خاص : حاورته – سماح عادل :
“رحيم الربيعي” شاعر عراقي.. من مواليد عام 1977 بغداد/الرصافة، كرم من إتحاد المثقف العام 2016، نال شهادة تقدير في “مهرجان ميزوبوتاميا” في صربيا عن قصيدة: (وسادة الصبار)، والتي أشتركت في ديوان ضخم يضم شعراء عالميين. صدر له مؤخراً ديوان: (طرائد الشمس).
إلى الحوار:
(كتابات) : كيف بدأت لديك الرغبة في الكتابة .. وكيف تطورت ؟
- البدايات كانت من خلال التفاعل مع النصوص الأدبية، تطورت مع مرور الوقت ومن خلال تشجيع الأهل والأصدقاء.
(كتابات) : لماذا أتجهت لكتابة الشعر .. وماذا تحقق لك ؟
- إتجاهي لكتابة الشعر كونها موهبة في الدرجة الأولى، وأجد فيها مساحة أكبر لإظهار الإبداع، وإيصال رسالة محددة من خلالها، على الرغم من أن بداياتي كانت في كتابة القصة والسرد والقصيدة العمودية، ثم التخصص في النصوص الشعرية والنثرية منها، إنها تحقق لي الكثير من خلال وصولها بنجاح للقارئ.
(كتابات) : قصيدة النثر في العراق .. هل كان لها مساراً مميزاً ؟
- إن الظروف القاسية التي تعرض لها العراق من حروب وتهجير وتفجيرات وحصار..الخ إنعكست على أغلب المواضيع؛ فأصبح الوطن والشهيد والأرض والدماء والهزيمة والنصر مواد دسمة يتناولها الشاعر بشراهة ويتفاعل معها القارئ، كونها تلامس الواقع المؤسف، وكما تعرفين إن الشاعر هو لسان حال الجميع والناطق الرسمي بمعاناتهم وأفراحهم.
(كتابات) : في المجموعة الشعريّة (طرائد الشمس) كان الشعر ممتلئاً بهاجس الوطن .. حدثنا عن ذلك ؟
- نعم .. أخذ الوطن مساحة كبيرة في هذا المنجز، لأنه يستحق كل الإهتمام، ليس كونه بلدي فحسب فمقدار المظلومية التي تعرضنا لها يحتم عليَ الوقوف على كل حالة تناولت فيها الأرض والسماء والشهيد والأم واليتيم، لأننا نحمل هم الإنسانية والوطن على عاتقنا ما حيينا، ولأنه صاحب الفضل علينا لابد من رد الجميل وبما جاد به القلم.
(كتابات) : في المجموعة الشعريّة (طرائد الشمس) .. كيف ظهرت المرأة .. وماذا تعني بالنسبة لك ؟
- تناولت أهم القضايا الاجتماعية التي تخص المرأة، وبأبعادها الثلاثية، تارة أتغزل فيها وتارة أقبل يدها وتارة أخرى أوجه لها أصابع الإتهام، كونها لا تدرك أهميتها، فكانت بالنسبة لي تشكل من الأهمية بنسبة تفوق المقولة السائدة أن المرأة نصف المجتمع، نعم هي نصف المجتمع إن لم تحرك ساكن؛ فكيف إذا تولت دفة الحياة، فكانت الأم والإنسانة والحبيبة في نصوص عديدة ومهمة.
(كتابات) : في المجموعة الشعريّة (طرائد الشمس) .. هل أنصب أهتمامك على نسج لغة مميزة تخصك ؟
- نعم.. القارئ والمتتبع يجد أن هناك بصمة خاصة لكتابة أي شاعر يمتاز بها، أنا لم أعمل على ذلك وأركز عليه، بقدر ما ركزت على أدوات النص النثري ليكون متسلح بكل الأدوات المطلوبة من وحدة موضوع رئيسة، ومفردات مموسقة والإنزياح والتناص بكل أنواعه وعنصر الدهشة وعنوان النص المختزل لكل النص.
(كتابات) : هل تراجع الشعر أمام السرد من قصة ورواية في رأيك ؟
- الشعر لم ولن يتراجع أمام باقي الأجناس الأدبية المحترمة، كالسرد والقصة بأنواعها والرواية، السبب هو أن الشعر فاكهة المجتمع في كل المواسم، وهي الأقرب على القلب كونها تلامس شغافها.
(كتابات) : ما هي الصعوبات التي قابلتك ككاتب ؟
- الصعوبات التي واجهتني ككاتب هي عدم وجود الوقت الكافي للتوفيق بين العمل والكتابة ورعاية الأطفال والمنزل، كل هذه الأشياء مهمة لنا، وخاصة نحن نعيش ظروف قاسية على كل الأصعدة والمجالات.. بالإضافة إلى قلة الدعم من الجهات الحكومية المتمثلة بوزارة الثقافة والإعلام، فقد أخذنا على عاتقنا الإنضمام إلى الإتحادات الأهلية والتجمعات الثقافية في بغداد كإتحاد المثقف العام، ونشاطات المراكز الثقافية في شارع المتنبي وعلى صفحات التواصل الاجتماعي لممارسة كل الأنشطة والنتاجات.
(كتابات) : لما يقال أن العراق بلد الشعراء .. وهل لازالت العراق تنجب شعراء كثر ؟
- العراق ولاد بالطاقات الأدبية، والتي تترك بصمة وأثر في المشهد الثقافي الأدبي العربي والعالمي، وقد برزت أسماء مهمة بين فترة وأخرى، والعراق صاحب حضارة تليدة توازي الحضارة المصرية في القدم والإنجازات.. نعم لازال العراق ينجب أسماء لامعة خرجت من ركام الحروب والمفخخات، تتحدى كل الأقدار لترسم لها قدر آخر بطعم الكرامة والنصر.
(كتابات) : ما هي أحلامك وطموحاتك ككاتب وشاعر ؟
- الأحلام والطموحات أن يكون هناك “إتحاد عربي للأدباء والكتاب”، وأن يكون بعيداً عن أي خلاف، وأن يقر بجامعة الدول العربية كمؤسسة مستقلة تتناول الهم العربي المشترك، وشخصياً أتمنى أن يعم السلام على الجميع، وأن نكتب للحب وللأفراح والسعادة. وسأهديكم نص أعتز به كثيراً.
قصيدة الإخطبوط
في عيد مضى
عندما ألح علي أخي
بركوب لعبة الإخطبوط
تَذَوَّقتُ طَعِمَ الخَوف
فَحَمَلتُ لَهُ مِنْ الغَيظِ مَا جَعل أُمِّي
تَجْزُلُ عَلَيهِ أَلْذَع العِبَارَات
فَعِندَمَا كَبُرت
بعودتهِ مرتدياً علم العراق
تَيَقّنتُ أَنَّهُ كَانَ يُرَوِّضُنِي
لِلعَيشِ فِي وَطَنٍ تَتَلَقَّفُهُ أَذرُعُ المَوتِ
بِلَا رَادِع.