19 أبريل، 2024 4:36 م
Search
Close this search box.

مع كتابات.. خالد حسان:  الأصوات التي تضيف مساحة جديدة في أرض الشعر قليلة

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: حاورته- سماح عادل

“خالد حسان”  شاعر مصري، حاصل على ماجستير في النقد الأدبي، وعضو اتحاد كتاب مصر، صدر له (“أضحك كحفرة واسعة” عن سلسلة إبداعات- “ابتسامة عريضة باتساع الخجل” عن النشر الإقليمي، إقليم القاهرة الكبرى).

إلى الحوار..

(كتابات) كيف بدأ شغفك بالكتابة.. وهل حلمت أن تكون كاتبا؟

  • بدأ ذلك منذ وقت مبكر من طفولتي، بدأ غريبا ومدهشا ورائعا، كنت في الصف الأول الإعدادي، وكنت أحب فتاة، وفجأة وجدتني أقول شعرا لها، كان بسيطاً لكنه كان حقيقياً، وصادقا وعميقا أيضاً، انبهرت بعدها بتلك الحالة التي تلبستني وجعلتني أنطق هذه الكلمات الغريبة الساحرة، وبدأت بعدها أبحث عن الشعر في كل شيء.

(كتابات)  درست النقد الأدبي.. ما تقييمك لحال النقد العربي.. وهل يواكب الإنتاج الأدبي؟

  • أعتقد أن النقد العربي في حالة يرثى لها، لأنه حدث تداخل بين النقد الذي هو علم في الأساس وبين القراءات النقدية التي من الممكن أن تقوم على بعض الخبرات اللغوية وتعتمد على الذوق الشخصي، والوعي المعرفي، والخبرات الذاتية، وبالطبع كلاهما بمنأى عن الإبداع الذي يسبقهما بخطوات كثيرة. البحث العلمي من خلال الجامعات العربية جعل النقد الأكاديمي في ورطة حقيقية، والنقد التطبيقي الأقرب إلى الكتابات الصحفية يكرس للاستسهال والانصياع نحو المصالح والتربيطات والشللية.

(كتابات) بما تفسر وقوف النقد المصري عند نجيب محفوظ خاصة الأكاديمي منه.. ووجود قصور في دراسة أدب الكتاب المعاصرين والشباب؟

  • هذا سؤال يحتاج إلى حوارات لأنه يفتح الباب أمام مأساة التعليم والبحث العلمي والوضع الثقافي المتردي، إن مئات الرسائل العلمية التي تنجز داخل كليات الآداب ودار العلوم لا تستحق ثمن الحبر الذي تكتب به، وهذا ليس كلامي ولكنه كلام أساتذة كبار تربينا على علمهم، أغلب الأبحاث مجرد رطانة لغوية، وتجميع آراء آخرين، ليس هناك إضافة حقيقية أو محاولات جادة لتقديم أفكار نادرة وأطروحات مبتكرة.

كما أن العقلية العربية تميل إلى تمجيد وتقديس الماضي، فمن الطبيعي أن يقف النقد داخل جامعاتنا عند نجيب محفوظ في الرواية، وعند أمل دنقل في الشعر، أعتقد أن حل هذه الأزمة يحتاج إلى حل منظومة التعليم، وإعادة هيكلتها لتحسين المنتج البشري، وتربيته على حب الاكتشاف، والفضول لمعرفة كل ما هو جديد، وعدم التكريس لتقديس الماضي لمجرد أنه ماض.

(كتابات) في شعرك بطل مهزوم.. منطوي.. أتعبته الحياة.. هل تكتب نفسك؟

  • بالتأكيد أكتب نفسي، أضعها على طاولة الكتابة وأقوم بتشريحها، ولكن نفسي هنا هي مجموعة كبيرة من الذكريات والأحداث والطموحات والأوهام والصراعات المرتبطة بآخرين، سواء داخل محيطي الاجتماعي أو مخزوني الفكري والمعرفي من قراءات وتجارب.

(كتابات)  هل تعبر في شعرك عن حالة جيل الشباب الذي أحبطه الواقع وقلة الفرص؟

  • قلت في نص سابق:

” لذا لا تنتظري اهتماما كبيرا

حين تميلين بالحديث معي

ناحية السياسية أو الثورة

أو تطلبي ولو بطريقة عارضة

أن تعرفي رؤيتي إزاء المدعو الربيع العربي

فأنا مثقل بي بما يكفي

وهمومي أبعد من أن يناقشها مجلس النواب القادم”

فأنا غير معني بهذه القضايا، أنا أكتبني فقط، ولا أسعى من وراء كتابتي لشيء.

(كتابات) هل واجهت صعوبات في النشر؟

  • بالتأكيد واجهت كغيري صعوبات في النشر، لكنني كنت محظوظا بأحد أساتذتي بالجامعة والذي تحمس كثيرا لكتابتي وساعدني على النشر في وقت مبكر نوعا ما، والصعوبات لم تزل مستمرة، فسوق النشر تتحكم فيه عوامل كثيرة، بعضها خارج نطاق العملية الإبداعية والحكم الفني عليها.

(كتابات)  أثار حزنك على جائزة جريدة أخبار الأدب ردود فعل مختلفة.. حدثنا عن ذلك؟

  • بالفعل هناك من اعتبر الأمر نوعا من محاولة جذب الانتباه، والبعض اعتبره نوعا من محاولة استعطاف الآخرين.. في الحقيقة أنا لم أفكر في الأمر، وربما لو فكرت قليلا لما كتبت هذا الكلام، أو ما كنت أطلقته للجميع على موقع “فيسبوك”، كل ما في الأمر أنني كتبت مشاعري حينها دون أي تفكير، ودون رغبة حتى في مواساة الآخرين لي أو تربيت الكثيرين على كتفي من خلال كثير من التعليقات التي فاجأتني وأسعدتني أيضا.

(كتابات) ما رأيك في الجوائز بشكل عام خاصة الجوائز العربية الشهيرة؟

  • الجوائز نوع من التقدير المادي والمعنوي، لكنها ليست كل شيء، وهناك كثير من الجوائز تتحكم فيها عوامل غير موضوعية، وتتدخل فيها المصالح والأهواء، و كمثال على ذلك جائزة أخبار الأدب التي أراها افتقدت مؤخراً كثيراً من المصداقية، بعد أن فازت بها بعض الأسماء التي لا علاقة لها بالشعر لا من قريب ولا من بعيد، أو بعض الأسماء التي تكرر شعريات سابقة، وتقدم نصا تقليديا كل علاقته بقصيدة النثر أنه بلا وزن أو قافية.

(كتابات) ما تقييمك لكتابات الشباب من جيلك.. وتفسيرك لكثرة أعداد الكتاب وغزارة الإنتاج؟

  • أعتقد أن الدواوين الشعرية كثيرة لكن الشعر قليل، قليل جدا، وأغلب الشعراء يحاولون تكرار ومحاكاة نماذج سابقة بوعي أو بدون وعي، قليلة هي التجارب الحقيقية والأصوات المميزة التي تحاول إضافة مساحة جديدة تحت أرجلنا في أرض الشعر.

(كتابات) ما هي روافد تكوينك الفكري والثقافي؟

  • بالطبع القراءة رافد كبير، وسماع الموسيقى ومشاهدة السينما، لكن ربما تبقى الحياة اليومية بما تحمله من تجارب وصراعات وأحداث هي النبع الأكثر عمقا الذي يأخذ منه الشاعر لأن القراءة وحدها تحول دون الاتصال المباشر مع الحياة والشعر.

قصائد لخالد حسان..

أشياء قد تحدث

يوما ما

سأتعلم الجلوس علي المقاهي،

والتسكع في الطرقات،

والتحدث بصوت مرتفع،

ومناداة الأصدقاء بألفاظ نابية،

والمزاح معهم

بما لا يليق.

سأتعلم التدخين ،

والثرثرة  ،

واللامبالاة  ،

وشراء الصحف اليومية  ،

وقراءة أخبار الحوادث،

وحل الكلمات المتقاطعة ،

والكذب على الفيس بوك،

والنوم نهارا – ولو ساعة واحدة على الأقل –

يوما ما ربما أهتم بنظافة حذائي

وشيئا فشيئا

ربما أكتب قصيدة تقليدية

في رثاء أبي !

***

لا أحب السياسة

بالمناسبة

أنا شخص كسول .. جدا

وفوضوي

وأناني

ولا أطيق الأفكار الكبرى

وليست لدي طموحات تخص المجتمع ، وأمراضه

وأحلامي – مهما اتسعت –

لا تتعدى وجودي

كفرد

لذا

لا تنتظري اهتماما كبيرا

حينما تميلين بالحديث معي

ناحية السياسة ،

أو الثورة ،

أو تطلبين – ولو بطريقة عارضة –

أن تعرفي رؤيتي إزاء المدعو ” الربيع العربي ”

فأنا مثقل بي

بما يكفي

وهمومي

أبعد من أن يناقشها مجلس النواب القادم!

***

على فوهة حفرة

هذه الليلة أبدو خائفا ومضطربا

كما لو كنت أقف على فوهة حفرة

باتساع العالم

خطوتي ثقيلة

وظلي يبدو أكثر بؤسا

من أي ليلة مضت

أشعر أنني كبرت في هذه الليلة

خمسين عاما

لدي رغبة حقيقية في حظر الحياة

أو إلغاء صداقتها

لو تصبح الأمور

بنفس سهولة عالمنا الافتراضي

لو أقدر أن أرسل في هذه الحياة تقريرا

على فيسبوك

ماذا لو يضيفون تقنية جديدة

يستطيع بها الواحد

أن يصفع هذا العالم على وجهه

أو يضربه على مؤخرته

أو يسدد له طعنة في الظهر

أن ينهي الحياة

هكذا

بكبسة زر

أي منطق في أن تستقبل كل هذه الهزائم

دون أن يكون لك الحق في الرد

ولو لمرة واحدة

ها أنذا

أجلس وحدي

كتاجر مفلس

يبحث في دفاتره القديمة

أحتاج هذه الليلة

لمن يربت على كتفي

ويقول لي:

– ولو من وراء قلبه –

إنني لست مسئولا عما وصلت إليه

إنني رائع

إنني جيد

إنني

– على الأقل  –

لست سيئا لهذه الدرجة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب