24 سبتمبر، 2024 7:29 م
Search
Close this search box.

مع كتابات.. عثمان الشيخ:  كتاب جيلي كسروا أنماط السرد القديمة رغم المتاريس النقدية التي تواجههم

مع كتابات.. عثمان الشيخ:  كتاب جيلي كسروا أنماط السرد القديمة رغم المتاريس النقدية التي تواجههم

خاص: حاورته- سماح عادل

“عثمان الشيخ خضر النور” كاتب سوداني، ولد في ولاية نهر النيل- مدينة شندي- حي قريش، خريج بكالوريوس هندسة ميكانيكية، من كلية الهندسة جامعة وادي النيل بعطبرة 2013، يعمل حاليا بالهندسة.

يكتب بعدد من الصحف السودانية:” صحيفة (الجريدة)- صحيفة (مصادر)- مجلة (جيل جديد) (ألوان)- (الوفاق)- (المجهر) “.

حاصل على شهادة تقديرية، في الدورة التاسعة من مسابقة الطيب صالح للقصة القصيرة (أبريل 2018)، عن نص ( وجه أمي). حاصل على المركز الثاني في مسابقة مجموعة (لمتنا كتاب) في مايو 2017 عن نص (لبان… حلاوة… مناديل ورق). حاصل على المركز الرابع في مسابقة (قصص على الهواء) المختصة بالقصة القصيرة، والتي تنظّمها  مجلة (العربي) الكويتية بالتعاون مع إذاعة (مونتي كارلو الدولية) التي تَبث برامجها من باريس. عن قصة (انتقال) وذلك في فبراير 2018. حاصل على المركز الأول عربياً في مسابقة (مجلة فن السرد) بالمغرب عن نص (الخروج من بوابة الجسد) وذلك في مارس 2018.

إلى الحوار:

(كتابات) تخصصك في الهندسة الميكانيكية.. من أين جاءك شغف الكتابة؟

  • شغفي بالكتابة ناتج من شغفي بالقراءة بالأساس، فكثافة الكتب التي أقرأها هي التي ولدت فيني تلك الرغبة البعيدة في ارتكاب حماقة الكتابة. فهما فعلان متلازمان إلى حد كبير يعزز أحدهما الآخر. أما الدراسة الأكاديمية فساهمت في تكوين شخصيتي الأدبية من المنتديات الأدبية والصحف الحائطية التي كنا نصدرها داخل كلية الهندسة بجامعة وادي النيل، وأذكر منها صحيفة (زوايا) التي كنت أصدرها رفقة ثلاثة أصدقاء آخرين، وكانت فتحاً مميزا شهد بداياتي في كتابة المقال والقصة والشعر.

(كتابات) تكتب مقالات في عدة صحف سودانية حدثنا عن ذلك؟

  • كتابة المقال إحدى الضروب التي أمارسها بشغف فمن خلالها استطيع مناقشة قضايا المجتمع السياسية والثقافية والأدبية، بعيداً عن صرامة النصوص القصصية.

وأشكر هنا صحيفة (الجريدة) السودانية على منحها لنا مساحة الكتابة الأسبوعية بملف (مبتدأ وخبر) عبر زاويتي (كتابات للحياة).  وكذلك الملف الثقافي لصحيفة (مصادر) بنشري من خلاله لمقالات تهتم بعملية الكتابة نفسها وتقديم قراءات لإصدرات مختلفة سواء أكانت في الشعر أو السرد. وأيضا ومجلة (جيل جديد) الإلكترونية الشهرية والتي أكتب فيها أيضا مقالات تهتم بالفكر والقضايا الثقافية والمعرفية.

إضافة إلى صفحتي الشخصية على فيسبوك والتي أكتب فيها باستمرار بعيداً عن صرامة المحررين. كما وأنّي أحاول من خلالها أن أدير حوارات ومثاقفة تُعينني على كتابة المقالات.

(كتابات) فزت بأكثر من جائزة في مجال القصة القصيرة.. هل الجوائز تدعمك نفسيا؟

  • مؤكد أن إحساس الفوز هو إحساس جميل، فالرغبة في الانتصار والفوز هي رغبة إنسانية خالدة ومتجذّرة في تكوينه النفسي. لكنها ليست الأصل في المشاركة في المسابقات، فتجريب النصوص في بيئات مختلفة واختبارها مع منافسين جُدد يجعلها أكثر قوة وجودة، ويصقِل أيضا ملكة السرد للكاتب. فالقصة القصيرة أو كتابة الأدب بصفة عامة شأن كَوني وإنساني، لا يقتصر على بيئة جغرافية معينة أو وشيجة عرقية بغيضة، فهو يتجاوزها إلى ما هو أبعد من ذلك.

(كتابات) لماذا لم تتخذ خطوة النشر الورقي.. وهل هناك صعوبات في النشر للكتاب الشباب في السودان؟

  • النشر الورقي خطوة مهمة وبالتأكيد في الحسبان؛ ولكن تأخّرها مُرتبط بقناعتي أولا بوجود منتوج كامل يستحق الدفع به إلى ماكينات الطباعة. وثانياً وجود بيئة نشر جيّدة تهتم بالمنجز الإبداعي وجمالياته قبل اهتمامها بشكله والمال الذي يدفع فيه.

والشباب في السودان ليس استثناء مما يحدث للشباب العربي من ضياع فرصهم في النشر المبكر أو حتى الاهتمام بتجاربهم نقداً ورعايةً. فدُور النشر ما زالت تُحجم عن المجازفة بهم.

(كتابات) ما تقييمك لحال الثقافة في السودان؟

  • الثقافة في السودان في المُجمل بخير فما زال الناس هنا يقرأون ويتناقشون في أندية القراءة المختلفة، ويقيمون الندوات والأمسيات الشعرية والملتقيات الأدبية.

ولكن لا تزال الدولة تَنظُر إلى أمر الثقافة بشيء من الرّيبة والشك والحذر، فما تلبث إلا قليلا حتى تقوم بإيقاف أمسية ثقافية ما لأسباب غير واضحة، أو تُصادِر كتاباً لأنه جاء على غير هوى رقيبهم، أو تعتقل كاتبا لمجرد أن قال رأيه في أمر ما. هذا غير تقصيرها الواضح في حركة الطباعة وذلك بوضع العراقل  مثل الضرائب الباهظة على مدخلات الطباعة. وأيضا عدم تشجيع قيام المكتبات ومعارض الكتب الدورية. ولا نتجاوز البيروقراطية المُملة في إجازة الكُتب وضبابية المعايير من قِبل الجهات المنوط بها تحديد أهلية الكتاب للنشر من عدمه.

(كتابات) هل لديك مشاريع مستقبلية للكتابة.. وهل تفكر في كتابة الرواية؟

  • ليس لدي تفكير في الرواية حاليا.. ربما تأتي مستقبلا.. فكتابة الرواية تجربة كبيرة أتمنى أن أخوضها يوما ما.. وقناعتي أنها تجربة تحتاج إلى مزيد من النضج وصَقل الأدوات الكتابية.. هذا غير أن المنجز الروائي المحلي أو العالمي كبير جدا ومتقدّم ومن الصعب أن تشق طريقك في ظل تجارب قوية ومميزة وناضجة.. فعظماء مثل الطيب صالح وماركيز ونجيب محفوظ وكافكا خلّفو إرثا سردياً عظيماً.

(كتابات) جاء في تقرير لجنة التحكيم في مسابقة مجلة فن السرد: ” قصة “الخروج من بوابة الجسد” تكشف عن قدرة ملفتة في توظيف الزمن، مكَّنها من ذلك لغة متماسكة أبعدتنا عن  نمطية السرد”.. كيف طورت مهاراتك في كتابة القصة القصيرة؟

  • بالقراءة طبعاً.. ومن ثم بالتجريب واستخدم تقنيات سردية مختلفة وأساليب كتابية جديدة.. فالتجريب هو الأساس الذي تقوم عليه تجربتي الكتابية المتواضعة.. وكاتب القصة القصيرة بدون تجريب سيتوقف عن الكتابة أو سيظل حبيساً لتقنيات قديمة، فتطور العلوم الإنسانية والاجتماعية والدراسات السلوكية ساهم بقدر كبير في تطور فضاءات القصة القصيرة وجعل منها فن مميز وقوي.

(كتابات)  ما هي روافد تكوينك الثقافي ومن الكتاب الذين تأثرت بهم؟

  • هي روافد عدة، ولكن تظل القراءة عن القصة القصيرة كفن، وقراءة المجموعات القصصية المختلفة هي أهمها. ومن ثم كل ما هو سردي مثل الروايات المترجمة أو العربية، القديمة والحديثة. وكل ما هو فكري ككتب النقد والدراسات الأدبية. وكل ما هو دوري كالمجلات والإصدارات الثقافية المحكمة كمجلتي العربي والدوحة. ويمتد الأمر إلى الكتب التي تهتم بالتاريخ والمذكرات الشخصية وأدب الرحلات والفلسفة. والكثير من الشعر.

أما عن الروافد الأخرى فالحوارات المباشرة مع أبناء جيلي أو الذين سبقونا، في جلسات المثاقفة والورش الكتابية ساهمت بقدر في رفد تجربتي الثقافية والمعرفية. أضف إلى ذلك اهتمامي بتتبع الأفلام الوثائقية الجيدة والتي تحمل مضامين كبيرة تصقل ذهني بمزيد من الأفكار.

أما في شأن التأثر فيبدو أني تأثرت بالكُل. وإن كان لابد من التورط بذكر أسماء فتحضرني أسماء سودانية عظيمة في كتابة القصة القصيرة  كأستاذ الأدب الروسي بشرى الفاضل، وأحمد ابو حازم، والهادي على راضي، وإبراهيم جعفر وغيرهم. وفي الرواية نجد الطيب صالح وإبراهيم إسحاق وعماد برّاكة والزين بانقا وغيرهم. أما عالميا فتأثرت بتشيخوف وامبريتو ايكو، وبرغاس يوسا، كارلوس زافون وفرانز كافكا.

(كتابات) هل التطور التكنولوجي وتطور وسائل الاتصال والانترنت ساهم في انفتاح الثقافة في البلدان العربية وسهولة التواصل؟

  • بكل تأكيد.. فمع هذه الثورة التقنية العظيمة صار التلاقح الثقافي والمعرفي شبه يومي هذا إن لم يكن لحظي.. وعن طريقها أيضا استطعنا قياس حالنا الثقافي العربي وذلك بعقد مقاربات بين بيئاتنا الثقافية المحلية مع بيئات أخرى المختلفة. هذا غير المشاركات المختلفة على مستوى المسابقات أو الإصدارات أو كتابة المقالات وإجراء المقابلات.

(كتابات) جيلك من شباب الكتاب بماذا يتميزون عن الأجيال السابقة؟

  • يتميزون بكسرهم لأنماط السرد القديمة وتمردهم على السائد والنمطي والمطروق. وتقديمهم لتجارب جديدة في الكتابة الإبداعية تمتاز بالقوة والاختلاف، وهو أمر أجادوه إلى حد معقول في ظل المتاريس النقدية التي تواجههم على مستوى القبول بهم، فهناك دائما النقاد ولجان التحكيم التي ترتكز على معايير قديمة وبالية لا تتناسب مع فعل عظيم ومتطوّر كفِعل الكتابة.

قصة وجه أمي..

الرَهقُ يتملّكني تمامًا، قدماي تنفُثان دُخان التعب من بين أصابعهما بكثافة، يزداد خفقانهما كقلب طفل أفزعه كلب.. أتثاءب بقوة، أفرك عينيّ الدامعتين..أحكّ الندبةَ التي تَعلو جبيني.. أتمغّى على السرير بلذّة كأفعى تُخِيط صفحة الأرض؛ لأُفرغ مخزون الرهق الذي دبّ في أوصالي، يتألم ظهري ولا أقوى على إكمال دورة التّمغّي. أنحني للأمام بصعوبة لإفراغ ثلاثة أكواب من الماء في جوفي. وأعيِد ظَهري ببطءٍ إلى وضع الاستلقاء.

لم يكن مشوارًا اعتياديًّا فقدْ استنفدت فيه كل طاقتي الكامنة … عَيناي كانتا تلتقطان التفاصيل بنَهَم، تَرقُبان حركة المارّين بحذرٍ ووَجل.. كنت أخشى اقترابه منّي.. أخشى أن يَكتشفني أو ترشده رائحتي المميزة… فلديه حاسّة شمّ قويّة .. يستطيع أن يميّز بها الناس من روائحهم، حركة جسده الثقيلة، طغت على أعوامه الخمسين والعرجة الطفيفة التي على رجله لا تُمكّنه من اللحاق بي وهو يعدِل من وضعيّة نظّارته كل مرّة. رغم ذلك بدا لي أنّه يلاحقني بدقّة .. أكاد أسمع تردّد أنفاسه خلفي.

لقد سرقت محفظته واكتشفني في آخر لحظة.

***

أنزلق إلى شارِع قَذِر، مليء بالروائح النفّاذة التي سَببّت لي زكامًا لحظيًّا .. سددت أنفي بيد واحدة وباليد الأخرى أحاول جاهدًا تفقّد محتويات المِحفظة… وبسرعة البرق الخاطف، عبرت تلك الأزقّة التي جلست عليها كثيرًا أنظّف الأحذية وأمسحها .. لمحني من بعيد..

تبًا لهذا الوغد كيف اكتشفني.. يبدو أنّه لم يُحوّل نظره عنّي كثيرًا واستطاع أن يتوقّع مسار تحرّكي داخل السّوق. لون قميصي الأحمر الفاقِع جعلني مميزًا كالثور الأحمر في وسط قطيع من الثّيران البيضاء.. استنفرت قدميّ النّحيفتين وركضت بسرعة أراوغ الأزقّة التي أعرفها جيّدًا ونِمتُ فيها لياليَ كثيرة.. وكلاعب كرة ماهر أقفز فوق الأحجار والإطارات السّوداء التي وضعت على ناصية كل شارع.. أسمع صوتًا من بعيد “توقف .. أيُّها الأحمق” لقد كان صوته.

اخترق الصّوت أذني كرصاصة، أتجاهله مُتعمّدًا حتّى لا يدبُّ الخوف في داخلي فأبطئ من حركتي.

أنحني يمينًا، بسرعة من تعوّد المراوغة وخَبر الدروب، فخمسة عشر عامًا اكتسبت فيها بدنًا متناسقًا وجيّدًا ولياقة بدنيّة عالية. أصطدم مع انحناءتي بقِدر الفُول المنصوب على ناصية الشارع… يصرخ فيّ الصّبيّ الذي يعمل مع بائع الدُّكان… يتأزّم موقفي أكثر فأكثر.. أحاول أن أشرح له أنّي لم أقصد ذلك وعيناي ترقبان الشّارع بقلق.. لأنه إذا حضر من يطاردني ستمضي الأشياء على غير ما أشتهي… يدلفُ إلى داخل دُكّانه ويجلب عصا غليظة كأنّها قُطعت بحقد، وأنا في غمرة خوفي واعتذراي له يهوي بها على جسدي.. كمن يَهوى بفأس على جذع شجرة، تُصيب ظهري وأنفلت منه كسهم خرج من قوس رامٍ .. يرسل لي وابِلًا من الألفاظ النابية والقبيحة ونظراته كأنّها شرر متطاير.

أبتعد عنه إلى الشارع التالي، تغيبُ عنه ملامحي، يأتيني صوته من بعيد وهو يكيل الشتائم لي، ويَسُب أمّي.. أبتسم ساخرًا فأمّي ماتت منذ زمنٍ بعيد.. لا أكاد أميّز ملامحها جيدًا، كنت حينها في السادسة من عمري.. عندما وجدتها مُمدّدةً على الإسفلت تخرجُ من فَمها الدماء كالنوافير. فقد كانت تركض خلف رجل أعرج وهي ترتجِيه أن يتوقّف.. ينتهرها ويذهب، تركض خلفه وتصدمها العربة المُسرعة لا يكترثْ لها ويمضي.

أخبرني أحد الذين شهدوا الموقف بهذه القصة، حكاها لي كأنّها مُجسّدة أمامي الآن.. كان يغرس سكاكين التّفاصيل في ذهني.. أتألم لذلك.. قال لي: إنّ هذا الرّجل البغيض هو الوحيد الذي يعرف أمّك ويقال أنّه زوجها.. ويحمل صورة لها في مِحفظته.. قال: إنه لن يفرّط فيها. ظللت أبحث عنه زمنًا طويلًا، أدقق في ملامح كل الذين يجلسون أمامي لأنظف أحذيتهم، في كل زقاق أنام فيه ليلًا.

وها هو الآن عاد من لا حيث أدري..

***

تقعْ المِحفظة من يدي وألتقطها مرّةً أخرى أنفض الغبار عنها بسرعة يسقط الكيس الذي أحمل فيه علب {الورنيش} وفُرش مَسح الأحذية، أنحني لالتقطه..

ولكن…

أسمع صوت مكابح قويّة، كشطت وجه الأرض وأصدرت صوتًا عنيفًا تلاه صراخ واستغاثة.. أكاد أشم رائحة الإطارات النافذة.

اخخخخخ، لقد صَدمت العربة صاحب المِحفظة، رأيته من بعيد ممدّدًا علي الأرض.. الدّماء تسيل بسخاء من فمه كالنّوافير.. يرتج جسده كالذّبيح.. تخرج روحه بصعوبة وقسوة.. يتجمّع النّاس حوله ويحوقلون “لا حول ولا قوّة إلّا باللّه”.. لا يقوى أحدهم على الاقتراب منه، ينظرون إليه وهم يصفقون يدًا بيد ويفرّون، لا يقوى أحدهم على رؤية هذا المشهد .. ورؤية الدّم الخارج من فمه كالنّوافير.. حينها امتزجت عندي.. مشاعر الإشفاق عليه بالغضب منه… والمأساة التي عِشتها سابقًا والنّصر الذي حقّقته الآن.. عادت سكاكين التّفاصيل تَنهشُ في ذاكرتي.. لاح لي طيف أُمّي.. في الأفق.. تذكّرت حديث الرّجل الذي سرد لي قصة الوفاة .. والمِحفظة ما زالت بيدي..

أنفض الغبار عنها، أقلبها بسرعة وأتفحّص محتوياتها بيدين مُرتعشتين.. ألمح فيها بطاقةً شخصيّةً لشخص وحزمة أوراق نقدية مختلفة .. وصورة امرأة جميلة ومبتسمة لها أسنان برّاقة وعينان رائعتان، تحمل بين يديها طفلًا شقيًّا في وجهه ندبة خفيفة.. يُلوّح بكلتَي يديه ويبتسم للفراغ أو للشّخص الذي يلتقط له الصّورة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* القصة الفائزة بجائزة الطيب صالح للقصة القصيرة في دورتها التاسعة

 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة