17 نوفمبر، 2024 8:37 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. قيس الجراح: الماسك بالكلمة الحرة بالعراق كماسك بحبل مشنقته

مع كتابات.. قيس الجراح: الماسك بالكلمة الحرة بالعراق كماسك بحبل مشنقته

خاص: حاورته- سماح عادل

“قيس الجراح” شاعر عراقي، حاصل على شهادة بالعلوم السياسية من جامعة بغداد، محاولة النشر الأولى له كانت في عام 1987 في بغداد، ولكن مجموعته الشعرية تأخرت طويلا في الرقابة، وبعد ثمان شهور وافقت وزارة الثقافة والإعلام العراقية آنذاك على الطبع 5000 نسخة مع الحذف، وكان الحذف مجحف بحق الكتاب ولذلك لم ينشره، والسبب الأصلي أن أغلب القصائد لا تتلاءم مع سياسة النظام حينها. يعيش منذ 12 سنة في السويد، ويكتب الشعر، وصدر له مؤخرا مجموعته الشعرية الأولى تحت عنوان “هذا البياض يروق لي” في مصر.

إلى الحوار:

(كتابات) متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

  • حقيقة بدأ شغفي بالكتابة عام 1978 حيث امتلكت وقتها رصيد من اللغة أصبح يترجم دندنات الموسيقى بداخلي منذ أن كنت طفل.

(كتابات) كتبت الشعر في الثمانينات لكنك لم تنشر.. لما؟

  • لم أنشر بسبب أن ما كتبت لم يكن مناسب في أغلبه لسياسة دولة الرجل الدكتاتور، والتطبيل له ولحروبه، لذلك تعرضت مجموعتي الشعرية لمقص الرقيب بشكل ظالم فلم تكن صالح للنشر حسبما رأيت رغم حصولي على الموافقة بنشر 5000 نسخة بعد الحذف، والجدير بالذكر أن المجموعة تنقلت بين أكثر من رقيب للإجازة حسب ما قيل لي من قبل دار النشر.

(كتابات) مؤخرا سعيت لنشر قصائدك لما وهل النشر الورقي مهم للكاتب؟

  • سعيت للنشر مؤخرا ومتأخرا لأكثر من سبب، وربما أولها إلحاح الكثير من الأصدقاء، وكلمة أن ما تكتب ليس حق لك وحدك يا قيس والنشر الورقي مهم لا شك في إغناء المكتبة العربية، وربما يكون صمودا أمام المد الالكتروني لكل مفاصل الحياة.. كما أن الكتاب لم تتخل عنه حتى الأمم التي قطعت شوطاً في تقدمها الحضاري والإنساني.

(كتابات) الوطن يسكن داخل المغترب مهما طالت سنوات الغربة.. هل هذا صحيح؟

  • أمر طبيعي لكل إنسان طبيعي أن يحمل الوطن أينما حل، ومهما امتدت سنوات غربته عن وطنه بل كلما طالت الغربة تعمق الحنين للوطن هذا ما أعيش حقيقة.

(كتابات) هل أنت متابع جيد لأحوال الثقافة في العراق وما تقييمك لها؟

  • متابع نعم لكن لا أدري إن كنت جيدا أم لا ولكن على الأقل لي رؤية للمشهد الثقافي العراقي، كما هي الرؤيا لمختلف الأحداث وما يجري بالعراق. فالمثقف العراقي واقصد هنا من هم يحملون مسؤولية نشر الوعي وتحريك العقول والشارع هم في حرب حقيقية مع الظلام، من أجل خلق مجتمع واع وقادر على تحقيق حياة كريمة، تليق بشعب طيب وحر عانى كثيرا من الظلم المتوارث، وأنا اعتبر الماسك بالكلمة الحرة بالعراق كماسك بحبل مشنقته كما تردنا الأحداث.

(كتابات) هل تراجع الشعر أمام طغيان السرد وخاصة الرواية في رأيك؟

  • لا اعتقد هناك تراجع بالشعر ربما العكس، فمن خلال انتشار وسائل التواصل الاجتماعي نرى ظهور الكثير ممن يكتبون الشعر بمختلف ألوانه، وربما إلى حد مخيف من الإضرار بالشعر نفسه، و‘ن كان هناك تنافس بين الشعر وألوان الأدب الأخرى فهذا شيء يبعث المسرة والاطمئنان على تواصل تدفق الأدب العربي، فالتنافس هنا إغناء لا يقلق.

(كتابات) يتناول شعرك موضوعات شتى حدثنا عن ذلك؟

  • يتناول شعري إحساسي قبل كل شيء.. والمواضيع التي تشدني هي الوطن وحاله والغربة وما تجر على النفس فيختلط الوطن عندي أحيانا بين قصائدي الوجدانية وقصائد الحب, والمعشوقة حاضرة غالبا في قصائدي إن كتبت لها أو كتبت عن وطني لأخبرها عنه .ولنقل أني أكتب للوطن والمرأة والغربة.

(كتابات) ما رأيك بقصيدة النثر خاصة وأن الجدل ما زال يدار حولها؟

  • أحيانا لا أستسيغ بعض قصائد النثر حينما تحمل ضبابية الصورة، في حين أن قصيدة النثر يجب تُظهر صور جمالية رائعة وخصوصا هي لا تلتزم بقواعد شعرية ولا تقدم نفسها إلا بصور شعرية، والحقيقة ربما لا يوافقني الكثير عليها أن قصيدة النثر سمحت لكل من هب بقلم أن يدعي الشعر، مع أني أتمنى على الكثير أن لا يتسرعوا في الكتابة والإدعاء.

(كتابات) كيف هي صورة المرأة في شعرك؟

  • المرأة في شعري لها صور عديدة.. منها الوطن ومنها المعشوقة ومنها الأم بحضنها الأمن ومنها كذلك سند وكفء في الحياة.

(كتابات) هل واجهتك صعوبات ككاتب.. وما هو جديدك؟

  • لا شك أن أهم الصعوبات كانت حينما كنت ببلدي العراق فكان يلازمني إحساس الغربة ببلدي، وعدم الجدوى مما يجري وما تصير إليه الأمور وهذا ينعكس على الكاتب وتختنق بحنجرته الحروف.. أما جديدي سيكون مجموعة شعرية ثانية منها ما هو قديم ومنها الجديد فرصيدي ثري سابقا وحاليا إن شاء الله.

نصوص لقيس الجراح..

إلَامَ تَتْبَعُنِي دُهُورِي

وَأَعُودُ أُكَسِّرُهَا المَرَايَا

دُونَ هَذَا العُمْرِ

صَحَراءٌ يَبَابٌ

قالحٌ زَمَنُ الدَهاقِنَةِ الفُجُورِ

لَا تَسْقِنِ كَأْسًا

أُجُاجُ مِزَاجُهَا

فنَديمُ عِشْقِكِ

قَدْ أَفَاضَ القَلْبَ

مِنْ نَهْرٍ طَهورِ

كُونِي

كَمَا النَّهْرَيْنِ

عِشْتُ بِصَفْوِهَا

وَكَوَجْهِ أُمِّي

حِينَ يَنْظُرُ لِلسَّمَاءِ

وَحِينَ يَفْرَحُ بِالنُّذُورِ

ويِحْي إِذَا كُنْتُ الغَرِيبَ

عَلَى الهَوَى

وَأَنَا أَتَيْتُكِ مُغرِقٌ

أَفْلَاكِي فِي كُلِ البُحُورِ

يَا لَيْتَ قَلْبِي

قَدْ أَصَابَهُ مَقْتَلٌ

مِنْ قَبْلُ إِنْ تَرْمِيهُ

قَوْلٌ

كَانَ أَثْقَلَ مِنْ صُخُورِ

…….

مَا هَكذا تُسكَبُ أَنخابُ الهَوَى

قَالتْ وقلبُهَا يَكتَوِي

وجعَ النَّوى

تَترَاقصُ الأَحلَامُ

شَوقاً بَيْنَنا

والعُمرُ عادَ إِلَى الصِبا

يَحبُو عَلى شَجَنِ الجَوَى

كُنْ لِي مَرايَا

يَا حَبيبي

حِينَ أَنسَى مَلامِحي

سَترَى بِعَيني الآتِي مِن أَيَّامِنَا

وتَرى زَمَاناً

غَفلةً مِنكَ اِنطَوَى

اِنسَى خَرِيفاً خادِعاً

فِي حَرفِكَ

فَرمادُ مَا تُشعِل بِهِ

قَدْ يُضميءُ القَلْبَ اِحتِرَاقًا

مَا اِرتَوى

اِنْسَى خَرِيفاً كَاذِباً

فَبَياضُ شَعرِكَ

مُثُلُ قَلبِكَ

مُثُلُ عُمرِي فِيكَ

إِذْ نَزهُو

ونَزدَانُ هَوى

مَا غَيرَ عِشْقِكَ

فِي غُرُورِي أَرْتَضِي

وأَحْذرْ فأَنَ لِغَيرَتِي

صَعْقُ الثَّرِيَّةِ

بِالثَّرَى

………

والله ما قد راق لي

يوماً قمرْ

إلا وجاءَ بنورهِ

مِنكِ أثرْ

يا درةٌ

تسرقُ أنظارَ السما

وأميرةٌ تمشي

على قلبي قدرْ

طوبى لأنفاسٍ

تمُرُّ بثغركِ

حسدٌ يُغيظني

إذْ يُشاركها البشرْ

ولقدْ تُساورني الشكوكُ

بِأَنَّكِ أزليةُ الرُّوحِ

فَدَتْكِ الرُّوحُ مِنِّي وَالنَّظَرْ

وما سَألتُ اللهَ

يَوماً غَيركِ

فكثيرُ ذنبٍ عبدهُ

وأنتِ غفرانٌ

لعبدٍ قد كفرْ

………

مثل كتابٍ ماتَ مؤلفُهُ

أُباعُ كنتُ على أرصفةِ الفقراءِ

قبلَ أن يبعثني وجودكِ

للحياة

تمرَّغتُ بين أصابعِ العابثينَ

وغثيانِ الجهل

وكم خشيتُ هؤلاءِ الباعة المتجولين

لأنهم لا يكترثون لبلاغتي

ضحايا الغرائز

مثلُ أنثى قبيحةٍ لعوب

يتجاهلُني هذا الكمُ الغريبُ

من الغبارِ البشري

والكلُ يدعي الوصلَ بي

وأنا أتنقلُ بين الأرصفةِ

ووحدتي الطويلة

شكراً لأن عينيكِ هنا

تقرأ بعضَ حكمتي

وكثيرَ جنوني

لا أخجلُ أني كتابٌ مفتوحٌ للجميع

يتصفحونَ كلي

وكلما توقفوا للحظةٍ

أو نبزوا خطيئةً

أتصفحُ أنا عقولَهم

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة