16 نوفمبر، 2024 10:03 م
Search
Close this search box.

مع (كتابات) .. “نهلة أبو العز” : الصحافة الثقافية قضت عليها الإعلانات والرياضة وأخبار الفضائح !

مع (كتابات) .. “نهلة أبو العز” : الصحافة الثقافية قضت عليها الإعلانات والرياضة وأخبار الفضائح !

خاص : حاورتها – سماح عادل :

“نهله أبو العز” كاتبة مصرية، تعمل صحافية بمؤسسة (الأهرام).. أسست جريدة (القصة)، التي صدرت عن مؤسسة (الأخبار) لفترة من الوقت.. صدر لها المجموعة القصصية (ضوء من هناك)، ومجموعة (أيام ما كنا لبعضنا).. إلى الحوار:

(كتابات) : كيف بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور ؟

  • كنت طفلة تعشق قراءة مجلات الأطفال.. وقتها كانت المجلة المفضلة لي هي (ماجد)، وعندما قرأت أول رواية وأنا في سن الـ 14 عاماً، وهي (الجحيم في الجنة)؛ للكاتب “فتحي أبو الفضل”، شعرت بإحساس غريب تجاه الكاتب.. كيف له أن يسرد بعمق كل هذه التفاصيل، كنتُ كلما قرأت رواية شعرت أن الكاتب يقوم بفعل عمل كبير وضخم، فالحكاية جمالها في طريقة الحكي. وبدأت أكتب كل ما يجول بخاطري من دون زيادة أو نقصان، حتى بدأت الحكايات تتجمع بداخلي ووضعت لها رتوش جمالية، ولكن من غير أن أعلن عن رغبتي في إحتراف الكتابة، والتي أصبحت هدفي.

(كتابات) : في مجموعة (أيام ما كنا لبعضنا) تكتبين عن الحارة المصرية بروحها المرحة والثرية.. لما أخترت الكتابة عنها ؟

  • قد نتفق على أن الشارع والحارة المصرية أختلفوا.. ولكننا لا نختلف على أن روح المصريين العامرة بالحب مازالت موجودة.. أردتُ من خلال مجموعة (أيام ما كنا لبعضنا) أن أكشف الغطاء عن هذه الروح التي أخفتها أشياء كثيرة، مثل التطلعات والتكنولوجيا وتغير سلوكيات الناس.

(كتابات) : في مجموعة (أيام ما كنا لبعضنا) الحوار حي.. هل مازالت الكتابة عن الحارة المصرية تجذب القراء ؟

  • الحارة موجودة.. وهناك نوعين من القراء لديهم شغف بالقراءة عنها، الأول من كان يعيش يومًا فيها وأبتعد نتيجة الظروف والحياة، والثاني لم يعش في حارة ولا يعرف طقوس المصريين في الحارات والدفء الساكن بين سكانها، لذا فإن الكتابة عن الحارات لن تتوقف ولن ينتهي شكل الحارة المصرية ولا أعرافها، التي تمثل قوانين يسير تحت مظلتها من يعيشون فيها حتى وإن أختلفت مظاهر الحياة فيها.

(كتابات) : هل في رأيك تراجعت القصة القصيرة لصالح الرواية.. ولما ؟

  • الرواية هي قصة طويلة تحمل تفاصيل كبيرة، وهي مولود من رَحم القصة.. وأعتقد أن الفترة القادمة سوف تشهد بزوغ نجم المتتالية القصصية، والتي تعتمد على بناء موحد ولكنه بحكايات متتالية ومنفصلة.

(كتابات) : ما تقييمك للصحافة الثقافية في مصر.. وهل ساءت أحوالها مؤخراً ؟

  • يحزنني أن أقول أن الصحافة الثقافية لا تجد مكانها بين الصحف.. فالمهم عند أية مطبوعة هو صفحة “الرياضة” وصفحة “الحوادث” وصفحات “الإعلانات”، وتأتي الصفحة “الثقافية” في المؤخرة إذا وجد لها مكان، وهذا ناتج من إعتقاد البعض أنها صفحات بلا قارئ.. والواقع يؤكد أن الثقافة جزء من ضمير ووجدان الشعب المصري، وهو شعب يعتز بالمثقفين ويضعهم مع رجال الدين في نفس الأهمية. لذا فإن التفكير بأن القارئ يحب الأخبار الرياضية أو الحوادث أو الفضائح يتشابه عندي مع تقديم الفن الهابط بحجة أن “الجمهور عاوز كده”. وللدولة هنا دور في وضع الثقافة على رأس أولوياتها إذا كانت تريد شعب متحضر.

(كتابات) : هل أختلف حال الثقافة المصرية في العقد الأخير.. ولما في رأيك ؟

  • قطعاً أختلف وللأسف للأسوأ، وهناك سبب رئيس من وجهة نظري، وهو مصطلح “الشلة”، يصعب على أي مبدع أن يخترق عالم الكتابة بدون “شلة”، إلا من رحم ربي.. وعلى كل المبدعين المهمشين أن يتحدوا لكسر إحتكار الثقافة والجوائز والمناصب لأن المحسوبية لو تحكمت في الثقافة تدخل منحنى الخطر.

(كتابات) : ما تقييمك لكتابات الشباب وما تفسيرك لغزارة الإنتاج ؟

  • تسعدني كتابات الشباب جداً وأشعر بالأمل كلما قرأت لهم، وهم يحاولون بدأب إختراق الحياة الثقافية، ولا أنزعج من غزارة الإنتاج لأن سوق القراءة يفرز الغث من السمين.

(كتابات) : حركة النشر كثيراً ما توجه لها إتهامات.. هل واجهت صعوبات في النشر ؟

  • النشر في مصر أصبح في أغلب حالاته “سمسرة”، وهى أصعب أنواع السمسرة، لأنها تتعامل مع المثقف والكتابة باعتبارهما “سلعة”. وأعتقد أن من يواجه هذه الحالة هي “الهيئة العامة للكتاب” و”هيئة قصور الثقافة” باعتبارهما من أكثر الناشرين ثقة، ثم يلي ذلك دور النشر المحترمة، والتي تهتم بما تنشر.

(كتابات) : هل جيل الكاتبات المصريات في الوقت الحالي مقطوع الصلة بأجيال الكاتبات في السابق.. ولما في رأيك ؟

  • بطبيعة الحال الصلة مقطوعة لإختلاف ظروف الكتابة، ويبقى خيط رفيع بين الجيلين وهو أحترام وتقدير وقراءة كل ما كتب من الأجيال السابقة، فمن يتجه للكتابة عليه أن يكون في حالة قراءة دائمة وبحث وتعلم.

(كتابات) : ما رأيك في مصطلح الكتابة النسائية.. وهل أنت معه أم ضده ؟

  • الكتابة لا تصنف.. فهي إما إبداع أو لا، ليس لها تصنيف بجنس أو سن، والبقاء للمبدع الأكثر قدرة على تطوير أدواته دائمًا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة