24 نوفمبر، 2024 9:52 م
Search
Close this search box.

مع (كتابات) .. شقي بن حاج : انطلقت الرواية في العالم من الجزائر برواية “الحمار الذهبي”

مع (كتابات) .. شقي بن حاج : انطلقت الرواية في العالم من الجزائر برواية “الحمار الذهبي”

حاورته – سماح عادل :

ساعد التطور التكنولوجي ملايين الشباب.. وفي مجال الأدب كانت له فوائد كثيرة.. منذ انتشار الإنترنت في العالم العربي والمنتديات لها دور كبير في مساعدة المبدعين من الشباب وتسهيل التواصل بينهم، حيث اختفت حدود الأرض، وأصبح الإبداع وجبة عالمية يتناولها الجميع، كما ساعدت المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي ” فيس بوك” و”تويتر” أيضاً على مزيد من التواصل، وظهرت في الآونة الأخيرة مجموعات متخصصة في مجالات الأدب وفروعه، تحاول تدعيم الشباب ومساعدتهم على إظهار إبداعهم الأدبي، “أبوليوس” موقع جزائري اهتم بتدعيم الشباب في مجال الرواية.. لذا حاورت (كتابات) المسؤول عن الموقع، الكاتب الجزائري “شقي بن حاج”، للتعرف على انجازاته.

(كتابات): متى نشأ موقع أبوليوس.. وكيف جاءت فكرته ؟

  • نشأ موقع أبوليوس في البداية كصفحة “فيس بوكية” منذ خمس سنوات.. وبعد أن لاحظنا الاهتمام والالتفات الكبير حوله, من روائيين ونقاد وإعلاميين, فتحنا موقعاً, يحوي كل ما تعلق بالرواية عموماً وبالرواية الجزائرية خصوصاً.. في البدء فكرنا في اسم للموقع, حيث كان اسمه (الرواية الجزائرية), ووجدنا أنها غير مناسبة, من حيث أن العنوان يبدوا عنواناً آكاديمياً, ومن حيث أنه عنوان غير مميز, لذا فكرنا في عشرات الأسماء,  فكان إرجاع العنوان لأول روائي في التاريخ والذي هو جزائري (لوكيوس أبوليوس) صاحب أول رواية في التاريخ (الحمار الذهبي), فكان العنوان الأنسب والأصلح والأفضل.

    آسيا جبار

(كتابات): ما هي النشاطات التي تتخذونها لدعم الروائيين الشباب ؟

  • دعمنا عشرات الشباب منذ بداية الموقع.. حيث ننشر فصولاً من رواياتهم, ونفتح المجال لمناقشات النقاد والروائيين والمهتمين.. وهو ما يعني ظهور من الحين للآخر, كاتب مميز وله قدرات, وهذا يعني أيضاً, فتح المجال للتواصل بين القراء والكتاب وبطريقة مباشرة, ومن بين النشاطات أيضاً, عرض الروايات الصادرة حديثاً وإشهارها.. حيث تقوم بعض المواقع والجرائد بنقل تلك المادة للمشهد الإعلامي سواء البصري أو الكتاب أو السمعي.

بالإضافة إلى كون الموقع حلقة إلتقاء أيضاً بين النقاد والكتاب والناشرين والإعلام.. كل هذا عمل تطوعي دون تدخل الهيئات أو الوصايات ودون دعم المؤسسات الرسمية.. ومن بين النشاطات أيضاً إجراء حوارات وفتح النقاشات وعمل استفتاءات سنوية لأحسن رواية وهي نشاطات داعمة للشباب الباحث عن مكان في المشهد الروائي.

(كتابات): حدثنا عن ورشة الكتابة التي تنون تنظيمها ؟

  • مشروع ورشة الكتابة الروائية.. انطلق من منظور أن الكثير من الأصوات تتعالى بأن الرواية الجزائرية الشبابية تعاني الكثير من النقائص وعلى مستويات عدة, لكن هذه الأصوات لا تقدم البدائل من جهة ولا تنظر للنصوص بعين النقد والدراسة من جهة أخرى.. إذاً فبعيداً عن النظرة السلبية الذهنية عن الرواية الشبابية, اقترحنا مشروعاً عملياً ولو في العالم الافتراضي.. حيث يقوم ناقد أو روائي بطرح دروس حول الكتابة الروائية بخصائصها ومميزاتها, مع جانب تطبيقي لروايات عالمية, قصد تطبيق ما هو نظري على نصوصهم الخاصة.

وبما أن النشاط عملي فإننا اشترطنا على المشاركين أن تكون لهم رواية مطبوعة كأولوية للانخراط أو لديهم رواية مخطوطة, حيث سجل عشرون روائياً في الورشة الأولى, وثلاثون لديهم مخطوطات أو في طريق كتابة روايتهم الأولى, من بين الروائيين من لديه أكثر من ثلاث روايات مطبوعة, أما المشرف في الدورة الأولى فهو الناقد الأكاديمي “لونيس بن علي” والأستاذ بجامعة بجاية، حيث اتفقنا معه على أن يقوم بالورشة بما يعتقد أنه الأفضل للمشاركين, بمعنى لم نفرض عليه أية طريقة أو آلية ما, لذا هو صاحب الشأن في الورشة.

(كتابات): في رأيك من هم أعلام الرواية الجزائرية؟

  • انطلقت الرواية في العالم من الجزائر من خلال رواية “الحمار الذهبي” لأبوليوس لوكيوس الأمازيغي.. وانطلقت في شكلها الحالي في العالم الأوروبي من الجزائر أيضاً من خلال “الدونكيشوت” لسرفانتس, والتي كتبت في الجزائر.. أما على الصعيد المحلي, فأول رواية جزائرية فكانت بلغة فرنسية لـ”أحمد بن شريف” بعنوان (الفارس) مع بداية القرن 18 ثم يأتي عدد من الروايات باللغتين.

(كتابات): ارتبطت بداية الرواية الجزائرية بمقاومة الاستعمار.. ومناصرة قضايا المرأة مع الرائد “رضا حوحو” في “غادة أم القرى”.. في رأيك ما هي القضايا التي عالجتها الرواية الجزائرية في مسيرتها منذ البداية وحتى الآن ؟

  • واكبت الرواية الجزائرية المراحل والحقب.. فإن كانت في مرحلة الاستعمار والثورة قد كتبت روايات ولو أنها قليلة تفضح الاستعمار وإدعاءاته وتكشف الحقيقة روائياً.. عند “رضا حوحو” و”مولود فرعون” و”آسيا جبار” وغيرهم.. فهي واكبت مرحلة الثورة الاشتراكية أيضاً من خلال روايات “الطاهر وطار” و”واسيني الأعرج” و”مرزاق بقطاش” وغيرهم بفضح البورجوازيات.. في مرحلة التسعينيات برزت العشرية السوداء ما يعني وجود متغيرات تؤثر بشكل مباشر على النصوص, حيث سميت المرحلة بمرحلة (الأدب الإستعجالي), وهي نصوص مبررة بواجب الكتابة عن تلك الأحداث, حتى وإن كانت نصوص ضعيفة فنيا وتقنيا – حسبما يقوله أغلب النقاد -.. إذاً القضايا مرتبطة بتاريخ وبمراحل في كل مرحلة تبرز مواضيع تحتاج للاكتشاف والنبش فيها, سواء القضايا السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو النفسية الذاتية.

(كتابات): ما رأيك في الرواية المكتوبة باللغة الفرنسية وكتابها ؟

  • الرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية, تتجاوز المكتوبة بالعربية وهذا أغلب ما اتفق عليه النقاد.. ربما يعود السبب إلى أن المكتوبة بالفرنسية تجد قراء أكثر.. وربما أن البيئة الاجتماعية والسياسية, تسمح للرواية المكتوبة بالفرنسية أن تسافر للدول “الفرانكوفونية” أكثر, ويوجد احتمال أن الروايات المكتوبة بالفرنسية, تجاوزت ما يسمى التابوهات وهي في مرحلة ما بعد التابوهات, أي أن الروائي قد تحرر منها ولم تعد تعني له كرهان للكتابة.. ويكفي أن نقرأ روايات “محمد مولسهول” المعروف بـ”ياسمينة خضرا”, والذي تترجم روايات لعشرات اللغات وتحول إلى أفلام في فرنسا وأميركا، وهذا ما يعني أن تجاوزت أيضاً ما هو فني وتقني مقارنة بالروايات المكتوبة بالعربية، وهنا ننبه أنه توجد أيضاً روايات مكتوبة بالأمازيغية بدأت تبحث لها عن موقع بينهم.

(كتابات): لماذا في رأيك تغيب الرواية الجزائرية أو يقل حضورها على قوائم الجوائز الأدبية الخليجية خاصة البوكر ؟

  • الرواية الجزائرية لا تغيب عن مختلف الجوائز الكبرى, فهي حصدت جائزتين من جوائز “كتارا”، كما حصدت ثلاث جوائز من “جوائز الطيب صالح”، وحصدت جوائز أخرى في الشارقة وفي السعودية، وفي مصر وفي غيرها, بالإضافة إلى الجوائز التي تحصلت عليها في العالم كفرنسا وأنكلترا.. أما بخصوص “جائزة البوكر” فهذه الجائزة مشبوهة, ولها حساباتها السياسية التي تعتمدها كمعيار أساسي للفوز بها.. إذاً لا يمكن الاعتداد بها.

(كتابات): هل توجد رواية نسائية جزائرية.. ومن الكاتبات الرائدات فيها ؟

  • أول روائية جزائرية كانت “الطاوس عمروش”, والتي كتبت بالفرنسية وكذا “آسيا جبار”, لتأتي “زهور ونيسي” كرائدة للرواية باللغة العربية, من ثم تأتي العشرات من الروائيات لا يمكن ذكرهن جميعاً.

    الطاهر وطار

(كتابات): هل كتابات الشباب تدعم من قبل الدولة أو الأجيال السابقة من الكتاب ؟

  • دعم الكتاب موجود ولا شك ولكنه غير كاف في ظل انعدام منظومة متكاملة، تربط الكتاب بالقراء بالناشرين بالإعلام وبغيرها من العناصر.. صحيح أنه توجد مسابقات عديدة تدعمها وزارة الثقافة, كجائزة “علي عياشي”, “آسيا جبار”, “محمد ديب”, “عبد الحميد بن هدوقة”, و”الطاهر وطار” حديثاً وغيرها.. القيمة المادية والمعنوية لا ترقى للأسماء التي تحملها ولا ترقى لتطلعات الكتاب خاصة الشباب.. وهي مسابقات آنية لحظية تنطفئ لحظة إعلان الفائزين, لا توجد بعدها متابعة إعلامية ولا إشهار للروايات الفائزة ولا ملتقيات حولها أو ندوات, ضف إلى ذلك أن المتلقيات التي تعنى بالأدب عموماً وبالرواية خصوصاً, تشهد عزوفاً رهيباً للحضور, وذلك كله لغياب منظومة متكاملة تؤدي عملية ترابط العناصر في انسجام لتحقيق الأهداف.. إذاً لا منظومة ولا إستراتيجية.. والذي هو مطلب كبار الفاعلين والنخب في الأوساط الجزائرية المثقفة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة