9 أبريل، 2024 2:52 م
Search
Close this search box.

مع كتابات.. عصام سامي: العالم الافتراضي لا يصنع شاعر 

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: حاورته- سماح عادل

“عصام سامي”، شاعر مصري، حاصل على ليسانس آداب، قسم تاريخ، جامعة عين شمس، عضو اتحاد كتاب مصر، عضو رابطة الزجالين وكتاب الأغاني، عضو رابطة أدباء الحرية، صدر له أربع مجموعات شعرية هي: (أغاني الحب والحرية- شاهد علي مأساتي- هوامش من زمن المنفي- وانتصف ليل القاهرة).

إلى الحوار:

(كتابات) كيف بدأ شغفك بالكتابة.. وكيف طورته؟

• في البداية أنا أرى أن الإبداع الأدبي 50% منه استعداد فطرى أي موهبة، و50% الأخرى يمكن أن تكون دراسة وقراءة واعية وممارسة.. فلو أمتلك الشخص الاستعداد الفطري  بالإضافة إلى العوامل الأخرى سيصبح متميزا، أما إذا لم يمتلك الاستعداد الفطري فلو قرأ ودرس كل الكتب التي صدرت  في الأدب والتي لم تصدر بعد لن يصبح ذو شأن، وعلي أساس من هذا فقد وجدت في نفسي في سن مبكرة القدرة علي الدخول في مجال الكتابة، وأحاول بقدر الإمكان تطوير مشروعي الأدبي وكتابة نص قوى يحلق بعيدا عن المألوف والمعتاد.

(كتابات) تكتب العامية والفصحى لماذا هذا التعدد؟ وأيهما أقرب إليك؟

• الموضوع يفرض علي الشاعر كيفية التناول، ويجب أن يكون انحيازنا للإبداع بغض النظر عن ماهيته وشكله، فقصيدة العامية المتميزة أفضل من مائة قصيدة فصحى بها هنات عروضية وقوافي قلقة، وعلي العكس من ذلك قصيدة الفصحى المنضبطة أفضل من مائة قصيدة عامية بها خلل في الموسيقى، والعامية لها جمهورها, والفصحى لها جمهورها.. أما موضوع أيهما أقرب إلى نفسي فمقياس القرب ليس اللغة بل النص في حد ذاته وما يحمله من ذكريات عالقة في الذاكرة.

(كتابات) تهتم  في شعرك بقضايا عامة.. هل للشعر والأدب عموما دور تجاه المجتمع في رأيك؟

• أتذكر مقولة الكاتب الراحل “عبد الرحمن الشرقاوي” في مسرحيته (ثأر الله ): “الكلمة نور وبعض الكلمات قبور” نعم فالكتاب والمفكرين هم من ينشرون الوعي للشعوب، هم من يقودون مسيرة النضال ضد الفساد والظلم، وعلي سبيل المثال كانت لحركة الاستنارة التي قامت في فرنسا قبيل الثورة الفرنسية والتي كان من أهم روادها فولتير (1694- 1778) ومونتسيكيو (1689- 1755) دورا كبيرا ومهما في قيام تلك الثورة، مهما اختلفت الأزمنة وتبدلت الأحوال سيظل الكتاب هم ضمير أوطانهم، ومرآة مجتمعاتهم.. وأنا هنا أتحدث عن الكتاب الحقيقيين وليس أبواق السلطة والأنظمة الحاكمة الذين يبيعون كل شيء وأي شيء من أجل المال أو المنصب، وكل هذا زائل طبعا.

(كتابات) أًصدرت أربع مجموعات شعرية.. هل وجدت صعوبات في النشر؟

• منذ نعومة أظافري وأنا أدرك أن الحياة ليست عادلة ولا تقوم علي تكافؤ الفرص، وأنه مهما بلغت قدرات الشخص علي الإبداع فلابد من السعي، والسعي الحثيث حتى يجد له مكان، ولهذا لم أعش في انتظار فرصة قد تأتى أو لا تأتى، بل حاولت أن أصنع لنفسي الفرص.. نعم الطريق شاق وليس مفروشا بالورود وخصوصا لمن مثلنا من الأدباء الشباب المشغولين بقضايا الوطن، والذين يقفون علي يسار السلطة، ومما يزيد الأمور صعوبة أن معظم  الناشرين يتعاملون مع موضوع النشر ك (بزنس) وليس كرسالة، ولكن علي جميع المتميزين أن يحاولوا أبراز أنفسهم، والبحث عن مكان لهم في الوسط الأدبي.

(كتابات) حدثنا عن تجربتك الشعرية من بدايتها؟

• البداية كانت في سن مبكرة وجاءت نتيجة التأثر بقضايا الأمة المحورية، كقضية فلسطين والعراق بعد سقوطها بين براثن المحتل، وأيضا كانت الكتابة في مرحلة البدايات نتاج بعض التجارب الذاتية.. وبدأت في النشر في بعض الصحف في تلك السن المبكرة وسرعان ما تجاوزت مرحلة البدايات بكل ما فيها ودخلت في طور الاحتراف.. وبعد ما يزيد عن عقد من الكتابة أدركت أن أية خسارة يمكن أن تعوض إلا أن يخسر الإنسان نفسه ولذلك لم أكتب حرف أخجل منه في  يوم من الأيام.

(كتابات) في رأيك هل اللغة والموسيقى والتفعيلة هي ما يعطى الشعر تميزه أم الموضوعات التي يتناولها؟

• الشكل دائما مدخل للمضمون، والوزن والقافية أهم عنصران من عناصر الشعر، وأية كتابة تخلو منهما يمكن أن نطلق عليها أي شيء بخلاف الشعر، ليس معنى كلامي أنني ضد التجديد ولكن التجديد لا يعنى في تصوري أن نهدم القواعد التي يقوم عليها الشعر، وبالتي يمكننا القول أن الوزن والموسيقى هو ما يميز الشعر عن باقي الأجناس الأدبية، وهو ما يمتع القارئ العادي.. وتراجع الشعر جاء نتيجة ظهور تيارات حاولت أن تهدم أساسيات الشعر باسم الحداثة والتطور وعدم الجمود.

(كتابات) هل ساعدتك وسائل التواصل الاجتماعي في الوصول للناس؟

• العالم الافتراضي لا يصنع شاعر، نعم يزيد من متابعة الجمهور له وهذا وضع طبيعي، وتبقى المشكلة أن معظم رواد مواقع التواصل ليسوا من المتخصصين في الأدب، وبالتالي لا يجب أن يعول عليهم في مسألة التقييم حتى لا ينخدع البعض ويعيشون أعوام في وهم، ثم يفيقون عند التعامل مع ناقد متميز علي كابوس.

(كتابات) ما تقييمك لحالة الثقافة في مصر وهل يجد الكتاب الشباب الدعم؟

• إن الحديث عن الحالة الثقافية في مصر حديث ذو شجون، فالوضع مأساوي للغاية لدرجة أصبح معها التميز وتقديم إبداع حقيقي ليس هو المعيار لتصدر المشهد، بل هناك معايير أخري مثل النفاق الذي أصبح رائجا في هذه الفترة من تاريخ وطننا.. ناهيك عن المحسوبية والشللية وغيرهما من العوامل التي تدعوا للغثيان.. أما مسألة دعم الكتاب الشباب فهم للأسف لا يحصلون علي أي دعم سواء من المؤسسات الحكومية أو المؤسسات الخاصة، ولكن يبقى هناك أمل دائما في التغيير ونتمنى أن يكون قريب.

(كتابات) من هم الشعراء المفضلين لديك وهل تأثرت بأحد منهم؟

• أنا أقرأ لكل التيارات الفكرية والمدارس الشعرية وأستفيد بلا شك من كل هذا، أما مسألة التأثر فأتذكر القاضي الجرجانى اللغوي المعروف الذي قال أن المتنبي، شاعر العربية الأبرز، بدأ متأثرا بأبو تمام وأنتهي متأثرا بالبحتري.. ولكن علي المستوي الشخصي لا يوجد شاعر أسير علي خطاه وأقتفي أثره.. أحاول أن يكون لي أسلوبي الخاص في الكتابة ولا أكون نسخة من شاعر آخر.

(كتابات) ما رأيك في الكتابات الغزيرة للشباب وهل تعكس نهوض ثقافي  أم لا؟

• المقياس الحقيقي ليس الكم إنما الجودة، ولذلك علي جميع الكتاب الشباب أن يفرغوا بعض الوقت ويبذلوا بعض المجهود من أجل تطوير منجزهم الأدبي، حتى يقدموا نص ثري يدور في فضاءات الإبداع الحقيقي، ويكون لهم شأن في عالم الأدب الذي أصبح متخم بأنصاف المواهب والأدعياء، وهؤلاء الأدعياء طبعا يراهنون علي تغير الذائقة لدي المتلقي الذي يعتقدون أنه غير قادر علي التفرقة بين الغث والسمين، ولكنهم واهمون فالتاريخ سيكشفهم والمستقبل سيكون لكل صوت متميز.

 

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب