8 أبريل، 2024 1:40 م
Search
Close this search box.

مع كتابات.. عبد الرزاق المولي: الفنان العراقي لم تصنعه الدراسة الأكاديمية فقط بل الحروب والصراعات

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: حاورته- سماح عادل

“عبد الرزاق المولى” فنان تشكيلي عراقي، اسمه “عبد الرزاق حسن صالح المولى” من مواليد 1965 في مدينة الموصل- جمهورية العراق، حاصل على دبلوم فنون جميلة- روسيا 1997-2001. وهو رئيس رابطة التشكيلين الشباب في محافظة نينوى من 1994 إلى 1998، وعضو عامل في نقابة الفنانين العراقيين 1997، وعضو جمعية التشكيلين العراقيين بغداد 2001. حصل على الجائزة الأولى في مسابقة الرسم الحر قاعة الربيع/ نينوى 1996 اتحاد الشباب.

المعارض:

  • المعرض الشخصي الأول 1990 منتدى شباب نينوى.
  • المعرض الشخصي الثاني 1992 كلية الآداب/ جامعة الموصل.
  • المعرض الشخصي الثالث 1993 كلية الآداب/ جامعة الموصل.
  • المعرض الشخصي الرابع 1994 قاعة الربيع/ نقابة الفنانين.
  • المعرض الشخصي الخامس 1995 مركز شباب المثنى.

يقول عنه الفنان والباحث التشكيلي السوري”عبد القادر الخليل” في مقالة في “بوابة شموس نيوز”: “لوحاته التشكيلية تحمل الطابع الخاص في الإضافة أنها تحمل رسالات الشمال والغرب والشرق, أي أنه يرسم اللوحة بتأثير الثقافة الروسية والرؤية اللونية, وكما أنه يواظب على أسس الفن الأوربي والحركات التي ظهر منها أسلوب التجريدي والتكعيبي, ويمضي في طرح مواضيع بقلب عربي. ليجعل من الحرف العربي أسلوب جديد في اللغة التكعيبية.. تصميمات الفنان عبد الرزاق تتكون من مناظر هندسية متظاهرة في عالم التكعيبية. أرى اهتمامه بصيغة العبرة الداخلية مما تكون في القشرة المشيرة إلى صبغة الجمال البصري. من الألوان المتجاورة يصنع إضاءة العمل ويعطي منه أيضا لغة الظل المناسب. يتقارب من نظريات الفنان “سيزان” و”بيكاسو” في تحليل الخطوط المتوازية  وأيضا في بعض منجزاته نراه يُسلط الإضاءة دون تظليل ويصنع الحدود المتطرفة في بناء العمل. بينما في منجزات ثانية أراه يرضي نظرية التحليل للأشياء من خلال الأشكال الهندسية. يُحطم هناك الإضاءة لبناء المنظر في شكل مختلف وفي حقيقة تشكيلية. كما تتمتع منجزاته بصفة التجريد الهندسي يخطر لي أنه أيضا له تأثير من الفنان “روبيرت ديلاوني”.. في لوحاته المختلفة, أشاهد قراءات كثيرة ناتجة من مواضيع الفنان المولي في استخدام تجارب مختلفة المذاهب, لم يستخدم الحروف العربية كما يستخدمها فنانين الشرق, بل جعل من الحروف أشكال ثانية, تكوينات من التكعيبية الأوربية, لكن بألوان الشمال الذي عُرف بتهذيب الألوان في خدمة ذوق الفنان. عرفت روسيا في الألوان الوضاءة , الساطعة, الجذابة, النظيفة, وهذه لم تظهر في التعبيرية الأوربية ولا في المدرسة التكعيبية في فرنسا. الحروف العربية في أدوات التركيب الموضوعي  يتعاطف في المغزى وفي الشكل مع أمته وقومه. لهذا أشير إلى أسلوب ذاتي جديد دون تحطيم الأسس المعروفة وبغض النظر أنه يُترجم حالات عاشها في رؤية الشمال ومن الثقافة المكتسبة في الدراسة العامة”.

إلى الحوار:

(كتابات) متى بدأ شغفك بالرسم وكيف تطور؟

  • عندما اسأل هذا السؤال تعود بي ذاكرتي إلى مرحلة الطفولة في سبعينيات القرن الماضي في حي شعبي في مدينة الموصل، بدأ شغفي بالرسم من خلال الرسوم والكلمات الملونة الجميلة التي كانت تزين العربات الخشبية للباعة المتجولين، والتي حاولنا أنا وأصدقائي برسمها بقطع الفحم على جدران المنازل، أو محاولة تقليدها من خلال اللعب بالطين، هذه هي بداية الانبهار بالإشكال والألوان والخطوط.

وبعدها بدأت المراحل تتوالى بين فشل ونجاح، بين انكسار أحلامي بأن أصبح رساما، وبين نجاحات وهدايا أقلام ملونة صغيرة أحصل عليها من معلمة الرسم في المرحلة الابتدائية في المدرسة، هي ذكريات بريئة وجميلة مازالت تمرح في الذاكرة، ولا أريد الإطالة بالحديث عن التفاصيل، تطورت مهارتي بالإصرار وعدم التوقف عن الرسم مهما كانت الظروف، ووضعت هدفا لي بأنه ليس المهم الالتفات إلى جغرافية ومزاج الطبيعة بقدر ما هو مهم الوصول إلى النهاية التي أريدها.

(كتابات) درست في روسيا حدثنا عن تلك الفترة؟

  • كانت هناك تأثيرات وتأثر كبير بكل ما هو مختلف عن بيئتنا، قرأت الأدب الروسي، أول رواية اشتريتها من شارع النجفي رواية (الحرب والسلام) “ليو تولستوي” أثرت بي هذه الرواية بل نظرتي تغيرت نحو كثير من الأشياء، وبعدها قرأت ل”لكسندر بوشكين”، “بوريس باسترناك”، “دوستويفسكي”.

أما عن الدراسة في روسيا، ليس هناك جديد نفس التقاليد الأكاديمية في الدراسة باستثناء أنهم يشجعون الطالب المختلف والمبتكر، وأعجبت بتلك المرحلة بأعمال “كازيمير ماليفيتش”، “فاسيلي كاندنسكي”، وأعمال “بيوتر كونتشالوفسكي” الأب الروحي لمدرسة الفن الطليعي الروسي. تلك المرحلة أضافت لي الكثير بحيث فتحت لي أبواب وشبابيك جديدة للرؤية الفنية.

(كتابات) تجاربك في التشكيل انصبت على الحرف العربي وإمكانية توظيفه بأسلوب التجريد التعبيري.. حدثنا عن ذلك وكيف تتميز عن الآخرين ممن استخدموا الحرف العربي؟

  • بدأ اهتمامي بالحرف العربي في عام 1984 عندما اقتنيت مجلة “الرواق” وهي مجلة قديمة صدرت عام 1980، كان فيها مقال للناقد “محمد الجزائري” حول “شاكر حسن آل سعيد” وهو يشرح حول البعد الواحد والحرف العربي، كانت فرصة عظيمة أن ألتقط هذه المقالة عن مؤسس جماعة البعد الواحد، وأذهب إلى بغداد للالتقاء به، وتكررت اللقاءات، كانت هذه بدايتي مع الحرف العربي بحيث بدأت بدراسة أعمال جميع الفنانين العراقيين والعرب الذين استلهموا الحرف العربي في أعمالهم، وأن تكون لي محاولات وتجارب خاصة بعيدا عنهم بأن استلهم الحرف العربي في أعمالي.

أما عن تميزي عن الآخرين فإني دائما لا أضع أعمالي في مقارنة مع الآخرين أبدا، أنا أرسم وكفى وماعدا ذلك فهو من اختصاص النقاد والإعلام والجمهور، بل جل محاولاتي تنصب على التفرد وصدق التعبير في إخراج أعمالي على الأقل من وجهة نظري.

(كتابات) ما هي المواد التي تحب استخدامها ولما؟

  • في البدايات كانت الألوان والخامات محدودة، ولكن الآن توفرت الكثير من المواد والألوان بمختلف أنواعها، تبقى الاستخدامات عندي حسب حالتي النفسية وفكرة العمل هي من تحدد لي نوع تلك العلاقة، فالفنان يعيش فترات الفعل بحواسه وأعضائه، وأحيانا تتبدل الأشكال والألوان في العمل عدة مرات إلى أن أصل إلى النقطة التي اعتقد بأني يجب أن أترك اللوحة لكونها انتهت ووصلت إلى قمتها. وأحيانا اترك العمل يحمل الكثير من القبح وأعرضه وأنا سعيد به، (لابد أن يحمل العمل الفني القبح، مادام يعبر عن زمن القبح).

(كتابات) ما هي التطورات التي حدثت لفنك منذ البداية وحتى الآن؟

  • طريق الفن طريق طويل فيه منعطفات ومحطات كثيرة ولكل مرحلة من تلك المراحل فيها العشرات من التجارب الفاشلة، والناجحة، على العموم رؤيتي الفنية الآن حتما أنضج من قبل خمسة سنوات وهكذا هو طريق نسير به حتى النهاية، أما التطورات التي طرأت على فني، فإنه من اختصاص النقاد.

(كتابات) هل تأثرت بمدرسة ما أو فنانين سواء عرب أو غربيين؟

  • الفنان قبل كل شيء هو إنسان يتأثر بالبيئة والمحيط الذي يعيش به، أما في البدايات المدارس الفنية التي تأثرت بها الواقعية والانطباعية وانتقلت بعدها إلى الحروفية والتجريد التعبيري، ومن أهم الفنانين الذين تأثرت بهم  الفنان التشكيلي “شاكر حسن آل سعيد” ومن الفنانين “كازيمير ماليفيتش”، وكثير من مؤسسي التجريد التعبيري الغربيين.

(كتابات) ما تقييمك لحالة الفن التشكيلي في العراق في الوقت الحالي؟

  • أولا أنا أصغر من أن أقيم حالة الفن التشكيلي العراقي، ثانيا يتطلب تقييم الحركة التشكيلية العراقية دراسة كل الجوانب التاريخية والسياسية والاجتماعية التي مرت على عمر التجربة، وما تركت من تأثيرات في المشهد التشكيلي العراقي، كون الفنان العراقي لم تصنعه الدراسة الأكاديمية فقط بل ذلك الصراع والحروب والحصار حتما تركت أثارها على تجاعيد وجهه، وأيضا تركت آثار على مجمل أعماله الفنية، ورغم ذلك مازال الفنان التشكيلي العراقي في المقدمة، كون لدينا في العراق والمهجر مئات الفنانين العالميين، إن أنصفتهم المؤسسات الثقافية العالمية.

(كتابات) قيل عنك “يستخدم الحروف العربية لتكون هي أداة الشكوى والاحتجاج أمام مساوئ الحروب” هل هناك رسائل ما تريد توصيلها من خلال لوحاتك؟

  • معرضي الشخص الثاني عام 1992 ضم لوحات حروفية، كان اللون والشكل والخط في حركة متداخلة لتشكيل شكل الحرف كاملا، ألوان نقية فاتحة، وبعدها بدأت تلك الحروف تتكسر وتتجزأ وتأخذ تلك الأشكال المنزوية الخائفة وهي تتشكل داخل العمل، وبدأت الألوان تميل كثيرا نحو لون الرماد والألوان الحيادية، بتعبير صادق ينسجم فيه مع الواقع عبر خطوط اللوحة وألوانها، وأنها تحمل في تفاصيلها أحاسيس ووجهة نظري عما يدور حولي، تلك كانت أولى رسائل الاحتجاج إلى العالم، نعم كانت هناك رسائل، ورسائل كثيرة أوصلتها من خلال لوحاتي حول قسوة الحروب والفوضى والجنون الذي يجتاح العالم، بالنهاية نحن دعاة السلام والإنسانية.

(كتابات) أسست “جماعة الانطلاق للحروفية” احكي لنا عنها؟

  • في عام 1994 كنت رئيس رابطة التشكيلين الشباب في محافظة نينوى، قررنا أنا وثلاثة من التشكيلين الشباب أن نؤسس جماعة فنية للحروفية في مدينة الموصل، اختار التسمية الشاعر “حاتم حسام الدين”، وهو من كتب البيان الأول للجماعة، مجموعة من الشباب كان عليهم أن يبحثوا عن إضافة جديدة للبعد الواحد التي أسسها الفنان التشكيلي المرحوم “شاكر حسن آل سعيد” في بغداد، والانطلاق نحو المستقبل من خلال تجاربهم وبحثهم في الحرف العربي، هم جميعا رفضوا الفن الكلاسيكي أو الأكاديمي التقليدي، وبعد سنة كانت الحصيلة ثلاثون عمل لم يعتاد عليها أحد من قبل بصيغ وأساليب غير مألوفة.

(كتابات) هل واجهتك صعوبات كفنان وما هو جديدك؟

  • الفن التشكيلي رحلة جميلة، ورغم صعوبة الرحلة إلا أنها تحمل الكثير من لذة النجاح، تبقى اللوحة هي الملاذ الآمن لي رغم الصعاب. نعم لدي معرض شخصي اعمل عليه الآن.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب