خاص: حاورتها- سماح عادل
“نهاد هاشم النقري” كاتبة سورية، تحمل شهادة الحقوق، صدر لها مجموعة شعرية بعنوان “بوح الروح”.
كان لي معها هذا الحوار الشيق:
* متى بدأ شغفك بالكتابة وهل وجدت الدعم من الأسرة؟
– القراءة أولا كانت هوايتي استمتع بها وأحب أن أقرأ كل مايقع تحت يدي من رواية أو شعر أو بيت من الشعر وكنت في المرحلة الابتدائية وحاول والدي تشجيعي والوقوف إلى جانبي، لكن بعدها أخذتني الدراسة كي أحصل على شهادة عليا ولعبت ظروف الحياة دورها ولم أكتب إلا منذ ثلاث سنين ولدي مجموعتي الشعرية بعنوان “بوح الروح”، وهناك نية لكتابة رواية أتمنى أن تتحقق، الكتابة جزء مني أحبها وأجد نفسي بها.
* ماذا يعني الشعر بالنسبة لك وهل كتابته تشبع ذاتك؟
– الشعر عالم آخر يأخذني إليه دون استئذان، أحب قراءته واستمتع به، هناك عدة شعراء قرأت لهم قديمهم وحديثهم، الجواهري مثلا ونزار قباني وآخرون. قبل أن أكتب كنت تائهة في بحر الحياة لكن عندما بدأت أكتب وجدت ذاتي وشخصيتي تبلورت وبت أعيش معها بكل جوارحي وروحي وكتاباتي تعبر عن ذاتي.
* ما أهم الموضوعات التي تتناولينها في شعرك وهل الحب منها؟
– الشعر جميل ويستطيع أي شاعر أن يعبر عن أي موضوع سواء كان وطنيا قوميا أو حالة اجتماعية أو حب، وأنا كتبت ما يجول في خاطري عن الروح والنفس والصداقة والحب، وكتبت عن الوطن وعن الأم وكان للحب نصيب كبير في كتاباتي، وأحيانا اتخذ من الوطن حبيبا.
* كيف هي صورة الرجل الحبيب في شعرك؟
في شعري الرجل الحبيب أشبه بحلم، يمتلك صفات ساحرة، قد لا تتواجد على أرض الواقع، لكنه ذلك الفارس الذي يداعب الخيال، حنون صافي، قوي ورقيق، مراعي لمشاعر أثناه.
* لما فكرت في كتابة الرواية هل لأنها أكثر رواجا من الشعر؟
– الرواية جميلة ومعبرة وقد يكون الإبداع أكثر فيها، وهذا لا يعني أنها أكثر رواجا من الشعر، إنما أحب أن أخوض هذه التجربة لأنها قد تعطيني أفقا أكثر وأتوسع في مجال الأدب إن قدر لي كتابتها وأرجو من الله ذلك.
* هل تجدين مشاكل في حضور فاعليات ثقافية في الوسط الثقافي في بلدك بسبب كونك امرأة؟
– بدأت في الكتابة متأخرة ودعيت طبعا لحضور مثل هذه الندوات، لكن لم أحضر ولكن ليس بسبب أنني امرأة أبدا، لدينا من الشاعرات والأديبات المتألقات إبداعا يحضرن بكل ثقة وقد أثبتن ذلك، المرأة لا يقف أمامها أي حاجز إن كانت واثقة من نفسها وبما تقدمه.
* ما تقييمك لحال الثقافة في بلدك وهل يدعم الكتاب والكاتبات؟
– الثقافة في بلدنا رااااائعة وهناك الكثير من المراكز الثقافية والكثير من الأساتذة الذين يقومون بأنشطة وتوسيع الحركة الثقافية وإن توقفت فترة خلال الأزمة، لكنها عادت بقوة، أما بالنسبة للدعم سواء كاتب أو كاتبة نعم هناك دعم ويظهر ذلك من خلال المراكز الثقافية والمعارض.
* هل توجد اختلافات بين الكتابة لدى النساء ولدى الرجال ، وما هي ملامح هذه الاختلافات؟
– لا أظن أن هناك اختلافات مابين كتابة الرجل والمرأة ولكن ممكن حسب الهدف والغاية من الكتابة، إن الرجل مثل المرأة في الكتابة وقد تتفوق أكثر عنه، هذا شيء نسبي.
* ماهو رأيك في مصطلح “الأدب النسوي” وهل تسعين في أدبك إلى الدفاع عن قضايا المرأة وحقوقها وكشف التمييز الواقع على المرأة في المجتمع؟
– بالنسبة التمييز بين الرجل والمرأة في المجتمع فهذا شيء تاريخي مازال موجودا ولو أنه قد قل قليلا، وأنا لي وجهة نظر في هذا عندما أرى المرأة في مجتمعنا مازالت تميز بين أولادها مابين بنت وصبي وتعطيه الحق في أن تعامله أفضل وتعطيه الأولية عن أخته في كل شيء، وهذه العادة متوارثة منذ القدم علينا التخلص منها، لنصل إلى بداية الطريق الصحيح في أن تكون المرأة كالرجل في التعامل.
* هل تخافين من الكتابة بجرأة، وتشعرين أن هناك رقيب داخلي يمنعك من تجاوز القيود التي يضعها المجتمع والتقاليد؟
– الجرأة في بلادنا قد ينعتونها بالوقاحة وقلة الأدب وتصبح المرأة في مجتمعنا علكة بأفواه الناس، حتى المثقفين منهم ينالون منها ومن كتابتها والأمثلة على ذلك كثير. على العموم مجتمعنا مجتمع شرقي مهما تقدم والعادات غرست فينا كما تغرس النبتة في التراب، وللعلم أنا شخصيا لا أحب الجرأة الزائدة عن الحد، لاشك أن هناك من الكاتبات لديهن جرأة. الجرأة بالنسبة لي تعني التمرد على بعض العادات المتأصلة في مجتمعنا والتي تمنعنا من التقدم.
* هل في رأيك يواكب النقد غزارة الإنتاج وهل يحتفي بإنتاج الكاتبات؟
– النقد مابين بين يواكب ولا يواكب غزارة الإنتاج وقد تكون هناك مزاجية في النقد والمتابعة، نعم يحتفي بإنتاج الكاتبات، عموما لا فرق بين الكاتب والكاتبة إلا بمقدار الإبداع.