13 أبريل، 2024 9:36 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. محمد رمضان الجبور: الشعر هو دفقة تبعث النشوة في القلوب المقهورة

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: حاورته- سماح عادل

محمد رمضان الجبور “الصورباهري”، قاص وشاعر وناقد أردني، من مواليد 1959، حاصل على بكالوريوس لغة عربية- الجامعة الأردنية، دبلوم عالي إدارة مدرسية- الجامعة الهاشمية. وهو عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين.

صدر له :

  • (جدار الوهم)، مجموعة قصصية.
  • (أبواب للدخول فقط)، مجموعة قصصية.
  • (تعيش أنت)، مجموعة قصصية.
  • (أحلام ممنوعة)، مجموعة قصصية.
  • (حين تمرين في خاطري)، ديوان شعر.
  • (قراءات في عالم مصطفى القرنة الروائي)، كتاب في النقد الأدبي.

إلى الحوار:

(كتابات) كيف بدأ شغفك بالكتابة وكيف تتطور ؟

  • في المرحلة الإعدادية رحت أتردد على مكتبة عامة كانت في مدينة الزرقاء حيث أسكن، وبهرتني الكتب وهي تصطف على رفوف جميلة، شعرتُ بكبرياء الكتاب وكم هو عزيز حتى احتل هذا المكان المرتفع، فعمدتُ إلى الاشتراك في هذه المكتبة حتى استطيع استعارة بعض الكتب التي تروق لي، ومن جميل الُدف أن وقع بين يدي بعض كتب الكاتب الكبير “مصطفى لطفي المنفلوطي”، وكان من ضمن المنهاج المقرر في اللغة العربية لدينا في ذلك الوقت قصة من قصص المنفلوطي بعنوان الحرية وهي قصة تتحدث عن قطة تم حبسها.

وبدأت التهم ما يقع تحت يدي من الكتب خاصة الأدبية، وبدأ القلم يتحرك بتسجيل بعض الخواطر البسيطة، وكانت فرحتي الكبرى التي لن أنساها وأنا في المرحلة الثانوية عندما قمت بإرسال قصة قصيرة لإحدى الصحف الأردنية وتم نشرها، لم أتمالك نفسي من الفرحة وأنا أرى اسمي على قصة في إحدى الصحف، مما زاد من شغفي بالقراءة والكتابة وأصبحت تجري في دمائي.

(كتابات) تكتب القصة والشعر والنقد.. أيهم أقرب إليك؟

  • بدأت قاصا وصدرت لي المجموعة القصصية الأولى بعنوان (جدار الوهم) ثم بعد فترة من الزمن صدرت لي المجموعة القصصية الثانية وكانت بعنوان (أبواب للدخول فقط)، ومعظم قصص هذه المجموعة تم نشرها في مجلات أردنية وعربية وكانت من المجموعات المميزة لي، وبعد انقطاع قصير بسبب العمل في التلفزيون والإذاعة الأردنية لإعداد بعض البرامج، عدت بعد هذا الانقطاع بإصدار المجموعة القصصية الثالثة  بعنوان (تعيش أنت)، وبعد ذلك جاءت المجموعة الرابعة بعنوان (أحلام ممنوعة)  فأنا أرى نفسي في القصة وأعشق القصة، فالقصة تتيح للكاتب مجالا أوسع وفضاءً أرحب ليقول ما يريد، فلا يقيدها وزن أو قافية.

ورغم ذلك أحببت الشعر، وجاء ديواني (حين تمرين في خاطري) ليؤكد هذا الحب للشعر، فالشعر هو المصدر الأول للأدب عند جميع الأمم، الشعر هو الجمال، هو الدفقة التي تبعث النشوة في القلوب المهمومة والمحبة والمقهورة والغاضبة والحزينة، هو دواءٌ وطعامٌ وشراب لمن أحب الجمال والدنيا.

أما عن النقد فقد جاء في فترة متأخرة بعد أعوام طويلة من القراءة، واستهوتني مجموعة من روايات الروائي مصطفى القرنة، فعمدتُ إلى دراستها من جوانب مختلفة، ونشرت هذه المقالات على فترات متباعدة، ثم جمعتها في كتاب تحت عنوان (قراءات في عالم مصطفى القرنة الروائي) وأرجو أن أوفق مستقبلا لعمل دراسات أخرى إن شاء الله تخدم العمل الأدبي.

(كتابات) في مجموعة (أحلام ممنوعة)ما سر التكثيف والإيجاز وماذا يحقق للقارئ؟

  • من الأمور التي فرضها علينا هذا العصر وألح علينا بها السرعة والانجاز وعدم وجود وقت للقراءة، فهناك ما ملأ الفراغ عند الكثيرين، فأصبحت القراءة آخر ما يفكر فيه بعض الناس، لذلك ولد ما يسمى بالقصة القصيرة جدا، والقصة الومضة، عسى أن تجد من يلتفت إليها، وأنا لا أقلل من أهمية القصة القصيرة جدا، ولو كنت كذلك ما أصدرت كتابي الأخير (أحلام ممنوعة) الذي بُني على هذا النوع من الأدب، فأنا من محبي القصة القصيرة جدا، التي تمتاز بالتكثيف والإيجاز، والإبهار، والمفارقة، والإرباك..

فالقصة القصيرة جدا جذبت من لا يحبون القراءة إلى القراءة وهذا أمر صحي أن يعود الناس إلى القراءة ونحن أمة اقرأ، قُصر وإيجاز هذه النصوص جلب المزيد من الذين كانوا لا يقرأون، وأنا أجدُ متعة في قراءة هذا اللون. رغم أن هناك من النقاد من رفض هذا اللون من الأدب جملةً وتفصيلا، إلا أنه موجود وله من المعجبين الكثير الكثير.

(كتابات) مجموعة (أحلام ممنوعة) بها انتقاد لبعض الظواهر في المجتمع.. في رأيك هل لابد أن يعبر الأدب عن المجتمع ومشاكله؟

  • الكاتب أو الأديب جزء من المجتمع الذي يعيش فيه ولا يمكن أن ينسلخ من مجتمعه، فهو كالمراقب والشاهد، يحسُ بما يدور حوله من مشاكل وهموم يعاني منها مجتمعه، فيحاول أن يُعبر بقلمه وأدبه عما يحسُ به ويحس به الآخرون، فالأدب هو قصة الأمم، به نسبر أغوار الأمم السابقة والحاضرة، ولدراسة أمة من الأمم لا نجد مسعفا لنا غير الأدب، فهو يُعبر بكمية لا يستهان بها عن ذلك المجتمع ، فالكاتب والأديب أكثر ما يهمه ويقلقه ما يدور في مجتمعه.

(كتابات) لك كتاب في النقد.. ما تقييمك لحال النقد في الأردن وفي العالم العربي؟

  • لا شك أن النقد سواء في الأردن أو في غيرها من الوطن العربي يعيش في أزمة حقيقية، وكثيرا ما يعتمد النقد العربي على ما يُطرح ويستجد عن طريق النقل والترجمة وتطبيق ذلك على النصوص العربية، مما جعل النقد العربي يظل تابعا ومقلدا للآخرين، ومما يعاني منه النقد سواء في الأردن أو في غيرها من الدول العربية التمسك بأسماء معينة دون الالتفات لما يستجد على الساحة العربية، فأحيانا بعض الأسماء قد يتناولها أكثر من ناقد لمجرد شهرتها على الساحة الثقافية حتى يُصاب من يقرأ عنها الملل والاكتئاب وهناك آلاف من الأعمال الأدبية لم يتنبه إليها أحد، فالنقاد أحيانا يصنعون من بعض الأسماء هرما واسما دون أن تستحق كل هذا الإطراء.

(كتابات) احكي لنا عن تجربتك في كتابة الشعر؟

  • صدر لي ديوان واحد فقط، كنت قد كتبت مجموعة من القصائد في ظروف مختلفة ومتعددة، فما بين الحين والآخر أجد نفسي قد تاقت لكتابة قصيدة، وقد جمعت ما كتبت في ديوان بعنوان (حين تمرين في خاطري)، أودعت في هذا الديوان الكثير من القصائد العمودية، وقصائد التفعيلة، ولقي الاستحسان من الكثير، وكثيرا ما أفضل الأمسيات الشعرية على غيرها لوجود الكثير ممن يفضلون الشعر على القصة في الأمسيات الأدبية، فالشعر يسمع أكثر من أن يُقرأ، والقصة تُقرأ أكثر مما تُسمع. وفي نهاية اللقاء سوف أضع شيئا من شعري لكم.

(كتابات) هل وسائل التواصل الاجتماعي في رأيك تسهل وصول الكاتب لقرائه ولباقي الكتاب في العالم العربي وهل حدث ذلك معك؟

  • وسائل التواصل الاجتماعي جعلت من العالم الكبير قرية صغيرة كما يقولون، فأصبح الكاتب أو الأديب يستطيع بسهولة الوصول إلى أكبر عدد من الناس وفي دول مختلفة لتسمع ما يقول، والأدلة كثيرة، فقد سهلت التكنولوجيا من الوصول إلى الكثيرين ودون عناء، فأنا أصبحت أنشر نتاجي الأدبي في دول كثيرة، في مصر، في الجزائر، تونس، وغيرها من الدول، ومن يفتح إحدى محركات البحث ويكتب اسمي تخرج له مساهماتي فهذه نعمة للكاتب والأديب في عصرنا الحاضر .

(كتابات) ما تقييمك لحال الثقافة في الأردن؟

  • الحالة والحركة الثقافية في الأردن نشطة جدا، فهناك الكثير من المنتديات والصالونات الثقافية، وقد لا يمر يوم دون وجود أكثر من تجمع ثقافي، وهناك مجموعة من المؤسسات تدعم الحالة الثقافية في الأردن وتوفر ولو دعم بسيط للأديب لتوصيل ما يريد للآخرين، ووزارة الثقافة مشكورة فهي تساعد بعض الشيء في دعم الأدب والأدباء، وهناك أماكن عديدة لاستقبال وإقامة الندوات والأمسيات الثقافية، بعضها حكومية، وأخرى منتديات خاصة بإشراف الوزارة وجمعيات ثقافية وغيرها. فالوضع والحالة الثقافية نشطة جدا وهناك حضور ثقافي جميل ومميز .

(كتابات) هل كتبت للإذاعة والتليفزيون.. حدثنا عن ذلك؟

  • كانت لي تجربة جميلة في الكتابة للتلفزيون الأردني، فقد قمت بكتابة برنامج للأطفال يتحدث عن الدول العربية وكان عنوان البرنامج (بساط الريح) وقد جذب انتباه الأطفال وأثنى عليه الكبار، وكان لي برنامج آخر بعنوان (ألغاز وأمثال من التراث).

أما عن الإذاعة فقد قمت بكتابة مسلسل إذاعي يتحدث عن سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم ) قبل المولد، وبرنامج إذاعي، وهو برنامج منوعات ثقافي بعنوان (دندنات كلمة).  التجربة التلفزيونية والإذاعية جميلة إلا أنها تحد من الإبداع قليلا بسبب الانشغال بالتحضير لهذه البرامج.

 (كتابات) هل واجهتك صعوبات ككاتب وما هو جديدك؟

  • الصعوبات التي تواجه الكاتب عادة هي صعوبات في نشر الأعمال، فالنشر يحتاج الكثير من المال، وإذا كان النشر بالتعامل مع دور النشر فذلك أشد صعوبة. أما عن الجديد فهناك مجموعة قصصية تنتظر الإفراج عنها بطباعتها بعنوان (أكاذيب المساء).

نصوص..

 

كفى لا تبكِ يا قيسُ

كلامُ الحبِّ داهمني          وفي الأوحال القاني

وبتُ أعانق الحزنَ          كأن الحزن يهواني

سياطُ الحبِّ تجلدني         ولم ترأف بأحزاني

لماذا العنفُ يا حبّي         أكل الحبّ سيّــانِ

حسبتُ الحبَّ من ذهبٍ       ولا يُـشرى بأثمانِ

كفى يا قيسُ لا تبكِ          بدمعٍ جِدِّ هتّــانِ

فما ليلى وإن عُشقتْ        تساوي وزن أوطاني

أتبكي العشقَ منصرفاً     وتنسى  هدم   بُنياني

أتبكي العشق يا قيسُ       وتنسى جُرحنا القاني

ديارُ العرب قد سُلبتْ      وقد مُلئتْ    بغربان

وأن العَربَ قد شطروا    فجيشُ العُربِ جيشانِ

وقُدسُ العُربِ قد ضاعتْ   وقد صُليتْ بنيرانِ

لقد  حرقوا  مساجدنا      وما قُطعتْ يدُ الجاني

كفى لا تبكِ يا قيسُ            بدمعٍ جِدِّ هتـّـانِ

***

طفولة

من هذا النهر

المُتدفق نشربْ

في هذا الحقل المترامي

نلعبْ

أطفالٌ في عمر الورد

نلعبُ بالطين

بأيدينا الغضة

نصنعُ أوطانا

من طينٍ

نصنعُ جنداً

عسكرْ.

نصنعُ من خشبٍ بالٍ

صاروخاً… رشاشاً

أكبرْ

نركضُ في صوب الشمس

الملتهبة

نرقبُ ليلاً

مُسودّا

ونراقبُ غيماً

مربدّا

نشربُ من غيمةِ

حبٍ دافئةٍ

ونُفكرُ في صور

الوطن المرسوم

على ورقٍ مصقول

نجلسُ حلقاتٍ

في ظلّ العتمة

نتخيلُ وجه العنقاء

وجه الغول

ووجه النقمة

ونسافرُ في زورق ورقٍ

نكتشفُ مجاهلَ دنيانا

وبها نكبر .

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب