خاص : حاورته – سماح عادل :
“سرمد خضير الحمد”، كاتب عراقي شاب.. خريج “جامعة بغداد” كلية التربية قسم التاريخ، مواليد 1987 بمدينة بابل، صدر له رواية (رجل على قيد الموت).. له العديد من الكتابات على عدة مواقع إلكترونية، ويعمل الآن مديراً لدار “اسميديا” للطباعة والنشر في بغداد.
إلى الحوار:
(كتابات) : كيف بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور ؟
- قبل أن يبدأ شغفي بالكتابة كان لدي شغف بالقراءة.. فمنذ أن كان عمري 14 عاماً كنت أحب القراءة والإطلاع، وكنت أقضي وقتاً كبيراً من يومي في مزاولة القراءة.
بدأت في الكتابة وأنا في سن الـ 16، حيث كنت مولعاً بالشعر، فكتبت أول قصيدة في ذلك الوقت، تطور معي الأمر لأكتب وأنا في سن الـ 19، أول قصة قصيرة، ثم استمر الشغف إلى هذه اللحظة.
أما كيف تطورت الكتابة لدي، فهذا أمر تدريجي يعتمد على عامل الإطلاع والقراءة، بمعنى كلما تقرأ أكثر تزداد ملكة الكتابة لديك أكثر، لكن يجب ألّا تبقى مسألة الكتابة لديك أمنيات فقط، بل يجب أن تتحول إلى واقع، ومن الطبيعي أن تكون البداية بسيطة وركيكة، لكن وبمرور الوقت ستتحسن وتتطور بصورة كبيرة وملفتة، وهذا ما حصل لدي، فكانت البداية بسيطة وخجولة ثم تطورت بشكل تدريجي، لأصل إلى مستوى قد لا أقول عنه جيد، فلا يوجد كاتب يرضيه ما يكتب لكني اعتبر نفسي كاتب يسير على الطريق الصحيح.
(كتابات) : في رواية (رجل على قيد الموت).. لِمَ كانت النهاية مأساوية ؟
- وأنا أكتب لم يكن في بالي بماذا سأختم الرواية.. لذا بقيت أيام وأيام وأنا أفكر، حتى أستقر بي الأمر إلى أن أضع نهاية سعيدة، لكني وفي اللحظات الأخيرة تراجعت لأكتب تلك النهاية المأساوية. وأيضاً أحد الأسباب التي دفعتني إلى هذه النهاية، هي أن القارئ العربي يَعلق في ذهنه النهايات التراجيدية عكس النهايات السعيدة، فهي قابلة للنسيان فور الإنتهاء من قراءة الرواية أما النهايات التعيسة فستكون مؤثرة وأكثر رسوخاً في الذاكرة.
وسبب مهم أضيفه هو أن كاتب الرواية، وخاصة إذا كانت روايته الأولى، سيضع جزءاً كبيراً من واقعه في مجريات أحداثها، وما النهاية المأساوية إلا انعكاس جزئي لما حدث للكاتب.
(كتابات) : في رواية (رجل على قيد الموت) صورت حب الرجل الشرقي حباً عنيفاً وقوياً لِمَ ؟
- جزء من هذا التصوير جاء من تجربة وقناعة شخصية، وانعكاس على أشخاص وأبطال الرواية، كما أن واقع البعض من العرب (الشرقيين) الذين التقيتهم من الأصدقاء والمعارف يؤكد أن حب الرجل الشرقي إذا ما صدق يكون حباً عنيفاً متجرداً.
(كتابات) : لِمَ اخترت بطلة أجنبية لتكون محبوبة البطل ؟
- اخترتها لكي أستطيع أن أحرك أحداث الرواية بالكيفية التي أريدها بحكم البيئة هناك، فلو كانت البطلة عربية وفي بيئة عربية أو شرقية، لكان هناك تناقض بين ما يرد من أحداث وما يفرضه واقع الحياة في هذه البلدان من عادات وقيم اجتماعية وعشائرية، تجعل من الحب جريمة في بعض الأحيان، فكيف تسمح (لفرجينا) البطلة أن يكون لها هذه المساحة من الحرية التي وردت في الرواية. لذا كانت باريس ولندن هما الأقرب إلى أحداث الرواية من وجهة نظري.
(كتابات) : هل الكتابة عن الحب تغري الكاتب ليجذب بها القراء ؟
- نعم تغري الكاتب والقارئ.. وأستطيع أن أقول إن 60 % من القراء وحتى الكتاب، تغريهم الكتابات الرومانسية التي تتحدث عن الحب لأسباب قد يكون أبرزها الحرمان، لذا نجد القراء وخاصة العرب يميلون إلى مثل هذه الروايات ليملئوا جزءاً ولو يسيراً مما ينقصهم. إضافة إلى أن الفطرة الإنسانية تميل إلى ما يحرك فيها الإتجاه العاطفي، لذا نجد أشهر الكتاب هم من استطاعوا أن يوظفوا الحب في إيصال قضاياهم الإنسانية، وقد نجحوا في ذلك.
(كتابات) : ما رأيك في حال الثقافة في العراق ؟
- الثقافة في العراق للأسف حالها يرثى له، فلا يوجد مؤسسات حقيقة ترعى الكتاب والمثقفين، كما أن هناك غياب شبه تام للأجواء الإيجابية التي تسهم في إظهار الكتاب والمثقفين العراقيين إلى العالم، حتى يصلوا وبالتالي تصل رسالتهم الإنسانية التي يسعون إليها من خلال ما يكتبون.
وللأسف هنالك بعض المؤسسات ودور النشر والفعاليات الشعبية، تكون عنصر سلبي في إيصال فكرة مغلوطة وغير صحيحة عن المثقف العراقي، حيث تعطي دوراً لمن لا يملك أية أهلية ولا كفاءة ولا إمكانية، وبالتالي فإننا نجد أن هناك إشكالية حقيقة في من يمثل الثقافة والتأليف، هؤلاء عنصر سلبي وستصل من خلالهم رسالة متجزئة أو خاطئة للعالم.
(كتابات) : هل يجد الكتاب الشباب الدعم ؟
- لا يجد الكتاب بصورة عامة والشباب منهم بصورة خاصة، أي دعم أو اهتمام، لذا يتم الاعتماد على المبادرات الشخصية حيث يقوم كل كاتب بدعم نفسه من خلال تبنيه لمشروعه أو كتابه والترويج له من خلال تحمل تكاليف القيام بما يسعى له.
(كتابات) : كيف حال النشر في العراق وهل واجهتك صعوبات ؟
- النشر في العراق سهل جداً، حيث بإمكان أي كاتب أن يطبع وينشر وفي أي دار يشاء، بشرط أن يتحمل تكاليف طباعة ما يكتب، ودور النشر كثيرة ومتنوعة، لكن للأسف ما تسعى إليه الكثير من دور النشر العراقية هو الكسب المالي من الكاتب وتحقيق أكبر عدد ممكن من الأرباح، دون الاهتمام بقيمة العمل الذي يُطبع، وبالتأليف إن النتاج الأدبي في العراق في الفترة الأخيرة أصبح كثيراً، لكنه ذات جودة منخفضة من حيث الطباعة والمضمون، وهذه أحد أهم أسباب عدم انتشار الكاتب العراقي على المستوى العربي والعالمي.
(كتابات) : من هم الكتاب المفضلين بالنسبة لك ؟
- كتابي المفضلون، والذين كان لهم تأثير كبير على شخصيتي وما أكتب، مصطفى صادق الرافعي، مصطفى لطفي المنفلوطي، طه حسين، أحلام مستغانمي، باولوكويلو، ديل كارنيجي، جاري تشليمان، مصطفى محمود، علي الوردي، أنيس منصور، خالد القشطيني وآخرون.
(كتابات) : ما هي طموحاتك ككاتب شاب ؟
- أسعى للوصول إلى مستوى عالمي، لإظهار الكاتب العربي ككاتب حقيقي وصادق، من خلال ترسيخ مبادئ كالحب والإنسانية واحترام المرأة والتعايش، كأسس حياتية أتبناها وأسعى إلى نشرها في عالم مليء بالقتل والتمييز وإلغاء الأخر.
(كتابات) : ما هي آخر أعمالك ؟
صدر لي قبل أيام كتابي الثاني بعنوان (ثلاثون ربيعاً) عن دار اسميديا في بغداد، ولدي عمل روائي في طور الكتابة سيرى النور في المستقبل.