13 أبريل، 2024 5:52 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. روان العدوان: سعيت من خلال لوحاتي إلى لفت الانتباه إلى حضارة الأردن الثرية

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: حاورتها- سماح عادل

قيل عن لوحاتها : “رسمت لوحات “روان العدوان” بمواد وألوان متناغمة على مسطحات في أحجام متباينة، وهي تتميز بالقدرة البصرية اللافتة التي استعادت فيها الرسامة أشكال البحث عن الموروث والذاكرة في بيئة أردنية صحراوية، امتلكت في حقبة زمنية قديمة حضارة زاخرة لتكشف عنها باستلهام متقن وفريد لخطوط وتعابير لحياة ونباتات وبيئة وتضاريس طبيعية .

تسرد “روان العدوان” بلغة تلك الفترة التي تحتل فيها الصورة مفردات لغوية حكايات داخل فضاءات تتجاوز المفردات الشائعة في تلك الحقبة لتترنم بصور ومحطات تغرف من عناصر الهوية والانتماء . تحاشت الرسامة في أسلوبيتها المتدفقة الحياد عن الرسومات الأصيلة وبانت كأنها في لحظة تنقيب عما علق بمكونات الصحراء وأطيافها من آثار موزعة على الصخور والواحات من بصمات الأسلاف السابقين. رسومات بدت وكأنها تحمل تجاربها في فن الخزف في متواليات من حراك البيئة والنقوش بجاذبية تنحاز إلى الأصالة والعمق”.

هي “روان العدوان” فنانة تشكيلية أردنية، تحمل شهادة البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة اليرموك، وشاركت في العديد من المعارض المحلية والعربية. اشتركت في ورشة خزف وتزجيج في إيطاليا العام 2001، وأقامت أكثر من معرض شخصي تحت عدد من العناوين، مثل “تراث وحداثة، وأشكال ورموز، ولحن البحر”، ولها مشاركات في مهرجان دول البحر الأبيض المتوسط، وفي الأسابيع الثقافية الأردنية في الخارج وفي أكثر من ملتقى للفنون التشكيلية في الأردن ودول عربية وأجنبية.

كان لنا معها هذا الحوار الشيق:

** كيف بدأ اهتمامك بالرسم وهل وجدت الدعم في البداية؟

– كنت ميالة لكل أنواع الفنون منذ الصغر، حيث كنت أشارك بالفعاليات المسرحية والرقصات الشعبية التي تقام بالمدرسة، كما أن دفتر الرسم وقلم الرصاص كان لا يفارقني.

 

لا شك أن بعض ممن هم حولنا لهم تأثير إيجابي في مسيرة حياتنا، لقد كانت جدتي المنحدرة من جذور شركسية عازفة أوكورديون بارعة، كما كان لها تأثير إيجابي في حبي واختياري دراسة مادة الفنون، حيث أنها أحاطتني ببيئة جميلة جعلتني أتعلق بالفن.

** ما هي المواد التي تستخدمينها في فنك؟

– المهم بالنسبة لي أن أنتج لوحة أو عمل فني يجمع عناصر بناء العمل، فالفنان يطوع المواد بما يتناسب ورؤيته الفنية، إخراج العمل بالنسبة لي أهم من المواد المستعملة. لقد درست الفنون الجميلة في جامعة اليرموك وكنت ملمة بآلية عمل الطين والزجاج بالإضافة إلى نظرية اللون، لقد كانت بداياتي الفنية معتمدة على إنتاج أعمال فنية خزفية مستوحاة من التراث والبيئة، ثم اتجهت بعد ذلك إلى الرسم بالألوان من إكريلك وألوان زيتية ومواد مختلفة على سطح القماش، حيث أن الفنان دائم البحث والتجريب.

** من هم الفنانون المفضلون بالنسبة لك وهل تأثرت بأحد؟

– أحب من الفنانين “سيزان، فان كوخ، جيرهارد ريختر، جاكسون بولوك” ومن الفنانين المعاصرين الفنان الياباني “تكاشي موراكامي”، الذي دمج ما بين الفن العالي والمنخفض والثقافة الشعبية.

** هل تنتمين لمدرسة ما في الفن؟

– أحب المدرسة الانطباعية التي كان لها الأثر الكبير في تغيير الفكرة النمطية للفنون، والخروج عن القواعد التقليدية في الرسم، حيث أستطيع القول أنها كانت ثورة فنية أحدثت تغييرا كبيرا في عالم الفن، حيث أصبح فناني هذه المدرسة ملهمي فناني العصر من أمثال “سيزان، كلود مونيه، ادغار ديكا، فان كوخ” وغيرهم.

لقد تأثر الفنانون بمدارس تاريخ الفن، لكن كل صاغها حسب رؤيته. والمدارس الفنية المختلفة كل مدرسة بنت على ما سبقها وقدمت حسب مفهوم العصر الذي يعيش فيه أفرادها.

** هل تحاول أعمالك الفنية توصيل رسالة ما إلى المتلقي؟

– الفن لغة تجمع الشعوب من مختلف المنابت والأصول، إنها لغتي التي أعبر بها عن نفسي، وأسعى من خلالها إلى تقديم أعمال فنية تعبر عن الجمال الذي حولنا وعراقة ماضينا، أحاول أن أنشر رؤيتي الفنية تجاه الرسومات الصفائية التي بحثت من خلالها حول التكوين والشكل، وكونت لوحات مترابطة بالتكوين والخطوط واللون وجعلت النقوش والرسومات الأثرية في الصحراء لوحات تعلق على الجدران.

** ما سر شغفك بالنقوش الصفائية واستخدامها في لوحاتك؟

– الفنان يتأثر بالبيئة المحيطة به، جمال الرسومات الصفائية وطبيعة تكوينها هو ما دفعني إلى الاهتمام بها، وإعادة صياغتها حيث عملت على خلق لوحات فنية تحاكي روح ماضيها وحاضرها. حيث وجدت فيها أنها فن حديث بالرغم من أن عمرها ١٠٠٠سنة قبل الميلاد.

بالرغم من أن الذي نقش هذه الرسومات والنقوش ليس بفنان إلا أنه يمكن القول أن هذه الرسومات المنقوشة على الصخور البازلتية هي أعمال فنية، لقد ترك لنا هذا الإنسان فنا جميلا رغم بعد المسافات وهذا أيضا ما دفعني إلى الاهتمام بها ودراستها على مدى سنوات.

إن الإنسان العربي الذي ترك أثره وروحه على هذه الصخور، هو إنسان متعلم عرف القراءة والكتابة وكان على دراية بعلوم الفلسفة والفلك، وهذا أيضا ما دفعني إلى الاهتمام بها بالإضافة إلى بنائها الجمالي. كما أن النقوش الصفائية إرث حضاري يجب الاهتمام به ونشره، وهذا ما عملت عليه ومنذ عام ٢٠٠٥، ومن خلال أعمالي الفنية التي عرضتها بالأردن وخارجه ووسائل الإعلام المختلفة. مما كان له الأثر في استقطاب المهتمين وتسليط الضوء على هذه الدرر المخبأة في صحراء باديتنا الأردنية.

** كيف يستقبل جمهورك لوحاتك التي تحتفي بالنقوش الصفائية وخاصة خارج الأردن؟

– عادة يوجد حضور جيد لمعارضي التي تقام بالخارج، وألاحظ الاهتمام الكبير لمعرفة المزيد عن هذا الفن، وخصوصا أن الجمهور في الدول الأوروبية على وعي بأهمية الفنون في حياته، حيث يدرس تاريخ الفن منذ الصغر٬ مما يخلق جيل مثقف واعي محب للابتكار في كل المجالات.

 

أستطيع القول أن الأذواق مختلفة، لكنني أسعى إلى تقديم لوحة تعبر عن بيئتي وهويتي، ومن جماليات ما أشاهده من حولي،  حيث أن لكل لوحة إلهامها الذي يعبر عن فكر الفنان ورؤيته، والتذوق الفني يختلف من مشاهد إلى مشاهد حسب وعيه وثقافته للعملية الجمالية. لقد سعيت من خلال لوحاتي إلى لفت الانتباه للاطلاع على إرثنا الحضاري، حيث أن الأردن غني بحضاراته التي قامت على أرضها منذ آلاف السنين.

** احكي لنا عن المعارض التي شاركت فيها؟

– هدفي هو أن أنتج لوحة وأن أوصل رؤيتي الجمالية للمتلقي، حيث أنني دائمة البحث عن صيغ جمالية تختلف عما طرحته من قبل من أعمال فنية، دوري أن أنتج عمل فني لكن نشره يقع على عاتق المؤسسات الثقافية ووزارات الثقافة والسياحة وسفاراتنا في الخارج، حيث أن الفنان في الخارج تهتم به دولته.

أقمت أكثر من أربع معارض شخصية في الأردن وخارجه، وعرضت أعمالي في غاليريات ومتاحف مختلفة، في كل من “الأردن، الكويت، الشارقة، النمسا، هنغاريا، أمريكا، لندن وإيطاليا”.

** ما رأيك في حال الفن التشكيلي في الأردن وهل يعاني من مشكلات؟

– إن النهوض بالفنون يحتاج إلى وعي ثقافي وقوة اقتصادية بالإضافة إلى الإدارة والتنظيم وخطط مستقبلية، كما أتمنى أن يكون الفن من أولويات الحكومة الأردنية، حيث أن الفنون تحتاج إلى قرار سياسي للنهوض بها،

في معظم الدول المتقدمة القائمين على القطاعات الثقافية والفنون من أصحاب الاختصاص. على الحكومة الأردنية أن تأخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار لما له من أثر على إغناء الحركة التشكيلية وبالتالي النهوض بالمجتمع، والتركيز على عرض العمل الفني الجيد حيث ينعكس هذا الأمر إيجابيا عند تمثيل الأردن بالخارج.

ومن المهم دمج المجتمع في عملية التذوق وذلك من خلال عقد الندوات والفاعليات الخاصة بالفن التشكيلي، حتى يصبح الفرد على وعي بأهمية الفن في حياته وبالتالي ينعكس إيجابيا على إنتاجه.

** كيف هو تفاعلك كفنانة تشكيلية في سويسرا وهل تواجهين صعوبات في عرض فنك؟

– أحب حضور الفعاليات الثقافية التي تقام بسويسرا مكان إقامتي، مثل ” ارت بازل، ارت جنيف ولوزان ارت” وغيرهم، حيث أن هذه المعارض تستقطب الفنانين والجمهور من مختلف أنحاء العالم، كما أنها تنعش الحركة السياحية في المنطقة. إن هذه المعارض تثري الحركة التشكيلية لكن للأسف وباء الكورونا قلل الفعاليات الثقافية وأجلت الكثير من المعارض الفنية في صالات العرض، واكتفيت بإنتاج لوحات أثناء فترة العزل. الفرص كثيرة بالنسبة للعرض هنا وسأركز على هذا الموضوع السنة القادمة إن شاء الله.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب