29 ديسمبر، 2024 7:39 ص

مع كتابات.. مزمل الباقر: أعادت الثورة السودانية الروح للشعر

مع كتابات.. مزمل الباقر: أعادت الثورة السودانية الروح للشعر

 

خاص: حاورته- سماح عادل

“مزمل الباقر” كاتب سوداني، بدأ نشر كتاباته في 1998 وهي عبارة عن شعر وقصص القصيرة ومقالات بصحف الخرطوم اليومية وهي صحف: (الرأي الآخر، الصباحية، الأيام، الرأي العام، الصحافي الدولي، المشاهد، الصحافة، الحرية، الوفاق، الأضواء، دنيا، الخرطوم والشارع السياسي).

في العام 2016 صدرت له المجموعة القصصية (تضاريس النزوح الأخير)، وفي 2017 صدرت له مجموعته القصصية الثانية (شاشاية) عن دار المصورات للطباعة والنشر والتوزيع.

إلى الحوار:

(كتابات) متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

– بدأ شغفي بالكتابة وأنا في عمر التاسعة، ولكنها كانت كتابات في غالبها محاكاة لما قرأته من أدب الكتابة للأطفال عبر قصص أستاذتنا “عبد الحميد جودة السحار” و”محمد عطية الإبراشي”. إضافة لقصص المغامرات “الخمسة والشياطين ال١٣” وغيرها.. أما فيما يختص بالشق الثاني من السؤال فإن تطور الكتابة عندي جاء لاحقاً في عمر الثانية عشر حيث بدأت في نظم الشعر، إضافة لكتابة مشاهد مسرحية قمت بمثيلها مع أخواتي وأخي… فمواصلة الكتابة هو الذي طورها.

(كتابات) ما سر التنوع في الإبداع ما بين كتابة المقالة والقصة والشعر؟

– سر التنوع في كتاباتي بين المقال والشعر والقصة والخاطرة مرده أنني لا أكتب النص وإنما هو الذي يكتبني على حد تعبير أحد أدبائنا السودانيين وهو يتحدث عن تجربته الإبداعية.. أنا لا أحد شكل الفعل الإبداعي مسبقاِ لذلك الخاطرة التي تتطور لفكرة قد تأتي في أي شكل من أشكال الإبداع.

(كتابات) تناولت في مقالاتك أمور تخص حقوق المرأة لما؟

– تناولي لبعض قضايا المرأة في كتاباتي هو بمثابة عرفان لدور آنسات وسيدات مررن بحياتي فقمن بدعمي ومساندتني، لعل أمي محاسن موسى (رحمها الله) تمثلهن، فقد كانت نعم السند ونعم الداعم لي. أضف إلى ذلك أنني تعلمت الكثير حول دور المرأة في المجتمع والاضطهاد الذي تواجهه من نفس هذا المجتمع  من جمعية “بابكر بدري” لمحاربة العادات الضارة والتي تتبع لجامعة الأحفاد للبنات.

(كتابات) في مجموعة “شاشاية” ما مدى قرب بعض القصص من حياتك وكتابة تفاصيلها؟

– خصوصية المجتمع السوداني تنبع من تنوعه الإثني والديني أو لنقل التنوع الثقافي بشكل أعم، وتأثير البعد الصوفي الذي جعل إنسان السودان متسامح دينياً، قبل أن تهتز هذه الميزة كتداعيات لحكم الإخوان المسلمين في السودان، وقد قمت بتوثيق لبعضها في مقالٍ عنونته ب: “التطرف الديني..النسخة السودانية”.

(كتابات) في مجموعة “شاشاية” هل تستمد الأحداث والشخصيات من الواقع أم يلعب الخيال دورا كبيرا؟

– مجموعتي القصصية الثانية “شاشاية” في غالبها الأعم عبارة عن تجارب شخصية عدا أقصوصة “زهايمر” لأنها جاءتني في الحلم فكتبتها فور استيقاظي.. لكن أقرب قصص هذه المجموعة من حياتي وكتابة تفاصيلها هي قصة “بحر الحاصل”. أغلب أحداث مجموعة “شاشاية” هي أحداث حقيقية، فقط قمت بتعديل الأسماء والأماكن عدا قصة “زهايمر” وقصة “ماوية” أيضاً أحداثها غير حقيقة ولكنني كتبتها عن حياة موازية لحياة عاش أبطالها خارج الورق في قري دارفور بولاياتها المختلفة قاسوا فيها الأمرين.

(كتابات) هل تراجعت في رأيك القصة القصيرة أمام طغيان الرواية وهل فكرت في كتابة رواية؟

– اتفق معك تماماً بتراجع القصة القصيرة كثيراً لكنها لم تختف مثلما حدث مع الصحافة الورقية عندما  ظهرت الصحافة الإلكترونية. بالنسبة لي نعم فكرت كثيراً في كتابة الرواية ولي رواية نشرت بعض فصولها تحمل عنوان “كايرو” وكذلك لدي مسودة رواية قصيرة عنونها ب “طريق جانبي”.

(كتابات) ما تقييمك لحال الثقافة في السودان وهل هناك عدالة في توفير الفرص للجميع؟

– حال الثقافة في السودان يحتاج لإعادة نظر بعد ثورة ١٩ ديسمبر، لابد  للحكومة الإنتقالية أن تصحح أخطاء النظام البائد الذي رفع يده عن الثقافة ووكل بها القطاع الخاص الذي ليس معنياً بها.  وبالنسبة للشق الثاني من السؤال أعتقد أنه لا توجد عدالة في توفير الفرص للجميع وقد يحتاج المبدعين لمساعدة أصدقائهم وصديقاتهم في الحقل الإعلامي كيما ينالوا فرصة الظهور.

(كتابات) ما رأيك في حال النشر في السودان وهل يدعم الكتاب؟

حال النشر في السودان مبشر إلى حدٍ ما، ولكن من خلال تجربتي تكفلت بتكاليف طباعة المجموعتين القصصيتين وكذلك لكتابي الثالث المتواجد حالياً بإحدى مطابع الخرطوم.. باختصار نادراً ما تتوفر مسألة توفير الدعم للكتاب من قبل الحكومة عبر وزارة الثقافة والمؤسسات الحكومية المعنية بالشأن الثقافي أو القطاع الخاص الذي يستثمر في الثقافة.

(كتابات) في رأيك هل أثرت الثورة السودانية على الثقافة أو سيكون لها تأثيرات كبيرة؟

– تأثير ثورة ١٩ ديسمبر على الثقافة بدأ جلياً في عودة الروح للشعر واتساع دائرة محبيه، نظراً لانتشار أشعار ثورية كنا نهتف بها في مواكب تجمع المهنيين السودانيين، وللثورة السودانية الثالثة تأثير يجري حالياً وقد يستمر مستقبلاً وذلك من كل التدوين في كافة أشكاله ليوميات ثورة ديسمبر وبالأخص فترة اعتصام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة وكيف انتهى ذلك الاعتصام بمجزرة.

(كتابات) ماذا بعد شاشاية؟

– سوف أقوم بعد عودتي من إجازتي القصيرة بماليزيا بتدشين كتابي الثالث بعنوان (الشارع بس) عبارة عن مجموعة من  المقالات تتنوع بين التعليق على السياسات والكتابة في الشأن الثقافي والفعل الإبداعي.. وكذلك بين يدي مسودة لديوان شعر بالعربية الفصيحة وآخر مكتوب بعامية وسط السودان قد أقوم بإصدارهما بنهاية هذا العام وبداية العام الذي يليه بإذن الله.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة