13 أبريل، 2024 9:24 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. ناصر أبو الورود: قطار الشعر يسير في ذاتي

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: حاورته- سماح عادل

“ناصر أبو الورود” شاعر عراقي من بابل، رصيده من الشعر مجموعتين وبعض قصائد، وهو عضو اتحاد أدباء بابل، وعضو اتحاد الشعراء والكتاب العراقيين، حائزعلى جائزة بردة الشعر العمودي كربلاء/ العراق 2017 مسابقة العالم سبيط النيلي 2009، والجائزة الأولى لمنتديات بابل 2008، صدرت له مؤخرا المجوعة الشعرية (الحياة برمية نرد).

إلى الحوار:

(كتابات) متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

  • عام 1994هو الموعد الأول مع الشعر، وبعد هذا العام أخذ قطار الشعر يسير في ذاتي. وطفل الشغف ينمو ويتغذى على ما يتدفق له من حبل الكتب السري، فالطليعة الأدبية والأقلام وغيرها من المجلات والروايات.

(كتابات)  في كتاب (الحياة برمية نرد) التراث متغلغل داخل النصوص لما؟

  • قد يكون لوجود أطلال الحضارة في مدينتي دور كبير،.كذلك ولوج الحروب بين مسامات الحياة، خلقت لنا تراث معاق، ينعكس بين سطور القصائد صورة الحمر.

(كتابات) في كتاب (الحياة برمية نرد) الحزن، الاغتراب، البحث عن سلام مفقود معاني نستشفها.. حدثنا عن ذلك؟

  • يبقى الشاعر مغتربا وتبقى قضية الوطن الهم الأكبر بالنسبة له، وهذا ما يجول في داخلي

(كتابات) ما رأيك في قصيدة النثر ولما ما زال الجدال يدور حولها؟

  • قصيدة النثر أو النص النثري مغامرة، على الشاعر أن يلامس العمق دون التوغل في حقول المبهم، أما الجدل يحسب لها فهي موجودة بين شعاب الروح الإنسانية، وأنا مع الإبداع أينما يكون، فالشعر العمودي والشعر الحر والنثر أجناس يمكن منها خلق الإبداع.

(كتابات)  ما تقييمك لحال الثقافة في العراق وهل يمكن الحديث عن نهضة ثقافية؟

  • ربما أصبح الكتاب مهجورا لكن القراءة ونبض الثقافة ينبض بين مفاصل هذه البلاد. الصحف والكتب الالكترونية تشهد إقبال ويبقى طعم المطبوع الورقي هو الأجمل. أما بالنسبة للنهضة هي حقيقة ومن نتاجاتها هذا الكم الرائع من المبدعين وأخص الشباب منهم حيث توجد أسماء تشكل خارطة العراق الإبداعية.

(كتابات) هل تراجع الشعر أمام طغيان السرد في رأيك؟

  • ربما يهدد طوفان السرد جزر الشعر أحيانا، لكن نوح الشعر قادر على الوصول لضفة الشمس. لذا نجد داخل العمل السردي بقايا حياة شعرية.

(كتابات) لما نشرت خارج العراق وهل واجهتك مشاكل في النشر؟

  • نافذة الخارج تفتح أمام المنتج العراقي انتشار أوسع فالوجع العراقي وجع فريد من نوعه. ولابد للمثقف العربي أن يطلع على هذا الوجع المحض .أما مشاكل النشر فقدتمثلت بطول انتظار وصول المنتج المطبوع خارج الحدود.

(كتابات) هل ساعدتك وسائل التواصل الاجتماعي على الوصول للقراء؟

  • نعم فهذه الجسور الافتراضية أضافت لي الكثير، مساحة وقراء وكذلك تبادل أدبي وفكري جميل.

(كتابات) هل مازال الشعر يجد إقبالا من القراء ومن هم الشعراء المفضلون لك؟

  • نعم للشعر الحظ الأوفر بين أجناس الأدب في القراءة، أما بالنسبة للشعراء أحياء وأموات اذكر منهم: (الجواهري الكبير، المبدع رعد عبد القادر، والنقي سركون بولص، والعظيم محمود درويش، الرائع أجود مجبل، والجميل وسام هاشم، وأستاذي الرائع الدكتور أحمد الخيال، والقمر الأسمر من بلد النيل النبيل أحمد بخيت)

(كتابات) هل واجهتك صعوبات ككاتب وما هو جديدك؟

  • نعم القصيدة وجع تستنزف مني الكثير. أما الجديد مجموعتي الثانية (نصف لوحة لوجع كامل) وتضم قصائد تتنوع بين النثر والحر والعمود عن دار الفرات العراق بابل.

قصيدتين لناصر أبو الورود..

هدايا متواضعة

جسدي قطع غيار

خذوا ما شئتم

أعضاء نظيفة مجاناً

أبدلوا ما هو متعب لديكم

خذوا منّي الصحة

أعطوني الراحة في المرض

أرجعوا بي إلى أيامكم المرحة

أنا من نعت غربانكم بتباشير الأمل

علقوا شراشفكم عليّ

علقوا خطيئة آدم

علقوا كلمة الندم الأولى

أخرجوني من الجنة

أدخلوها بسلام آمنين

أنا المتهم الأول

بناقة صالح

بحرب عالمية ثالثة

ورابعة

انقُشُوا على ظهري

مسلّة بحروف رقيقة

لا كمسلة النسور

لا قوانين كالتي أمضى عليها حمواربي

بما يليق برغباته البابلية

غيّروا من صورة عشتاري

أبدلوا (العين) و(الشين)

أبدلوها ب (تاء) أولية

اكتبوا على ظهري ما تعرفونه عن الشمس

اكتبوه بحرارة

مزّقوا ما كتبتم

أنا جداركم الحر

في زمن التقيّد

في زمن مات فيه السندباد

تاركاً الإقامة الجبرية

إرثه الوحيد

أنا الواهب العام

خذوا كلّ شيء

صلاتي الفائتة

أدعيةً دفنتها الملائكة

كسرةً من رصيف

شاياً من التسكع

اكسروا صولجان شيخوختي.. على رأس شبابي

حاربوني في فراش الموت

استعينوا برأسي عليّ

أدلقوا زيت مصائبكم

أحكِمُوا إغلاق أنفاسي

خذوا من عَلَمي البائس ما تريدون

اترُكوا لي البياض بين الأحمر والأسود

أقيموا حدّكم على كلّ طائر

على كلَ فراشة

على كلَ دخان.. أمتطي الفراغ

دون أذن

أقيموا الحدّ عليهم.. لارتكابهم حماقة الطيران

افتحوا هامة ظلّي

كرّروا دمي

البيض والحمر.. سرايا المناعة.. تحت أمرتكم

جَرّفوا بساتين رأسي

ارفسوني

أطفئوا نار غيظكم بماء وجهي

ضعوا كل صخور الأرض على صدري

اجلسوا فوقهن

احتسوا كل لون بهيج

أضرِموا أضدادكم بداخلي

كُلوا.. اشربوا

الخير وفير

غطّوا عيوب تصحّركم.. بأرض السواد

دعوا الجروح تنساب

استرخوا تحت ظلّ كرمتي

كلوا مما تدلّى منها

لا تنصرفوا

خذوا أثاثي الروحي

لعبي القديمة

وسوادُ الليل

دفءٌ بخلْتُ به.. على النائمين على الأرصفة

خذوها

هدايا متواضعة.. لأبنائكم خارج الحدود

……..

أنشودة مجهولة المصدر

بريبة أرى الغربان أحزانا طائرة

بينما أصابعي تجس رأسي المستعار

أنا كسائر الدمى

أحشائي نسيج صناعي

عيوني أزرار قميص

ٱغتيل صاحبه وهو يتأمل الرغيف

أنفي عملة نقدية

فقدت قيمتها

وأوت لهذا الوجه البائس

فمي.. سائر أسناني

مشط قديم

لامرأة حكمت عليها الوحدة

بغزل حكايات لأحفاد

أنتجتهم الوحشة

لامرأة علقت خطاياها على أب جائر

أنا كسائر الدمى

لاخيط يربطني بالجهات العليا

مالكي طفل كسيح

يسكن غرفة رطبة

بابه الخشبي يشدني إليه

هيكلي والباب من شجرة واحدة

هذا الشتاء أقمت علاقة

مع شمعدان هجرته المناسبات

منذ ربيعين

لا أياد ترتب الفوضى

ولا من جرذ يستغل هذا الهدوء

حتى العناكب لملمت نسيجها

(أرض الله واسعة)

عشيقي الشمعدان

واقف على باب النافذة

يحصي المارة كأوراق الخريف

مالكي الكسيح أستقل آخر سحابة من الشتاء

باحثا عن مفاصل ذهبية

عن بيت

تجتاحه الشمس

عناكب

جرذان

تعسكر حيث الفائدة

أما أنا.. حكاية ترابية

انطلقت من بين أسنان

صبغها التبغ..

فأسقطها تعاقب الفصول

أنا دمية غابرة

أنشودة مجهولة المصدر

لا الصيف.. يبهجني

لا الشتاء

أعيدوني

إلى كينونتي الأولى

أعيدوني

أزرارا لذلك القميص المدمى

أعيدوني

عملة نقدية تجلب لمن يحملها الفأل الحسن

أعيدوني

مشطا مغروسا في رأس الوحدة

لا أريد أن أشبه أي إنسان

أنا انتفاضة الهدوء الأولى على جبروت الألسنة

أنا من آمن بحكمة التساقط

وعاش معلقا

الآن وبعد جيل من الشتائم

أعلن عصياني على خاتم الزواج.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب