15 نوفمبر، 2024 8:19 م
Search
Close this search box.

مع كتابات.. “وفاء خالد”: النقد الحقيقي يتعامل مع النص منفصلا تماما عن كاتبه

مع كتابات.. “وفاء خالد”: النقد الحقيقي يتعامل مع النص منفصلا تماما عن كاتبه

خاص: حاورتها- سماح عادل

“وفاء خالد” كاتبة جزائرية من مواليد مدينة قسنطينة، الجزائر، سنة 1982، متحصلة على شهادة ليسانس في الأدب الإنجليزي من جامعة قسنطينة سنة 2003، اشتغلت بسلك التعليم كأستاذة لغة إنجليزية مجازة. ورواية” أهداب الصبح” أول رواية تصدر لها.

كان لي معها هذا الحوار الشيق:

* متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

– شغفي بالكتابة بدأ كتطور طبيعي لشغفي بالقراءة حيث دخلت عالم الكتابة من باب عالم القراءة السحري.  بدأتُ بقراءة قصص الأطفال منذ تعلمت ربط الحروف الأبجدية ببعضها وفهم الكلمات، وسرعان ما أصبحت قصص الأطفال لا ترضي فضولي ولا تروي شغفي للقراءة، فتوجهت لقراءة الأعمال الموجهة للفتيان والناشئة وكانت في مجملها أعمال عالمية مترجمة وبنسخ مختصرة.

في سن العاشرة قرأت أول رواية ومنذ ذلك الحين لم أتوقف. أعتقد أن الكتابة بالنسبة لي كانت رد فعل تراكمي بعد سنوات طويلة من القراءة جعلت الحكايات تضج داخلي وتبحث لها عن مخرج.

* في رواية “أهداب الصبح” هل حاولت تقديم صورة عن حالة المجتمع الجزائري وصعوبة الظروف الاقتصادية والاجتماعية على الشباب؟

– بالنسبة لي الرواية هي مشاركة إنسانية وجدانية بين الكاتب والقارئ وككاتبة أجدني في المواضيع التي تهزني وتؤثر بي بشكل خاص، ولمّا كان الكاتب ابنا لبيئته جاءت روايتي الأولى محملة بكل ما يعتريني إزاء واقع جيلي في ظل الفترات العصيبة التي مر بها المجتمع الجزائري، نتيجة ظروف سياسية واقتصادية.

* في رواية أهداب الصبح انتصر الحب في النهاية رغم الواقع الشائك، لما جاءت النهاية إيجابية لبث الأمل والقول أن إمكانية التعايش متاحة مع كل تلك الكوارث؟

– زمن الرواية يمتد من عهدة الرئيس السابق بوتفليقة الأخيرة وبكل ما فيها من إحباط وغضب وفساد، حيث كانت الجزائر ككل على صفيح ساخن إلى غاية شهر فبراير 2019 وهو شهر الحراك الذي أنهى العهد البوتفليقي.

الحراك كان بالنسبة لنا بمثابة الصبح المنتظر بعد ليل طويل من التخبط. ولهذا كانت النهاية بجرعة أمل منتظر رغم كل المصاعب.

* في رواية أهداب الصبح كانت البطلة قوية ومتحدية لظروفها هل تحبين رسم شخصيات نسائية قوية في نصوصك ولما؟

– الشخصية النمطية للبنت الشرقية المهضومة الحقوق، التي تتعرض لشتى أنواع القهر من أهلها ومجتمعها أصبحت مستهلكة بشكل فظيع في رأيي. ليست كل النساء على هذه الصفة. لهذا أردت الكتابة عن نوع آخر من الشخصيات النسائية التي تؤثث مجتمعاتنا العربية.

* هل واجهتك صعوبات في النشر وما رأيك في حالة النشر؟

– تزامن نشر الرواية مع الموجات المختلفة لكوفيد 19 وحالة الغلق والحجر، أثرت كثيرا على نشر الرواية ومن ثم توزيعها، لكن تعاملي مع دار نشر محترفة خفف من حدة الأزمة الحمد لله.

* ما تقييمك لحال الثقافة في الجزائر؟

– الجزائر بكل قطاعاتها تمر بفترة انتقالية نحو انطلاقة جديدة نتمناها في مستوى التطلعات إن شاء الله.

* هل تختلف كتابات النساء عن كتابات الرجال وكيف ذلك؟

– شخصيا أنا ضد تصنيف الأدب حسب جنس الكاتب، لذلك لا أرى اختلافا في هذه النقطة. شخصية الكاتب وأسلوبه هو ما يجعل العمل مختلفا.

* هل تخافين من الكتابة بجرأة وهل لديك رقيب داخلي يرافقك وقت الكتابة؟

– على حسب ماذا نقصد بكلمة جرأة. إن كانت الجرأة في التجديد واختيار المواضيع فلا أخافها. وإن كانت الجرأة في طريقة معالجة المواضيع فشخصيا اعتبرني قادرة على معالجة أي موضوع دون أي خدش للحياء العام بتفاصيل حميمية. لا يوجد كاتب يخلو من رقيب داخلي لكن يختلف نوع هذا الرقيب حسب شخصية الكاتب وأفكاره.

* لما اتجهت لكتابة الرواية وهل كتبت أنواع أدبية أخرى؟

– الرواية دائما كانت شغفي الأول والشكل الأدبي الذي يعبر عني بشكل أفضل. كتبت بعض النصوص النثرية وبعض المقالات النقدية لكنها لم تخرج عن دائرة القراءات الذاتية والانطباعية.

* هل النقد في رأيك يدعم الكاتبات خاصة اللاتي يبدأن طريق الكتابة؟

– ليست لي تجربة مع النقد بعد. لا أدري إن كان من خصائص النقد أن يدعم كاتبا أم لا! النقد الحقيقي يتعامل مع النص منفصلا تماما عن كاتبه دون النظر إلى جنسه أو تاريخه الأدبي سواء كان متمرسا أو مبتدئا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة