14 مارس، 2024 1:40 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. محمد عبد الله صالح: الشاعر يسعي دائما إلى تقديم الجمال

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: حاورته- سماح عادل

“محمد عبد الله صالح” شاعر مصري، من مواليد 1985 محافظة قنا. وهو عضو مجلس إدارة نادي أدب قنا، ومحاضر مركزي لدي الهيئة العامة لقصور الثقافة، وسكرتير المنتدى الثقافي بقنا.

صدر له ثلاث دواوين:

– (ألف طفل بايعوا الرماد) 2017.

– (رسالة سماوية أخري) 2018.

– (وقتما… يبكي الآثمون) 2019.

إلى الحوار:

(كتابات) متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

– بدأ شغفي بالكتابة في أواخر المرحلة الثانوية، وكنت وقتها مولعا بالإلقاء الشعري وخاصة لقصائد الشعر الجاهلي، فكنت دائم الحفظ لهذه القصائد مهما كان طولها. وبدأ حبي للكتابة حينما كنت أفتش في مكتبة والدي وعثرت علي دفاتر له كان يكتب فيها الشعر، فوالدي كان من شعراء الثمانينيات وكان هو ورفقة له يشكلون حركة ثقافية في قنا، وقد أصدر ثلاث دواوين شعرية وهم (السمراء) و(مركب الوهم) و(قلب بلا مأوي).  ومن هنا بدأت متأثرا بوالدي أكتب بعض المحاولات وأعرضها عليه وكان يثمنها.

وحينما دخلت في المرحلة الجامعية وهناك قابلت الأصدقاء والرفقة وأسسنا لحركة ثقافية، بذلنا فيها كل جهد وكد محبة في الشعر، كنا نقيم فاعليتها من مالنا الخاص وأصدرنا وقتها مجلة أدبية مطبوعة بصفة شهرية، وحينما انتهت المرحلة الجامعية توقفت لسنوات عن المشاركة في أي فاعليات وأيضا عن الكتابة تماما، إلي أن رجعت لها مرة أخري. كنت أكتب وألقي ما أكتبه في درج المكتب إلي أن قابلت أحد الأصدقاء وحدثني عن جماعة أدبية تسمي المنتدى الثقافي بقنا، تواصلت معهم وكانت لقاءاتهم أسبوعية واظبت علي الحضور رغبة في التعلم واكتساب الخبرة، وفعلا كان المنتدى الثقافي نقلة كبيرة في حياتي الإبداعية برفقة أساتذة كبار منهم الشاعر (أمبارك أحمد إبراهيم القليعي والشاعر عبد الحميد أحمد علي) تعاملوا معي بحب محبة في الشعر أيضا وقدموا لي كل دعم ومساندة إلي أن أصبحت علي ما عليه الآن ….

(كتابات) ماذا يمثل الشعر لك؟

– الشعر هو بمثابة المتنفس الوحيد الذي يجعلني أشعر أني أقدم شيئا مفيدا أكون في قمة السعادة حينما أنتهي من كتابة نص جديد،أشعر وكأن مولودا جديدا قد أخرجته للنور أعرف أني شحيح الكتابة لأن القصيدة هي من تكتبني ولست من يكتبها.

من الصعب أن أشعر بالرضا عن كتاباتي ولكن أثق بقصيدتي تمام الثقة، فأنا مؤمن بأن الشاعر لو شعر بالرضا عن قصيدته فأنه يموت إبداعيا ولا ننتظر منه إبداعا جديدا.

(كتابات) في ديوان (وقتما يبكي الآثمون) الحزن والإحساس باللاعدالة على الأرض، واليأس من إصلاح فوضى الحياة حدثنا عن ذلك؟

– ليس هذا الديوان فقط يتحدث عن الحزن والإحساس باللاعدالة علي الأرض, واليأس من إصلاح فوضي الحياة بل كتاباتي السابقة في الديوان الأول (ألف طفل بايعوا الرماد) والديوان الثاني (رسالة سماوية أخري) جميع كتاباتي تتناول هذه القضايا بجدية تامة، لأني أؤمن تمام الإيمان بأن الشاعر صاحب هم وقضية مجتمعية يكتب ليسلط الضوء علي ما يعانيه مجتمعه ويطرح بعض الأمل، فالشاعر صاحب رسالة وهدف وأنا أقوم بتسليط الضوء على مايعانيه أبناء وطني، أحاول جاهدا معهم على إيجاد سبيل للخلاص مما نمر به من أزمات وأعباء قد تضعنا على المحك.

الشاعر نبي في وطنه ولابد أن يكون له دور كبير في ذلك نعرف جيدا ما تعانيه أوطاننا من أزمات وقضايا خطيرة قد تأخذها للانهيار لا محالة، فمجتماعتنا العربية بها الكثير من الفوضى والجهل وذلك للغياب الكامل للثقافة والوعي، فنحن نعاني من أزمة ثقافة ووعي وعدم القدرة علي التعامل مع المشكلات بإدراك وفهم وتقدير لحجمها والتي قد تكون خطرا كبيرا يهدد أمن واستقرار هذا المجتمع، لذلك علي الكاتب عموما مسؤولية كبري في تثقيف هذا المجتمع وتوعيته. وهذا ما أحاول جاهدا طرحه في كتاباتي.

(كتابات) في ديوان (وقتما يبكي الآثمون) ما سر الإيجاز والتكثيف؟

– أنا أكتب قصيدة النثر وقصيدة النثر تعتمد على الإيجاز والتكثيف.. لا أحب إطلاقا القصيدة الطويلة ولست مغرما بها أعتقد أن بعض أسطر قد تفي بالغرض لتقدم الهدف والغاية من كتابتها قصائدي الطويلة ليست كثيرة، وليس معني ذلك أني أعيب علي القصيدة الطويلة ولكن من المهم جدا أن لا يأخذنا طول النص ويجعلنا نغرق في التقريرية والمباشرة والجمل الزائدة التي قد تسقط النص وتضربه في مقتل، بل المحافظة علي البناء والفكرة في حد ذاتها يحتاج إلي حرفية عالية للخروج بالنص من أزمة الترهل والجمل المستهلكة والتي تكفي لأن يكون النص فريسة سهلة بين أفواه النقاد والمتلقي في آن واحد.

(كتابات) كيف هي صورة المرأة في شعرك؟

– من وجهة نظري أن المرأة هي الدافع الأول للكتابة فهي الحبيبة والأم أيضا فهي أول من يبدأ عندها الشعر، وكل الشعراء جميعا تحدثوا عن المرأة في نصوصهم بل يكاد لا يخلو نص إذ تجد للمرأة جانبا فيه. الشاعر عاطفي بطبعه ينظر للمرأة نظرة تقديس وتعظيم ولأنها هي أيضا المحرك الأساسي لإخراج عاطفة الشاعر في نصوصه وأنا مثلي كمثل هؤلاء الشعراء أتناول المرأة في كتاباتي وأعطي لها أهمية قصوى. وقد أقف عاجزا حينما أود التعبير عنها في نصوصي إلي أن تأتي تلك المحاولات بنتيجة وأخرج بما يليق بها.

(كتابات) هل فقد الشعر سحره أمام طغيان الرواية في رأيك؟

– لا أعتقد ذلك أبدا للشعر جمهوره ومتذوقيه ولا أجد تأثيرا للرواية عليه.. أعترف طبعا أنه أصبح للرواية جمهور كبير وخاصة من الشباب ولكن يظل الشعر بمكانته الرائدة رغم اتجاه أغلب دور النشر لطبع الروايات والاهتمام بها كثيرا لأنها تدر الربح الكثير لهم وخاصة إذا تم التسويق لها بالقدر الجيد، ولكن لماذا يظل للشعر مكانته الرائدة وذلك لأن الرواية هي من الأدب المقروء وليست مثل الشعر مقروء ومسموع في نفس الوقت، فالشاعر حينما يقف أمام جمهوره يقول شعره ويجد تفاعلا من جمهوره ومحبيه يشعر بالسعادة الكاملة لأنه نال إعجاب جمهوره وهذا ما يفتقده الروائي.

أيضا الشعر يخلق للشاعر خيالا خصبا ويملك من القدرة الهائلة في خلق صور شعرية مدهشة ومبتكرة وتراكيب لغوية رائعة.فالشاعر يسعي دائما لتقديم الجمال.

(كتابات) باعتبارك عضو مجلس إدارة نادي أدب قنا.. حدثنا عن أنشطة النادي الثقافية؟

– نادي الأدب يقدم خدمة مجانية لرواده من شعراء أعضاء بالنادي وشعراء شباب يقصدونه لاكتساب الخبرات والتعلم كما يقدم نادي الأدب أمسيات وندوات أسبوعية تناقش بها الأعمال الإبداعية المطروحة.. أيضا له فاعليات أخري كاستضافة شعراء من خارج المدينة أو المحافظة لعرض تجاربهم الشعرية والاطلاع عليها أيضا، يقوم نادي الأدب بإعداد برامج لندوات ثقافية واختيار مواضيع تشغل الساحة واستضافة متحدثين عنها في إطار تخصصهم كما أنه أيضا يقوم بعمل دراسات نقدية للكتب التي تم إصدارها حديثا كما أنه هناك أيضا فاعلية مهمة جدا وهي تبادل الزيارات مع أندية الأدب المجاورة أو خارج المحافظة لتوطيد العلاقات مع الشعراء والأدباء في المواقع الأدبية الأخرى.

(كتابات) ما تقييمك لحال الثقافة في مصر وهل تدعم الكتاب؟

– هذا السؤال مهم جدا لأنه سؤال شائك كثيرا للأسف الثقافة في وضع غير لائق بها تماما وفي هذا الوقت يواجه الأدباء والمثقفين صعوبة بالغة في التعامل معها وذلك لأسباب كثيرة أهمهما. تعامل الموظفين بالثقافة مع الفاعليات الثقافية وكأنها أمورا ورقية والأهم هو التقاط الصور وإثباتها وبهكذا تكون الفاعلية قد نفذت وربما لا تنفذ بالأساس.. أيضا من ضمن الأسباب أن الثقافة تصدر شعراء بعينهم للمشهد الثقافي دون النظر لنتاجهم الإبداعي وإنما تدار القصة من باب المصالح والمعارف والشللية فنجد هؤلاء الشعراء بعينهم في كل الفاعليات الثقافية التي تنظمها وتشرف عليها الثقافة وكأن الباقي مغضوب عليهم. ومن الأسباب أيضا عدم تقدير الثقافة للشاعر والمبدع سواء أدبيا ومعنويا وماديا وغيرها أسباب كثيرة جعلت العديد من الأدباء الكبار يفضلون العزوف عن أي فاعليات تنظمها وتقوم عليها الثقافة فبعضهم لزم بيته وأغلق عليه بابه وبعضهم بحث عن تجمعات أخري يرضي بها أحلامه وطموحاته وذلك جعلنا نقع في إشكالية كبيرة جدا…

(كتابات) ما رأيك في حال النشر؟

– حال النشر في وجهة نظري يتسارع نحو الهبوط وذلك لأن دور النشر الآن تبحث عن لربح فقط دون النظر للمادة المنشورة فأصبحت تجارة يتسابق إليها البعض.. كان هناك قديما لجان للقراءة تجيز المادة للنشر أم لا أين هذه اللجان الآن للأسف ليس لها وجود فأصبح كل من يملك تكلفة النشر ينشر فأصبحنا الآن أمام كم هائل من الكتب المنشورة التي لا نري فيها إبداعا علي الإطلاق فأصبحنا اليوم نسمع من يقول (أصدرت 10 إصدارات) وذلك بسبب تجارة هذه الدور وتعاملها مع النشر علي أنها تجارة تدر الربح.

(كتابات) هل يواكب النقد غزارة الإنتاج الأدبي في مصر في رأيك؟

– لو نظرنا لهذا الإنتاج الأدبي الغزير يجعلنا نطرح تساؤلا هاما للغاية كم من هذه الكتابات يصلح للنقد؟ ولو نظرنا أيضا للمتخصصين في النقد نطرح تساؤلا هاما أيضا كم من هؤلاء النقاد يستطيع أن يتعامل مع النص بإمكانيات النقد المعروفة؟

النقد والإنتاج الأدبي كلاهما يمر بأزمة في وجهة نظري حيث أنه أصبح الكثير من شعراء اليوم لا يقبلون النقد إطلاقا ويظنون أن أعمالهم الأدبية أعلي وأكبر من النقد وأيضا هناك نقادا يتخذون سياسة الهدم أو المجاملات وكلاهما يتسبب في أزمة كبيرة.

أرفض تماما نظرة التعالي التي يتعامل بها البعض من شعراء اليوم لذلك أنا أؤمن تماما بأن الأديب عندما ينتهي من نصه ويطرحه للعامة فهو بالنسبة للعمل ميت تماما ولا يحق له توضيح أو تبرير لماذا كذا ولماذا كذا.

النص يقبل التأويل والتفسير وللعامة كامل الحق في تناول النص كيفيما يراه دون النظر لكاتبه سواء أكان كاتبا كبيرا أو مبتدئا فما بال النقاد.. النقاد أيضا منهم من يكون متصيدا للأخطاء تعنتا للكتاب أو عدم تقبله إنسانيا وهذا أيضا يزعجني كثيرا يجب علي الناقد أن يتعامل مع النص فقط يبحث عن الجمال أولا وإذا كان هناك أخطاء يطرحها من باب التوعية لا التجريح مثلما نري فيما يفعله البعض..

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب