مع كتابات.. مي الحجار: أفضل الإبداع الواعي الذي يطرح القضية بجراءة دون ابتذال

مع كتابات.. مي الحجار: أفضل الإبداع الواعي الذي يطرح القضية بجراءة دون ابتذال

 

خاص: حاورتها- سماح عادل

“مي الحجار” كاتبة مصرية، من مواليد القاهرة ،حاصلة على بكالوريوس تجارة شعبة محاسبة. دراسات عليا: دبلوم محاسبة ومراجعة ودبلوم محاسبة ضريبية.

الإصدارات:

  • رواية: ألف ليلة على الفيسبوك.
  • رواية: آخر الملائكة.
  • رواية: المتوحشة.
  • رواية: الستائر الزرقاء.
  • رواية: ستة أشباح وأنثى.

كان لنا معها هذا الحوار الشيق:

** متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

– مع أول محنة حقيقية في حياتي وجدت نفسي تنزف على الورق أوجاع روحي، كنت معرضة لعملية جراحية خطيرة، وكنت وقتها في السابعة عشر. فهربت من كل شيء وبدأت كتابة روايتي الأولى “آخر الملائكة”. نعم كنت أختبئ من كابوس المرض وسط عالمي الحالم ومن خلال أحداث الرواية الرومانسية التي لم تحدث في الواقع. ولكنها كانت حلم يقظة خلده قلمي في دفتري، فأحلام اليقظة من أهم الحيل الدفاعية في علم النفس، التي قد يلجأ لها الإنسان إذا استحال واقعه واشتدت مرارته.

** في المجموعة القصصية “ألف ليلة على “الفيسبوك” تأُثرت بحكاية “ألف ليلة وليلة” وجعلت “شهر زاد” تكتب لحبيبها من خلال “الفيسبوك”.. حدثينا عنها؟

– في قصر شهريار هذا العصر، خادمة جميلة، ليست قليلة الحيلة، أسمها شهرزاد، ولديها “أيباد”، ووقعت صريعة هوى، شهريار، سيد قصرها. والذي دورها أن تعد له طعامه، ولكنها أيضا وقعت في غرامه، وباتت كل يوم تحكى له حكاية من خلال صفحتها على “الفيسبوك”، حتى أدمن حواديتها، ولم يكن يعرف من هي، لم يكن يعرف أنها أقرب الناس لقلبه وله فى المكان. فهى تطهو له وجباته الثلاث، وأحبها وبات أسير عشقها، ولم يعرف أنها كانت تكتب له وحده، حتى أجتمع الناس حولها، فقط من كلمات حبها، التي أعلنت بها في خجل. عشقها لرجل يكره من حواء، صنفها.

فحكاية شهرزاد وشهريار، مجموعة قصصية تروى من خلال قصة واحدة، حيث الحواديت تدور في كل العصور ، من” الحورية والأحدب”، إلى “الطفلة التي تعشق أسد”. كل ليلة قصة، كل ليلة كلمات حب في عذوبة أنهار العسل.

** في رواية “آخر الملائكة” حكاية رومانسية.. في رأيك هل أصبح الجمهور من القراء يقبل على الروايات الرومانسية، وأية فئة هي من تقبل على تلك الروايات؟

– كل رواية بها قصة حب بطريقة ما، والنفس البشرية تميل للنهاية السعيدة. فالقارئ دون وعي منه قد يتوحد نفسيا مع أحد الأبطال ويفرح لفرحه ويحزن لحزنه. ولكن يؤسفني إبلاغ القراء أنه أحيانا النهايات التي تحكم بفراق الأحبة في النهاية كروايتي “المتوحشة”، تكون أكثر منطقية وخدمة للحكاية وللنص بصفة عامة.

واعتقد أن أغلب القراء لن يعكر صفوهم قراءة قصة حب كتبت بشغف وأسلوب سلس وأحداث شيقة.

** في رواية “ستة أشباح وأنثى” تحكين عن ستة أشباح.. لما اتجهت لكتابة الرعب بعد كتابة الموضوعات الرومانسية هل لأن روايات الرعب أكثر رواجا وتقبل عليها دور النشر أكثر؟

– رواية “ستة أشباح وأنثى” ليست مجرد حكاية مسلية، هي أقرب لمشهد من تاريخ الإنسانية في شكل فانتازي. ستة أشباح يسكنون بيت مهجور في الفيوم، منذ أكثر من مائة عام، كلا منهم لا يعرف بوجود الآخر، ويعتقد أن البيت بيته وحده، كلا منهم له دين وملة مختلفة عن الآخر، كلا منهم يحمل جنسية مختلفة وعرق بشرى، يظن من وجهه نظره أنه هو الأسمى في الوجود، وأنه نظرا لتفوقه الجيني والحضاري يستحق البيت.

لم يكتشفوا وجود بعضهم البعض، حتى أتت هي، امرأة نصف مجنونة، نصف عاقلة إلى درجة الحكمة،  وهى أيضا تريد البيت لها وحدها وتظن أنها صاحبته الأحق به، لأنها مازالت على قيد الحياة. لا يهم من منهم سينتصر ويطرد الآخرين من البيت، المهم هنا القارئ سيكون ولائه لمن؟!. لأي جنس بشرى؟!.

أما عن مسألة “الرواج” ومتطلبات دور النشر، فحقا كان هذا آخر همي وقت كتابة الرواية. فأنا أكتب لاستمتع وأمتع من يصل له كتابي. يكون طموحي الوحيد وأنا أتحمل المجهود الشاق الخاص بالكتابة، والصبر على البحث والاطلاع لأجدد من كتاباتي، أن يصل قلمي إلى قلب وعقل القارئ ويكون جزء من ذاكرته. ومعلومة وصلت له دون جهد، وإحساس طغى على أحداث يومه.

فالكاتب المحترف يقرأ ألف كتاب ليؤلف كتاب واحد، ويعيش ألف حياة ليعبر بقلمه عن لحظات.

**هل واجهتك صعوبات في النشر في بداية طريق الكتابة؟

– أكيد، لقد احتفظت برواية “آخر الملائكة” في درج مكتبي فوق الخمسة عشرة عاما، حتى عرفني الناس من خلال كتاباتي على صفحتي الخاصة ب”الفيسبوك”، وأرسلت لي إحدى دور النشر طلبا للتعاون معهم ونشر كتاباتي من قصص قصيرة وروايات وأشعار. وكانت دار نشر كبيرة وذات توزيع دولي، فوافقت فورا، وشعرت أن الله أظهر قلمي في الوقت المناسب للناس. وحمدت الله كثيرا وأتمنى دوام نعمته.

** في رواية “المتوحشة” رغم أنها رواية رعب إلا أنك ذكرت في ثناياها ثورة 25 يناير وكانت الحكاية بها تفاصيل أقرب للواقع.. احكي لنا؟

-لن أحرق أحداث الرواية، ولكن الثورة في تعريفها البسيط هي إبداع جماعي للبشر قلما يحدث، فكنت من البشر المحظوظين الذين عاشوا تلك اللحظة المباركة ولو حتى عبر شاشات التلفاز. وكان طبيعي انفعالي كتابة بهذا الحدث الفريد والحكي عنه، وعن الفوضى التي عرفتها البلاد وقتها، ولكني مزجت الخيال مع تلك الفوضى وخرجت بروايتي. فلا أحد كان يتوقع الثورة كأبطال الرواية، ولا أحد كان قادر على معرفة ما ستؤول إليه الأحوال. الجميع كان متفاجيء بالأحداث حتى مرت العاصفة وهدأت أحوال البلاد والعباد.

** ما تقييمك لحال الثقافة في مصر وهل تعاني من مشكلات؟

– أكثر فئة تملك الرغبة في القراءة والاطلاع هي فئة الشباب ولكن تلك الفئة إما مشغولة بالدراسة أو بالعمل ومحاولة تحقيق الذات. حتى الناضجين وباقي الأعمار يحكمهم أسعار الكتب وضيق الوقت بعد يوم عمل شاق. فالتحدي الحقيقي أمام دور النشر والمؤسسات الثقافية توفير كتاب شيق مفيد بسعر رخيص، ولكن الناشر في النهاية “تاجر”، سيجبره المكسب والخسارة على رفع سعر الكتاب، خاصة مع ارتفاع سعر الورق وباقي مستلزمات النشر. وهنا لا حيلة للكاتب ففي كثير من الأحيان قد يتنازل الكاتب عن نسبته القليلة من ربح الكتاب فقد لتستمر دار الناشر بطبع كتابه وإيصاله للقراء.

 

** حين تكتبين هل تفكرين في توصيل رسالة ما للقارئ أو لديك أهداف معينة؟

– بعيدا عن التنظير على القراء ولكن لا توجد حكاية جيدة تخلو من حكمة ما. حتى تسلية القارئ وإدخال السرور إلى قلبه تعد أعظم رسالة.

** هل يمكن القول أنك تتجهين لفئة معينة من القراء هي فئة الشباب والتي تنتمين لها أنت أيضا؟

– الحمد لله كتبي سلسة الأسلوب بسيطة المفردات،  يفهمها كل من يجيد القراءة. أحلم أن أخاطب بها كل سكان كوكب الأرض بلا استثناء. يحمل لهم قلمي الحب والسلام والدعوة لحياة أفضل.

** ما رأيك في الجرأة في الكتابة وهل تشعرين أن هناك رقيب داخلك يضع لك الضوابط والقيود على الكتابة؟

– الكاتب المحترف وسواس البشرية، الكاتب يحكي أفكار الناس، والفكرة هي الحرية بعينها، لها أجنحة كما يقولون. الضوابط والقيود مصدرها الحقيقي القراء. فما يتقبله مجتمع يرفضه بشدة مجتمع آخر، ومما لاشك فيه أن وعى الكاتب وثقافته تجبره على خطوط حمراء يضعها لنفسه. فكل ما خطته يمينه سيحاسب عليه مرة أمام الله ومرة أمام الناس. ولكني بصفة شخصية أفضل الإبداع الواعي الذي يطرح القضية بجراءة دون ابتذال، فالفن والابتذال لا يجتمعان.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة