خاص : حاورته – آية حسين علي :
استضاف العراق “المسابقة العربية الكبرى للقصة القصيرة” في نسختها الثالثة التي أقيمت هذا العام، بمشاركة كوكبة من أبرز كُتاب القصة القصيرة في العالم العربي.
وتعد هذه المسابقة من أكبر المسابقات التي تقام في مجال القصة القصيرة، كما استضافت “بغداد” أيضًا، العام الماضي، النسخة الأولى من “المسابقة العربية لكُتاب القصة القصيرة الشباب” ما بين 15 و35 عامًا، لتكون كعادتها مهد للثقافة والإبداع.
أجرت (كتابات)؛ حوارًا مع الكاتب، “مصطفى محمد سالم”، الذي يعتبر من أبرز كُتاب القصة الشباب، وعبر عن ولعه وشغفه بالكتابة والإبداع الأدبي، وأشار إلى سعادته الكبيرة بمشاركته في المسابقة..
(كتابات) : ما هو شعورك بالجائزة ؟.. وما هو ترتيبك ؟.. وهل هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها في “المسابقة العربية الكبرى للقصة القصيرة” ؟.. وما الذي حققته لك مشاركتك فيها ؟
- بالتأكيد أشعر بالسعادة الغامرة.. لأنها تعد من أكبر المسابقات الأدبية التي تقام سنويًا في الوطن العربي من حيث عدد المشاركين وقوة المنافسين والأمور التنطيمية وغيرها، ولهذا يتم اختيار عشرة فائزين فقط على مستوى الوطن العربي أجمع، وقد أحرزت “المركز الثامن” بين العشرة الفائزين وهو إنجاز بالنسبة لحجم وثقل المنافسين، فضلاً على أنها كانت المرة الأولى التي أشارك فيها بتلك المسابقة، وبمشيئة الله نلتقي العام القادم وقد أحرزت “المركز الأول” فيها.
وتلك المشاركة بالتأكيد أضافت إلى مشواري الأدبي رصيدًا فوق الرصيد، وإلى روحي حماسًا فوق الحماس لتحقيق الأفضل في المسابقات والمشاريع الأدبية الحالية والقادمة.
(كتابات) : ماذا كانت ظروف كتابتك لقصة (لون الرمال) التي شاركت بها في المسابقة ؟
- في البداية كنت مترددًا بين موضوعين لأكتب فيهما، إلا أني آثرت أن أكتب لأطفال الملاجيء والحروب والمشردين الذين دفعتهم الظروف إلى العيش بعيدًا عن موطنهم الأصلي، ورصد جانب من معاناتهم النفسية والفكرية.
وقد أثرت فيّ تلك القصة كثيرًا، فبعد أن انتهيت من كتابتها ومراجعتها قرأتها قراءة من يتناولها لأول مرة، فأحسست كأني أعيش مع أبطال القصة معاناتهم وأحساسيهم فوق الرمال.
(كتابات) : كيف بدأ شغفك بالكتابة والإبداع ؟
- منذ أن كان عمري ست سنوات؛ كان والدي يقرأ لنا ويأتي لنا بالقصص لنقرأها، كما كانت أمي تشجعني وإخوتي على القراءة. وعندما كان عمري 9 سنوات بدأت أتعلم كيف ألخص القصص التي أقرأها وأدون النقاط المستفادة منها تحت إشراف أساتذة اللغة العربية بمرحلة التعليم الأساسي ومنهم والدي.
ولما التحقت بالمرحلة الثانوية شجعني أستاذ اللغة العربية بالمدرسة على الكتابة، ولكن كانت كتاباتي شعرية فقط، ولم تكن بالنضج الكافي، ولهذا توقفت عن الكتابة وأكتفيت بالقراءة فقط. وفي المرحلة الجامعية درست الترجمة واللغات الإسبانية والألمانية، وساعدتني الترجمة على إبراز الموهبة التي كانت بداخلي، فكنت كلما قرأت إبداعات “ماركيز” أو “بوكاي” أو “فرناندو سباتيرو” أحسست برغبة كبيرة في الإمساك بالورقة والقلم لمحاكاة تلك الإبداعات والروائع.
وفى العام 2015؛ كنت أتصفح إحدى المجلات العربية الثقافية فوجدت إعلانًا عن مسابقة في القصة القصيرة لشباب الوطن العربي، وأن أول أربعة فائزين بالمسابقة ستنشر قصصهم الفائزة بالمجلة، بالإضافة إلى نشرها بأداء صوتي بإذاعة (مونت كارلو) الدولية. فقررت أن أختبر قدرتي على الكتابة وبدأت أضع اللبنة الأولى لقصة قصيرة انتهيت منها في ساعة واحدة، ثم أرسلتها لتعلمني إدارة المجلة، فيما بعد، أنها فازت بالمركز الرابع.
ومن يومها بدأت أكتب وأشارك في معظم المسابقات الأدبية التي تقام في الوطن العربي في مجالات القصة القصيرة والقصة القصيرة جدًا.
(كتابات) : ما هي الجوائز التي حصلت عليها من قبل ؟
- حصلت على خمس جوائز إقليمية وعربية ومحلية في القصة القصيرة والقصة القصيرة جدًا، وهي كالتالي:
- جائزة القصة القصيرة للشباب؛ التي تنظمها مجلة (العربي) الكويتية بالتعاون مع إذاعة (مونت كارلو) الدولية و”وزارة الإعلام الكويتية” – تشرين ثان/نوفمبر 2015.
- جائزة القصة القصيرة جدًا؛ عن مؤسسة “لوتس للتنمية الإنسانية”، (جائزة الأديب الراحل / د. فؤاد نصرالدين) – كانون أول/ديسمبر 2016.
- جائزة المركز الأول بمسابقة القصة القصيرة للشباب؛ التي تنظمها مجلة (العربي) الكويتية بالتعاون مع إذاعة (مونت كارلو) الدولية و”وزارة الإعلام الكويتية”- حزيران/يونيو 2017.
- جائزة القصة القصيرة جدًا؛ عن مؤسسة “لوتس للتنمية الإنسانية”، (جائزة الأديب الراحل / د. فؤاد نصرالدين) – كانون ثان/يناير 2018.
- جائزة المسابقة العربية الكبرى الثالثة للقصة القصيرة للعام 2018؛ دورة الروائي والقاص “كاظم الحصيني” – آب/أغسطس 2018.
بالإضافة إلى عدد من شهادات التقدير والتكريم؛ التي حصلت عليها نظير الجهود المبذولة في مجال النشر والتأليف والترجمة، ومنها شهادة التقدير الفضية للمساهمة في إنجاح المسيرة الثقافية لشبكة (الصدى) الإعلامية، فضلاً عن اختياري كـ”سفير للغة الإسبانية في مصر” لعام 2018؛ من قبل مؤسسة “ثيسار إخيدو سيرانو” الدولية و”متحف الكلمة”.
(كتابات) : هل كونك مترجم ساهم في ثقل موهبتك ؟
- بالتأكيد.. فقد كانت أولى كتاباتي القصصية نتاجًا لشغفى الكبير بالترجمة، كما أكسبتني الترجمة العديد من المهارات وأثقلت أسلوبي في الكتابة، كما أتاحت لي فرصة التعرف على ثقافات وأساليب وإتجاهات أدبية متنوعة.
ومما لا شك فيه أن أي إختلاط بثقافات وإتجاهات مختلفة عن البيئة التي ينشأ فيها الكاتب تؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة في كتاباته، وربما في شخصيته وسلوكه بصفة عامة.
وكما تقول نظرية تأثير الفراشة: “أن رفة جناح فراشة فوق أحد سهول سيبريا قد تؤدي إلى أعاصير مدمرة بأميركا؛ فتغيرات أولية طفيفة تقلب النتائج رأسًا على عقب”، أو بمعنى آخر فإن الأحداث الصغيرة من شأنها أن تتسبب في نتائج كبيرة وغير متوقعة، فما بالنا بالإطلاع على ثقافات أخرى ثرية وغنية بالفنون والآداب، وخاصة الثقافة الإسبانية ودول أميركا اللاتينية.
فمن المعروف أن “إسبانيا” ودول أميركا اللاتينية وأميركا الجنوبية من أكثر الدول في العالم التي تهتم بالفنون والآداب بصورة كبيرة، ودليل ذلك أن هناك 6 كُتاب وشعراء إسبان حصلوا على جائزة “نوبل” في الأدب.
(كتابات) : ماذا تمثل لك الكتابة ؟.. وما هي الأحلام التي ترغب في تحقيقها من وراءها ؟
- الكتابة هي موهبة ونعمة من الله سبحانه وتعالى، ولهذا أرى أنه من واجبي أن أشكر تلك النعمة باستغلالها في خدمة أهلي ومجتمعي وأمتنا العربية والإسلامية. ولهذا أشارك الآن في أحد مشاريع كتابة القصص الموجهة للأطفال والبراعم بهدف زرع القيم والأخلاقيات الحميدة في نفوسهم وعقولهم في تلك السن الهامة.
أما عن أحلامي التي أرغب بتحقيقها، فأود أن تصل كتاباتي إلى كل عربي وغير عربي، وأن أسعى جاهدًا لإضافة اسم عربي آخر في قائمة الحاصلين على جائزة “نوبل” في الأدب.
(كتابات) : هل عملك الحالي مرتبط بمجال الكتابة والإبداع ؟
- للأسف عملي الأساس الحالي لا علاقة له بمجال الكتابة.. ولكني أشارك في أوقات فراغي وأجازاتي في مشاريع وورش عمل لكتابة القصة القصيرة والقصة القصيرة جدًا، بالإضافة إلى المشاركة في المسابقات الأدبية المتاحة.
(كتابات) : هل فكرت في الإتجاه إلى كتابة الرواية أو الشعر ؟
- كانت أولى كتاباتي شعرية في المرحلة الثانوية، كما ذكرت آنفًا، ولكني توقفت وتوجهت إلى مجال القصة القصيرة والقصة القصيرة جدًا، أما عن الرواية فقد بدأت بالفعل في كتابة رواية ستكون العربية الأولى من نوعها، من حيث الموضوع الذي تتناوله، بالإضافة إلى رواية أخرى تمزج بين الفن والتاريخ؛ وقد انتهيت من كتابة الفصل الأول والثاني منها، وبإذن الله أكملها قريبًا لتكون معدة للنشر الورقي.
(كتابات) : هل فكرت في ترجمة أعمالك إلى لغات أخرى ؟.. أو وضعها في كتاب ؟
- بالفعل هناك مشروع لترجمة بعض الأعمال إلى اللغات الفرنسية والإسبانية، وقد شاركت في أكثر من كتاب جمعي لعدد من رموز وكُتاب القصة القصيرة في الوطن العربي، بالإضافة إلى ضم سيرتي الذاتية إلى موسوعة (صفوة كُتاب القصة القصيرة جدًا في مصر) لهذا العام.