6 أبريل، 2024 8:26 م
Search
Close this search box.

مع كتابات.. ناصر سماري: الفن يحمل بمضامينه كل ما لا يمكن البوح به

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: حاورته- سماح عادل

“ناصر سماري” فنان تشكيلي عراقي، مواليد 1969 البصرة، ويعمل تدريسي في جامعة البصرة/ كلية الفنون الجميلة/ جامعة البصرة. حاصل على شهادة دبلوم في الفنون التشكيلية عام 1991 من البصرة. وشهادة البكالوريوس في الفنون التشكيلية عام 2001 من جامعة البصرة. وشهادة الماجستير “في أثر المعتقد الديني على الفن التشكيلي” عام 2010، وشهادة الدكتوراه “في الأبعاد المفاهيمية لما بعد الكولونيالية” 2015 من جامعة بابل.

شغل منصب عضو هيئة إدارية لجمعية التشكيليين العراقيين في البصرة 2003. ومنصب نائب رئيس جمعية التشكيليين العراقيين في البصرة عام 2004. ومنصب رئيس جمعية المرفأ البعيد للثقافة والفنون عام 2006. و منصب رئيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في البصرة للفتـرة   2007 – 2010. ومنصب رئيس المركز العالمي للفنون التشكيلية في البصرة. وهو عضو مؤسس لرابطة التشكيليين الشباب 1993. وعضو مؤسس لجماعة الجنوب للثقافة والفن  2010. وعضو مؤسس لجماعة سومر للثقافة والفنون التشكيلية 2010. ومنصب رئيس قسم الفنون التشكيلية في كلية الفنون الجميلة في جامعة البصرة للفترة  2015 – 2018.

إلى الحوار:

** متى بدأ شغفك بالرسم وكيف تطور. وهل وجدت الدعم من الأسرة؟

– البيئة بصورة عامة مهمة في بناء الشخصية الفنية من خلال آثارها التي تبلور في النفس عشق الطبيعية والذكريات المؤثر بالنفس من خلال علاقة الأسرة بالمحيط الطبيعي.

حتى تداعيات ذاكرة الطفولة وتلك الأجواء الرحبة في أجواء الدراسة الابتدائية وعلاقة الطفل بالقلم والورقة، ودرس الفنية، ومدرس الفنية وتشجيع الأهل كله كان المؤهل الأول لبداياتي الفنية.

** هل تأثرت بأحد الفنانين التشكيليين أو باتجاه في بداية عملك؟

– لم تكن في بداياتي حيث العقد الأخير من القرن العشرين تلك الوسائل التواصلية، وأيضا كان بلدي العراق تحت ظرف الحصار الاقتصادي المفروض من الأمم المتحدة  جعل الاطلاع على فنون العالم لدينا بصورة مبطنة وغير مباشرة،  وهذا أثره سلبي من جهة ولكنه أيضا هو إيجابي من جهة أخرى حيث هي من المميزات أن تكون غير متأثرا بأي فنان.

** ما هي المواد التي تفضلها في لوحاتك؟

– الفن غير محدد بمادة إنما المادة تخضع لقدر تسييرها طائعة، من خلال خبرة التعامل معها مثل الألوان والطين وأنا تخصصي رسم فيشكل اللون بأنواعه المادة الأساسية لعملي الفني.

** هل أثرت الظروف الاستثنائية للمجتمع العراقي بشكل عام ولمحافظة البصرة التي تنتمي إليها على أعمالك.. وكيف ذلك؟

– ضمن منظوري اعتبر أن الظروف التي يمر بها بلدي هي من أفضل الظروف المحفزة للإبداع في الفن،  فالموضوعات لا حصر لها، وإن قضية الفن في نظري لا تقتصر على الاسترخاء أو أنه مكمل جمالي آخر بل هو من له دور في أن يحمل بمضامينه كل ما لا يمكن البوح به، وكل مستبعد عن الإفصاح، وأيضا هو الفعل الذي لا يمكن أن يقوض أو يسير وفق تيارات ايدلوجية أو ظواهر اجتماعية، فهو برأيي ذلك النفس النقي الذي تزداد أهمية نقائه في الفضاء الملوث.

** تتسم لوحاتك بالتجريد.. حدثنا عن ذلك؟

– الاتسام بوجهة لا يعني الانقياد إلى جذور تلك التوجهات.. عالم الفن متاح ومباح، واللعب بالألوان على السطوح بذاته يحتاج إلى فهم بنائي، يمكن من خلال النص المنجز نحدد قدر ذلك النص قوته أو ضعفه من خلال قدر فهمنا لبنى النصوص الكلاسيكية والواقعية ومنظومات البناء للأشكال وعلاقة الألوان ببعض، وكيف لها أن تشكر الجمال بمتجاورات مقصودة دون ظهور شكل قابل للتفسير وهذا باختصار.

** الفن التشكيلي العراقي وصل لمراحل كبيرة من الازدهار والتطور.. ما رأيك في حال الفن التشكيلي العراقي في الوقت الحالي؟

– الفن التشكيلي كان ومازال متصدر خاصة على الواقع الإقليمي والعربي فهو من أفضل الفنون التي تحظى بالصدارة. كان هناك جيل مؤسس منذ نهاية النصف الأول من القرن الماضي، واليوم بالعراق جيل جديد امتداد لذلك الجيل يمارس الفعل الفني بأفضل ما يمكن، من خلال مواكبته لفنون العالم  دون ضياع الأصالة فيه وهذا بنحو العموم لا الحصر.

** هل عكس الفن التشكيلي العراقي الأحداث التي مرت على العراق من حروب وحصار واحتلال وكيف ذلك؟

– دون شك الفن بصورة عامة منذ الحضارات هو وجه آخر تظهر عليه الظروف المحيطة بصور وتدوينات ذات بعد تعبيري، مختلف عما يعبر به عن الظروف المحيطة بأي وسيلة تواصل أخرى..

ويشكل الفن العراقي بأثر الظروف الاستثنائية مسجلا ومدونا وموثقا لكل مايحيط به بنحو آخر، وبشكل لا يبتعد عن أنه يدون بالشكل الذي يراه الفنان مناسبا ضمن إطار وأبعاد الفن التشكيلي.

** حدثنا عن نشاطك والمعارض التي أقمتها أو شاركت فيها؟

– من بداياتي الأولى بعد إكمال دراستي في معهد الفنون الجميلة في ١٩٩١ إلى هذا اليوم أنا منتج للأعمال وأشارك بكل المعارض تقريبا، التي تقام بالمدينة ومؤخرا في البلد، وأيضا لدي أعمال شاركت في تونس والكويت وعمان والإمارات العربية، ولدي أعمال بيعت في مزادات دولية، وهناك أنشطة مستقبلية مرتقبة.

** هل الجمهور المتلقي للفن التشكيلي اختلف نوعيا؟

– الجمهور بصورة عامة تأثر كثيرا بما يشاهده في وسائل التواصل وغالبية المتلقين هم غير متخصصين، مما أضعف قدرتهم على تشخيص الأفضل والأهم، تلك الهيمنة الزائفة التي حققتها وسائل التواصل كمروجات لأعمال بكثرة لهواة ولمقلدين أعمال، وضاع عليه الفن الأصيل بين  البسيط والضعيف مما شكل هذا جهدا مضاعفا على الفنان المهم في بلد يمر بظروف صعبة، أن يقدم ما هو مواز لما يقدمه المبدعون في بلدان أخرى مجاورة أو عالمية.

** أثرت أحداث تشرين في العام الفائت على حدوث حراك ثقافي وفني وظهرت اللوحات على جدران الشوارع ورسم الناس بحرية .. حدثنا عن ذلك؟

– كل ما ظهر في الفن بأثر أحداث تشرين هو تفاعل شخصي من الفنان مع الأحداث، وحاول أن ينتقد وجه واحد وهو منع الحريات ورفض نوع الحكومة، وهذا بالتالي تضامنا فرديا..

ولو كان كل الفنانين والأدباء والمثقفين أعلنوا بفنهم ونتاجهم انضمامهم مع الجماهير المتظاهرة لتحقق بعض التغيير. وذلك إيمانا إجمالي بأن الفنان والأديب والمثقف رسالتهم أكثر بلاغة وأكثر تأثيرا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب