19 ديسمبر، 2024 11:08 م

ملتقى الفن التشكيلي بالدوحة .. نحو خروج الإبداع من ظلمة المعارض إلي الجمهور

ملتقى الفن التشكيلي بالدوحة .. نحو خروج الإبداع من ظلمة المعارض إلي الجمهور

كتبت – سماح عادل :

اختتم “الملتقى العربي الأول للفن التشكيلي” فاعلياته في العاصمة القطرية “الدوحة”، والذي أقيم في الفترة من 2 إلى 8 آذار/مارس 2017، وقد شارك فيه نخبة من كبار التشكيليين القطريين والعرب حيث نظمته الجمعية القطرية للفن التشكيلي لمدة أسبوع، سعياً منها للارتقاء بمستوى الفن التشكيلي العربي، وتكريم رواد الحركة التشكيلية، الذين سخروا قدراتهم الفنية وإبداعاتهم الفكرية لإثراء الفن التشكيلي العربي، وأقيم حفل الختام في المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا”.

إثراء المعرفة التشكيلية

من أهداف الملتقى إيجاد بيئة مناسبة لكبار الفنانين العرب والاحتفاء بهم، والمساهمة في إثراء المعرفة المرتبطة بالفن التشكيلي، بالإضافة إلى العمل على توثيق المرحلة الحالية التي يمر بها الفن التشكيلي العربي، وفتح المجال أمام الفنان القطري للاستفادة من التجارب الفنية الرائدة.

تضمن الملتقى معرض خاص بإنتاج الفنانين المشاركين، كما احتوى المعرض على أعمال فنية مختلفة لـ34 فناناً تمثل آخر إبداعاتهم المبتكرة، وتجسّد مواضيع إنسانية واجتماعية من قلب عالمنا العربي، وتعكس مدارس تشكيلية متنوّعة.. شارك في الملتقى فنانون من “مصر، العراق، تونس، المغرب، الأردن، سوريا، لبنان، فلسطين، الجزائر، السودان، الكويت، البحرين، عمان، السعودية، الإمارات”.

يقول رئيس الجمعية القطرية للفنون التشكيلية ومدير الملتقى الفنان التشكيلي “يوسف السادة”، وفقاً لوكالة الآنباء القطرية، في كلمة له: أن “معرض الملتقى يزخر بإنجازات نخبة من رواد المشهد التشكيلي العربي”، معرباً عن اعتزازه بأن “تحتضن الدوحة، الملتقى العربي للفن التشكيلي والذي أضفى رؤية مغايرة عن المألوف من حيث المضمون والطرح الفكري”. مضيفاً: “عملنا على وضع آلية عمل للملتقى، من خلال تكوين لجان تعمل كفريق واحد لتنفيذ أهدافه، والذي نطمح أن يكون سنوياً ومواكباً للحركة التشكيلية العربية”، ونوه إلى أن خطط الجمعية القادمة سوف تستهدف أجيال ما بعد الرواد وفئة الشباب سواء كانوا قطريين أو من غير القطريين من العرب وستكون المشاركة ضمن مجموعة معايير سيتم الإعلان عنها مستقبلاً.

فاعليات الملتقى تضمنت العديد من الندوات الفنية والنقدية وورش العمل التي تناولت المشهد التشكيلي العربي، واختتمت الفعاليات بمعرض يضم نتاج الورشة، بالإضافة لتكريم الفنانين الرواد ونخبة من الإعلاميين والتشكيليين.

مشاركة عربية فعالة

ضيفا شرف الملتقى كانا الفنان القطري “يوسف أحمد” والفنان الكويتي “سامي محمد”، كما شارك أيضاً الفنانون “سلمان المالك، وفيقة سلطان، يوسف السادة” من قطر، ومن العراق كل من “محمود شاكر نعمه شبر، زيد محمد إبراهيم الزيدي، إسماعيل عزام، علي المعمار”، ومن المغرب “حسان بورقية، أحمد جاويد”، ومن مصر “أيمن السمري، بهاء الدين عامر، إبراهيم الدسوقي”، ومن تونس “الحبيب بيدا، ليلى السلماوي”، ومن الجزائر “حمزة بونوة”، ومن الكويت شارك “جابر أحمد مختار، خالد الشطي”، ومن البحرين “عدنان الأحمد، عباس الموسوي، جمال عبد الرحيم”، أما من الإمارات العربية المتحدة فشاركت الدكتورة “نجاة مكي”، ومن سلطنة عمان “مريم بنت محمد الزدجالية، أنور سونيا، عبدالله الريامي”، ومن المملكة العربية السعودية “مليحة السويداء، فهد الربيق، ضياء عزيز”، من السودان “راشد دياب”، ومن فلسطين “حسين صالح رضوان، نبيل عناني، سليمان أنيس منصور”، ومن لبنان “ديما رعد زكريا”، ومن سوريا شارك الفنان “خالد تكريتي”.

ومن النقاد حضرت الدكتورة “ريهام فهد الرغيب” من الكويت، و”ماجد السامرائي” من العراق، و”مصطفى محمود يحيى” من مصر، ومن الإعلاميين العرب شارك “ناصر عبد الله الربيعي” من العراق، ومن الأردن “خالد سامح”، ومن السعودية “جلال الطالب، أحمد الغنام”.

صرح الفنان العراقي “سعيد شوبر” أن الملتقى “تظاهرة جمالية تجمع الفنانين العرب الذين يعكسون الواقع التشكيلي في الوطن العربي بمثل هؤلاء الرواد”. مشيداً بـ”جهود الجمعية القطرية في الإعداد والتنظيم للملتقى الذي ننتظر منه أن يعكس الثقافة العربية في مجال التشكيل والإبداع البصري”.

و في ورقته حول العلاقة بين الفنان والجمهور، أكد الناقد العراقي “ماجد سامرائي” على أن الشاعر أو الكاتب عندما يقدم أعمالاً إبداعية فهو يطرحها للمتلقي دون تفاعل مباشر، ويعتمد عمله الإبداعي على قدرته على الوصول للمتلقي، أما في حالة الفنون التشكيلية يضطلع الفنان بمهمتين أساسيتين الأولى هي خلق العمل وابتكاره، والثانية جذب الجمهور لهذه الأعمال التي عادة ما يكون جمهورها نخبوياً”.

وأوضح “السامرائي” أن الفنان “عادة ما تكون أعماله محصورة في قاعات العرض ونادراً ما يخرج الفنان للجمهور من خلال أعمال جماهيرية كالنصب التذكارية والتماثيل والمنحوتات الكبيرة، وهذه هي التي تولد تفاعلاً بين الفنان المرسل والجمهور المتلقي”.

فيما أكد الفنان القطري “يوسف أحمد” على أهمية الملتقى في ظل المتغيرات السياسية الراهنة، مضيفاً: ” نحن بحاجة إلى مثل هذه الملتقيات في كافة أرجاء الوطن العربي؛ لأن الثقافة والفن هما القوة الناعمة لتأكيد اللحمة بين أبناء الوطن العربي”.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة