15 نوفمبر، 2024 6:44 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. شيرين شحاتة: الأدب هو البوابة التي انطلق عبرها وبحيوية نحو الحياة

مع كتابات.. شيرين شحاتة: الأدب هو البوابة التي انطلق عبرها وبحيوية نحو الحياة

خاص: حاورتها- سماح عادل

“شيرين شحاتة عابدين”، كاتبة مصرية، تعمل مدرسة لغة انجليزية، صدر لها أول أعمالها رواية “لا تغربي” 2017 عن دار فصلة، وثاني عمل رواية “سقطت سهوا في هواك” عن دار أكتب 2018، وفازت قصتها القصيرة “حديث الصمت” في مسابقة لدار أطلس 2018.

إلى الحوار:

(كتابات) كيف بدأ شغفك بالكتابة.. وهل حلمت أن تكوني كاتبة؟

  • بالنسبة لشغفي بالكتابة فقد بدأ مع بداية المرحلة الإعدادية، وكان حبي للكتابة حينها حبا بريئا لم ينقر علي شرفة أحلامي وقتئذ حلم بأن أصبح كاتبة، تلك المرحلة التي استهللتها بكتابة الخواطر وشيء من الأشعار الخجلة والتي توقفت عن كتابتها لسنين لأعود وأجدني رهينة لسطوة القلم، والذي ضخ حبره دفعه واحدة داخل أوراقي التي كانت بيضاء الصفحات قبل استشراف مخطوطتها الأولي “لا تغربي”.

(كتابات) هل بدأت بكتابة الرواية أولا.. وهل واجهتك رهبة الكتابة؟

  • نعم بدأت بكتابة الرواية أولا، ولكن في بداية الأمر لم تصيبني الرهبة المصاحبة لكتابة الرواية حيث كان لقاءي الأول بمحض الصدفة ودون سابق وعد معها، وعندما فعلتها كنت أظن في بداية الأمر أني أسطرها  لنفسي، الأمر الذي اختلف تماما مع روايتي الثانية (سقطت سهوا في هواك  فمعها خرج وسواس المفردات من قمقمه ليتوحش أمامي بميزانه المرهق، ولذلك استغرقت في كتابتها وقت أطول ومجهود مضاعف.

(كتابات) في رواية (لا تغربي) تناولت قصة عشق كبرى.. لما كتبت عن العشق هل لأنه يجذب القراء؟

  • بالفعل روايتي (لا تغربي) تتناول قصة رومانسية كبري ولكني لم أقصد بها جذب القراء، حيث أني انتقلت من خلالها إلي محاور اجتماعية متعددة، ومنها تكافلنا في حياة مشتركة لا تستقيم بنا كفرد أحادي بل كفرد لا ينشطر عن الآخرين، وتطرقت من خلال قصة الحب هذه إلي أسطورة السعادة،  وكيفية الوثب داخل صفحاتها لنتمكن من قراءة أسطرها لنصطدم عندها بالسؤال هل القراءة يجب أن تكون فردية أم جماعية لحصولنا علي الابتسامة المنشودة؟.

(كتابات) في رواية (لا تغربي) كان البطل رجلا.. هل كان صعبا الكتابة عن الرجل.. ولما لما تختاري بطلة؟

  • لم أجد صعوبة في الكتابة عن بطل روايتي والذي لعب دوره رجل، فأنا عند الكتابة لا يشاغبني أزمة النوع، فهي لا تقف أمامي كحائل يعجزني عن البوح بما أريده، فأنا عندها أتلبس حالة ذاك الرجل أو رداء تلك المرأة بل قد أنزع تماما رداء النوع وأضع عليهم ثوب الإنسان والذي أتحرك داخله بأريحية شديدة، بل أن هذا قد يمتد إلي الجوامد فجميعنا لنا أدوار تظل منقوصة لا تكتمل إلا بنا جميعنا، وإن كان بطل روايتي الأولي رجل فدور البطولة بروايتي الثانية كان لفتاة في مقتبل العمر.

(كتابات) هل واجهتك صعوبات كونك كاتبة؟

  • الصعوبات قد تتمثل في تقبل المحيطين لما أكتبه، هل قفزت به فوق خيالاتهم أم أنني لم أبرح بعد محيط فلكهم، ولكن أستطيع أن أقول أنني وإلي الآن لم أصطدم بصعوبات معرقلة.

(كتابات) هل كان النشر سهلا بالنسبة لك؟

  • عندما باغتني أمل النشر في البداية لم يكن الأمر سهلا لعدم معرفتي بدور النشر، بل أنني أصبت بدهشة أعدادها المتنامية والتي تجعلك حائرا تتساءل أيهم الأفضل وأيهم الأصلح، ولكن بالطبع مع الوقت والتعامل المباشر يتضح الجيد وغير المناسب.

(كتابات) ما رأيك فيما يسمى بالأدب النسائي وهل هناك اختلاف بين كتابات المرأة وكتابات الرجل؟

  • بالنسبة لي لا أحبذ تصنيف الأدب إلي أدب نسائي وأدب يحمل علي أكتاف الرجال، بل أنه قلم معي وآخر معه، مفرداتنا اللغوية هي ما تضفي علينا صبغة التميز وجودة تعاملنا مع النص هو ما يكللنا بالريادة، وتلك التي لا يجب أن نقصرها عليه ونسحب بساطها منها بل هي يجب أن تتحلق حول مستحقي حقوقها الفكرية بغض النظر عن كونه هو أو هي.

(كتابات) ما رأيك في كتابات الشباب من جيلك وما تفسيرك لكثرة أعداد كتاب الأدب؟

  • بالنسبة لكتابات الشباب أجد منها المميز ما يبهرني وبشدة فأتعايش كلية معه ولا أتركه لحال سبيله حتى أتم قراءته، وبذات الوقت أصطدم بالضعيف المسلوب اللغة والذي سقط صريعا أثر صفحات مهزومة المعارك اللغوية، بلا مفردات مسنونة فتكون عندها أقرب لهزائم لا لانتصارات رفرفوا أعلاها بأقلامهم، وبالنسبة لكثرة أعداد كتاب الأدب فهي ظاهرة طبيعية للنمو المتزايد و غير المتمهل لدور النشر، وخاصة تلك التي تسهل الطباعة عن طريق تقاضي جزء من التكاليف.

(كتابات) ما هو دور الأدب بالنسبة لك.. وهل تزعجك الكتابات الجريئة التي تتمرد على قواعد المجتمع؟

  • بالنسبة لي الأدب هو تلك البوابة التي انطلق عبرها وبحيوية نحو الحياة فقد أعود للوراء أعوام عدة فأصير أنا هي تلك الطفلة الراكضة بضفائرها المجدولة والتي تعبث الريح بطائرتها الورقية، وتهبها النسمات بين الحين والآخر قبلة صيفية تخضب وجنتيها بلون الورد، و معه قد أصير ذاك العاشق والذي علق قلبه بمصيدة الحب أو ذاك المكروب المثقل بهموم الحياة و عباءها، ومن خلاله قد أعبر عن تلك المرأة والتي تجاوزت بمشاكلها خط الفقر، وبالنسبة للكتابات الجريئة فهي تزعجني بشدة تلك الكتابات التي تنتهك الحياء فيشحب لها وجهه ويفقد لمطالعتها العديد من الأرطال فيلحق به الهزال ليستتر هو لوهنه، و يعتاد المجتمع بعد ذلك علي غير المقبول ليصبح أمر بديهي و طبيعي، وأنا أري أن تلك الكتابات الجريئة تفقد وهج الكتابة، فالوردة حين يذهب عنها عطرها تفقد ثلث جمالها لتكن فقط صورة دون أريج يزكم الأنوف.

(كتابات) ما هي أحلامك ككاتبة ؟

  • أحلامي ككاتبة هي مطالعة ذاك اليوم الذي سوف نتعامل فيه مع (الأنا ) النسائية بشرعية التوازن فتعاقب وتكافأ بحال الإنسان فلا تعد المكافأة لها عطية ولا يكن الخطأ الطبيعي الصادر عنها جريمة متكاملة الأركان.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة