8 أبريل، 2024 11:41 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. هايدي النشرتي: روايات الحب والفراق لهما رواج كبير

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: حاورتها – سماح عادل

“هايدي النشرتي” كاتبة مصرية، صدر لها مجموعة (مجموعة كازانوفا لن يأت هذا العام).

إلى الحوار:

(كتابات) متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

– منذ الصغر كنت أكتب القصص باللغة الانجليزية، ثم بدأت أحب اللغة العربية، وكانت لدي أفكار كثيرة لا استطيع أن أكتبها باللغة العربية نظرا لضعفي فيها، وبدأت في تطوير تفشي بالقراءة الكثيرة للأدب العربي والشعر، في محاولة لتطوير لغتي في الكتابة، حتى أصبحت استطيع التعبير عما أريد أن أقوله باللغة العربية، و حتى الآن مايزال لدي الكثير لأتعلمه.

(كتابات) في (مجموعة كازانوفا لن يأت هذا العام) قصة (أرض موسى) لما تناولت موضوع رفض بعض اليهود الذهاب لأرض الميعاد؟

– جاءتني الفكرة عندما كنت أقرأ كتاب عن وصف سيرة شخصية لعائلة يهودية، فتعمقت أكثر في ذلك الموضوع، وبدأت أقرأ في موضوع اليهود في مصر وحياتهم و تفكيرهم. فوجدت أن الكثير منهم لم يهاجروا إلى “ارض الميعاد” كما يسميها بعض اليهود، وأنهم منذ البداية لم يفكروا في موضوع الهجرة. فحاولت أن أرسم القصة كقصة حب رومانسية وحب للوطن وبحث عن حقيقة مفقودة.

(كتابات) في (مجموعة كازانوفا لن يأت هذا العام) ما أبرز الموضوعات التي تناولتها فيها؟

– أبرز الموضوعات كان هجرة اليهود ل”أرض الميعاد” سواء إيمانهم بذلك أم لا. أبرز الموضوعات أيضا مواجهة النفس للحقيقة وعدم الخوف منها مهما كانت النتائج المترتبة عليها. و أيضا فكرة أن الشعور بالحرية والحب ليس جريمة.

(كتابات) في (مجموعة كازانوفا لن يأت هذا العام) هل استلهمت الأحداث والشخصيات من الواقع أم لعب الخيال دورا كبيرا؟

– لعب الخيال دورا كبيرا فيها ولكن هناك قصة حقيقة بالفعل وهي “للموت أكثر من وجه” وأيضا بعض من شخصيات القصص كانت حقيقة و رسمت عليهم أحداث القصة.

(كتابات) في رأيك هل طغت الرواية على القصة القصيرة؟

– بالطبع فرواية لديها الآن جمهور كبير، خاصة رواية الرعب التي أصبحت منتشرة جدا، وأيضا ساعد على ذلك دور النشر حيث أنى أرسلت لأكثر من دار نشر للنشر ولكنهم رفضوا لمجرد أنها مجموعة قصصية وليست رواية.

(كتابات) هل فكرت في كتابة رواية؟

– بالطبع لدي رواية أعمل عليها منذ أكثر من سنتين وسوف أنشرها في القريب العاجل.

(كتابات) هل تختلف كتابات النساء عن كتابات الرجال في رأيك؟

– نعم بالتأكيد تختلف، فالكتابة النسوية لا يستطيع الكثير من الرجال كتابتها، ولأنها تهتم بالعاطفة والحساسية نحو موضوعات هامة داخل المجتمع ولأن نظرة المرأة للعالم تختلف كليا عن نظرة الرجل وخاصة داخل مجتمعاتنا العربية.

(كتابات) ما تقييمك لحال الثقافة في مصر؟

– من سيء إلي أسوأ، ولكن هناك من يحاول جاهدا تحسين ذلك الوضع أمثال الدور النشر التي تختار بعناية موضوعات الكتب وأيضا المثقفين الذين يحاولون أن يفعلوا شيء من أجل  إثراء الحياة الثقافية بكتبهم ذات القيمة العالية.

الثقافة أيضا ليست قائمة فقط علي الكتب، بل على جميع أنواع الفن من سينما وموسيقى ومسرح ورسم و فنون الأوبرا.

(كتابات) ما رأيك في حال النشر في مصر وهل يدعم الكتاب المبتدئين؟

– في رأيي المتواضع هناك دور نشر كثيرة جيدة،  ولكن الأكثر يبحثون عن المشهورين من الكتاب وما يطلقون عليهم publice figure, وأيضا لا ننسى أن الناشر بدوره يبحث عن الربح المالي، وبالتأكيد نشر الكتب للمبتدئين لن يعطيه ما يريده من أرباح إلا في بعض الحالات.

(كتابات) ما رأيك في غزارة الإنتاج في الأدب في الوقت الحالي وفي رواج أنواع معينة من الروايات؟

– الغزارة أكثر في إنتاج الروايات، رعب وأيضا روايات الحب والفراق لهما رواج كبير، وهذه ظاهرة  نتيجة ما نمر به من صعوبات في الحياة حاليا، فمعظم الناس يلجئون  إلى ما يمكن تسميته “أن يفصل ذهنه من الواقع” وذلك ما يحدث خاصة في روايات الرعب، نظرا لتتطور أحداثها.  أما عن الروايات الاجتماعية والتي تناقش تاريخ معين أو فترة زمنية معين، فالمهتمون بالقراءة عموما هم من يتجهون إلى كل أنواع الأدب من روايات و قصص و شعر.

قصة لهايدي النشرتي..

الوجه المظلم للقمر

“كنت أقف علي القمر عندما استيقظت ووجدت نفسي في الجزء المظلم منه، فقد كانت رحلتي طويلة علي حد مزعج، كنت أتمني أن تنتهي سريعا علي ذلك الملقب بالأرض، انتقلت بحياتي إلي الأجزاء الأخرى من الكون، لم أعلم لماذا أنا هنا أو كيف جئت كل ما أعلمه أن هناك الكثير مثلي، و كلنا واحد في نفس الرحلة.

استغرقت الكثير لكي أعرف ما مضي في الجزء الخاص في ذلك الكوكب، أتساءل هل كنت إنسانا جيدا أم قاتلا أم ربما دكتاتورا لبلد ما، فحياتي السابقة لم تشغلني كثيرا، ما شغلني هو معرفة لماذا لم أعد أري الشمس.

التقيت بروح جديدة جاءت منذ أيام، تائهة من الواضح أنه لم يفهم بعد أنه انتقل من حياة الجسد إلي الروح، لكن معلوماتي البسيطة أن هؤلاء الذين أصبحوا في الجزء الآخر من القمر ليسوا بكثير ولكنهم معنيون إلي هنا، فقدومهم مكتوب وأرواحهم غير مقيدة كالأرواح الأخري التي أراها تصعد إلي السماء، تعرفت عليه و كان مايزال مرتبطا بدنيا الأرض، اتخذته صديقا لي، يجلس معي يتكلم عن الموسيقي التي يحبها، تذكرت معه أشياء قد محيت مع الجسد، كان يشرح لي مذاق السوشي ويصور لي صديقته الجميلة وكيف أنه يفتقدها كثيرا وبعد مرور الأيام أصبح واحدا منا وقد دفنت ذاكرته مع الجسد ولم يعد يتذكر مثلنا.

في يوم نبهني صديق لي أن هناك من يطلب مقابلتي، جو أنه يقول (علي رؤية الشمس) فاستغربت فقد قيل لي أن الذين يعيشون علي الجزء المظلم من القمر لا يرون الشمس حتى تأذن السماء.

” فربما قد حان دوري”

ذهبت لأقابله فوجدته ليست روحه مثلنا ولا شكله كخلقنا بل ربما يكون حيوانا أو مخلوقا من العالم الآخر كانت هناك نجوم تلمع علي أجنحته البيضاء الضخمة، نطق اسمي بصوت عذب، جعلني أشعر بارتياح شديد تجاهه.

طلب مني أن أركب فوق جناحيه وقال لي أن هناك رحلة يجب القيام بها.

سألته ما اسمه قال (ك) فانتبهت روحي، وذهبت معه.

انتقلنا بين النجوم ووجدت الكثير مثلي ولكن لا توجد أقمار أخري، سألته لماذا أنا ولماذا لم نأخذ الأرواح الأخرى التي تعيش معي في تلك الرحلة، كان رده أن أنا المختار، ولكل روح منا اختيار.

توقف فجأة بجانب بيت كبير وطلب مني عبور تلك الجدران وأن أشارك هؤلاء البشر هذا المساء وأنه سوف ينتظرني للرجوع.

فنظرت إليه وأنا في حيرة من أمري ودخلت منزلا غريبا وبالتأكيد لا أحد يراني، وكان أول شيء أراه صورة لي وأنا في جسدي وبجانبي سيدة فاتنة الملامح لا أعرفها من قبل، ومن ثم بدأت أشم رائحة الشموع، رأيت طاولة عليها صور كثيرة لنا ولأطفال صغار معنا، وناس آخرين لا أعرفهم.

دخلت داخل ذلك البهو الكبير وجدتهم جميعا يتكلمون ويحكون قصصا أنا البطل الأوحد لها، دخلت تلك السيدة الفاتنة مرتدية السواد وعيناها مليئة بالدموع المكبوتة، واستأذنت الجميع في الهدوء للحظات كحداد علي….

و كأن شعلة من النار قد أشعلت في وجعلتني أري حياتي السابقة كفيلم أمام عيني.

زوجتي، أبنائي، أمي، أبي، الأصدقاء، فقررت التجول في البيت ودخلت غرفةُ غرفة حتى وصلت إلى تلك الغرفة المغلقة!!! فعبرت الباب، فالغرفة مليئة بالتراب وبها أشياء كثيرة وصور وملابس من الواضح أنها كانت لي، نظرت إلي سقف الغرفة !!!!!! (وجدت نفسي معلقا من رقبتي بحبل طويل مربوط بتلك الأدوات الرياضية التي كانت مربوطة في السقف وجسمي يتمايل في صمت وهذه الفاتنة تصرخ في شدة).

نظرت من النافذة فوجدت (ك) ينتظرني ثم قال لي هيا لقد حان دورك إلي السماء.

كنت أريد أن أبكي أن أصرخ ولكن الأرواح لا تبكي، ثم قال (ك) كان عليك معرفة ذلك، فكل الذين هم علي الوجه المظلم من القمر قد عاشوا تجارب مختلفة ولكي يصعدوا إلي السماء عليهم التخلص منها.

نظرت إلي (ك) وقلت هيا أعبر السموات علي أن أتابع الرحلة علي أمل النسيان.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب