خاص: حاورتها- سماح عادل
“عزة رياض” كاتبة مصرية، مواليد القاهرة، عضوة إتحاد كتاب مصر، عضوة بأتيلية القاهرة، عضوة بجمعية الأدباء. صدر لها (ديوان حياة ٢٠١٦ مؤسسة مصر للقراءة والمعرفة- ديوان طرح الليل٢٠١٧ دار يسطرون- ديوان الخروج من الأرض ٢0١٨ دار الأدهم- أشخاص قد تعرفهم، مجموعة قصصية). ترجمت لها قصائد إلى الإسبانية والفرنسية.
إلى الحوار..
(كتابات) متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟
- بدأ شغفي بالكتابة في المرحلة الثانوية وكان على هيئة تدوين خواطر ومذاكرت.
(كتابات) في مجموعة “أشخاص قد تعرفهم” قصة “غير جدير بالذكر” حكاية “جليلة” التي تعيش على هامش الحياة.. حدثينا عنها؟
- جليلة هي نموذج من نماذج كثيرة لا تلفت إليها الأنظار، وكأنها كائن طفيلي يسعى البعض للتخلص منه، برغم أنها نتاج ظلم وأنانية الكثيرين.
(كتابات) في مجموعة “أشخاص قد تعرفهم” قصة “نعمة” هل تحكي عن الأنوثة التي قهرها الفقر؟
- قصة “نعمة” تحكى عن الأنوثة التي قهرها الفقر، وقهرها تنازل الرجل عن دوره وإلقاء العبء على الأنثى، ومعاملتها كرجل في بعض الأحيان، وممارسة الذكورة عليها في أوقات أخرى مما جعلها كائن مشوه لا رجل ولا امرأة، تكاد تفقد هويتها.
(كتابات) هل تعتمدين في قصصك على أحداث وشخصيات واقعية أم الخيال يلعب دورا كبيرا؟
- يلعب الخيال معي دورا هاما في الأحداث والشخصيات التي أتحدث عنها، أما دور الواقع لا أستطيع أن أنكره. يكفيني أن أرى نظرة البؤس والحزن في عين أحدهم لاستنتج ما وراء تلك النظرة وما سببها.
(كتابات) في رأيك هل ظلمت القصة القصيرة بعد صعود نجم الرواية في العقود الأخيرة؟
- إيقاع العصر السريع وزخم الأحداث المتتالية الكثيرة المليئة بالتفاصيل جعلت للقصة القصيرة بيئة ملائمة للتواجد والانتشار لأنه عصر السرعة.
(كتابات) هل فكرت في كتابة رواية.. ولما؟
- نعم وبالفعل أعمل على كتابة رواية منذ عام.. لأن الأحداث التي تدور حولها روايتي تحتاج لمساحة أكبر من مساحة القصة القصيرة.
(كتابات) ما تقييمك لحال الثقافة في مصر؟
- حالة الثقافة في مصر كحالتها في كثير من البلدان تتراوح بين الجودة والتردي.
(كتابات) ما رأيك في حال النشر والغزارة في نشر الأدب؟
- بعض دور النشر تتسبب بأخطائها في ظلم العمل الأدبي، من أخطاء لغوية وسوء تنسيق، وفشل التسويق، النسبة والتناسب. نحن أصبحنا 120مليون نسمة وأرى أن طرح متنوع من الأدب والفكر يخلق أفقا جديدا.
(كتابات) في رأيك هل تختلف كتابات النساء عن كتابات الرجال؟
- أنا ضد كلمة الأدب النسوي هي ليست سلعة ملابس أو أحذية، ربما البعض لعنصريته جعل هذا السؤال يدور في الأوساط الأدبية.. فإن تجنيس الأدب يظلم العمل الأدبي.
(كتابات) هل كثرة أعداد الكتاب ميزة أم عيب في رأيك ولما؟
- إن كثرة الطرح تفيد. من فكرة العصف الذهني بين الكاتب والقارئ لخلق أفق جديد. أرى أنها ميزة وليست عيبا.
نصوص ل”عزة رياض”..
بلا ميعاد
في غياهب الطرقات
وعلى عتبات الأبواب التي لا تفتح
فوق الأرصفة المكسوة بطحالب
خطى العابرين
وسط خصلات شعر منثورة
أعمدة الإنارة التي تضيء كراهية
فتظهر شحوب الشمس
سيزعم الجميع أنهم بخير
ربما لأن مازال هناك وقت ما
فعلينا أن نقضيه في الثرثرة
عن موائد الأطعمة الفاخرة
عن امرأة تحارب التقاليد
ورجل يعترف بفضيلة العشق
ومنازل لم تعد تشبه أصحابها
عن الفقر وهو يطارد أجساد العرايا
ويرتدى جلودهن بالإكراه
حانات تتراقص فيها الكؤوس على صوت بكاء السكارى
عن منادى يأتي من مكان مقدس
فيتوقف الجميع عن الكلام.
….
وحشة
في وسط همجية مرتبة
أختلس آنية أمي الفارغة
تحت ستار السكون
اتركها وحيدة
أقبع تحت قذف الندى
تهبط حلى الليل بلا خوف
أحبو نحو الآنية وأحملها لغرفتي
وأطرز بها رداء أسود استعرته من حلم الأمس
سأرتديه كل ليلة قبل النوم
فالظلمة هناك بلا قناديل.
…
اتفاقيةٌ
سأخبرُ اللهَ بأنني لا أريدُ أنْ أموتَ في يوم العطلةِ الرسمية
هناك أمورٌ يجب أن أنجزَها
عليَّ أنْ أرتبَ المنزل
وأزيحَ هالاتِ الأتربة
التي دونتُ بإصبعِي عليها
تاريخَ ميلادٍ
ونصفيْ قلبٍ
ودائرةً بها عينانِ وفمٌ
بملامحَ صُغْرى
عليَّ أيضا أن أجريَ اتصالا هاتفيًا
خاطئًا
فمنذُ فترةٍ
لم أسمعْ صوتا غريبًا
سئمتُ الأصواتَ المألوفة
ذاتَ العباراتِ المحايدة
– كيف حالك؟
– بخيرٍ..
حتى ولم أكنْ
كلُّ العُطْلاتِ السابقة
لم تكن إلا أوقاتٍ سقيمة
مرتْ وأنا أنتظرُ أن يحضرَ ملكُ البكاء.
….
من دون قصد
من ديوان الخروج من الأرض
كحفنة من تراب ترغب في البعثرة
لتسكن كل الأرض
أو كالرغبة حين تفنى بالبوح
تكتبني الكلمات على هيئة لغز
وطفلة لا تملك إلا السؤال
لماذا؟
تجيبني الأشياء كما يحلو لها
مر وقت طويل
أبحث فيه عن بدائل للبدائل
من دون جدوى
تخبرني سذاجتي بأنه عليّ أن أجد من أقتسم معه الوقت
وأن الأزهار تتحدث
ولليل مقصد آخر غير الراحة
وعلى أن أجالس السعداء إن وجدوا
وفى غفلة يدركني الزمن
فأتحول لامرأة تكف عن السؤال
وتكتفي بالمشاهدة.