29 مارس، 2024 3:22 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. كاظم العطشان: العراق بلد الشموس والطقوس والولادات

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: حاورته- سماح عادل

“كاظم عطشان” كاتب وشاعر عراقي، مواليد 1958، حاصل على بكالوريوس جامعة بغداد كلية القانون والسياسة بتقدير جيد جدا، وحاصل على ماجستير علوم سياسية، يعمل صحفيا، عمل رئيسا لتحرير مجلة “الوفاق”، ورئيسا لمجلة “النهضة الديموقراطية”، ورئيسا لتحرير صحيفة “الكوثر” وغيرها. عمل مديرا لإعلام محافظة النجف لسنوات وتقلد عدة مناصب إدارية.

أصدر ديوانين للشعر الشعبي، وله تحت الطبع عدة دواوين، منها ديوانين للشعر الحر، وهو عضو تجمع الشعراء الشعبيين، وعضو اتحاد الصحفيين العراقيين.

إلى الحوار:

(كتابات) متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

– في فترة السبعينيات من القرن المنصرم.. كانت هذه الفترة  في العراق تسمى (الفترة الذهبية) حيث تألق بها الإبداع  والابتكار في مجال الفن والعطاء والشعر.. ومازال طعمها شاخص على سطح الذائقة العراقية..

كنت شابا يافعا… التهمت نهماً  كل الإصدارات المتاحة من صحف ودواوين المقروءة منها والمسموعة والتقطت أذني كل الموروث والمعاصر، فبدأت في كتابة القصيدة الشعبية والملمّع  وهو فن من الأدب الشعبي يجمع الفصيح والعامية… وأرسلت أول قصيدة كتبتها عام ١٩٧٨ إلى برنامج (بگايه الليل) الذي يذاع في دولة الكويت.. حيث كنت مقيما في محافظة البصرة.. وتم إذاعة قصيدتي كاملة في حينها.. وتوالت المحاولات بالكتابة وضبط احترافية أدواتها… ثم انتقلت إلى العاصمة بغداد بعد قبولي طالبا في كلية القانون والسياسة/ جامعة بغداد.. وانحسر عطائي بسبب الدراسة.. ثم استأنفت التأليف والنشر في الصحف والمجلات المتاحة  رغم جسامة المناصب الوظيفية التي تقلدتها في حياتي. ودراسة الماجستير في العلوم السياسية.

(كتابات) حدثنا عن عملك بالصحافة؟

–  في عام ١٩٩١ نقلت وظيفيا من ديوان وزارة الثقافة والإعلام في بغداد إلى مدير إعلام محافظة النجف… فمارست مهنيا عملي في حقل الإعلام والكتابة الصحفية، وبعد الاحتلال الأمريكي الظالم لبلدي عملت رئيسا لتحرير مجلة الوفاق التابعة لحركة الوفاق التي يرأسها الدكتور إياد علاوي وهي المجلة الوحيدة الناطقة باسم الحركة… ثم أسست و ترأست تحرير مجلة النهضة الديمقراطية… ثم ترأست تحرير جريدة الكوثر النجفية.. وأشرفت على العديد من الصحف والمجلات النجفية.

(كتابات) كتبت ديوانين في الشعر الشعبي .. احكي لنا عنهما؟

– أصدرت في عام ٢٠٠٩ ديواني البكر (الريحانه)… وفي عام ٢٠١٠ ديوان (شذر الگلايد).. الذي أُذيعت نصف قصائده بصوت الراحل الكبير الشاعر عريان السيد خلف.. في برنامج تل الورد من على فضائية قناة بلادي عام ٢٠١٠.

(كتابات) كتبت ديوان في الشعر الحر لما اتجهت لهذا النوع من الشعر؟

– لم يكن اتجاهي للشعر الحر وليد رغبة آنية، أو صدفة، أو إشباع رغبة عابرة، إنما سبقتها  كتابات منذ زمن الدراسة.. ولي دواوين مخطوطة جاهزة  للطبع  بعد طبع ديواني الأول في القاهرة… فاللغة الفصحى قاسم مشترك عابر صوب الفهم والتخاطب العربي الواحد المشترك.. وهو فرصة راقية للتعريف والانتشار  والمشاركة… والحضور..

(كتابات) الكتابة باللهجة العراقية أو باللغة الفصحى أيهما أقرب إليك؟

– لكل وردة شذاها وعطرها… وأي حضن يلبّي مشاعري وأحاسيسي أطرق بابه… آفاق التعبير في الفضاء الإبداعي تستضيفهما  اللهجة… واللغة ولكل منهما طقوس وأدوات.. وحرفية خاصة.

(كتابات) هل يجد الشعر الشعبي اهتماما من قبل الناس مثل الشعر باللغة الفصحى.. ولما؟

– في العراق الناس والقاعدة الجماهيرية مهووسة بالشعر العامي.. وهو الأقرب للنفوس، والملبّي للمشاعر، بسبب الموروث الاجتماعي الغالب.. وطبيعة المكنون السايسولوجي والنصيب الثقافي، ورغم اشتهار العراق بالنبوغ والتألق والريادة في الشعر الفصيح وبدلالة  القامات الريادية فيه في الوطن العربي… لكن اللهجة العامية هي الأكثر حظوة في الانتشار والتأثير.

(كتابات) ما حكاية فوز ديوانك بأفضل ديوان وترجمته للغات حية أخري… مع لقب شاعر النيل والفرات؟

– بدعوة رسمية شخصية من مؤسسة النيل والفرات للطبع والنشر والتوزيع في مصر العربية دعيت ضيفا للمشاركة في مهرجان القاهرة الدولي الثالث للإبداع والفنون.. للفترة من ٢٣ لغاية ٢٦ من شهر شباط/ فبراير من هذا العام وشاركت في ديواني المطبوع في القاهرة والموسوم (أوراق من ذاكرة ثملة).. وقد أُعلن في اليوم الختامي للمهرجان المنعقد في محافظة الإسماعيلية فوز ديواني المذكور.

وسيصار إلى ترجمته للغات حية عالمية أخرى… وبلقب شاعر النيل والفرات لعام ٢٠٢٠، ذاك من فضل الله جلت قدرته..

(كتابات) ما تقييمك لحال الثقافة في العراق وهل يمكن الحديث عن نهضة ثقافية؟

– لم يغبْ ألق ونبوغ الثقافة والإبداع عن العراق رغم كيد المحن وغيوم العاتيات، العراق بلد الشموس.. والطقوس، والولادات، من رماد الألم يصنع جمر النهضة والارتقاء، يتّقد عطاء في زمن النكوص.. أليس النخلة هي شعاره….العراق بلد الغرسة الأولى والحرف السومري… فلا خوف على بلد الحضارات والتجدد… فمازال الإبداع والعطاء ديدنه…. ولا حديث غير هذا في بلد احتضن النبوغ  والتميز منذ أزل التأريخ.

(كتابات) ما رأيك في حال النشر في العراق؟

– ماكنة النشر لم تتوقف… والولادات الثقافية والإبداعية تتوالى… حتى أن بعد الاحتلال الأمريكي انشطرت الجمعيات والنقابات والمنظمات الرئيسة المعروفة إلى عناوين ومسميات أخرى لتستوعب الكفاءات والطاقات المتلاحقة والزاخرة بالبناء الثقافي… ومعززة للمشهد ذاته.. ومازالت  حركة الطباعة و النشر والتوزيع في تزايد مستمر…

(كتابات) هل واجهتك صعوبات ككاتب وما هو جديدك؟

– لا يوجد طريق معبّد سالك أمام الطموح المشروع… وأحلى ما في الطموح وسام الجهاد… لكن الذي يقلقني ويشاطرني في هذا القلق كثير من الرواد ومن المبدعين، أن الفضائيات الكثيرة وبرامجها في الشعر الشعبي العراقي ليست بأيدي محترفة مهنية أمينة، إما لحداثة السن والتجربة أو أنها تخضع لقيود المزاجية والاضوية الحمراء والمؤثر المادي والعاطفي… وهي تبعد الطاقات المنافسة لها… مثلا شاعر مقدم في تلك الفضائية يقوم باستضافة شاعر مقدم في الفضائية الأخرى فيقوم الثاني باستضافة الأول… أي مسخرة هذه… وأية مسؤولية، وأمانة هذه..؟ وهلمّ جرا .

أما جديدي فهو طبع ديوانين جاهزين.. أحدهما باللهجة العامية والآخر شعر عربي حر… وسيتم طبعها في مؤسسة النيل والفرات للطبع والنشر والتوزيع… في القاهرة الحبيبة هذا العام… وسيتوالى الطبع إن إذن المولى عز وجل…..

(كتابات) هل لك إسهامات أخرى في حقل الشعر.. من غير إصدار الدواوين؟

– نعم… ساهمت في إعداد عدد من البرامج الإذاعية في الشعر الشعبي العراقي، ضمن محافظة النجف… أذكر منها.. برنامج شجون القوافي في إذاعة شبكة الإعلام العراقي.. وبرنامج ليل ومحطة وسفر/ في إذاعة غرفة التجارة…. ووبرنامج قوافي الحنين في إذاعة البلسم….

قصيدة لكاظم العطشان..

قالت لي أميرتي..( محظوظةٌ هي محبوبة الشاعر…فسُرعانَ مايغمُس أصابِعَهُ في مَحبرةِ الحبّ ، ليمسح دموعها بِمنديلِ قصائده..)..فقلت لها :-

مَحظُوظةٌ أنتِ…… يا حبيبتي

إِذ وَهبْتُكِ مَهراً كلَّ  قصائِدي

حتى توَّجتُكِ أميرة ًعلى عَرشِ مُخيَّلتي

أشمُّ بكِ  َرائحة الوجود

فَتَنتَشِي قوافي العشق عِطراً في حُقولِ قصيدتي

فمَحظوظة أنت ِ يا أميرتي..!!

ياخليّة َ نحلٍ على خيالِ  موائِدي

أنا مَن يَنطِقُ الصُدق فِيك جَمالاً

وتَشِعُّ في جيد ِالزمان ِ قلائدي

سَلي عَنّي أميرتي……..

فَهَلْ كذَبَت عليكِ  يوماً قصائدي..؟

أو كَبَتْ في دروبِ العِشقِ  قافيتي..؟

فمَحظُوظةٌ أَنتِ….. أميرتي

فشاعِرُكِ  سِندِبادٌ….

يبحرُ في مُدِنِ  الأحلامِ….

أشرِعَتهُ  قصائدٌ  ومراسيهِ  الغرام

يَقطفُ مِن شَفتيكِ  قافِيةً

ويزفُّها  كزَفِّ العروسَ  للمنام

كزفِّ…. الوردِ  في  عُرسِ  الربيعِ

أو  كزفِّ الروحِ  في  جَسدِ  الأصنام

أو كدفءِ  الدمِ في أوردتي

فمحظوظة  انتِ…… يا أميرتي

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب