خاص: حاورتها- سماح عادل
“منتهى جاسم العيداني” واسم الشهرة “منتهى عمران”، شاعرة عراقية، من مواليد البصرة، تعمل معلمة جامعية، بدأت الكتابة والنشر منذ عام 2014، تكتب القصة القصيرة جدا والقصيرة والمقال والقراءات التحليلية لنصوص روائية وقصصية وشعرية.. أصدرت مجموعة شعرية بعنوان (كرتان ونجمة) 2016 عن دار تموز للنشر.
شاركت في العديد من ورش الكتابة المحلية والدولية والجلسات الأدبية ومنها ورشات الكتابة من أجل الحياة المنعقدة في البصرة.. وكذلك في ألمانيا، وقد شاركت في مهرجان قصيدة النثر السادس في عبادان إيران.. وفي مهرجان بابل للثقافات والفنون.. وفي مهرجان قصيدة النثر في البصرة ومهرجان الحبوبي في الناصرية) في عام 2017.. وفي العديد من الجلسات الأدبية والثقافية التي عقدت في اتحاد كتاب وأدباء البصرة ومنها إدارة مؤتمر الكتابة من أجل الحياة المنعقد في البصرة من قبل معهد غوته الألماني برعاية وزارة الخارجية الألمانية عام 2017.
إلى الحوار:
( كتابات) تكتبين الشعر والقصة القصيرة أيهما أقرب إليك.. ولما التنوع؟
- بداياتي كانت مع القصة القصيرة جدا، ومحاولات في القصة القصيرة ولكن الكثير من الأدباء كان يؤشر لي صورا شعرية فيها ويدعونني لكتابة الشعر، فكانت محاولاتي الأولى في قصيدة النثر التي أثنى عليها العديد منهم، وهكذا كان الدخول إلى عالم الشعر وإصدار مجموعتي الأولى (كرتان ونجمة).. كما أن قصيدة النثر تداخلت مع السرد الذي أصبح ميزة من ميزاتها وبذلك كسبت الاثنين معا.. ولا أتعمد الكتابة في مجال محدد منهما ولكن كل يفرض نفسه في الوقت الذي يختاره فلا أفضلية إلا لمن يأتي أولا وقتما شاء..
( كتابات) في مجموعة “كرتان ونجمة” قلت “أنا امرأة منحوتة من ركام الحروب- صلبة.. تتكسر” حدثينا عن تلك الصورة الرائعة؟
- هذه الصورة هي خلاصة لعمري الذي قضيته معاصرة لحروب عديدة، ابتداء بحرب تشرين ضد الكيان الصهيوني ثم الحرب العراقية الإيرانية ثم حروب الخليج والحرب الطائفية وداعش.. فمن الطبيعي أن تكون مؤثرة في تركيبتنا وبقدر ما منحتنا القوة في مواجهة الحياة وسط الحروب ومخلفاتها لكن القوي يتكسر في لحظة ضعف ما قد يواجهها..
( كتابات) هل المرأة العراقية تختلف عن النساء في البلدان العربية وكيف في رأيك؟
- المرأة العربية هي نتاج لواقع اجتماعي يكاد يتشابه في كل البلدان العربية، ولكن العراقية كانت عرضة أكثر لظروف أصعب من مثيلاتها العربيات، فهي امرأة قوية وشجاعة ولها القدرة على التصدي لمختلف جوانب الحياة الإبداعية، إلى جانب كونها أم قوية فكان لها السبق دائماً ويشهد التاريخ لها بذلك. وهناك أسماء لامعة مثل “انخيدوانا” أول شاعرة في التاريخ، و”نازك الملائكة” كشاعرة مجددة، و”زها حديد” كمعمارية عالمية وغيرهن حيث لا مجال لذكرهن..
( كتابات) في مجموعة “كرتان ونجمة” عناية واضحة باللغة.. هل تعيدين الكتابة أكثر من مرة بحثا عن كلمات منتقاة؟
- أكذب لو قلت أني أعيد كتابة النص أكثر من مرة بل على العكس عندما أفعل ذلك أكره النص وأحذفه.. معظم نصوصي هو نتاج اللحظة ولكن يحدث أحيانا تعديلات بسيطة فقط.. لا اعتني كثيرا بكتابة نصوصي فغايتي أصلا ليست كتابة الشعر بقدر التعبير عن حالة أو فكرة ما خاصة أو عامة تحضر في حينها. أما عن اللغة فهي مخزون لسنوات طويلة من القراءات تراكم ليظهر في وقت متأخر..
( كتابات) في قصصك كيف تختارين الأبطال، وما هي الموضوعات التي ترصدينها؟
- معظم قصصي هي من الواقع وأبطالها كذلك، و تدور حكاياتها حولنا بين الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي كذلك.
( كتابات) ما رأيك في الكتابات التي يطلق عليها نسائية والتي تتحدث عن حقوق المرأة ؟
- مثل هذا النوع من الكتابات له ماله وعليه ما عليه، ولكن ما يؤخذ على الكتابات الإبداعية العربية بالذات هو تصنيفها إلى نسائية وذكورية وهذا في رأيي غير مقبول.. ولكن تبقى الخصوصية واردة ومهمة أيضاً.
( كتابات) كيف بدأ شغفك بالكتابة.. وهل واجهتك صعوبات ككاتبة ؟
- كتبت منذ السنوات الأولى من العمر ولكني أهملتها فقد كانت مجرد ذاتيات، وقد نشرت لي مجلة كل العرب في الثمانينات مقالا قصيرا ضمن فقرة كتابات القراء، وكانت هناك محاولات بسيطة اندثرت إلى عام 2014 عدت للكتابة في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، في مجموعات للقصة القصيرة جدا والقصيرة ونشرت مقالات في صحف ورقية واستمريت في الكتابة ولم أواجه صعوبات أبدا، على العكس كان الجميع يشجعني ويحثني على الكتابة وفتحت الأبواب على مصراعيها وأصبح اسمي معروفا ونشرت لي العديد من الصحف والمجلات الورقية والالكترونية..
( كتابات) ما تقييمك لحال الثقافة في العراق والعالم العربي؟
- الثقافة هي في حالة مخاض مستمر وتتوالد وتتشكل ولا تتوقف أبدا بل تأخذ شكل عصرها، وزمنها فالثقافة تتأثر وتؤثر، تخبو وتنهض وهي اليوم تأثرت بحركة الاقتصاد الذي يلعب الدور الأكبر في صياغة العالم وأحداثه. الثقافة التحقت بسوق التجارة والربح وهناك بضاعة ممتازة لها نخبة من المشترين وبضاعة رخيصة وعادة الفقراء هم الأغلبية في كل الأحوال فالطلب على الرخيص يكون أكثر.. والبقاء للأفضل والأجود بالتأكيد..
( كتابات) في رأيك هل لابد أن يكون الأدب ملتزم بهموم المجتمع وقضاياه؟
- الأدب هو نتاج المجتمع حتى السيرة الذاتية كنوع من الأدب هو انعكاس لعلاقات اجتماعية وليست فردية فبالضرورة هو ملتزم سواء مخيرا أو مجبرا.. أتحدث عن الأدب الجاد طبعاً.
( كتابات) هل اختلفت الفاعليات الثقافية بعد 2003 وأصبح مسموحا بوجود أماكن ترعى الثقافة والأدب؟
- بالتأكيد وقد تنوعت وتعددت بشكل كبير حتى فاضت عن الحاجة وأكثر.. في بعض الأوقات أكثر من نشاط حتى يحتار المرء أين يتوجه..
قصيدة امرأة رمادية
توخز سكينتي
تئز بركان القلق
تفوح فقاعات أسئلة معذبة
تغادرها الإجابة
فرحي طير خائف وكسول
وفي جداً لحزني المبهم
رغم أن قائمتي قصيرة
إلا أن الطريق طويل
والحدود كثيرة
والزمن يجهض أحلامي الصغيرة
أنا امرأة
منحوتة من ركام الحروب
صلبة…. تتكسر
رمادية
ألون وجهي بالماء
لأغتسل منك بنظرة
لكنك ترحل
في الألوان
والضحكة المستلبة..
***
لستُ سعيداً
قالها واكتفى
كأن
بوارج حملت
أوجاع السنين
رست على صدره
وأبت أن ترتحل
لستُ سعيداً
إعلانٌ
بخطٍ عريض
لا زيف ولا تجميل
انفرطت منه الألوان
ولكنه ليس باهتاً
بل بلون الغروب
عند آخر انعطاف
لستُ سعيداً
اكتمالاتٌ
لصفحاتِ انكفاءٍ
بلغ مداه
حيث تراصت الأسطر
البليغة
وغاب عنها القرّاء
لستُ سعيداً
إذ استطالت الأصابع
دون أن تطال
وتسربت الأقدار
التحدي عبثٌ
في غرة العمر الأخير
لستُ سعيداً
ربما هذا
لبُّ المقال
***
لو تعلم
كيف يختبئ
ظلُّك
خلفي
يراوغك
يأبى اللحاق بك
كطفل يتشبثُ بثوبي
لو تعلم
كم مرة
مد ساقه أمامك
لتتعثر
فتعود إلي
مرتبكاً
تكرر عناقي
مندهشاً مما تفعل
ابتسم بسري
إذ عقدتُ وظلك
عقداً
أن يؤازرني
حين بك أتعلق
***
حلم
رأسي يتهدل
ممتلئ جداً
بحلم
يتكئ على كتف رف
يتزحلق
يسقط بحضن طست
ليست نهاية مفجعة
داعبته يدا أمي
غسلته بمرثيتها
رأسي ينعم بهدوء عجيب
لطالما أزعجته
محاضرة عن الحكمة
أين الحكمة في أن أكون بلا رأس..