13 أبريل، 2024 9:11 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. حليمة الجبوري: عدد الشعراء في العراق يفوق عدد نخيله

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: حاورتها- سماح عادل

“حليمة خليل علي محمود الجبوري” كاتبة عراقية، ولدت في 1965 بغداد العراق، عملت مشرفة تربوية، وهي متقاعدة حالياً. حاصلة على شهادة البكالوريوس، لغة عربية، الكلية التربوية المفتوحة عام 2004 بدرجة جيد جداً عالٍ. دبلوم إدارة الجودة الشاملة.

وهي عضوة نقابة الصحفيين العراقيين، عضوة اتحاد الأدباء، مديرة قسم التدريب في شركة التقدم للتدريب والاستشارات، مدربة الجودة في شركة مبدعون للتدريب، مسئولة الإعلام في منظمة “منقذون” الإنسانية.

صدر لها:-

1- (رسائل ممنوعة)  سرد شعري  2017.

2- (أنين فراشة)، مجموعة شعرية.

2- (جذاذات عطر) مجموعة شعرية.

3- سرد شعري بعنوان (رسائل ممنوعة) عام 2018.

إلى الحوار:

(كتابات) متى بدأ شغفك بالكتابة، وكيف تطور؟

  • بعد إكمال دراستي في (معهد المعلمات) وممارستي لمهنة التعليم عام 1983 نشأ لدي شغف كبير بالمطالعة، بل نهم لكل كتاب يقع بين يدي، وفي مختلف المجالات، ثقافة، أدب، شعر، تاريخ، دين، قصة، رواية..إلخ، وفي التسعينات شاركت بعدة دورات تطويرية مهنية في اللغة العربية، وطرائق تدريسها، وقد التقيت خلال تلك الدورات بأساتذة، وشعراء ساهموا في اكتشاف حبي الفطري للغة، والشعر، ومنهم الأستاذ (تحسين الألوسي)، وكان هذا الحدث نقطة تحول في حياتي.

 

كان معيني الأول (مكتبة المدرسة) حيث لم استطع شراء كتاب، بسبب الحصار الاقتصادي على العراق، ثم أكملت دراستي في الجامعة، وبتخصص اللغة العربية، وبتفوق، مما صقل موهبتي الشعرية آنذاك، وبدعم أساتذتي الأجلاء للانطلاق في عالم الكتابة، والشعر ومنهم الدكتور (عبد الكريم التميمي) والدكتور الناقد والشاعر (عباس اليوسفي). ثم بدأت انشر كتاباتي مقالة، وشعرا في مجلة الصدى الإماراتية، والمجلات والصحف المحلية.

(كتابات)  كيف هي خبرتك في مجال حقوق الإنسان؟

  • بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 نشطت منظمات المجتمع المدني، وارتفعت أصوات الناشطين للدفاع عن حقوق الشعب العراقي ضد الممارسات الإجرامية للجيش الأمريكي بحق المدنيين، فشاركت بعدة دورات تدريبية مع منظمات دولية ثم أصبحت مدربة أقدم المحاضرات، والورش التوعوية في هذا المجال وتم اختياري عضو في لجنة حقوق الإنسان في مديرية التربية لعدة سنوات، فضلاً عن عملي كراصدة لانتهاكات حقوق الإنسان في بغداد لصالح إحدى المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.

(كتابات) في كتابك (رسائل ممنوعة) صور مرفقة مع النصوص هل هذه عودة إلى الزمن القديم وقت إرفاق الصور مع النصوص أم ماذا؟

  • إن ما تتميز به تجربتي الشعرية في (رسائل ممنوعة) هي هذه الصور كما أسميتها حضرتك وهي ليست صور بل هي لوحات فنية للرسام العراقي البصري (عباس دعير العتابي) وهو من الأصدقاء على صفحتي في “الفيس بوك” حيث كنت أنشر نصوصي الشعرية التي تضمنها الكتاب، وكلما نشرت نصاً أثار إعجابه لما لديه من حس عال بالشعر وهو الفنان الحساس الذي يرسم صورا فنية ذات دلالات أدبية مختلفة، وبما أن الشعر أيضا يرسم صوراً شعرية فقد حصل هذا الترابط غير المتعمد بل كان عفوياً حيث كان الرسام يستلهم من نصوصي أفكارا للوحاته الفنية ثم ينشرها هدية منه لي، دليل إعجاب وتأثر بما أكتب بل لاحظت أنها كانت ترجمة من الكلمة إلى اللون والصورة عبر فرشاة رسمه الراقية، ومن هنا حصل هذا الترابط الجميل بين النص الشعري واللوحة الفنية.

الأمر الذي جعلنا نشارك في معرض شعري تشكيلي مشترك لهذه اللوحات التي تضمن النص كتابة فضلا عن استلهام الصورة الشعرية فكرة للوحة فنية، وأقيم المعرض على قاعة في وزارة الثقافة العراقية بتاريخ 25/5/2015 وكتبت عنه الصحف والمجلات ونقلت الحدث قنوات فضائية عديدة حيث لاقى المعرض أصداء وإعجاب كبيرين من الجميع.

(كتابات) في كتابك (رسائل ممنوعة) ما السر وراء الإيجاز والتكثيف؟

  • نعم هذا صحيح لقد تعمدت الإيجاز والتكثيف لعدة أسباب:

أولهما أن من مميزات شعر( قصيدة النثر) هو الإيجاز، من خلال العبارة المختصرة الموجزة، والمفردة المكتنزة بالمعنى، المكثفة بالديناميكية والدلالات الفنية من ناحيتي المعنى، والمبنى.

والثاني هو لانتهاجي أسلوب الرمزية الشعرية للتعبير عن قصة حب اجتماعية تحمل الكثير من الأفكار، وتعرض قيماً، وتقاليد اجتماعية غير صحيحة؛ لكنها للأسف واقع نعيشه، ولكوني كاتبة، وشاعرة أنثى أعيش في مجتمع عربي بتسلطه الذكوري وبتقاليده العرجاء التي تحلل للرجل ما تحرمه على الأنثى، توسلت الرمزية للهروب من الاتهامات المباشرة (بالذاتية )، وهو أحد أكبر انتقاد يوجه للكتابة النسوية العربية بالذات.

ثالثاً إن نوع الشعر الذي أكتبه، وهو (قصيدة النثر) بتاريخها الموغل بالرقي، والمرتبط بالشعر الفرنسي بالذات، فهو يسمى (شعر النخبة) أي القراء النخبة المثقفة، ومثل ها النوع من القراء لا يحتاج  للإسهاب والتفصيل بل تسحره المفردة الموسيقية المكتنزة بالمعاني المكثفة، والموجزة فهو اللماح الذي يفهم ما بين السطور، واللبيب الذي بالإشارة يفهم..

(كتابات) الكتاب مليء بمفردات الحزن، والوحشة، والعشق… حدثينا عن ذلك؟

  • صدقت عزيزتي وشكرا لقراءتك المرهفة ل (رسائل ممنوعة)، واعتقد أن مفردات الحزن، والوحشة، والعشق تتطلبها القصة وتتناغم مع مضمونها الذي هو عبارة عن رسائل تروي قصة حب محكوم عليها سلفاً بالمنع؛ بسبب تقاليد اجتماعية عرجاء تحلل للرجل ما تحرمه على الأنثى، وتخنق الحب في مهده، متناسية أن الحب لا يعترف بالأسباب لا يؤمن بالمستحيل فكان السؤال (هل نستسلم لفقدان الحب الذي طالما بحثنا عنه بدعوى اختلاف العمر، أم أن ما لا يدرك جلّهٌ لا يترك كله؟ حتى وإن كان محكوماً عليه بالموت  من قبل أن يولد؟).

(كتابات) ما تقييمك لحال الثقافة في العراق وهل يمكن الحديث عن نهضة ثقافية؟

  • لكي نعدّ البلد يشهد نهضة ثقافية لابد من معايير نستند إلى مؤشراتها لكي نكون موضوعيين لا تأخذنا العاطفة فقط ؛ لهذا أقول أن بلداً يرتاد شعبهً (شارع المتنبي) كل جمعة عشرات الآلاف من سكان محافظة واحدة هي بغداد، بلد تكون فيه الأنشطة الثقافية والأدبية على مدار أيام الأسبوع أكثر من كل الأنشطة في المجالات الأخرى، بلد يشهد سنوياً معرضاً دولياً للكتاب تشارك فيه عشرات دور الطباعة والنشر وآلاف الكتاب وعشرات الآلاف من الكتب.

