16 نوفمبر، 2024 6:31 م
Search
Close this search box.

مع (كتابات) .. “كريم صبح” : القصة القصيرة ستظل الجنس الأدبي الأكثر ديمومة على الساحة الأدبية العراقية

مع (كتابات) .. “كريم صبح” : القصة القصيرة ستظل الجنس الأدبي الأكثر ديمومة على الساحة الأدبية العراقية

خاص : حاورته – سماح عادل :

“د. كريم صبح” قاص وباحث ومترجم عراقي.. وهو أستاذ التاريخ الأميركي في كلية التربية “بن الرشد- جامعة بغداد”، مجموعته القصصية الأولى كانت بعنوان (بائع الألم) ومجموعته الثانية (الغزل ليس حكرًا على الرجال)، ثم  أصدر مؤخراً مجموعة (رأس للإيجار).

إلى الحوار:

(كتابات) : أحكي لنا عن شغفك بالكتابة .. كيف بدأ وكيف تطور ؟

  • بدأ عشقي للكتابة في الدراسة الإعدادية في ثمانينيات القرن العشرين، بتشجيع من بعض أساتذتي في المدرسة، ولاسيما أستاذ مادة اللغة العربية الذي زودني ببعض الروايات لكتاب عرب وأجانب، ثم تطور هذا العشق بتطور قراءاتي بعد قبولي في قسم التاريخ – جامعة بغداد. فقد كانت العاصمة موطن الثقافة الشاملة، وفيها أشبعت نهمي إلى القراءة، ولاسيما قراءة القصص والروايات.. وأتذكر أني نشرت أول قصة قصيرة في عام ١٩٩٨.

(كتابات) : في مجموعتك القصصية (الغزل ليس حكرًا على الرجال) هل أنتصرت للمرأة ولحقها في أن تحب ؟

  • في مجموعتي القصصية (الغزل ليس حكراً على الرجال) كان موقفي واضحاً في مناصرتي للمرأة وفي حقها في إطلاق العنان لشغفها.. إحدى قصصي، والتي حملت اسمها المجموعة تحدثت عن فتاة تقف في قارعة طريق لمغازلة الفتية الذين يمرون من أمامها. موقفي من المرأة أنطلق من حقيقة أنها الجمال والحياة بعنفوانها ومعناها العذب.

(كتابات) : هل أثرت دراستك في التاريخ على كتاباتك الأدبية .. ولما ؟

  • بصراحة حاولت أن أبتعد عن التاريخ في غضون الثلاث سنوات الأخيرة والتركيز على الأدب، فنشرت في عام ٢٠١٦ مجموعتي القصصية الأولى (بائع الألم)، ومجموعتي القصصية الثانية (الغزل ليس حكراً على الرجال) في عام ٢٠١٧. لكن هذا لا يعني عدم الإفادة من أحداث التاريخ في مساري الأدبي.. مشروعي القادم هو رواية، ولعلها قد تكون رواية تاريخية بإمتياز أو تغرف من تلك الأحداث بعضاً من تطوراتها. لقد حققت طموحاتي الأكاديمية، ولذلك فإن توجهي في قابل الأيام التركيز كلياً على السرد الروائي.

(كتابات) : ما سر شغفك بالقصة القصيرة رغم أن الرواج الأكثر للرواية ؟

  • في القصة القصيرة تحديات كثيرة قد لا تفرضها الرواية مثلاً، فهناك ضرورة إستيفاء العناصر الفنية للقصة بأقل ما يمكن من الكلمات والتركيز والتكثيف والإنتهاء بالضربة التي ينبغي أن تتوافر على عنصر الإدهاش.. هذه التحديات وقفت وراء تركيزي على القصة القصيرة في المرحلة الماضية، على الرغم من علمي أن الرواية بدأت تفرض سطوتها بتأثير هالة الإعلام والجوائز.

(كتابات) : في مجموعتك القصصية (رأس للإيجار) نصوص قصيرة .. هل أنت مع الإيجاز والتكثيف في الكتابة القصصية ؟

  • نعم.. أنا مع الإيجاز والتكثيف في القصة القصيرة. فهذا هو أصل التحدي. أن تكتب شيئاً متكاملاً من الناحية الفنية بأقل ما يمكن من الكلمات وبأكثر ما يمكن من الإبداع. مجموعتي الأخيرة (رأس للإيجار) أشتملت على نصوص مكثفة جداً حافظت على فكرتها وإدهاشها.

(كتابات) : في مجموعتك القصصية (رأس للإيجار) تتناول لقطات صغيرة في حياة الناس قد تكون بسيطة لكنها معبرة .. هل الأدب عندك في التقاط التفاصيل الصغيرة ؟

  • في صباح كل يوم، قبل ذهابي إلى الكلية، أجلس في مقهى قريب من الكلية، أرتشف قدحاً من الشاي وأراقب الناس البسطاء وهم يصنعون الحياة الحقيقية. تلك الدقائق التي أقضيها في المقهى تعينني على التقاط تفاصيل صغيرة من حياة من أسماهم نجيب محفوظ “الحرافيش”، تفاصيل نابضة بالحياة، سرعان ما تتحول إلى فكرة أو أكثر في قصصي القصيرة.

(كتابات) : هل القصة القصيرة تلقى حفاوة في العراق مقارنة بالرواية ؟

  • على الرغم من أن الرواية جذبت كتاباً كثراً في الآونة الٱخيرة لأسباب ذكرتها سابقاً، فإن القصة القصيرة ما زالت تعلن عن نفسها بشكل أو بآخر. وقد تتراجع إلى المرتبة الثانية في قائمة الإهتمام الإعلامي، فإنها ستظل الجنس الأدبي الٱكثر ديمومة على الساحة الأدبية العراقية. وسيعود إليها ألقها، مع ملاحظة أن بدايات أكثر الروائيين العراقيين كانت في القص.

(كتابات) : هل واجهتك صعوبات ككاتب ؟

  • ليس من صعوبات تذكر في هذا السياق، ولاسيما بعد خبز الحرية الكبير الذي تمتعت به الحركة الأدبية في العراق بعد عام ٢٠٠٣، وإمكانية القاص أو الروائي في الخوض في أي موضوع من الموضوعات التي تتصل بالمجتمع من دون خطوط حمراء أو نقص رقيب.

(كتابات) : ما رأيك في حال الثقافة في العراق وهل أختلف بعد 2003 ؟

  • الأكيد أن الحركة الثقافية في العراق بعد عام ٢٠٠٣ قد حظيت بحرية كبيرة لم تتح لها سابقاً. والأكيد أيضاً أنها تأثرت بطبيعة التطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي شهدتها البلاد بعد العام نفسه، تلك التطورات التي إنعكست بشكل أو آخر على الأجناس الأدبية كافة، من فنون تشكيلية وشعر وقصة ورواية.. إلخ، ودفعتها دفعة قوية إلى الأمام، بدليل أن شارع المتنبي، القلب النابض للحركة، أمسى خلية نحل ناشطة تثير الغبطة في حيويتها وفي إقبالها على الحياة.

(كتابات) : ما هي طموحاتك وأحلامك ككاتب ؟

  • أن يكون لي اسم أدبي يشار إليه بالبنان، ينجح في ترك بصمة ملموسة على الحركة الثقافية في العراق، ولاسيما في مجال القصة القصيرة والرواية، ولاسيما أن هناك رواداً أعلاماً نفتخر بمسيرتهم المبهرة في هذا المجال، وهم قدوتنا في ضرورة الإصرار على النجاح وتحقيقه، وهو ما لن يتحقق إلا بجهود صادقة وبإبداع حقيقي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة