10 أبريل، 2024 3:21 م
Search
Close this search box.

مع (كتابات).. “فتحي محمد”: مع تدني مستوى الكُتاب ودور النشر سوف يضمحل الوضع ثقافي أكثر !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : حاورته – سماح عادل :

“فتحي محمد” كاتب مصري شاب.. صدرت له رواية (شبح الثائر) 2017، في الرواية البطل صحافي يدعى “أحمد” من القاهرة في العام 2130، حيث انقسم العالم إلى دولتين قويتين، وأصبحت مصر تابعة لإحداهما، وقد ازدادت الأحوال سوء وانتقل الأغنياء إلى العيش في سيناء، في حين ظل الفقراء في القاهرة وباقي المحافظات، وازدادت الأمراض والأوبئة والفقر.. وتناول الكاتب قضية انفصال النوبة واضطهادهم، كما تكلم عن ثورة على النظام لكنها لا تخلو من خديعة، حيث أن الدولة العظمى الثانية هي التي تدعمها لتنتهي الرواية بانتحار البطل.. حاورته (كتابات) للاقتراب من فكره ورؤاه كنموذج لجيل الأدباء الشبان الذين يحاولون قراءة واقعهم السياسي والاجتماعي لأوطانهم بعيونهم الروائية الراصدة بحرفية فنية…

(كتابات): متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور ؟

  • شغفي بالكتابة كان تطور طبيعي لطفل كان مهووساً باختلاق القصص والأحاديث في عقله، وصنع عالم موازي لعالمه لكي يجد فيه مقداراً أكبر من السعادة.. أظن أنني كنت أفضل أن أكون مخرج سينمائي عن كوني كاتب، فالكاميرا تعطينا مساحة أكبر في إفراز الأفكار وعرضها.. لكن قدر الله أن أكون كاتباً. شجعتني كثيراً الأخصائية الاجتماعية في مدرستي الإبتدائية.. هي من دفعتني لأكتب أول مسرحية في حياتي بتوجيهها، بعد أن لاحظت ترددي علي المكتبة، ومساهمتي في تلخيص القصص كتابة لأصدقائي في المدرسة الذين يملون من القراءات الطويلة..

ولكن أكثر ما يساعد الكاتب علي التطور هو أن يكون قارئ جيد بالأساس.. اتجهت إلي المقالات في المدرسة مستعيناً بحصيلة جيدة من الكلمات التي أخذتها من “نبيل فاروق” و”أغاثا كريستي” وسلسلة أعداد “ميكي” و”العربي الصغير” و”قطر الندي”.. كنت فاشلاً في المقال.. كان يخرج من بين يدي مسخاً، لكني كنت أشعر أنه مختلف.. يمكن أن يراه البعض متخلف لكنه بالنسبة إلي مختلف، وبعد عدة محاولات فاشلة في القصة القصيرة قررت كتابه أول عمل روائي لي، وكان يحمل اسم (المؤتمر الصحفي) والحمد لله أنه لم يقرأه أحد غيري، فقد كان يحمل طابعاً خاصاً مثل المقالات، ولكني حاولت مجدداً حتى وصلت إلى (شبح الثائر)، وبالمناسبة قرأت العمل منذ أيام مرة أخرى وندمت على نشري له.. كان أمامي مزيد من الوقت للتعديل والتغيير ولكن تعجلت صراحة.. لكنه يظل أبني الشرعي الأول.

(كتابات): في رواية (شبح الثائر).. هل نلاحظ تأثير لرواية (1984) لأورويل و(باب الخروج) لشكري فشير ؟

  • من المنطقي أن كل الأعمال تتأثر ببعضها.. نحن نعيش في عالم تفاعلي في الأساس ومن منظور آخر فأدب “الديستوبيا” كله يعتمد علي فكرة شبه واحدة تقريباً، لكن طريقة التناول والمعالجة مختلفة كلياً بالتأكيد.. نعم أنا كشخص تأثرت كثيراً بالكاتب المصري “أحمد خالد توفيق” في رواياته الطويلة والكاتب المصري “عز الدين شكري فشير”، الذي اعتبره أعظم كاتب مصري بعد “نجيب محفوظ”، والكاتب البريطاني “جورج أورويل” هو الأب الروحي لهذا النوع من الأدب، وأنا مقتنع تماماً برأيه أن أي عمل أدبي خالي من هدف سياسي يصبح بلا روح، فالعمل يجب أن يسعى لنهضة المجتمع.

(كتابات): في رواية (شبح الثائر) قتل البطل نفسه.. هل بسبب أنه لا توجد ثورات حقيقية ؟

  • مشهد النهاية لم يكن واضحاً كليا للبعض من قراء الرواية.. بعضهم يعتقد أنه لم يمت وأن حبيبته أنقذته في قبلة، ولكن إن قولنا أنه قتل نفسه فالسبب هو أن تحركهم لمساعي الاستقلال واجهه العامة بانتماء جديد مغاير لأهدافهم، هي نفسها فكرة الحاجة للولاء وأن العامة بتحركاتهم العشوائية قادرين علي إنجاحك ولكنهم سيفشلونك في النهاية لأن العامة يظلون هم العامة، لن يفهموا دائماً ما تقول أو حتى ما يجب فعله، وهذا بسبب غياب الوعي والتعليم السيئ والإعلام الكاذب المزيف.

(كتابات): هل تتوقع أن يصل حال مصر بعد أكثر من مائة عام إلى أسوأ مما هي فيه ؟

  • أتوقع أن يصير العالم أسوأ.. تلك هي الدائرة الطبيعية للحياة على كوكب الأرض (إزدهار – انحدار – حرب عالمية – إزدهار – انحدار – حرب عالمية).. لن يستمر العالم بقطب أوحد ولا تتعدد الأقطاب إلا بحرب، تلك وجهة نظري في المسألة كلها.

(كتابات): هل تعتقد أن ثورة يناير أفرزت جيل من الكتاب المتمردين الواعين ؟

  • ثورة يناير العظيمة أنجبت جيلاً من الواعين على كل المستويات، وفتحت آفاقاً وأبواباً كثيرة أمام الشباب.. وأية نهضة ثقافية قد تحدث قريباً أو بعد زمن؛ اعتقد أنها ستكون مدينة لثورة يناير لأنها النواة الأولى، غير أن الثورة فتحت باب للتمرد على كل العادات التي يراها الشباب لا تناسبهم، وإن تحدثنا عن الكتاب بالخصوص سنجد هذا واضحاً في نوعية الأعمال بعد الثورة للشباب، مثل (المانيفستو) للشاعر “مصطفى إبراهيم”، والعديد من الأعمال الشعرية والروائية.

(كتابات): ما رأيك في حال النشر داخل مصر ؟

  • حال النشر في مصر يشبه حال مصر كثيراً.. هو انعكاس للوضع السياسي والمجتمعي المصري، وينحدر مع انحدار الذوق العام الذي لم يحاول أو يجتهد أحد في إصلاحه بقوة حتى الآن، وشاركت في ذلك دور النشر التي لا أستطيع بأن أصفها بلفظ أخف من “تاجرة”.. فقد حولت النشر في مصر إلى سلعة وجعلت السوق يتحكم في الذوق العام بدلاً من أن تساهم دور النشر في انتقاء الأعمال لترتقي بالأدب والثقافة، فظهرت مئات دور النشر التي تعتبر العملية برمتها “سبوبة” دون النظر إلى الثقافة.. فنجد أعمالاً كاملة بلا قيمة حقيقة؛ ولكنها ذات صيت لأنها تعبر عن التدني في الذوق العام الذي نعاصره للأسف.

(كتابات): هل واجهتك صعوبات ككاتب شاب ؟

  • نعم كثيراً وخصوصاً أني لست من مشاهير “السوشيال ميديا”؛ مما دفع دور النشر إلى تفضيل آخرين ممن لهم جمهور على “السوشيال ميديا”، بهدف أنهم سيبيعون أكثر والربح سيزيد، وهذا جعل مواهب كثيرة أندثرت بالطبع، ولكن مع بعض المثابرة وعدم قبول العقود التي تلزم الكاتب أن يتحمل جزء من التكلفة، فأنا أرفضها لأنني أراها فكرة سخيفة جداً فدور الكاتب هو الكتابة وليس التمويل.. المهم في النهاية أني اشق طريقي ببطء شديد ولكني أرى فيها الثبات الذي أرغبه، فلو جمهوري عشرين شخصاً فقط أو أقل فهم أفضل لدي من مليون متابع لا يهتمون بالمحتوى، أظن أن على الكاتب انتقاء جمهوره وليس العكس.

(كتابات): ما رأيك في كتابات الشباب ؟

  • كتابات الشباب جميلة جداً وأفضلها على كتابات القدامى.. فهم على الأقل يحاولون وسط كل هذا العفن.. أتحدث هنا عن الشباب الواعي طبعاً ذوي المحتوى الثقيل والأفكار الجديدة، وهم من وجه نظري 10% فقط من الكتاب الشباب الحاليين وأغلبهم لم يأخذ فرصته الكاملة لنفس أسباب تدني سوق النشر.

(كتابات): هل ساعدتك وسائل التواصل الاجتماعي على الوصول للقراء ؟

  • ساعدتني نوعاً ما فأنا ليس لدي جمهوراً عليها كما قلت من قبل، ولكني مدين لها بالفضل في الوصول للعشرين فرد الذين تحدثت عنهم سابقاً.

(كتابات): ما رأيك في حال النقد وحال الثقافة في مصر بشكل عام ؟

  • النقاد الحاليين في أغلبهم أصبحوا مثل دور النشر التي تحدثت عنها، النقاد ودور النشر والكتاب هم الذين يشكلوا الثقافة، لذلك في ظل تدني مستواهم واختلال معاييرهم سوف ينتج وضع ثقافي متدني للغاية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب