلى “إن الخوف من الآخر المختلف يحمل بعدين اثنين لا ثالث لهما.. الأول ضعف المنظومة الفكرية لرعاة المهرجان لدرجة الخوف من كلماتٍ مخبوءة في صفحات الرفوف إزاء الإمكانات التي يمتلكونها من خطباء وفضائيات وأموال تُنفق للمؤلفة قلوبهم. والثاني إن العتبة تسرّعت كثيراً بحيث أوكلت الأمر التنظيمي لأشخاصٍ تصرّفوا بشكل شخصي مزاجي لا علاقة له بالعمل المؤسساتي الذي غالباً ما يتبجّح بقبول المختلف الديني لا الفكري فحسب !”.
بدوره قال الشيخ “غيث التميمي”: أن “منع كتب فضل الله مخيف.. لأننا تجاوزنا رؤيته في مساحات كبيرة.. وأصبحت أفكار فضل الله قديمة ومستهلكة وفاقدة للديناميكية بعد فشل الحركات الإسلامية في حكم العراق ومصر وتحالفها مع أنظمة مستبدة دكتاتورية علمانية، وإستخدامها العنف المفرط في فرض عقيدتها، وتبنيها سلوكاً ميكافيلياً، أكد أن الأخلاق ليست نزعة أصيلة في هذه الحركات بل غلاف دعوي، بينما الرسول الكريم يعتبر أن هدف البعثة إتمام مكارم الأخلاق”.
ووفقاً لصحيفة “سومر” العراقية أنه بعد الإنتقادات قامت إدارة المعرض بوضع عدد من الإصدارات للعلامة محمد حسين فضل الله وبدت من طريقة صفها أنها وضعت مؤخراً كما جرى تسعيرها دون بقية الكتب.
كما كشف عضو مجلس إدارة العتبة العلوية المقدسة ورئيس اللجنة التحضيرية لمعرض النجف الأشرف للكتاب “عيسى الخرسان”، عن مشاركة أكثر من 210 دار نشر محلية وعربية وإسلامية ودولية في فعاليات المعرض، مشيراً إلى إنطلاق فعاليات دورته التاسعة في الفترة ما بين 9/3/2017 حتى 18/3/2017.
وأكد الخرسان على انه “تنوعت دور النشر من خلال الكتب التي اشترطنا على الدور المشاركة بجلب عناوين تعرض لأول مرة وتم توزيعها بشكل صحيح، تقام على هامش المعرض ندوات نقاشية تخصصية في أروقة المعرض، بعناوين هادفة وتم إرسال عناوين الكتب مسبقاً، تم استعراضها من قبل لجنة السلامة الفكرية وتم رفض عناوين مجموعة من العناوين من الكتب التي تحرض على الضلالة وعناوين أخرى غير لائقة وقد تضافرت جميع جهود كوادر العتبة المقدسة من جميع الأقسام لإنجاح فعاليات الدورة الحالية”.
ويقول الأمين العام للعتبة العلوية السيد “نزار حبل المتين”، في تصريح له بإفتتاح أجنحة المعرض: “أننا اليوم بأمس الحاجة إلى كتاب علم ينتفع به وينشر الوعي السليم ويربي على النهج القويم لإنشاء أجيال تهتدي بنور العلم وتجانب ظلمة الجهل التي تعاني منها الإنسانية وخصوصاً ما حصل في العراق من دخول زمر الجهل والظلام”.
من جانبه أشاد عميد الجامعة الإسلامية الدكتور “عمار السلامي”، بانطلاق فعاليات المعرض، وقال “تشرفنا بالمشاركة في جناح للجامعة الإسلامية بحدود 70 كتاب والعدد 41 من مجلة الجامعة، وإصدارات أخرى”.