16 نوفمبر، 2024 3:53 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. وليد جاسم الزبيدي: الشعر هو المُتعةُ والاحتراقُ في آنٍ واحد

مع كتابات.. وليد جاسم الزبيدي: الشعر هو المُتعةُ والاحتراقُ في آنٍ واحد

خاص: حاورته- سماح عادل

“وليد جاسم الزبيدي” شاعر عراقي، من مواليد بابل، العراق 1956، خريج الجامعة المستنصرية/ كلية الإدارة والاقتصاد للعام الدراسي 1976/ 1977. حاصل على بكالوريوس لغة عربية – جامعة بابل/ كلية التربية- قسم اللغة العربية للعام الدراسي 1999/ 2000. وماجستير تحقيق مخطوطات عربية/ جامعة الدول العربية/ معهد التاريخ العربي- للعام الدراسي 2005/2006. ودكتوراه تراث فكري – جامعة الدول العربية/ معهد التاريخ العربي – للعام الدراسي 2008/ 2009.

وهو عضو اتحاد الأدباء والكتّاب في العراق، عضو رابطة الأدباء العرب، عضو اتحاد المؤرخين العرب، عضو رابطة المبدعين العراقيين، عضو رابطة الأكاديميين العراقيين.

إلى الحوار:

(كتابات) متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

• لقد بدأ شغفي بالكتابة منذ دراسة المتوسطة، حيث كنت أقرأ كتب الشعر وأسمع الشعر من أفواه وحناجر أهلي في البيت، وقد كان بيتنا ملتقى للأدباء والمثقفين أصدقاء أبي وأخوتي، وكانت هناك المساجلات والحوارات الحادة والصاخبة أحيانا، وتتخللها قراءات وجلسات نقدية. ومكتبة البيت كان لها الأثر البائن وتشجيع والدي وأخوتي لي للقراءة وحفظ الشعر. ومشاركتي في المدرسة بقراءة ما أحفظ للشعراء. ثم تطوّر بعد ذلك كي أمارس الكتابة الخجولة أولا ولا يراها أحد، وبعدها كنت أقرأها لأصدقائي المقربين من الطلبة الذين وشوا بي عند أستاذ اللغة العربية، وأخبروه بما أكتب، فشجعني وأخذ بيدي، ثم كانت لي مشاركات بعدها في مهرجانات مدرسية، وتطور الحال في الجامعة فأخذت بالنشر في الصحف والمجلات والمشاركة في مهرجانات كثيرة ولحين قبولي في اتحاد أدباء وكتاب العراق سنة 1996.

(كتابات) لما اخترت كتابة الشعر وهل تحقق لك متعة؟

• أرى الشعر هو لغتي وتُرجمانُ أحاسيسي، وأجدهُ النبع الصافي الذي أنهلُ منه معانياً وصوراً فالشعر يجري في كل جزء من جسدي وروحي، وهو المُتعةُ والاحتراقُ في آنٍ واحد، فأن أكتُب قصيدةً بمعنى دخلتُ عوالم أخرى، وذهبت وانطلقت الرؤى والأفكار حيث اللامنتهى واللاحدود، لتشيد عوالمَ جديدة، وتأخذني مرةً كنسمة وتارةً تعصفُ بي، تارةً تجمعني الحروف، ومرّاتٍ تبعثرني.

(كتابات) حدثنا عن المجموعات الشعرية التي صدرت عنك؟

• المجموعة الأولى هي ديوان (خرافة المرايا) سنة 1995، وهي مجموعة نصوص نثرية وفيها الومضة الشعرية، ثم ديوان( حصى الانتظار) سنة 1998، مجموعة قصائد كتبتها في مختلف الأجواء التي كانت تعصف أبان تلك المرحلة. والديوان الثالث (محارتي) سنة 2011 تم طبعه في الأردن، والديوان الرابع (تغريدات نخلة) الذي اعتبره النقاد نقلة نوعية في كتابتي الشعرية وكتبَ عنه النقاد الكثير في العراق وتونس. والديوان الخامس الذي أزعم أني صاحب الجولة والتكوين والابتكار فيه هو ديوان (أيقونات على مكتب الذاكرة) سنة 2017، وهي نصوص (نصيصات) قصيرة مكثفة عن أعلام من مختلف الدول والمشارب (علماء، فنانون، شعراء، فلاسفة..)، والديوان السادس (مرايا الورد) والصادر عن مؤسسة نجيب محفوظ (دار السكرية/ القاهرة) سنة 2017، وهي تجربة جديدة في كتاباتي، وعندي ديوانان مخطوطان.

(كتابات) هل الموسيقى والتفعيلة أحد أهم سمات الشعر لديك.. كما يلاحظ حرصك على القافية؟

• نعم، الموسيقى، والعروض، تسير مجرى النّفَس، وأنا أشتاقها كثيرا، لستُ أحرص عليها بهذا المعنى، بل هي تتلبسني بخفر وحياء، وأتعايش معها بسلام وأمن ومحبة. وهكذا يقرأ المتلقي ويستمع لي كثيرا في قصائد العمود الشعري (القريض) وشعر التفعيلة، وأعتبرهما ساحتين رحبتين للانفتاح على خلجات الروح. بل أن طبيعة المتلقي والقارئ قد بُنيت على الأثر الموسيقي الذي يحلّق به، ويسعد فيه، فالشعر هو الموسيقى، وهو الوزن، وهو القافية، ودون ذلك فهو نثر.

(كتابات) في كتابك (مرايا الورد) تمسك بالتراث وتمثله في بعض النصوص حدثنا عن ذلك؟

• نعم التراث هو الإرث الذي نلتقيه جميعا ويوّحدنا، والأسطورة والملحمة، وتجدين التضمينات والاقتباسات في نصوصي كثيرة من أغاني التراث، ومن بعض أبيات ومقاطع شعرية قديمة، وفي نصوص أخرى تشمخ عندي الملحمة في صنع كائن جديد. لأن الثقافة والتراكم المعرفي المكتسب والتجربة، يصبان في معين واحد وبوتقة واحدة، يتفاعلان مع الطاقة الكامنة في الذات الشاعرة لتتفتق وتُتنج وتتلاقح مع اللغة لتضع طريقا وهدفا نحو كتابة النّص وباللاوعي، تزدحمُ الأفكار وتتأطرُ الصور ليكون الإبهار والإبداع في طريقة التأثيث والتأسيس أحياناً من خلال النّص كيفما يكون وبأي شكل أو جنس.

(كتابات) في كتابك (مرايا الورد) غزل رقيق.. كيف هي صورة المرأة في شعرك؟

• شعري كله للمرأة، المرأة وطن، وأم، وأخت، وحبيبة، لا يكون الشعر بدون المرأة، منذ البدء كانت المرأة في شعرنا العربي القديم، فلا ينشد الشاعر إلا وكانت مقدمة غزلية في المرأة. نعم المرأة الإنسانة والرقيقة وهي الجمال والحب ومنها نتعلم كيف نكتب ونتعلم. وأقول لا شاعر بدون امرأة، ولا قصيدة بدون حب.

(كتابات) هل في رأيك مازال الشعر يجد جمهوره أم طغت عليه الرواية؟

• يظل للشعر جمهوره مهما تقدمت فنون أخرى معه، فالشعرُ سيظل ديوان العرب، والشعر لا نقول (ما يزال يجد جمهوره) بل أن الجمهور للشعر، لأن الشعر لسان الناس عامّة، وصورتهم ومرآتهم.

(كتابات) ما تقييمك لحال الثقافة في العراق؟

• العراق بلد الثقافة والشعر، وإن الكبوات التي حصلت وتحصل هنا وهناك، تنتهي وتعود (بغداد والشعراء والصور) ويظل العراق (مربد) الشعر العربي.

(كتابات) ماذا تقول لمن يضع تسميات حول التجنيس في الأدب العربي؟

• وهناكَ منْ يضعُ تسمياتٍ للأجناس الأدبية، ويحمّلونها ما لا طاقة لها بها، فيسمّون ويقسّمون الأدب، إلى الأدب الذكوري، والأدب النسوي، لستُ مع هذه الموازين والتقسيمات التي لن تحرّر الأدب أو تفك عقدَهُ، بل على العكس تقيّد النقد بل وكل فنون الأدب والثقافة وتزيد من التعقيد، فالأدب منذُ نشأته لن يعتمد الأبوة ولا الأمومة، مثلما اعتمدَ علماء الاجتماع والتاريخ بتقسيم المجتمعات الأولى، على مجتمعات بُدائية سُمّيت (مجتمعات الأمومة) حيثُ سلطة الأم والمرأة، ثمّ المجتمعات الأبوية.

وللنتاج الأدبي مظاهرهُ وأساليبه المتنوّعة ومدارسه وظواهره، حيث لا يعتمدُ في تطوّره وتحوّله على الجنس (رجل، امرأة) فتجدُ امرأةً تكتبُ شعراً أو قصةً بلسان رجل، بل تجدُ أيضاً منْ يستخدمُ صيغة المخاطب الذكوري من الرجال، وصيغة المخاطب المؤنث من النساء، بل أين نضعُ والحال هكذا معظم قصائد الشاعر الكبير (نزار قباني) وهو يتحدّث ويتأمل بفكر وقلب ولغة المرأة؟؟..، أين تضعُ قصيدةَ (حُبلى) في أي خانةٍ ومع أي جنسٍ..؟؟!!

(كتابات) هل اختلف حال الشعر في العراق بعد ٢٠٠٣ في رأيك أم لا؟

• نعم، بل وأكيد، لأن بحبوحة الحرية الموجودة، والانفتاح على العالم والاطلاع على تجارب الآخرين بسهولة، وتوفر الكتب والمجلات ووصول معظم الإصدارات بين يدي المثقف جعل الأدب والثقافة في مستوى آخر وفي وضع راقٍ، ولكن لا يخلو من شنشات البعض.

(كتابات) هل واجهتك صعوبات ككاتب وما هو جديدك؟

• الكاتب الحقيقي يكون دائماً أمام تحديات جديدة، تحديات مع نفسه أولا، وتحديات مع آلية الكتابة ونوعها، فالصعوبات كبيرة ومتجددة، فلا إبداع دون صعوبة، ولا نجاح يأتي بيسر وسهولة، فكلما كانت التحديات أكبر، كان النتاج أغزر وأكبر، فأجد التحدي مع كل قصيدة جديدة، أو ديوان جديد، أو مع كتابة بحث معين.

الإصدارات:

1- ديوان خرافة المرايا- مكتبة الأدباء/ بابل سنة 1995.

2- ديوان حصى الانتظار- مكتبة الأدباء/ بابل 1998.

3- كتاب جمهرة الإسلام ذات النثر والنظام/ دراسة وتحقيق مخطوطة- دار الضياء للطباعة- النجف الأشرف سنة 2010.

4- كتاب (ذاكرة المكان) دراسة اجتماعية، دارالضياء- النجف الأشرف سنة 2010.

5- ديوان محارتي/ دار كنوز المعرفة/ الأردن سنة 2011.

6- كتاب نقدي( أوراق ورأي)- دار كنوز المعرفة / الأردن 2012.

7- كتاب (محمد مهدي البصير مؤرخاً) دار تموز- دمشق سنة 2013.

8- ديوان (تغريدات نخلة)- المركز الثقافي بابل- القاهرة سنة 2014.

9- كتاب نقدي (فانتازيا النصفي كتابات وفاء عبد الرزاق) دار العارف- بيروت سنة 2015.

10- كتاب (كمامة الزهر وفريدة الدهر) – دراسة وتحقيق مخطوطة/ دار الميزان – النجف الأشرف/ سنة 2015.

11- ديوان (أيقونات على مكتب الذاكرة) –عن المركز الثقافي بابل-دمشق- القاهرة سنة 2017.

12- ديوان (مرايا الورد) –مؤسسة نجيب محفوظ- القاهرة / سنة 2017.

13-دراسة نقدية (الظاهرة الأدونيسية بين الأصالة وآفاق الحداثة- دراسة في كتاب ديوان الشعر العربي-) دار السكرية/ القاهرة /2018.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة