كتب: أمين الساطي
أنا لم أكن في يوم من الأيام من كتّاب القصة القصيرة، لكن الذي شجعني مؤخراً على المغامرة في دخول ميدانها أنني حاولت أن أقلد القصة الغربية التي تعتمد على الأحداث المتسارعة المترابطة بكلمات قليلة، بينما تعتمد القصة العربية على الجمل الإنشائية الغامضة، وهذا ما جعل القصة الغربية تتميز عن القصة العربية.
لقد اخترت للقارئ قصة قصيرة مؤلفة من ست كلمات، لواحد من أهم الروائيين في القرن العشرين أرنست همنغواي، وفيها تحدّى أصدقاءه الأدباء.
قصة قصيرة:
“للبيع حذاء لطفل لم يلبس قطّ”. همنغواي
قصص قصيرة جدا ل”أمين الساطي”..
قصة الزوج المثالي..
كان محامي الزوجة يحاول جاهداً في قاعة المحكمة أن يبرّئ موكلته مدام نوال من تهمة دفع زوجها من بلكونة منزلهم في الطابق السابع إلى أرضية الشارع، وزاد من صعوبة الأمر أن أحد الجيران قد شهد بأنه رآها وهي ترتكب هذه الجريمة.
فجأة أخرجت مدام نوال ورقة، وقالت للقاضي هذا صك البراءة من الجريمة.
طلب منها القاضي أن تتقدم منه وتعطيه الورقة، ولما أخذ الورقة لفت انتباهه جمالها الصارخ، فوجد نفسه بلا شعور يقارنها بزوجته القبيحة.
كان مكتوباً على الورقة: زوجتي الحبيبة، قبل زواجنا كانت حياتي بلا معنى، وبعد زواجنا اكتشفت السعادة، فإذا قمت بخيانتي فسأقتل نفسي.
سألها القاضي: ما علاقة الورقة بالقضية؟
فأجابته بدلال: يمكنك أن تسأل السادة، جارنا أبو محمود، وكوافير شعري مسيو هيثم، ومدربي في الجيم الكابتن سعيد.
فقال لها هامساً: الآن أنت بحاجة إلى شاهد رابع.
قصة الزوجة المثالية..
قالت لي زوجتي، أنها تحلم في كل ليلة. أنى وقعت من على ظهر زورقنا الشراعي الصغير في البحر بسبب الرياح العاتية، واختفيت في المياه الزرقاء.
وإنها بعد انتهاء فترة الحداد. تزوجت من الشاب الأشقر الصغير البولندي الذي يعمل سائقًا لدينا.
الآن قد مضى أكثر من شهرين عَلى اختفاء زوجتي، التي سقطت من على سطح زورقنا بفعل الرياح العاتية.
لكن البارحة لسوء الحظ اختفى السائق البولندي دون أن يترك أثراً.
قصة الزوج الرابع..
أعيش حالياً مع زوجي الرابع. الذي يعمل قاضيًا في محكمة التمييز. والذي أصدر حكم الإعدام بحق زوجي الثالث لأنه قام بقتل زوجي الثاني. متذرعاً بأن زوجي الثاني كان يضربني بوحشية، عندما كنت متزوجة منه.
أما زوجي الأول، فقد تعرض للدهس، وهو يقطع الشارع خارج خطوط المشاة، من قبل السائق الذي أصبح فيما بعد زوجي الثاني، والذي كنت على علاقة عاطفية معه في ذلك الوقت.