خاص: حاورته- سماح عادل
“دهام بدر” فنان تشكيلي عراقي بارز، من مواليد 1955- حديثة- العراق، خريج أكاديمية الفنون الجميلة- بغداد 1978، عضو نقابة الفنانين العراقيين، عضو نقابة المعلمين العراقيين، عضو جمعية التشكيليين العراقيين، يعمل مشرفا اختصاصيا للتربية الفنية- وزارة التربية.. اشترك في أغلب المعارض الفنية منذ الثمانينات وحتى الآن.. داخل وخارج العراق، في معارض مشتركة وجماعية ( لندن، عمان، دمشق، حلب، بيروت، طرابلس، دبي، تونس، برلين، بوخارست، الدوحة، دلهي، طوكيو، الرباط، صوفيا، بون، بودابست، وارشو).
إلى الحوار:
(كتابات) كيف بدأ شغفك بالرسم وكيف طورته؟
- حكايتي مع الرسم قديمة وطويلة، ترجع إلى أيام الطفولة والموهبة المتقدة التي وضحت خطوطها أمامي وأنا في عمر سنتين، مثلما يذكر ذلك الأهل، وقد تطورت في حينها عند دخولي المدرسة الابتدائية، ومشاهدتي لأعمال الطلاب الأكبر سنا وتوجيهات المعلم المختص.
(كتابات) هل تلقي الدعم من الأسرة والمجتمع ساهم في ثقل موهبتك؟
- لقد ساهمت أسرتي في تطوير قدراتي بشكل كبير جدا، وكان لها الفضل أيضا في دخولي إلى الأكاديمية الفنية بجامعة بغداد عام 1974، كما أن مجتمع مدينتي (حديثه) كان له الفضل أيضا بدعم مسيرتي، من خلال تشجيعي في المعارض المدرسية، وكذلك الهدايا التي كانت تقدم إلي في هذه المناسبات ومن مختلف فئات المجتمع.
(كتابات) كيف كانت بداياتك وهل تأثرت بأحد؟
- أتذكر جيدا أول اشتراك فعلي في المعرض المدرسي وأنا طالب في الصف الخامس الابتدائي، وقد اشتركت بلوحتين إحداهما رسم بقلم الرصاص والأخرى بأقلام الباستيل، وهذه اللحظة تمثل بداياتي في استخدام الأقلام على مختلف أشكالها في أعمالي الفنية حيث كان عمري 10 سنوات.
(كتابات) حرصت أن يكون لك أسلوبك المتميز .. كيف استطعت ذلك؟
- من خلال تأكيدي على الرسم بالأقلام حصرا ( الرصاص- الباستيل- الخشبية- السوفت- الروترنغ- الماجك- التحبير) وتطور استخداماتي لهذه الأقلام منفردة، أو من إدخال بعض التقنيات الحديثة وبعض المواد الأخرى كألوان (البوستر- الاكرليك)، وكذلك استخدام أرضيات مختلفة كأوراق (الكانسون الفرنسي المحبب- الورق الصقيل- وورق الأرت) ومازلت أبحث من خلال إيجاد تقنيات أخرى تزيد من جودة ورصانة الأسلوب، وكذلك تفردي بهذه المزاوجات والتقنيات المكتسبة من خلال التجارب المستمرة.. كل ذلك أدى إلى ظهور أسلوب متميز في التعاطي من خلال مواد بسيطة، تفردت بهذا الأسلوب وهذا التكنيك على المستوى الدولي بعد أن تجاوزت المحلية.
(كتابات) ما سر اهتمامك بالطبيعة وتكويناتها؟
- الطبيعة ملاذ آمن للإنسان العادي، فكيف بالفنان الذي يبحث عن الأمان والاستبطان في أحضان الطبيعة الغنية بألوانها ومواضيعها وأشكالها المتغيرة بتغير الفصول والأزمنة والأماكن، إن عشقي للطبيعة شيء لا يمكن الحياد عنه أبدا، فمنها نستلهم الحياة والتجديد والتطور، ومنها نكتسب الجمال والخير بكل ألوانها وأشكالها، وفيها وإليها تدوم العلاقة وتتوطد لأجل النهوض بكل مسميات الخير والجمال والحق.
(كتابات) تميزت باستخدام أقلام التلوين الخشبية والباستيل بالرسم على الورق واللجوء لوسائل بسيطة ليس فقط بين فناني العراق إنما في العالم.. حدثنا عن ذلك؟
- لو نعود للسؤال الرابع نجد قسم من الإجابة عن هذا السؤال لكني أحب أن أضيف كلام آخر لهذه التجربة.. من المعلوم أن هذه الأقلام (جميع الأقلام) غالبا ما تستخدم في التخطيط فقط، ونادرا جدا ما تستخدم أو يتم الاعتماد عليها أو استخدامها لإنتاج لوحات مكتملة (تخطيطا وتلوينا) وأنا من الرسامين القلائل الذين تعاملوا مع القلم كإمكانية تخطيطية وتلوينية في آن واحد.. وكذلك مزاوجة الأقلام ببعضها مع إضافة ألوان (مستحلبات مائية) كالإكريلك إلى هذه المواد، وإنتاج تقنية فريدة استطعت من خلالها أن أنفذ إلى الأفق العالمي باقتدار وتميز، وقد شهد بذلك العديد من النقاد والفنانين المتابعين لهذا الشأن.
(كتابات) ما هي العوامل التي جعلتك تتخطى حدود المحلية وتعرف أعمالك عربيا وعالميا؟
- تفردي بأسلوب جديد ومعاصر وبتقنية وتكنيك جديد جعل من السهل الانتقال بأعمالي إلى أفاق عربية ودولية، وإني الآن لا أجد صعوبة في الحصول على أية فرصة للعرض في مختلف القاعات والمؤسسات الفنية، سواء أكانت عربية أو إقليمية أو دولية.
(كتابات) بدأ الفن التشكيلي في العراق قويا.. هل تأثر بالأحداث السياسية المتلاحقة.. وهل يستطيع فرض حضوره في الوقت الحالي؟
- الفن التشكيلي العراقي ممتد تاريخيا إلى أعماق زمنية سحيقة لحضارة وادي الرافدين ( سومر- أكد- بابل- آشور.. الخ).. وقد استلهم الفنان العراقي المعاصر ذلك في أعمال فنية معاصرة، وقد أسس الفنانون الرواد لمدرسة عراقية تعتبر امتدادا حضاريا لمدرسة يحيى الواسطي.. أما الآن فان الفنان العراقي قد تغرب وتهجر بفعل الوضع الأمني والسياسي غير المستقر حاليا، لكنه استطاع فرض حضوره في كل مكان حل فيه، سواء كان ذلك في عواصمنا العربية أو الدولية والشواهد على ذلك كثيرة وكثيرة جدا.
(كتابات) هل تشعر أنك نلت ما تستحقه من التقدير لموهبتك وإنجازك الفني؟
- نعم، رغم كل الظروف التي مرت بالبلد وهي ظروف مأساوية إلا أني وبجهدي الشخصي ومثابرتي قد استطعت من تحقيق بعض الأهداف التي أوصلتني إلى ما أنا عليه الآن، وقطعا لو أن البلد كان قد استقر بشكل آخر لكانت لنا أقوال وأفعال غير ما نقوله الآن.
(كتابات) هل واجهتك صعوبات.. وما هو جديدك؟
- الصعوبات كثيرة جدا بل ومحبطة أحيانا.. إلا أن الإصرار على الاستمرار وتحقيق الهدف كان وراء عبوري لمحطات أليمة وشديدة الوطأة.
أنا الآن استعد لإقامة معرضي العاشر في العاصمة المصرية القاهرة بدار الأوبرا قاعة صلاح طاهر، وتحت عنوان ( إضاءات عربية) وذلك في 23 ايلول – سبتمبر المقبل إنشاء الله، وسيكون إضافة نوعية لمسيرة حياتي الفنية وأنا أعرض أعمالي في مصر أم الدنيا وبين زملائي الفنانين العرب.. وحينها سيكون لي ولك قول آخر!!.