بلد رغم أحزانه ونكباته يحتضن “مهرجان بابل الثقافي” الآن، وهو يغتسل من هموم حرب مع أشرس عدو للإسلام، والعرب (عصابات داعش المجرمة)، بلد فيه عدد الشعراء يفوق عدد نخيله، بلد فيه المنظمات الأدبية، والثقافية، والاجتماعية بالآلاف يرتادها الطفل الصغير، والشاب مثلما يرتادها الشيخ الكبير، طفلنا شاعر، وشيخنا أديب، ونساؤنا خنساوات، وهناهد. بلد يرفع شعار (أنا عراقي، أنا أقرأ)، هذا البلد بالتأكيد يشهد نهضة ثقافية.

(كتابات) في رأيك هل تختلف كتابات النساء عن كتابات الرجال، وكيف؟

الكاتب هو الكاتب رجلاً كان أو امرأة ، تدفعه الموهبة، وتحركه هموم الناس، يستشعر آلامهم ومعاناتهم، ويعبر عنها بأسلوب أدبي، شعراً، أو نثرا، قصيدة، أو رواية، أو قصة، أو حتى لوحة فنية أو نحتاً يحمل رسالة ينطق بها الصمت، بدليل وجود كتاب رجال يكتبون على لسان امرأة ونتفاجأ هل فعلا هذا الكاتب رجلاً؟. ولا اعتقد أن هناك اختلافاً سوى أن المرأة أكثر رهافة حس، وعاطفة، وتجيد التعبير عن مشاعرها أكثر.

(كتابات) هل تواجه الكاتبة صعوبة في العراق والمجتمعات الشرقية وما هي؟

  • على العكس هناك الكثير من التشجيع بشكل عام في العراق، سواء في المحافل الأدبية والمهرجانات واتحاد الأدباء والنقابات والمنظمات فضلا عن الملتقيات والمؤتمرات، وهذا عنصر هام وجيد على أن يخلو من المجاملة على حساب الموهبة الحقيقة، ويكون تشجيعاً عن إيمان بالمضمون والموهبة وبموضوعية بقصد رفد الساحة الأدبية، والثقافية بالإنجازات، والإثراء الثقافي، لا بقصد إقامة علاقات، وتحقيق مكاسب لا علاقة لها بالأدب والثقافة.

(كتابات) في رأيك هل طغت الرواية على الشعر؟

  • كوني شاعرة أولا اهتم بالشعر أكثر من الرواية، وواقع الحال أن للشعر قراؤه، كما للرواية مريديها، وهناك مؤسسات تضع معايير للحكم أن كان الشعر طاغياً أم الرواية بمعايير مثل المبيعات وعدد المتابعين لكتابها وشهرتهم، ومع تطور التكنولوجي وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي وهوس الشباب ب”السوشيل ميديا” لتحقيق الشهرة كل ذلك يدعم القول أن الرواية طغت على الشعر، وفي الحقيقة لا أدري سبباً حقيقياً لذلك بدليل إصابة القارئ بخيبة أمل بعد قراءة الكثير من الروايات التي حققت شهرة واسعة لتفاهة مضمونها أو ضعف أسلوبها أو لأسباب أخرى لا تقل أهمية عن ذلك. لقد أصبح السباق لمن يحقق الشهرة أكثر لا لمن يقدم مضموناً ذا قيمة أدبية وثقافية أكبر.

(كتابات)  من الكتاب المفضلون بالنسبة لك؟

في مجال الشعر فقد جذبتني أشعار “ابن الفارض”، وشعراء الأندلس، و”المتنبي” قديماً، ويسحرني شعر الحكمة أينما أجده وفي أي عصر وزمان، وشعر الغزل والفخر. وحديثاً شعر “محمد مهدي الجواهري”، و”احمد مطر”، والشاعر القدير والناقد الكبير الدكتور “علي جعفر العلاق”، وفي مجال الرواية، “واسيني الأعرج” أولا ، و”أحلام مستغانمي”، و”بثينة العيسى”، و”إليف شفق”، ومن العراق “وارد بدر سالم” ، “إنعام كجه جي”،”علي غدير”، “علاء مشذوب” رحمه الله.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب