خاص: حاورتها- سماح عادل
“نعمت مهدي البياتي” كاتبة ورسامة عراقية، مدرسة لغة انجليزية حاليا، صدرت لها مجموعة قصصية وروايتين.
كان لي معها هذا الحوار الشيق:
* متى بدأ شغفك بالرسم وهل وجدت الدعم من الأسرة؟
– بدأ شغفي بالرسم منذ نعومة إظفاري وأنا في الروضة كما أذكر وكانت لأمي أكبر بصمة في حياتي رحمها الله وكان والدي كذلك يشجعني على الرسم.
* عن ماذا تعبر لوحاتك وما علاقتك بالألوان؟
– تعبر عن الروح من خلال نظرات العيون فكل رسمة لها روحيتها الخاصة بها. أما علاقتي بالألوان فهي متأصلة في دمي من خلال دمج الألوان فوق لوحتي والاستمتاع بتغيرات الطبقات اللونية وصولا إلى الدرجة الملائمة التي أبغيها في المرحلة النهائية.
* كتبت القصة القصيرة والرواية، هل يمكن القول أن الكتابة أصبحت شغفك الجديد بعد الرسم؟
– نعم. يمكنك ذلك ولا يمكن، فهم شغف مجتمع معا يشكلون مزيجا متجانسا لا يمكن لأحد أن يبعد عن الآخر. فأنت ترين في رواياتي وقصصي مجموعة من رسوماتي قد وضعت مع صفحات الكتاب لأسمح لخيال القارئ أن يرى في شخوص رسومي ما يتخيل به بطل أو بطلة القصة أو الرواية على حد سواء.
* هل اشتركت في معارض بلوحاتك؟
– طبعا اشتركت في معارض فنية لكن معرضي الشخصي الوحيد كان عام ٢٠١٥ وقد أقمته في قصر الثقافة والفنون في ولايتي ولاقى إعجابا كبيرا من الحضور جميعا.
* هل تحبين الكتابة عن أوضاع العراق والأحداث التي يمر بها، وما رأيك في الراويات التي تناولت الحروب في العراق؟
– بصراحة أنا قد عرفت عن نفسي مسبقا وما أزال أقولها، أنا كاتبة رومانسية خيالية اجتماعية أكتب عن هذا الخط وبهذا النسق خصوصا. أما عن رأيي في تلك الروايات فلكل شخص ذوقه الخاص ولكل قارئ متعته المعينة في نوع من الروايات، ولا أجد تلك الروايات إلا توثيقا لما جرى في بلادي فأشد غلى يد الكاتب أيا كان وأقول له إلى الأمام وسلمت يراعك وسلم قلمك.
* في مجموعة “تأملات رسامة” تنوعت القصص واختلفت موضوعاتها حدثينا عن هذا التنوع؟
– نعم. أحسنتي وكأنك في قلب المجموعة القضصية، قد تنوعت بالفعل مابين الخيالية والرومانسية والاجتماعية.
* في رواية “عندما حل الربيع فؤادي” هل استقيت الشخصيات والأحداث من الواقع أم لعب الخيال دورا كبيرا؟
– طبعا لا يوجد كاتب لا يستقي الأحداث ولو في بعضها ولو فر اللاوعي ومن خبراته المتراكمة ومامر به من أحداث من الواقع ويمزج الخيال الروائي معها.
* هل واجهتك صعوبات في النشر وما رأيك في ظاهرة النشر التجاري؟
– ظاهرة النشر هي العقبة الكبرى في بلادي. فنحن الكتاب ننشر على نفقتنا الخاصة ولا يوجد دعم مادي ولا حتى معنوي. بل تجدون من ينشر هنا ينظر إليه على أنه شخص مترف ليس له هم ولا شغل سوى توافه الأمور، وهم لا يعلمون أننا نقتطع من مصروف أطفالنا وما نريد لمنازلنا من أشياء لأجل تحقيق رغبة الكتابة التي تسري في عروقنا كي ترى النور ولو بصيصا منه.
* ما تقييمك لحال الثقافة في العراق وهل يدعم الكاتبات؟
– لا يوجد دعم صراحة على أي صعيد للكاتبات في العراق. في كل مرة أنشر فيها أجد نفسي أقول أنني لن أنشر شيئا بعد ذلك. لكن رغبة الكتابة التي كما قلت تسري في دمي تدفعني إلى النشر مرة ومرة. وأقول في نفسي لا يهم حتى وإن لم يدعمني أحد تكفي فرحة فتاة قد اقتنت روايتي أو مجموعتي القصصية لما تكتب لي رأيها وشدة إعجابها بكتابي، فأشعر أني قد أديت دورا في الحياة، ليست حياتي مجرد أكل وشرب ونوم ثم نذهب إلى القبر دون أثر يذكر!!!
* هل توجد اختلافات بين الكتابة لدى النساء ولدى الرجال ، وما هي ملامح هذه الاختلافات؟
– في الحقيقة لا توجد فروق كبيرة في رأيي إلا في أسلوب الكاتب نفسه، إذ تختلف الكتابات وفقا لأسلوب الكاتب نفسه سواء كان ذكرا أم أنثى.
* هل تسعين في أدبك إلى الدفاع عن قضايا المرأة وكشف التمييز الواقع على المرأة في المجتمع؟
– طبعا. هذا في صميم رواياتي وقصصي. رسائل واضحة لكل فتاة وكل امرأة تجدها في قصصي ورواياتي لتكسر قيود مجتمعنا وتنطلق لتحقيق طموحاتها رغم كل الصعاب.
* هل تخافين من الكتابة بجرأة، وتشعرين أن هناك رقيب داخلي يمنعك من تجاوز القيود ؟
– في الحقيقة كنت كذلك نوعا ما، لكنني الآن في صدد نشر رواية جديدة فيها عبرت وبكل جرأة عن مشاعر الأنثى وما تمر به من صراعات بين رغباتها وبين تقاليد المجتمع، الذي يتخذ الدين حجة لإلغاء شخصية المرأة، وبين ما يمكن أن تفعله إن رفعت عنها تلك القيود فيكون لزاما عليها اختبار شدة التزامها بقيمها الأخلاقية بعيدا عن العيب والعادات البالية وليس بعيدا عن الدين والالتزام الأخلاقي.