7 أبريل، 2024 3:09 م
Search
Close this search box.

مع كتابات.. سليم النفار: سيبقى حلم العودة ما بقينا ولكن صارت نوافذ الأمل أقل اتساعا

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: حاورته- سماح عادل

“سليم النفار”، كاتب فلسطيني، من مدينة يافا ومن حي العجمي، لجأ أهله إلى مدينة غزة بعد نكبة العام 1948،  ولد في غزة في مخيم الشاطئ للاجئين في العام 1963، درس الأدب العربي في جامعة تشرين سوريا، ساهم في المشهد الثقافي الفلسطيني والعربي من أوائل الثمانينات.

شكل ملتقى “أبوسلمى” السنوي للمبدعين الشباب في جامعة تشرين في العام 1986، وهو عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين- غزة، وساهم في تأسيس جماعة “الإبداع الثقافي” في غزة في العام 1997.

صدر له:

–       تداعيات على شرفة الماء، اتحاد الكتاب- القدس 1996.

–       سُور لها، دار الأمل للنشر- غزة – 1997.

–       بياض الأسئلة، مركز أوغاريت – رام الله 2002.

–       شرُفٌ على ذاك المطر، – القدس – 2004.

–       هذا ما أعنيه.. سيرة ذاتية، عن المؤسسة الفلسطينية للإرشاد 2004.

–       حالة وطن وقصائد أخرى، دار دروب الغد العلمية – الأردن –2014.

–       الأعمال الشعرية الناجزة، وزارة الثقافة الفلسطينية – رام الله 2016.

–       غزة 2014 تأملات و يوميات عن مكتبة كل شيء 2017.

–       فوانيس المخيم، رواية، 2018.

إلى الحوار:

 

(كتابات) متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟    

  • مبكرا بدأ اهتمامي بالكتابة المجردة وأنا في المرحلة الإعدادية، وكان ذلك بتشجيع أساتذتي في المدرسة الذين أعجبوا بقوة حضوري وجرأتي في الخروج إلى جمهور الطلبة والمخيم، وبقدرتي على الارتجال.

تطور هذا الاهتمام لاحقا بحيث بدأ يأخذ اتجاها محددا نحو الشعر بالذات، وقد كان في كل ذلك فضل كبير لأمي التي أسهمت مبكرا في تعزيز قدراتي في اللغة العربية. لقد فقدت والدي الذي استشهد في العام 1973 في معركة بحرية مع الأعداء وقد كان عمري آنذاك تسع سنين، فعانيت مبكرا قسوة الفقد إضافة إلى الاغتراب عن الوطن والأهل، وكان لذلك دور جلي في انزياحي المبكر تجاه التعبير عن حالة الفلسطيني المعذب، الذي يخسر أجمل الأشياء في طريق النضال نحو الوطن الحلم.

بعد الانتهاء من المرحلة الإعدادية ذهبت من مدينة اللاذقية إلى دمشق للتعلم في معهد صناعي تابع للأونروا، وهناك أُتيحت لي فرصة اللقاء بشعراء فلسطينيين كبار منهم الشاعر “خالد أبو خالد”، والشاعر العراقي “جليل حيدر” والشاعر السوري “ممدوح عدوان” وآخرين فانفتحت على آفاق ومعارف جديدة، عززت من خياراتي تجاه الشعر وفتحت مسالك أمامي نحو امتلاك أدواتي ومعارفي التي صنعت قصيدتي فيما بعد، وفي مرحلة لاحقة عدت إلى اللاذقية واستكملت دراستي ودخلت الجامعة، وفي هذه المرحلة بدأت مرحلة النضوج والنشر والمشاركة في مهرجانات سنوية يقيمها إتحاد الكتاب العرب.

(كتابات) كتبت الشعر لسنوات طويلة ثم اتجهت للرواية لما؟

  • حتى الآن أنا اعتبر نفسي شاعر، غير أنه هناك مرحلة زمنية كنت شاهدا عليها وفاعلا فيها، والشعر لا يتسع لروايتها كما أرى، إضافة إلى أن تلك المرحلة التي عشتها في مخيم الرمل في مدينة اللاذقية السورية، لم يتطرق لها الأدب الفلسطيني، فكان لزاما عليَّ وفاء وعرفانا لذلك المكان الذي حضن طفولتي وتفتح الوعي لدي ومغامرات الشباب وأحلامه، أن أسجل سيرة المكان وأهله من خلال هذه الرواية التي اعتبرها مرحلة أولى لحمل تجارب المكان هناك وأهله.

(كتابات) في رواية “فوانيس المخيم” هل بها بعض من السيرة الذاتية؟

  • ربما.. غير أنها هي باختصار سيرة المكان وأهله.

(كتابات) في رواية “فوانيس المخيم” يتعرض الفلسطينيين لشتى أنواع المعاناة منذ النكبة.. هل اختلفت المعاناة في الوقت الحالي عنها في الستينات والسبعينات؟

  • ربما الآن ازدادت تعقيدا وتضاعفت الآلام، ففي الماضي قسوة كبيرة ولكن نوافذ الأمل كانت أكثر سعة.

(كتابات) في كتابك (الأعمال الشعرية الناجزة) الوطن أيضا ساكن في شعرك وجرحه متغلل فيه.. لما؟

  • الشاعر دائما يكتب ذاته غير هذا عند الفلسطيني متداخل ومتشابك إلى حدود كبيرة جدا، إلى درجة أنه يصعب أحيانا الفصل بين الذاتي والعام، وأنا ممن أُصيبوا بعذابات الحالة الفلسطينية على مستوى التشرد، مرة أهلي الذين غادروا يافا مدينة الآباء والأجداد مدينة الحلم، ومرة أخرى إبعاد الوالد والأسرة الصغيرة من غزة إلى الخارج، ومرة ثالثة باستشهاد الوالد وعذابات الاغتراب والفقد، فكيف لا يكون شعري مرآة هذه الرحلة المرة؟.

ولكن رغم تلك المرارة والقسوة بقي الأمل حارسا على الكلمات والإيقاع، نحو غدٍ مازلت مؤمنا بقدومه وإن طالت الطريق إليه.

(كتابات) في كتابك (الأعمال الشعرية الناجزة) هناك مكان للغزل العذب.. كيف هي صورة المرأة في شعرك؟

  • لو كانت الحياة كلها سوداء لانتهينا من زمان، ولكن الحياة فيها الأسود والأبيض ولو كان البياض قليلا فمهمتنا توسيع نوافذه لنستقوي على قسوة الواقع.

المرأة هي الحبيبة والرفيقة التي تُضيء العتمة، وهي الأم الصابرة والمكافحة، وهي الابنة والأخت، المرأة هي شعلة الأمل التي ترافقني في أحلك الظروف قسوة، وهي الوردة التي أخاف عليها من ريحٍ صرصر.

(كتابات) حلم العودة يداعب كل فلسطيني لكن في رأيك هل ممكن تحقيقه؟

  • سيبقى هذا الحلم ما بقينا ولكن لاشك بأنه كما أسلفت لقد صارت نوافذ الأمل أقل اتساعا.

(كتابات) ما تقييمك لحال الثقافة الفلسطينية؟

  • لقد استطاعت الثقافة الفلسطينية على مدار عقود طويلة أن تشكل رافعة للحلم الوطني، وأن تحافظ على الهوية الوطنية، وقد دافعت عنها بكل قوة واقتدار، وقدمت نماذج فذة في المشهد الثقافي العربي والإنساني وفي الراهن الثقافي الآن – رغم قسوة الظروف – غير أن الفلسطينيون مازالوا يقدمون إسهامهم المتميز في المشهد الثقافي العربي.

ولكن لاشك أن اختلالا ما قد أصاب الحالة الثقافية الفلسطينية، وتحديدا بعد أوسلو، ترك آثارا أربكت المشهد بين رؤية الثقافي البعيدة ورؤية السياسي الآنية التكتيكية، غير أنه سرعان ما تجاوزها وعاد إلى توازنه مدافعا صلبا عن هويته ومعززا لرؤيته الشاملة، فقدم إسهاماته الجلية ومازال من خلال الأجيال الجديدة على كافة المستويات، سواء في الشعر أو السرد أو الفنون الأخرى.

(كتابات) في رأيك هل اختفت القضية الفلسطينية من الأدب في بلدان المنطقة وما هي الأسباب؟

  • لا اعتقد أنها اختفت وإن خفت حضورها فهو فقط بسبب الإشكاليات الحاصلة في بعض البلدان، وحالة الإرباك المجتمعي والسياسي التي أصابت البعض، وجعلت أبناء البلدان تلك يتفكرون ويسعون لأمنهم المجتمعي والاقتصادي غير أن فلسطين كانت وستبقى حاضرة في وجدانهم.

(كتابات) ما هي الصعوبات التي واجهتك ككاتب.. وما هو جديدك؟

  • لاشك أن البدايات تحفل بمصاعب جمة سواء على صعيد النشر أو الاهتمام من قبل المؤسسة ومنصات الأعلام، والحرية التي تبقى غير مكتملة في عوالمنا، لكن الآن كل هذا أصبح من الممكن التغلب عليه.

جديدي الآن أجهز لديواني الشعري الجديد الذي سيصدر في أوائل العام القادم 2019 .

نصوص لسليم النفار..

شهيــد

جاءها الخبرُ الرصاصُ

ينهبُ الذاكرةْ

لم تكنْ على أهبةٍ للانتحابْ

هي لم تره

لم تر دمه

وكان الوقتُ من ماسٍ

والماس من دمعٍ

فتذكرتْ غيمتين

لاحتا

في أفقِ عينيهْ

آهٍ بني!!

كان الوداع أغنيةً

لكنه…

آهٍ كان يعلم

فبكت بضعاً منها

ثم نامتْ

في رمال الذاكرة!

***

تداعيات على شرفةِ الماء

-1-

من شرفة الماء…

اندلق الشعرُ

فاحترقتْ شفتيّ…،

تناثرت شظايا البوح

فأبحر الله في

وأبحرتُ…

إلى ما لست أدري!

-2-

عيونكِ الحافية

تعرّى فؤادي

في شواطئها…

فانكشفَ الذي كنتُ أخشى…

وانصهرتُ…

ارتحلتُ

إلى غبارِ البدايات!

-3-

ماذا…

لو تدخلين قليلاً

كوَّة الحلم؟

ستبصرين صوتكِ في الرذاذِ…

ستبصرينني

-4-

لو تعتقلين نشيدي قليلاً

سيفوحُ الرنينُ…

في زجاجِ نهديكِ.

-5-

توسدي رحيقي…

ودثريني.

تنبثق الأشجارُ…

من صدري

ينفتحْ… صنبور الرغبةِ

كي نلتحف اللحظة

بفراشات اللوز…

بندى الأفكار

دثريني… دثريني

كي ينبثق النهرُ

-6-

لا حول ولا قوَّة لي

في وميض شفتيكِ…

فمنهما:

يطيرُ الجمرُ…

والحبُ…

والشعرُ…

فاكتبيني.

***

العاشق

مدخل

في باحة السُّهدِ…

لم يزلْ، يُعرّشُ حلمي

على ساقِ طيفكِ،

يدوّن رغباته، في دفتر موجتكِ المنثالهْ.

يسقط من فوق رفوف المكر المتربصْ؛

وفي ناركِ الفوّاحه، يصحو… يغتسلْ،

ويعود زاهياً لي، أو هكذا تخيلتُ، كي أدخل سورتي.

-1-

ودخلت محتفياً

بما أوتيتُ من شبقٍ

علَقتُ أعضائي،

على عكّاز فرحتكِ،

لم أنتظرْ…، لم أستطعْ،

فكسرت موجتكِ الخجولةْ، وانكسرتُ،

وما  احتفيت بهال لحظتكِ!

-2-

فكيف لي ردّ ذكورتي، في حضرة شيطانك؟

هل تعرفينني في هذا الركامْ…

هل تشبهني صورتي المعلّقة،

على هذا الجدار؟

[ ما حبيُبكِ من حبيبٍ  أيتها الجميلة بين النساء، ما حبيبكِ من حبيبٍ حتى…،[

-3-

فخرجتُ في عجلٍ أجرجرُ رغبتي،

وفتحت باب النهر لي،

لقطيع أقماري.

يسَاقط الصبَارُ من عليائها

فنلوكهُ…،

في ضحكةٍ  تُرمى،

على نار النزيزْ.

صــــدى

هل تذكرينْ…

عصفورة الحبّ الندىّ

في غيمةٍ،

كانت تعرّش فوقنا

هَلْ تذكرينْ؟

ونواعدُ الأحلامَ،

أنْ تأتي غداً مرفوعة

فوقَ الجبينْ

هذي حكايةُ حبنا الأوَلْ

ويافطةُ الحياةْ

في سُلَم العشقِ الأثيرْ!

هل تذكرينْ؟

 

 

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب