خاص:حاورته- سماح عادل
“سمير تميمي” كاتب فلسطيني، أستاذ الأدب والنقد بجامعة بير زيت، حاصل على دكتوراة في الأدب والنقد من جامعة الأزهر.
صدر له:
– كتاب الشيخ سليم اليعقوبي.. حياته وشعره.
– دراسات في القصة الفلسطينية القصيرة.
– كتاب الرسالة السياسية في شعر الانتفاضة.
– الخروج من الدائرة.. مجموعة قصصية.
– الصدأ.. مجموعة قصصية.
– إلى ولدي مع الاعتذار.. في الرسالة الأدبية.
والمخطوطات:
– كتاب العوامل المؤثرة في الصورة الشعرية في العصر العباسي.
– طقوس قابلة للتأويل.. نصوص.
وجع الوردة ونصوص أخرى.
إلى الحوار:
(كتابات) كيف كانت بدايتك مع النقد، ولم اخترته مجالا للتخصص؟
– كانت بدايتي من خلال رغبتي في تعلم النقد وتعليمة باعتبار أن النقد مرتبط بوعي الكاتب وقدرته على فهم النص الأدبي وتحليله والحكم عليه، ولذلك درست النقد القديم وما أنتجه النقاد القدماء، والنظريات التي ابتدعوها
كنظرية المعاني المطروحة للجاحظ ونظرية الفهم والإفهام لعبد القاهر الجرجاني والموازنة للآمدي وغيرها مما أتى بها القدماء. ومن ثم نظريات النقد الحديث ومدارس الشعر وقرأت الكثير من النماذج النقدية وتعاملت معها من خلال تدريسي للنقد الحديث لطلبة البكالوريوس والماجستير في الجامعة.
(كتابات) كتاب الرسالة السياسية في شعر الانتفاضة حدثنا عنه؟
– في الانتفاضة الفلسطينية ١٩٨٧ وهي الانتفاضة التي أخذت صفة الشعبية لأن شعبنا بمجمله شارك فيها فهي انتفاضة الجماهير بامتياز، وقدمت الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى من مختلف مكونات الشعب وشرائحه في مناخ الانتفاضة. ازدهر الشعر والقصة القصيرة وعلى مستوى أقل الرواية.
وكان السجن البيئة الحاضنة للشعر والشعراء، وأذكر أنني كنت في ذلك الوقت عضوا في الأمانة العامة لاتحاد الكتاب، حيث سجنت وسجن كل أعضاء الأمانة العامة للاتحاد بمن فيهم رئيس الاتحاد ووصل عدد الكتاب الذين سجنوا ما يزيد عن سبعين كاتبا.
في هذا المناخ كتب الشعراء الكثير من الشعر وهذا ما أغراني أن أكتب دراسة نقدية لهذا الوليد المرتبط بأمه الانتفاضة، وقد تناولت المحاور التالية بالتحليل لنماذج شعرية أبدعها الشعراء أثناء مكوثهم في السجن من خلال التالي:
ا.. الجانب التعبوي.
ب.. الجانب التحريضي والإعلامي.
ج.. الجانب الفني.
(كتابات) في كتاب العوامل المؤثرة في الصورة الشعرية في العصر العباسي ما هي هذه العوامل؟
– العوامل المؤثرة في الصورة الشعرية في العصر العباسي هي:
ا.. العامل السياسي: ويتضمن تشكيلات الصورة في الشعر وفي الأحزاب السياسية، الحزب العباسي، الحزب الشيعي. كذلك الحزب الأموي.
٢.. العامل الاجتماعي: ويتناول الحضارة في العصر العباسي والعمران.. والغزل.
٣..العامل الديني: السنة والشيعة والمتصوفة.
(كتابات) في رأيك مم يعاني النقد العربي؟وما هي إشكالياته؟ وهل خروجه من عباءة النقد الغربي إحدها؟
– في اعتقادي أن للعمل النقدي اشتراطاته حتى يستوي الناقد في نقده، أهمها: .١سعة اطلاع الناقد وثقافته. ٢ معرفته بمدارس النقد القديمة والحديثة.٣ موهبته.٤ قدرته على التحليل وإصدار الحكم. ٥ الحيدة. 6 تجنب التقليد. وتكون المشكلة في حدوث خلل في هذه الشروط. أما خروجه من عباءة النقد الغربي لا يشكل إشكالية، بل هو ميزة إذ على الناقد ألا يقع في فخ التقليد والاستنساخ من النقد الغربي أو غيره.
(كتابات) ما رأيك في الانتقادات التي يوجهها بعض الكتاب أن النقد العربي لا يواكب غزارة الإنتاج أو أنه يركز على بعض الكتاب دون غيرهم؟
– لا شك أن سوق الكتابة في الشعر والرواية والقصة.. إلخ قد ازدهر إذا ما قيس بحركة النقد التي تواكب هذا الكم الكبير من الكتابة، استسهالا من الكتاب في الكتابة والنشر بسبب تطور الوسائل التي تتيح ذلك بغض النظر عن المستوى الفني للمحصول الأدبي، وفي المقابل شح الأعمال النقدية التي تتناول هذه الأعمال بالدراسة والتحليل والنقد القائم على معرفة بأصول النقد وأدواته ومذاهبه. فلربما في بلد عربي يتم إصدار عشرات أو مئات من الكتب في الرواية والقصة والشعر إلخ ولا نجد إلا بضع كتب نقدية وهي بالطبع لا يستطيع كتابها الإحاطة بهذا الكم الكبير من الكتب.
ولا شك كما طرح السؤال أن الانتقائية والانحياز لكتاب معينين بدوافع شخصية ليس لها علاقة بالفن والتميز تشكل دافعا أساسيا عند بعض النقاد.
(كتابات) هل تتبع منهجا معينا في قراءة النصوص؟
– في الإطار العام للنقد اعتقد أن الانطباعات الأولى التي تتولد في ذهن الناقد عند قراءة النص الأدبي تترك أثرها في المسار النقدي عنده، وهذا شيء مهم مع أن البعض يهاجم الانطباعية في النقد، أما بالنسبة لي فهناك المحددات التالية:
١- الانطباع الأول من القراءة الأولى.
2- الصورة العامة التي تتكون هن القراءة.. بمعنى النظرة التكاملية والتي تجمع بين الشكل والمضمون والصياغة الفنية.
٣- التناول بتركيز على اللغة والسياق والدلالات والصورة الفنية.
(كتابات) ما تقييمك لحال الثقافة الفلسطينية؟
– في المجمل هناك صلة واضحة بين الثقافة الفلسطينية والثقافة العربية. فثقافتنا الفلسطينية أسست على التالي:
1- القرآن الكريم وأحاديث الرسول كوننا شعب مسلم له تاريخه الديني والمعرفي وعاداته وتقاليده منذ القدم.
٢- صلته الوثيقة باللغة والأدب بفنونه المختلفة من الماضي حتى الوقت الحاضر.
٣- سهولة الاتصال بالعالم العربي مصر والشام والعراق تحديدا وإفادته المعرفية من أدبها.
٤- اتصاله بالغرب عن طريق الإرساليات والبعثات التبشيرية وفتح المدارس والجامعات.
٥- ازدهار الصحافة السياسية والثقافية من بداية القرن العشرين.
٦- كون فلسطين محتلة من قبل إسرائيل مما خلق شكل مقاومة جديدة غير المقاومة بالثورة والسلاح وأعني الثقافة كأداة مقاومة وهذا تجلى في الشعر والرواية والقصة والمسرح وأنواع الفنون الأخرى كالسينما والنحت والتصوير وغيرها.
(كتابات) ما سر التنوع في الإبداع لديك ما بين نقد وقصة قصيرة ونصوص شعرية؟
١.الدراسة أحمل درجة الدكتوراة في الأدب والنقد من الجامعات المصرية.
٢.الاطلاع والهواية فقد نشأت على حب الاطلاع على الموروث المعرفي في الشعر من العصر الجاهلي حتى الحديث وقد درَّست ذلك في المدارس والجامعات الفلسطينية.
٣. الرغبة في ممارسة الكتابة وهذا ما أغراني بالتوجه لفنون مختلفة منها النقد الأدبي تحديدا في الشعر والقصة القصيرة وكتابة النص الأدبي والقصة القصيرة.
(كتابات) كيف هي صورة المرأة في شعرك؟
– لا أريد أن أفلسف الأمور وأقول المرأة الأرض، المرأة الأمل، المرأة العطاء، أو الحب أو الأم الحبيبة أو المرأة الوردة أو الحياة لأن المرأة هي كل شيء جميل في حياتي فهي الحياة. استحضرها واستمد منها شعري وحياتي.
(كتابات) هل واجهتك صعوبات ككاتب وما هو جديدك؟
– بالطبع كوني إنسانا أولا والحياة مترعة بالمصاعب..فقد كتبت الخروج من الدائرة، مجموعة قصية. ودراسات في القصة الفلسطينية القصيرة والصدأ، مجموعة قصصية. وإلى ولدي مع الاعتذار وهي مجموعة رسائل أدبية، والرسالة السياسية في شعر الانتفاضة. وكلها جاءت نتاج معاناة صعبة جدا، منها دخولي سجون الاحتلال، واستشهاد زوجتي أم أبنائي، ووضع ابني نزار في سجون الاحتلال بالحكم المؤبد.
أما جديدي سيكون قيد الطباعة قريبا:
١. نص وجع الوردة.. من وحي إصابة زوجتي الثانية بمرض السرطان وبالمناسبة فقد كان لكتابتي أثر معنوي ساعدها في الشفاء والحمد لله.
٢. نصوص قابل للتأويل.
وهنالك الكثير من النصوص قيد الجمع والإعداد.
نصوص لسمير التميمي..
طقوس قابلة للتأويل
١٠٦
كاذبةٌ أنت فاتنتي
وأنا عرافٌ منشغلٌ بقراءةِ كفِ اليدْ
أقرأها خطاً خطْ
وأهذي
بحروف العلة والشدة والمد
وأصنع منها رؤية.
فأقول: أمامك درب ممتلئ بالأشواك
متسعٌ للتأويل وللتضليلْ
حسب مزاجي
فالدرب رسولُ الخوفِ من الآتي
لا تمشي فيه
والشوكُ غيلانٌ ترقبُ خطواتِكْ
خطوة خطوة
كي تنقضَ عليكِ فانتبهي
من لسعِ الشوكْ
وأقول: دربكِ مفروشٌ بالوردِ
انتظري حتى يظهرَ خطُ العمرْ
بعد هلالْ
وإلا أصبت فاتنتي
بمرض ما منه نجاة
وأصبت أنا باللوعة
وأقول: وهذا خطٌ أتلفه الوجدْ
تنبتُ فيهِ حروفْ
تظهر حينا وتُخفى عني أحيانا
تختلط فيها الرؤية
اضربُ أخماسا
في أسداس
وأهذي بكلامٍ
محضُ كلامْ
بلا معنى
وتبقى خطوط يديك
شاهدة على أني أبيع الوهم
ومثلك أكذب
فاتنتي.
…..
متلفعا بالماء وبالملح
وماءُ البحرِ دمعي
هذي نوارس بحرنا الممتدِ
من وجعِ الحقيقةْ
إلى الخيالْ
لم ترتوِ بالماءِ أو
حبات الندى
بعدُ
والموج يجري على سطحِ الموتِ
منتشياً
جزرٌ ومدُ
حيثُ يغدو الملح ماءً
في عينيِّ غريقٍ
خانه الوقتُ
وما أجداه جهد؟
لكنه ما زال يلهجُ بالحياةْ
ويقاومُ الموتَ اللعين
والموجَ
وماءَ البحرْ
ويضيءُ شعلتهُ
في ضبابِ الليلِ
والموتِ الثقيلْ
ينداحُ ماء البحر نورْاً
يمسحُ عتمَ الليلِ عن عين الغريق
فيصيحْ
العهدُ عهدٌ
ثم عهدٌ
ثم عهدُ.
طقوس قابلة للتأويل
١٠٥
في نَصي الشاردِ مني
أكتبُ لامرأة يسكنها الحبْ
لها رائحةُ النعناعْ
وطعمُ النعناعْ
لامرأةٍ سكنتْ قلبي
فأنستني كلَّ الأوجاع
واكتبُ
مالي والأوجاع وحوضَ النعناعْ
أو امرأة معجونةْ بالمسكْ
وفي آخر محطاتِ العمرِ
تشرى وتباع
ومالي في الحب
وقلبي الملتاع
سأكتب للحربْ
ومن في وطني عرَّتهُ الأيام وجاعْ
واخفرُ خندقَ أحلامي
في أرضي
واضعُ القطنَ في أذني
حتى لا أسمعَ أنين الأطفال الموجعينْ
وأطلق نيراني على من باعوا الأرض
وباعوا العرضْ
ومن تبعوا الفاسدَ والجعجاعْ
وأحفر في َ الصخرِ أغاني
وأرسلها
لتغنيها الأسماع
لا شأنَ لقلبي بالحبْ
أنا ابنٌ شرعيٌ للحربْ
وهذا أبي
صاغ ألف باءْ الحبْ
وقوانينَ الحربْ
وغنى في كلِّ الأصقاع
واجلسُ وحدي
الملمُ خيباتٍ العمرْ
ومن غنوا قبلي
وأشربُ شاياً بالنعناعْ
فأنا أعشقُ شايَ النارِ
مغلياً وبالنعناعْ