14 نوفمبر، 2024 8:42 م
Search
Close this search box.

مع كتابات.. مصطفى تاج الدين الموسى: النص الأدبي غالباً ما يشبه صاحبه

مع كتابات.. مصطفى تاج الدين الموسى: النص الأدبي غالباً ما يشبه صاحبه

 

خاص: حاورته- سماح عادل

“مصطفى تاج الدين الموسى” قاص سوري، من مواليد 1981،  تخرج من كلية الإعلام/ جامعة دمشق. ترجمت قصصه لعدة لغات، فاز بجوائز:

“جائزة الشارقة للإبداع العربي للمجموعات القصصية 2012، جائزة دبي الثقافية على الصعيد العربي للمجموعات القصصية 2015، جائزة الشارقة للإبداع العربي في المسرح 2017”. و حازت الترجمة الإنكليزية لقصته “كم هم لطفاء”، على الجائزة الدولية “ArabLit Story” لعام “2021” بالاشتراك مع المترجمتين “د. ميساء طنجور” و”أليس هولتم”.

– صدرت له المجموعات القصصيّة التالية:

1- “قبو رطب لثلاثة رسامين”.

2- “مزهرية من مجزرة”.

3- “الخوف في منتصف حقلٍ واسع”.

4- “نصف ساعة احتضار”.

5- “آخر الأصدقاء لامرأة جميلة”.

6- “ساعدونا على التخلص من الشعراء”.

7ـ  “أغاني أخينا الكبير”.

8ــ “إدلب من كوكبٍ آخر”.

أــ صدر عنه كتابٌ نقدي خاص بمجموعاته القصصية، للناقد “جبر الشوفي” بعنوان: “عالم مصطفى تاج الدين الموسى القصصي ــ سردية الذات في الحرب والحب والحياة” عن دار نون4، تركيا (2020).

– صدرت له المسرحيات التالية:

1- “صديقة النافذة”.

2- “عندما توقف الزمن في القبو”.

3- “رسائل إلى عامل المنجم”.

4- “الخادمة وعائلة الشعراء”.

كان لي معه هذا الحوار التالي:

** فزت بجائزة “آرابليت ستوري” ما مدى فرحك بالجوائز وماذا قدمت لك الجائزة على مستوى الكتابة؟

– بالتأكيد شعرت بالسعادة وكان يوماً جميلاً بالنسبة لي ولصديقتي المترجمة “ميساء طنجور”…

** والدك القاص والكاتب المعروف “تاج الدين الموسى” هل قاومت فكرة التأثر به على مستوى الكتابة لتشق لنفسك طريقا مغايراً ومميزاً عنه. ولما؟

– في المراهقة عندما كنتُ أكتب فعلاً كنت أحاول كتابة قصة لا تشبه قصص أبي، منطلقاً من رغبتي في “مجاكرته”…

ولكن مع مرور السنوات كتبت قصة مختلفة عن قصة أبي ولم يكن السبب العناد القديم للمراهق، وإنما اختلاف بيئتي عن بيئته واختلاف حياتي عن حياته وإلى ما هنالك من هذه الخصائص التي تساهم في بناء نص الكاتب…

** ما سر شغفك باختيار العناوين، يشعر القارئ من العنوان أنه مقبل على وجبة شهية من السرد؟

– أعتقد أن دراستي للصحافة وعملي أيضاً أحياناً في الصحافة ساهم بتوقفي طويلاً عند اختيار العناوين…

** أخذت الحرب والثورة مساحة كبيرة من قصصك، هل تكتب عن الحرب والصراعات والثورة، التي لم تجهض فقط وإنما استبيحت، بهدف التوثيق لتلك الوحشية، أم لتعريف العالم بتفاصيلها، أم كنضال من نوع ما من خلال الكتابة؟

– كل ما ذكرته صحيح، ولكن ليس بدرجة كبيرة، بالدرجة الأولى أعتقد أن ما يأخذ مساحة كبيرة من قصصي هو ما أعيشه، الأدب ظل للواقع، وقصصي بشكلٍ ما ظل لحياتي، لا أستطيع أن أكتب إلا ما أعيشه أو عشته، لا أستطيع الكتابة غالباً عن أشياء لم أعشها، أو لا أعرفها… منذ أيام كنتُ أتصفح كتاباً قديماً من كتبة مكتبتي، فعثرت به على قصاصة ورقية صغيرة عليها خاطرة متواضعة يبدو أنني كتبتها عندما كنت طالباً في المرحلة الثانوية، أواخر تسعينات القرن الماضي، قرأت بين كلماتها كلمة غريبة، واكتشفت مستعيناً بـ “غوغل” أنها نوع نبات، لم أشاهده في حياتي، نبات ينمو في قارة بعيدة، استغربت كثيراً، وتساءلتُ في سري: كيف كتبت هذه المفردة آنذاك؟ ثم ضحكت ساخراً، وشكرت ربي لأن هذه الخاطرة لذلك المراهق الذي كنته لم تقع بيد أحد…

 ** لك مواقف سياسية معارضة وانتميت فترة للحزب الشيوعي السوري، هل الكتابة امتداد لموقفك السياسي، وكيف تعبر فيها عن نفسك؟

– بالتأكيد أن الكتابة هي ولو بدرجات متفاوتة امتداد للموقف السياسي للكاتب، وعلى الرغم من انتسابي للحزب الشيوعي السوري الموحد بين عاميّ “1995 و2011” إلا أنني لم أكتب نصاً إيديولوجياً، مع أنني ما أزال معجباً حتى اليوم بالفلسفة الماركسية، ولكن قصصي كانت بعيدة عن الأيديولوجيا، حتى أن أحد رفاقنا الشيوعيين الموتورين، قال لي بعد ست مجموعات قصصية طبعت لي في السنوات الأخيرة: “تمنيتُ لو أنك كتبت مرةً واحدة عن عامل أو فلاح، أغلب قصصك عن البرجوازيين الصغار”…

بالطبع بعيداً عن السخرية السابقة، والتي اعتبرها لصالحي، من يقرأ قصصي، لن يستطيع نسبها لأي إيديولوجيا، والله أعلم…

 ** هل كان ممكن للثورة السورية أن تحقق نجاحات كثورة شعبية لو لم تتآمر عليها الرأسماليات الكبرى والسلطة في الداخل؟

– طبعاً، وللأسف تم إجهاض الحلم الثوري، على يد قوى خارجية إضافة للسلطة القمعية، وأيضاً بمساهمة فعالة مع قوى جاءت من داخل الثورة، مثل السرطان…

** في مجموعة “ساعدونا على التخلص من الشعراء” قصة “العين الساحرة في الباب الخشبي” صورت فكرة فقدان الأم إلى الأبد من خلال استدعاء ذكريات البطل للحظاتها الجميلة… حدثنا عن ذلك؟

– خطر في بالي مرة، استعمال آلية سيكولوجية لإيقاف آلام الحنين والماضي الجميل، وهو التركيز على أي ذكرى جميلة، ومحاولة إثبات أنها كانت شيئاً سيئاً في وقتها، لكن الدماغ حفظها على أنها شيء جميل، لعل ضغط الاشتياق والحنين لها يصير أقل حدة في الغربة والضياع والفقدان…

 ** قصة عندما “دخل وجه في وجه” عن الموت في سجون الطاغية، هل اكتسبت قصصك حرية أكثر بعد اللجوء؟  

– بالتأكيد وهذا ليس بالنسبة لي، وإنما بالنسبة للكثير من الكتاب، بعد الثورة والحرب واللجوء، ضعف الرقيب بالنسبة لنا، على صعيد الرقيب الخارجي والرقيب الداخلي أيضاً…

** في قصة ” قصة من طردني من صوري القديمة” هل الحنين إلى الوطن يحرق الروح، وكيف يدفعك إلى الكتابة؟

-الحنين لأي شيء قديم، للطفولة مثلاً، الحنين بحد ذاته محرض للكتابة عند كل الكتاب…

** تميزت في القصص القصيرة حتى أصبح لديك أسلوبك المعروف ولغتك التي تميل إلى الشعرية، والسخرية السوداء والميل إلى الفانتازيا والخيال الغرائبي حدثنا عن ذلك؟

– في النهاية النص الأدبي غالباً يشبه صاحبه، أو هكذا يجب أن يكون الأمر، كيمياء قصصي هي ذاتها تقريباً كيمياء شخصيتي، لهذا القراء الذين يعرفونني شخصياً وتربطنا تفاصيل حياتية مشتركة، لا يتعاملون مع نصي على أنه نص أدبي بمقدار معاملته على أنه حياتي أو ذكرياتي أو أنا شخصياً مع بعض الرتوش…

**  لما ركزت على التميز في القصة القصيرة ولم تتجه إلى كتابة الرواية والتي تطغي على الساحة على مستوى الرواج التجاري وإقبال الجمهور؟

– كتبت مسودة رواية في “2012” آنذاك بدأ النظام بقطع الكهرباء لأيام وأسابيع، وخرج الكمبيوتر وقتها من حياتنا اليومية، وبسبب ظروف الاختباء تسليت بكتابة مسودة رواية بخط يدي، على دفتر صغير، ومنذ إقامتي في تركيا منذ “2014” حتى اليوم، كتبت مسودتيّ روايتين، ولكن للأسف لم يكن لدي لا الوقت ولا المزاج ولا الاستقرار ولا ظروف الحياة والعمل، لأنجح في تنضيد هذه الروايات الثلاث بهدوء…

** هل الأدب هو دفتر الثورات… وكيف ظهرت الثورة السورية في رأيك في الأدب السوري في السنوات الأخيرة؟

– في السنوات الأخيرة ظهرت الثورة والحرب في سوريا بشكل جيد في الأدب، وأحياناً بشكل جميل وتميز وتركت صدى لدى القراء، لست مطلعاً على كل ما كتب من أدب بخصوص الثورة والحرب في سوريا لأعطيك جواباً نهائياً…

ولكن ما يخيفني هنا أن ينجح النظام بالتسلل إلى الأدب كما نجح في التسلل إلى كل شيء، ليكتب سنوات الحرب في أدبٍ يناسبه، لا يناسبنا ولا يناسب الواقع….

** ماذا تكتب اليوم؟

– لا شيء محدد، نصوص سريعة وأفكار على قصاصات ورقية، قد أعيد الاشتغال عليها مستقبلاً ضمن نص كامل، وقد أنساها…

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة